مشقّق كأرض الجفاف بالجنوب، شفتاي تتوقفان حول آخر كلمة، أحمي موروثاتي
البسيطة: طقطقة الجنون، حركة الطير في الذاكرة، تفعيلة المهاجر، ورقا لا
موزون، أساطير هي أقرب إلى الحقيقة.
والقمر الذي لم يتدوّر من زمن.
على القوس أقف.
يصبح البكاء سهلا حول المائدة الخالية.
على الضوضاء أقف في ليل "الحداثة"، على خطى الخيول المخبولة يقف البيت الشعريّ.
التّاء مربوطة في حلق الأصدقاء. "دار ميّة" مغلقة والسؤال مكسّر عند بابها.
على المعلّقات العشر ينصّب الحائط وينصبّ. المعلّقات السبع يتراقصن كما
تتراقص الكوابيس. "أمّ الرّباب" تشك –مثلي تماما- بالمعلّقات، فهي ترى على
"امرئ ألقيس" جبّة تتطاير منها الخفافيش بينما يمشي متثاقلا في شوارع
الجنّة.
"مغتسلة" أبي نوّاس بلا خيال واسع وقد أوصدت الشبّاك في وجه المتلصّص…
فمن أين الشعر؟.
"المجنون" في صحراء من وهمه يقضم شطر يديه - فاكهة الخطيئة- فهو لا يحتاجها لا للكتابة ولا للجنون.
ليلى ليل.
في ليلها يمشي الرّواة في المنام، تمشي الخرافات، ابن حيّان يمشي فوق اللانهائيّ من الدّوائر، يمشي المتصوّفة في الصّدى الأجشّ.
السّاعة تزحف فوق الكتل الباردة من النساء الآتي ذكرهم:
* شهرزاد
* علّيسة
* الكاهنة
* وجدّتي
إني أرتطم بحائط "جون بول سارتر".
من أين الشعر؟.
ابن منظور يغيّر من حمرة اللسان، ها هو يضع شيئا ورديّا فاتحا على وجوه
"الغزاة"، يضع شيئا صافيا على مادّة (ح – ر- ب)، غامضا على (ح – ب- ب)
داكنا على (ش- ع- ر)…
في كلّ ذلك ابن أبي سلمى في وحل الحول لا يعرف الدّار
ولا أعرف الدّار
فمن أين الشعر؟.
معرّض لأن ألتقي بـ"كافكا" وأنا أطيل النظر إلى الباب المغلق.
معرّض لأن تفسد استعارتي العامّة وتتفجّر كفقّاعة وأنا أفتل الليل حالكا كضفائرها.
معرّض لأن أتقوّس كما يتقوّس أعلى الاستفهام وأن تتسمّر كرة الأرض المريضة نقطة أسفل ذاك الاستفهام,
أنا أحاول المشي دون سؤال.
أنا لا أنام لخلل في الظلمة. في الظلمة زحاف شاهق. فيها تشقّق متشابك، فيها ما لا أرى، فيها الوجه ذاته الذي ودّعت من سنين عديدة.
أنا لا أنام.
الملائكة تحاصرني –تقول أحد النساء الأنفة الذكر- ولعلّها جدّتي
تحاصرني الليلة بفكرة صياح الديك الصباحي تقول ربّة السرد
يحاصرني السرد وشهرزاد السرديّة
فمن أين الشعر.
أنا لا أنام.
أغطّ في يقظة كبرى.
أخلط بين الذي أراه والذي أتذكّره.
بين التي في القلب والمارّات.
أغطّ في صحوة من نحاس أدقّ الوشم نقطة فنقطة فوق وسادة أخلط بينها هي الأخرى وبين نهدين.
الجمعة فبراير 18, 2011 11:13 am من طرف الكرخ