المغرب: نحو مشاركة كبرى في تظاهرات الأحد ومخاوف من تحويلها لصالح الاسلاميين


محمود معروف





























الرباط ـ 'القدس العربي': بينما تتواصل الدعوات
بالمغرب للتظاهر بعد غد الاحد للمطالبة باصلاحات سياسية ودستورية
واجتماعية، تبدي السلطات المغربية مرونة في تدبيرها لهذه الدعوات، وان كانت
تخوفات بدأت تطل برأسها من مشاركة التيارات الاصولية بعد ان كانت المشاركة
في بداية الدعوات تقتصر على التيارات اليسارية المعارضة.
واكدت جماعة
العدل والإحسان شبه المحظورة واقوى التيارات الاصولية المغربية المشاركة
في التظاهرات الداعية إلى بناء دولة الحرية والكرامة والعدل ونزولها إلى
الشارع بعد تردد دام عدة ايام.
وقال بيان لشبيبة الجماعة ارسل لـ'القدس
العربي' 'طال زمن الاستبداد والقهر في مغربنا الحبيب، وانتشر الفساد وعم كل
ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبات الشعب المغربي يئن
تحت وطأة الفقر والبطالة والتهميش، واستمر المفسدون في الاغتناء وتكديس
الثروات على حساب ضروريات العيش الكريم للمواطن المغربي البسيط؛ تعليم
مأزوم وصحة معتلة وأسعار ملتهبة وشغل مفقود'.
ووجهت مجموعات 'شباب 20
فبراير' و'الشعب يريد التغيير' و'حركة حرية ديمقرطية الآن' و'حركة 20
فبراير' على مواقعها على صفحة الفيس بوك نداء للتظاهر يوم الاحد امام
المراكز والمقرات الحكومية في جميع انحاء المغرب من اجل المطالبة
بالاصلاحات التي يرون انها ضرورية لمستقبل البلاد. الا ان دعواتها ووجهت
بحملة مضادة اتهمت الداعين للتظاهر بالارتباط بالجزائر وجبهة البوليزاريو
وقدمت صورا سلبية عن مشاركين بالمجموعات انهم دعوا لحرق القرآن الكريم او
اشهار الافطار في رمضان او التنصر او معاداة مغربية الصحراء.
وقال حسن
بن ناجح الامين العام لشبيبة الجماعة ان مشاركتها تهدف إلى تدارك نداءات لم
تفلح ولا دعوات الحذر من الغيورين 'فقد صم النظام آذانه ومضى في تخريب
البلاد وتحقير الشعب وتهميشه، والتمكين للحكم الاستبدادي الفردي؛ فلا
الحكومة تحكم، ولا البرلمان يشرع، ولا القضاء يفصل بالحق، مما عمق الإحباط
واليأس لدى كل فئات الشعب المغربي فقيرها وغنيها'.

الانحباس السياسي

وأوضح
البيان أن 'الانحباس السياسي والاجتماعي يتطلب تضامن كل أحرار شعبنا
الأبي، من أجل الوقوف أمام هذا النزيف الذي ينذر بخراب الوطن، لنضع جانبا
كل الاعتبارات الإيديولوجية والسياسية، وليكن الوطن ومصلحته نقطة اللقاء
والارتكاز'.
واكد بن ناجح على الطابع السلمي للمشاركة ودعا إلى اليقظة
اللازمة ضد أي استفزازات محتملة، محملا السلطات المغربية عواقب أي مساس بحق
الشعب المغربي في الاحتجاج السلمي.
ودعا مصطفى بابا الامين العام
لشبيبة حزب العدالة والتنمية الممثل بالبرلمان 'إلى ثورة شبابية حقيقية في
المغرب، ثورة ضد كل مظاهر الفساد التي تعيق تحقيق التنمية والعدالة
والاجتماعية لعموم أبناء الوطن، معلنين عن انطلاق حملة أشبه ببداية ثورة
أطلقوا عليها شعار 'شباب ضد الفساد'، من المنتظر أن يطغى عليها طابع
الاحتجاج في كل ربوع المغرب'.
وقال موقع 'هسبريس' إن عددا من قيادات
شبيبة العدالة والتنمية مصرون على المشاركة في هذه التظاهرات والانضمام إلى
باقي المكونات والهيئات في المطالبة بإصلاحات دستورية عميقة تمكن من تغيير
البنية السياسية والاجتماعية في البلاد وتضمن فصلا حقيقيا للسلطات وتقوي
وتعزز دور المؤسسات رغم امتناع قيادة الحزب عن المشاركة. وقال حزب البديل
الحضاري المحظور 'انسجاما مع قناعتنا في الانحياز للمستضعفين والمظلومين
والمقهورين والاصطفاف مع النضال الديمقراطي السلمي في كافة أشكاله قررنا
المشاركة في الوقفات والمسيرات الاحتجاجية التي ستنطلق يوم الاحد مؤكدين حق
الشعب المغربي في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بإقرار دستور
ديمقراطي. وفي بيان ارسل لـ'القدس العربي' قال الحزب الذي يوجد امينه العام
مصطفى المعتصم بالسجن 'إننا بمشاركتنا إلى جانب باقي الشرفاء في هذا اليوم
النضالي نؤكد انحيازنا المعروف للصف الديمقراطي وتشبثنا بخط النضال السلمي
الديمقراطي من أجل مغرب حر كريم متضامن.

