ليس من البرد يرتعش الحكام العرب
مختار نوح |
20-01-2011 00:16 طبعاً
لأنهم إستهانوا بشعوبهم ..وظنوا أن صبر الشعب عليهم كان بسبب الضعف ولم
يدركوا أن صمت الشعوب هو من باب الأدب والذوق ... وحتي لا تتسبب الثورة في
مزيد من الأضرار للفقراء..
والحكام العرب عبارة عن " فولة واتقسمت
عشرين فصاً " فإذا ما قام حاكم" قمعستان" بتغيير الدستور ليضمن البقاء في
الحكم طول العمر , قام حكام "نفاقستان" و"ظلمستان"و"قهرستان" بتغيير المادة
رقم ستين ألف من دستور البلاد حتي يعيشوا في القصور طوال العمر .. لهم ثم
لأولادهم من بعدهم..
من أجل ذلك تزاحم الحكام العرب في إنقاذ "حاكم
تونس" فقد وردت إشارة إلي طائرته مكتوبه بالشفرة من كل حكام الدول الشقيقة
وكان نصها " من قدم السبت يلقي الحد قدامه " وعلي رأي الست دي أمي : "
الديب الهربان بذنوبه...ماينفعوش إلا ديب من توبه " ..وتوته توته فرغت
الحدوته ...وهرب حاكم تونس وسبحان المعز المذل... ومن كان يراه يأمر أتباعه
فيحي بهم ويميت لن يتصور صورته وهو يفر من تونس في الليل بعد أن تمت
طمأنته علي أنه لن يمس أحد قصوره وملياراته وطائراته ولن يسمح لأحد
بملاحقته قضائياً ...لكن في الحقيقة لا أحد يعلم كيف سيكون مصير الطغاة
..فشاه إيران عاش في مصر خائفاً لا يخرج من باب القصر الذي مكنه منه الرئيس
الراحل "أنور السادات".. وكان الشاه يعاني من قلة الحركة..والعذاب النفسي
الذي يعانيه أي طاغية بعد خروجه مطروداً من شعبه مصحوباً بلعنات المظلومين و
قد جرت العادة أن يفيق الطاغية من غفوته ويلعن رؤساء الصحف الحكومية الذين
كانوا يخدعونه في كل صباح..ويتمني " لو يطبق " في "زمارة" وزير
الإعلام..وكذلك المذيعين اللذبن كانوا ينافقونه في برنامج "صباح الخير يا
بلدنا" .. أو في برنامج "مساء الخير يا بلدنا" ..وليس من الغريب أن تتنكر
أوروبا للحكام العرب ..فمتي سقط الطاغية العربي لفظته أوروبا ولا تكتفي
بذلك بل إنها تقول لأتباعها تلك العبارة الشهيرة التي وردت في فيلم
"واإسلاماه" ..: "إذا شوفتوه في الحرب إقتلوه"..
الخلاصة يا سادة إن
الحكام العرب نسخة واحدة..وهم في الفشل واحد..وقد أفقروا شعوبهم بطريقة
واحدة وحققوا نسبة من البطالة واحدة وجعلوا بلادهم في تبعية واحدة...لعدو
لشعوبهم واحد..وتمسكوا بالسلطة بطريقة واحدة..وسخروا التشريعات لخدمتهم
بطريقة واحدة..حتي جهاز أمن الدولة الذي يحميهم له أسلوب واحد..وطريقة
التعذيب واحدة وطريقة القتل وتجويع الشعوب واحدة..وأسلوبهم في التوريث
واحد..وهذه المظاهر هي مظهر الوحدة العربية الوحيد بين الحكام العرب
..والآن أيها السادة يرتعش الحكام العرب..ولكن ليس من البرد طبعاً ...
فخروج طاغية تونس ليس هو الخروج الأخير...بل إننا ننتظر بناء مجمع لحكام
العرب في أوروبا لإيواء الحكام الهاربين ..والحاكم العربي يتسم بأنه لا
يتصور بأنه سوف يموت أبداً...و كل حاكم طاغية يعتقد أنه يملك البلاد
كلها..مع أنه في الحقيقة لا علاقة له بالبلاد ولا بالشعوب...ومع ذلك فهو
يتصور بأنه يملك تلك البلاد وبأنه سيعيش أبد الدهر..وأنه يقود شعباً من
الصم والبكم .. حتي يفيق علي الحقيقة..إما بالطرد..أو بالموت
وبهذه
المناسبة فيروي أنه قد إحتشد شعب بلاد "قمعستان" لتوديع حاكمه وهو علي
فراش الموت بعد أن تجاوز عمره المائة عام ..فلما سمع الحاكم صوت الشعب سأل
وزيره عن سر هذا الضجيج فأفاده الوزير بأن الشعب قد إحتشد ليودعه..وهنا سأل
الحاكم الوزير :
" ليه .. هو الشعب رايح فيين ؟
وعجبي