الليل وعبدالله اقارب
العرق البارد والنار وحزن الايام
وعبدالله اقارب
يفهم في اللج
وافضل من يصنع مجذافين ولا يملك قارب
يدفع جفنيه يقاتل لون السقف البصلي
يزيح الجدران
يصاهر نار الايام
احبك يا عبدالله لنفسك غاضب
وعلى نفسك غاضب
رشاشك يعقد قمته منفرداً ونعالك في قمتهم
اصفعهم عبدالله بارض نعالك
يخرج تاريخ عقارب
ان تسحب سحاب السروال عليهم
نزلت للارض سراويلهمُ
وقرار يفتح فخذيه
وجلسات مغلقة وعجائب
افتح عبدالله مسدسك الحربي
افتتح الجلسة فيهم اعداء واقارب
ان تكن الطعم.. فأنت السنارة قد علقت
لولا.. لعنت لولا
ملعون من يتبعها
تملك اسلحة الارض وتسأل كيف نحارب ؟؟؟؟!!!!
يا عبدالله بساعات الضيق
تحولت الدبابات ارانب ؟؟؟!!!!
فتلت اسلحة الجيران شواربها ليلاً وصباحاً
حلقت وتصابت
وغدى الميثاق القومي بدون شوارب
وصواريخ الفرجة فشت
وأتمت يا عبدالله مهمتها
ضمن مهمات صواريخ القوم مقالب
أصحوت اخيراً يا عبدالله
أصحوت اخيراً
أصحوت
أوقد حزنك..
فرشاة الأسنان..
زكامك..
قهوتك المرة والمرأة والمرآة
تطلع في وجهك لا تتذكر
مثلك لا يتذكر.. لا وقت له للذكرى
والى صدغك تتجه الحرب وتلتهم الجرافات صحون الرز
تغطيها
راحات الاطفال المبتورة
دهشتهم
صرخات الليل
أتم الصمت العربي وليمتنا الكبرى
سقطت لقمة رز من فمهم فيها الأسنان
تدحرجت اللقمة حتى قلبك في الغربة
وابتسمت
أقسم عبدالله بها
تبدأ تواً بالثأر
فكل دقيقة تأخير مذبحة أخرى
أسند كوعك للكوة يا عبدالله..
اسند كوعك للكوة
مد الرشاشة في الفجر الشاحب
لا تتأخر
عداد القلب وعداد القنبلة الموقوتة متفقان
ووعي السبابة قد بلغ النار
وأيام التاريخ تقبل راحتك اليسرى
ضع متراس الشك أمام ثمالة أيامك
والألم الليلي
وخذ حصة حزن في قلبك لا تسمع الا دمك الناري
جنونك.. زمجرة الجرافات
صراخ قتيل دون يدين
تفتش عن طفليها
اغتصبوا زهرتك الاولى..
ضاجعها ميتة يا عبدالله مجرد ذكرى
حصدوا الورد الخائف في خديها
اغتصبوا أمك أيضاً من كلمات الله على شفتيها
من خمسين من السنوات دموعاً للارض بعينيها
هدموا الدار
واذاعات العرب الاشراف تبول على النار
أعلنت التعبئة الجنسية يا عبدالله درابكهم
حزنزوا هزاً
رهزوا رهزاً ومضاجعة
وتمنوا أنهمُ كانوا بمخيمك الدامي
يشتركون بفض امرأةٍ.. أكل صبيٍ
عرب.. عرب.. عرب جداً اولاد الكلب
واول ما تعرض خصيتهم في نشرات الاخبار
أي براكين خامدة في نظراتك
في زاوية الغرفة
أية قافلة برخت في الصمت الهائل
وجهك.. ما هذا الصمت العبداللهِ
مقدمة الحقد الاعمى العاجل
يا عبدالله القادر
يا عبدالله المتمكن فعلاً
حدق في الشارع مرتاباً
فعدوك في الشارع
أخبار الحرب جراء تتثاءب في الشارع
رجل الأمن التكعيبي يهرول في الشارع
جمهور لا يعرف يأكل
لا يعرف ينكح
لا يعرف في الشارع ماذا في الشارع
سكينك يا عبدالله الساكن في البريات العربية
منفياً عن نفسك.. زوجك.. تبغك.. جرحك..