الديمقراطية الحقة

وأكد
تحالف اليسار الديمقراطي وقوفه إلى جانب 'كل المبادرات الجماهيرية
والشعبية المطالبة بالديمقراطية الحقة، التي تمر عبر القيام بالإصلاحات
الدستورية والسياسية العميقة، التي تؤسس لقواعد الملكية البرلمانية، وكذا
بمحاربة الفساد بكل أشكاله، ومحاسبة ناهبي المال العمومي، وضمان التوزيع
العادل للثروة الوطنية، والعيش الكريم لكل المواطنات والمواطنين'.
وأهاب
بـ'مناضلي احزاب التحالف بالانخراط في كل الخطوات والمبادرات النضالية،
التي تهدف إلى تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود مع الحرص على احترام
استقلالية هاته المبادرات'.
وسجلت شبيبة حزب الاستقلال الحزب الرئيسي
بالحكومة تحفظها على الشكل الذي تمت به الدعوة إلى المشاركة في مسيرة
الاحد، واكدت مواقفها 'المبدئية من الدفاع عن الحق في التعبير والتظاهر
السلمي واستعدادها الدائم للانخراط في كافة المبادرات الشبابية والوطنية
والتي تهدف إلى صون المكتسبات الديمقراطية والمطالبة بإصلاحات دستورية
وسياسية تتماشى مع تطلعات الجماهير الشبابية.'
وأعلن المؤتمر الدولي
للشباب الأمازيغي مساندته 'لثورة الشباب المصري، ولحركة شباب 20 فبراير،
ولحركة 12 فبراير بالجزائر'، داعيا 'كل مكونات الحركة الأمازيغية، والحركة
الديمقراطية إلى عدم تفويت فرصتها مع التاريخ، والنزول مع الشباب من أجل
تغيير حقيقي يضع حدا للديكتاتورية، ويفتح صفحة الديمقراطية ببلدان شمال
إفريقيا'.
كما دعا 'كل الشباب المغربي إلى النزول إلى الشارع يوم الأحد
من أجل الديمقراطية، وإسقاط الديكتاتورية'، ودعا 'كل المنظمات الدولية،
والمنابر الإعلامية الحرة، إلى الوقوف في وجه الديكتاتورية، ومساندة حركة
الشباب بشمال إفريقيا ' .
واكدت الشبكة الديمقراطية المغربية لدعم
الشعوب 'بعد تدارس مستفيض ومسؤول لمبادرة حركة الشباب الداعية للاحتجاج على
الصعيد الوطني دفاعا عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ورفضا للاستبداد
والفساد، مسؤولية كل الديمقراطيين في الانخراط ضمن هذه الدينامية النضالية
ودعت كل الإطارات الديمقراطية أحزابا ونقابات وهيئات وجمعيات للمشاركة
الوازنة في هذه المحطة النضالية.

حملات التشويه

وادانت
الشبكة في بلاغ ارسل لـ'القدس العربي' 'كل حملات التشويه والتضليل والترهيب
التي تستهدف حركة الاحتجاج وتمس بالحياة الشخصية لشباب دعا للتظاهر، والتي
وصلت دناءتها حد تلفيق تهم العمالة للأجنبي، فضلا عن قرصنة البروفايلات
الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، واختراق البريد الإلكتروني لمجموعة
من المناضلين، وحجب الصفحات الخاصة لبعض المجموعات الداعمة للمبادرة.
كما
شجبت الشبكة توظيف الإعلام العمومي وجزء من الإعلام الخاص في التعتيم على
المنعطف التاريخي الذي تعيشه المنطقة العربية والمغاربية، وعلى دينامية
الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة بالمغرب وقالت ان مكوناتها ستعمل بالتنسيق مع
كل القوى الحية على دعم حركة شباب 20 شباط/فبراير.
واعلن المركز
المغربي لحقوق الإنسان عن مشاركته في التظاهرات وطالب الدولة المغربية
بضرورة إعادة النظر في منظومة تدبير شؤون الدولة، من خلال إصلاح دستوري
عميق، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، واحترام حرية الرأي والتعبير
وتوفير قواعد الحياة الكريمة للمواطنين، وإقرار مبدأ دولة الحق والقانون
على جميع المواطنين مهما كانت مواقعهم.
وعبر المنتدى المدني لمغاربة
أوروبا عن دعم كل أشكال الاحتجاج والمطالب الشعبية المشروعة في المغرب وقال
أنه يتابع تأثير ثورتي الياسمين والفل على الشعب المغربي وفئاته المحرومة
ونخبه المتشبثة إلى الآن بمطالب الانتقال الحقيقي إلى الديمقراطية، وإنجاز
إصلاحات سياسية عميقة والفصل الحقيقي بين السلطات ومحاربة الفساد.
وتعدّ
مجموعة من المثقفين المغاربة بعض منهم أعلن مساندته لمسيرة '20 فبراير'
رسالة يوجهونها إلى الملك محمد السادس لمطالبته بإصلاحات 'عميقة'.

