سيدى رئيس الجمهورية.. عفوا لقد نفد رصيدكم من حب وتعاطف الشعب
المصرى، لقد نفد صبرنا من المراوغة السياسية والخداع الذى يتقنه "النظام"
بمعسول الكلام، يسانده فى ذلك جهاز إعلامى حكومى جبار، نفد رصيده من الصدق
هو أيضا بعد 30 ثلاثين عاما من الكذب والبهتان والخداع الممنهج.
سيدى الرئيس.. لقد نفد رصيدكم، رغم البيان والكلمة العصماء التى حاولت فيها
أن تدغدغ بها مشاعر المصريين، التى لم تنطل على الثوار المُصرين على رحيل
النظام ورأسه.
رصيدكم- سيدى الرئيس- نفد منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضى، بعدما
أعلنت جهارا، أن فترة رئاستك سوف تكون مدة واحدة، لتصبح ثلاثين عاما، دون
أن تفكر خلالها فى تداول السلطة ولو لمرة، وعندما مر الزمان عليك، قررت أن
تترك إرث الرئاسة لابنك، فعملت لسنوات مع أجهزتك الجبارة فى تلميع "جمال"
ليكون وريثك فى الحكم، وكأن مصر والمصريين تركة.
الرصيد نفد عبر ثلاثين سنة من الوعود التى لم تتحقق، وعود بالحفاظ على
كرامة الشعب المصرى، وحماية محدودى الدخل الذين أصبحوا فى عهدك إلى معدومى
الدخل، لقد بيعت خلال رئاستك ثروات مصر بثمن بخس، واستفحل نفوذ رجال
الأعمال فى عهدك ليصبحوا هم المانعين والمانحين لشعب مصر الكريم، ليطفو
نفوذ رجل أعمال كـ "أحمد عز" مدعوما بعلاقته بالنظام ليشل وينهب اقتصادنا
وشعبا على مرأى ومسمع من جميع أعضاء النظام.
لقد نفد رصيدكم بزيادة عدد الجوعى والمرضى الذين أصيبوا بأمراض خبيثة أشد
خبثا من النظام الذى قدم له طعاما مسرطنا فى عهد وزير الزراعة يوسف والى
الذى لم يحاسب على جريمته الشنعاء بحق المصريين، بل تم تكريمه فى عهدك.
رصيدكم نفد عندما أقصيت عددا من الرجال المحترمين من منظومة النظام بدون
سبب، سوى أنهم يقومون بواجبهم الوطنى على خير وجه، فألقيت بعمرو موسى وزير
خارجية مصر الأسبق الشجاع فى مستنقع الجامعة العربية، ونفيت الدكتور أحمد
جويلى وزير التموين السابق لأتون مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وأقصيت
أحد أنشط وأخلص المحافظين اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية
السابق إلى دهاليز وزارة وهمية اسمها الإدارة المحلية.
فى عهدكم سيدى الرئيس انتُهكت حرمة القضاء، فلم تحترم أحكام قضاء مصر
النزيه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى أن خرج القضاة إلى
الشارع مطالبين باستقلال عدالتهم، فضرب بعضهم، وسحل آخرون على يد أشاوس
وزير داخليتك الهارب حبيب العادلى.
فى عهدكم- سيدى الرئيس- ظهر ما يسمى بالعلاج على نفقة الدولة، الذى يحتاج
فيه المريض أن يلف ويدور ويتسول بين أروقة وزارة الصحة ليستخرج- بالواسطة
والرشوة- قرارا ببضع آلاف من الجنيهات، ليتم علاجه، بينما المسئولون
والوزراء يجرون عمليات التجميل فى أرقى مستشفيات أوربا على حساب ونفقة
الدولة التى تفرغت لجمع جبايات وإتاوات من المصريين.
فى عهدكم، أصبح مجلس الشعب "سيد قراره" ليصبح أقدم برلمان عربى وأفريقى بين
أعضائه نائب القمار، ونائب "النقوط"، ونائب المخدرات، والنائب المهرب،
والنواب المزورين، لتقتل كل أحكام القضاء التى قضت ببطلان عضوية هؤلاء على
مقصلة "سيد قراره".
إن ما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة من انتهاك وتزوير، رغم وعدكم
الصريح بأن تتسم الانتخابات بالنزاهة والشفافية، أتى على آخر ما تبقى من
رصيدكم.
لذا.. ولكل ما سبق ذكره وما لم يرد فى السطور السابقة أؤكد لك سيدى الرئيس "عفوا لقد نفد رصيدكم"