حزن شوارعنا
سكينك.. احذر ان تتدجن للمطبخ
يا عبدالله اشحذها
نفذها تنفيذاً نفذها
أصبح ممنوعاً ان تستشهد
او تدفع جيبك عند حدود الجيران وتستشهد
ايهما اسرائيل
ايهما اسرائيل
الخبز عليه علامة اسرائيل
حبات الرز عليها اسرائيل
المسجد والخمارة والصندوق القومي لتحرير القدس
بداخله اسرائيل
وانت اذا لم تفهم.. لم تتعلم يا عبدالله
تمتصك اسرائيل
ناعسة بيروت الغربية في كف المطر الليلي
وتزهر بين الاسفلت وحزنك والصمت
ولغم يحلم احلاماً طيبة
وجريح يصرخ:
- بيسان..
الى بيسان خذوني
يا عاشق يا عبدالله عيوني
لا تلبس اغنية شالاً اسود في العرس وايقاعاً مسرف
ولدينا عمل قبل الافطار جليل كالله
سنخرب..
ان اطعمت حمامات العالم من قلبك انت مخرب
أنت رصاص.. أنت رصاص
أو أنت ملأت جيوبك حلوى
تتحول يا عبدالله رصاص
او غنيت لزوجك اغنية الليل
يكون اللحن كتفريغ المخزن في الليل
وتسعل يا عبدالله دخاناً
وتنام براحتها عشقاً وخلاص
ان درت العالم تكتب اشعار السلم
على التأشيرة.. تذكرة الرحلة..
أبواب مطارات البرد
حافلة الليل
فوجهك انت ومنذ ولدت تسمى عبدالله الارهابي
وبناتك عبدالله العربي الارهابي
وصوتك عبدالله الارهابي
وموتك..
بعض الناس خطايا فادحة يا عبدالله
وبعض الناس قصاص
أنت قصاص
الحزن يجيء مع الريح وماء الحنفيات
وضوضاء الطرقات
جنود الدبابات يبولون على وجه بلادي
وجهي في الارض ووجهك في الارض
اخرس لا تتنفس.. لا تخرج للشارع..
لا تتفرس
ممنوع ان تصرخ في بطنك
آه يا عبدالله ألا فاصرخ
اصرخ يا عبدالله
انفث في أسئلة الناس.. ملابسهم..
ساعات أياديهم
صمتهم الالزامي البارد
اقتلهم بوجودك.. الحاحك.. حبك
آه من حبك يا عبدالله حزين اخرس
نتحداهم.. ننفذ من بؤبؤهم
نمسح وجه الأحجار بخلدة
يا خلدة يا قلعتنا البحرية لا يفتحها الا العشق
وريح الفجر وصوت النورس
تترك باقات الاعذار براحة كهل ترتاح بحضن الانقاض
وكوفيات فدائيين عرفناهم وعشقناهم
أو لا نعرفهم وعشقناهم
يا أحباب تأخرنا
يا صرخات الاطفال بخلدة والبربير تأخرنا
يا نادل مقهى أسلحة الليل تأخرنا جداً
وامرأة ما زالت تكنس شرفتها
وتلم شظايا قنبلة
انهم يا عبدالله يرون حزوز الايام بوجهك
كالرمانات اليدوية تنسف كل المؤتمرات
سكتتك الملغومة تسحب عن أوجههم يا عبدالله
سراويل التصريحات
نظرتك الحربية جمرة
زيتونة ليل توقد مصباحاً ذرياً
لا يا عبدالله ولا.. وتكاد تضيء
ولو لم تكُ يا عبدالله حزوز في وجهك
كان لوجهك ارهاب مسدس
يا عبدالله.. الحي الله..
جميل انت.. جميل بتراب الحرب
ووجهك فوق وجوه الشهداء مظلة ورد
وبوجه الأعداء مفازة صبير لا حد لها ومسدس
اثبت عبدالله.. تحجّر
ليس لربك ان يأمر الا بثبات القلعة والنار
ولدينا عمل يا عبدالله
مسدس قبل الافطار
نقرأ آخر برقيات الليل على الشارع
نتأكد ان منظمة التحرير انتصرت
رفضت رفضاً قاطع
نتوثق ان لنا كالناس وجوهاً
وذكوراً ما حجزت للدولة يا عبدالله
وخمس اصابع
ونحب ونستشهد بدون عرائض او اعذار
نتأكد عشنا يوماً في الوطن العربي ولم نخصى
غريب جداً
خطأ لابد خصينا
نتأكد ما زلنا نطعم من شفة الحب عصافير الدار
ونحاول تغيير الدنيا
ولدينا عمل قبل الافطار
تأكد خبزك
تأكد كوز الماء
تأكد ان شقوق الشفة السفلى لم تتغير وجهتها
وصراحتها
واغانيها
سبابتك الارهابية ليس تخاف التهمة بالارهاب
وتعرف كيف تذل عيون الذل
وتسحب كالعشق مسدسها
وتعد الى القدس لياليها
يا متهماً بالشعر العربي
أليس لهذي التهمة يا عبدالله مغازيها
إنْ سلمت سلاحك سافل
و أنا سافل
وعشاء الليل البارد
والماء وفجر اليوم القادم سافل
ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة..