انضمام المثقفين

واعلن
بيان لهؤلاء نشره موقع 'كود' على الانترنت عن انضمامهم إلى 'حركة 20
فبراير من أجل الكرامة'، وقال البيان انه بعد سقوط النظامين الديكتاتوريين
في تونس ومصر، وبعد أن 'أظهر شبابنا في المغرب، أنهم لا يقلون جرأة عن
أقرانهم في الدول السابقة، وحبهم لوطنهم وتطلعهم لمستقبل ديمقراطي للمغرب،
بإعلانهم ليوم 20 فبراير كيوم لانطلاق التظاهرات في مجموع ربوع بلادنا من
أجل التغيير الديمقراطي'.
وأوضح الموقعون أنهم 'كمناضلات ومناضلين
يساريين وديمقراطيين' ناضلوا وما زالوا من أجل 'إقرار ملكية برلمانية
والتداول الديمقراطي على السلطة والتوزيع العادل لخيرات البلاد وتحقيق
المواطنة الكاملة بما يحفظ كرامة المواطن المغربي'، 'نؤكد مساندتنا لهذه
الحركة الشبابية ولكل الحركات الأخرى التي تناضل من أجل نفس الأهداف،
ونعلن عزمنا على الخروج إلى الشارع يوم 20 شباط/فبراير للتظاهر مع هؤلاء
الشباب'.
ودعا البيان الذي كان من بين موقعيه حميد باجو، عضو المكتب
الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعلي بندين عضو المكتب الوطني
للحزب الاشتراكي الوطني ومحمد الساسي عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي
الموحد وفؤاد عبد المومني مناضل يساري مستقل ومصطفى مفتاح عضو المجلس
الوطني للحزب الاشتراكي الموحد وغزلان بنعمر من فضاء البيضاء للحوار
اليساري وعبد الحميد النويضي ومصطفى بوعزيز ونجيب أقصبي وإبراهيم ياسين
جميع الديمقراطيين والديمقراطيات في الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات
المجتمع المدني إلى 'الخروج جماعيا في هذا التاريخ للانخراط في هذه
الحركة من أجل الديمقراطية والكرامة والمواطنة الحقة'. وفي علاقة بالموضوع
علمت 'كود' إن مجموعة من هؤلاء المثقفين بصدد إعداد رسالة إلى الملك
يطالبونه بإصلاحات دستورية، ورفض بعض الموقعين التعليق على الموضوع وقال
لـ'كود' 'نحن في مرحلة نقاش، ولا نريد الخوض في هذا الموضوع، ما يهمنا
بالدرجة الأولى هو مسيرة '20 فبراير'. ويتوقع أن يتم الإعلان عن مضامين هذه
الرسالة بعد توجيهها إلى الملك في الأيام المقبلة.
وتنظم جريدة 'أخبار
اليوم' المغربية المستقلة مائدة مستديرة بمشاركة وجوه وكفاءات ومفكرين
لمناقشة وضع شمال إفريقيا ما بعد ثورتي تونس ومصر اللتين أنتجتا سقوط نظامي
الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك.

شمال افريقيا

وحسب
اعلان للصحيفة فإن المشاركين هم حسن أوريد ولحسن حداد ومحمد الساسي ومصطفى
الرميد، إضافة لجعفر حسون وكريم التازي ونور الدين عيوش وسمير عبد المولى
ورشيد جنكاري بحضور الـ 300 من المدعوين.
ويهدف النقاش حسب الصحيفة إلى
التداول بتداعيات ثورتي تونس ومصر وما حملاه من تأثير على شمال إفريقيا
والشرق الأوسط عموما، والمغرب بصفة خاصة واستقبال عدد من الشباب المدونين
لإلقاء شهادات وعرض صور وكاريكاتير ومقالات صحف عالمية وعربية حول ثورات
'الفيس بوك' و'تويتر'.
وقال المنصف بلخياط وزير الشبيبة والرياضة على
صفحته على موقع الفيس بوك، انه من 'أول المؤيدين لحرية الأفراد في أن
يفعلوا ما يشاؤون. الشباب الذين يريدون المشاركة في هذه المسيرة لهم كامل
الحق في ذلك، شريطة أن يحترموا آراء الآخرين. لكن رأيي الشخصي، كمواطن
مغربي، هو أن البوليزاريو تستغل هذه المسيرة لتضعف موقف المغرب في الأمم
المتحدة بخصوص حقوق الإنسان في الصحراء'.