شارداً كان الفؤاد |
والليالي عن هوى الأحباب تحكي |
عن فتى من أرضنا السمراء يأتي |
حاملا في القلب شارة |
معلنا صدق البشارة |
*** |
ألقت العرافة السمراء بعضا من حصى |
في رملها المسكون عشقا |
(عينه اليسرى دروب للرحيل |
والمساءات ابتداء في هواه |
مزقي الأغلال عن قلب الفتى واتركيه |
لا تخافي .. |
لن يدوم اليوم خوفك |
فالبحار ـ الآن ـ في درب النبوءات نبض |
عينه اليمنى تناجي ثورة الحزن الجليل |
دندنات القلب فيض |
يا ابنة الريح المساءات انحياز للرحيل |
والسماوات انهمار بالجلال المرتجي |
عشق النماء |
فالهوى في مفرق القلب انتصار للتوحد |
والأراضين التي افتض الخواء العمر منها |
تشتهيه |
ينثر الأشواق في الدرب المغيب |
يعلن العصيان يمضي |
شاهرا فكرا جديدا |
ثائرا يمضي صغيرا) |
*** |
لملمت عرافة الحي الرمال المستكينة |
أسكنت قلبا لرمل هَدَّهُ شوق الرحيل |
وانمحى سيل الخطوط |
فاستكان الرمل.. |
مات |
*** |
النبوءات التي نشتاقها غابت طويلا |
والميادين انتظارا تنزوي تحت السنابك |
والحقول الناعسات انساب فيها الجدب |
أعلى سورة الصمت الكئيب |
لا تعارض! |
إن علاك الضيم يوما لا تعارض |
أحن رأسا حان قطف القلب منها |
لا تعارض !! |
السماء انساب منها الدمع يحكي |
عن هوان لف منا القلب دهرا |
لو يثور القلب يذبح |
ذبحة بالصمت تتلى |
شمسنا تشتاق صبحا لا يجئ |
والليالي هدّها البعد المميت |
*** |
ياقصيا عن بلاد هدّها شوق انتظارك |
في دم الأحرار بعضا من خصالك |
والمدى ينتابه شوق العناق |
والشواشي في علو ترقب الفجر الوليد |
تجتبيه |
سوسنات الحق ترضى |
من نسيم الأرض عشقا لا يبالي |
إن جفاه النور يوما لا يبالي |
والخيول انساب منها |
في المساءات الوضاءة |
كان للنيل المجافي أرضنا يوما بداية |
تذكر الأيام في فخر قيامه |
يوم سار الجدب في تيه |
يميت الأرض والبطن الخصيب |
فاض نيل الأمنيات المشتهاه |
أغرق الزيف انتقاما للمساءات السعيدة |
يا قصيا.. |
هذه الأرض انتظارا تنزوي تحت السنابك |
والسنابك!! |
في ظلام الليل تغتال القلوب |
والقلوب اعتادها خوف كئيب |
*** |
في رحاب الأمنيات انساب صوت |
(يا هلي..يا هلي..) |
فافتح الباب الشجي |
واسكن القلب الحنين |
أكرم القوم اشتياقا |
فالمساءات انطلاق |
واسكب الدمع انحيازاً |
للمساءات السعيدة |
(يا هلي..يا هلي..) |
*** |
في بيوت تسكن الوجد الموشى بالوضاءة |
يولد القلب الذي قد غنت الأحزان |
بعضا من سطوره |
يولد الفكر الذي تشتاقه الأنسام في ساح القبيلة |
والد من طين هذي الأرض جاء |
عن أبيه الفارس المغوار يأتي |
معلنا بدء الخلود |
والسماء انتابها شوق المخاض |
أمه المشتاقة الخصب القصي |
اعتادها النور البهي |
عاد بالأرحام شوق |
للتسامي والوضاءة |
النماء انساب والأرض اشتياقا تشتهيه |
فاض نهر الأمنيات |
وانتشى في القلب نبض بالوضاءة |
*** |
في المساء |
كان نبت الأرض يزهو والنخيل |
جاءت الغربان |
ألقت سُمَّها في النهر.. |
غاض ! |
الإثنين نوفمبر 16, 2009 6:12 am من طرف الرحماني