بالارهاب
بقطع اللوز الصهيونية
بعد مخيم شاتيلا يا عبدالله
مسدسك القانون الدولي
أقم في مخزنه عبدالله مخيمك الثوري
وحزنك والشعر وما تملك من أشياء
وتجذر فيه.. فان الصف الاول لم يتجذر
فاتته الايام
وخانته لياقته الثورية
برر ليلاً ما كان يدين نهاراً
حاول ان يلقى الشعب بجيب النفط
وكان هنا رأس الداء
قسماً عبدالله بقبرين جماعيين بصبرة
بيروت تنجسها
ان وضعت ملك المغرب
في احدى قدميها الطاهرتين حذاء
وستنهض من بين الانقاض صنوبرة الحزن
وتغمر صبرة بالأفياء
وبساعات خروجك بسلاحك للتنظيف
وتشهد انك قاتلت الغارات
وقاتلت البحر
وقاتلت طوابير الدبابات
وقاتلت خيانات الدبابات الاخرى
وصمدت صمود الانواء
رشاشك كان وكالة أنباء الثوار
إذا كذبت فيك وكالات الانباء
خذ جورب سيدة ذبحت
احفظه بجيبك
ذاك صراطك يا عبدالله
في الليل تسلل..
هنالك جندي محتل
اخنقه بهذا الجورب يا عبدالله
لعلك تشفي واحد بالالف من الحقد بقلبي
هذا الجورب سكين..
حذاء شهيد سكين
فرشاة حلاقته سكين..
حالة عشق لا تتكرر يا عبدالله فلسطين
ان قدمت لهم ماء سألوك بحب إن ذقت مياه فلسطين
او أكلوا سموا بسم الله وحب فلسطين
او قتلوا تحت الارض
يعودون الى حضن فلسطين
او جاؤا باب الجنة
يلقى الله بأيديهم قبضة طين منها
يتمنى ان يستبدل جنته يا عبدالله بهذا الطين
تتربع للافطار وزوجك والاطفال وكأس الشاي
بدون شهية
وقروح في أمعائك مزمنة
عدد الانظمة العربية
وتحرك سبابتك المهمومة في فم طفلك
تسمع لذغته الناعمة الوردية
تبحث عن اول سن تجرح من اجل قضية
العضة دار
ويعضك عضات ناعمة.. يضحك في وجهك
يفهم انك يا عبدالله
تدربه الدرس الأول للثوار..
جميع الثوار
ويحدق في نار الشيب بوجهك
يفرش راحته في حجرك
ترقأوا دمعك مخافة ان يثقب راحته
وتهمهم أفراحاً مبهمة
وتقبل راحته وتقول لأخذ الثار
وتدس وجوهك فيهم
شفاهك
آلاف عيونك
تمسكه من كتفيه الناعمتين
قتلنا احدث اسلحة الموت بشهرين
قاتلنا الصمت العربي
شربنا البالوعات وماء البحر
دفنا القتلى بين الغارة والغارة في قبر مشترك
لا نتراجع يا ولدي لا نتنازل لا نغرق
الطيران يهاجم في الفقرات
شرايين القلب.. البرج.. السلم.. عبدالناصر.. دوار الكولا.. مستشفى البربير..
قبور الموتى.. جثث الموتى تخرج غاضبة.. تقتل ثانية
تصعد في الليل كما الافراح النارية
ابيض احمر احمر قان ازرق
نحن هنا لن نتزحزح عن هذا الخندق
الطيران يهاجم غفوة طفل يحلم بالطيارات العربية
يرفع كفيه يلوح للطيارين
يحملق في فجوة صاروخ في السقف
يرى طائرة سوداء
فلم يصل الطيران العربي إذاً
لم يتجاوز احد الطيارين اناقته وملابسه
( ماكو ) أوامر يا عبدالله
ولكن قسماً بالحزن وصور وصيدا
لن نتزحزح عن هذا الخندق
طلبوا شرف الكوفية من بيروت
أبَتْ إلا ان تلبس كوفيته وتقاتل
وتقاسمه الخبزة والخندق والخذلان العربي
ويمسحها القصف مساء
تتحامل في الصبح على قدميها
تمسح تنورتها وتقول له
ليس على الصمت العربي المزري يا عبدالله
فالقصف توقف ثانيتين
الخميس نوفمبر 12, 2009 1:51 pm من طرف هشام مزيان