** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3161

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا Empty
14012011
مُساهمةإذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا

إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا


أمجد ناصر










2011-01-14




إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا 14qpt90.5

















لا أعرف من الذي قال إن الناس في بلادنا كانوا
ينتفضون من أجل الكرامة وليس الخبز. حسناً، لقد فقد الناس، منذ أمد طويل،
الأمرين معاً، فلا كرامة ولا خبز.. ولا انتفاض. ولكن ليس إلى ما لا نهاية،
ليس بعد اليوم. فهذه ملامح انتفاضة تتكون في الأفق العربي. بدأها شباب
تونس وامتدت إلى الجزائر، وها هي تحط رحالها في الأردن.. ولم تمر بعد،
للأسف، في المكان الأكثر حاجة الى الانتفاض: مصر. ولكن من يدري. فأرض مصر
تحتضن كل بذور الانتفاض الذي إن حصل سيغير وجه المنطقة نهائيا، فلا تيأسوا
من مصر. الدور قادم، والمصريون الذين أغرقوهم بالمسلسلات والمهرجانات
والغناء الهابط وأعباء الحياة اليومية وفتتوا قواهم الحية وألهوهم بالشقاق
الطائفي لن يتأخروا عن ركوب الموجة العالية.

' ' '
يمكن التنبؤ
بالأحوال الجوية، يمكن التنبؤ بأداء الأسواق والبورصات، يمكن التنبؤ بردود
أفعال الأفراد، ولكن من الصعب التنبؤ بانتفاض الناس وثورتهم، فهذه عملية
اجتماعية وسياسية تتكون ببطء وعلى نحو معقد وتختزن مفاعليها في داخلها،
خصوصا، في ظل تدجين النظام العربي للناس طويلا وقهرهم، بل تركيعهم، بالخوف
والقمع ولقمة الخبز. لكنَّ حجراً واحداً يرميه شاب متمرد في شارع عمومي قد
يفجر غضباً مكبوتاً، قد يصنع ثورة، عود ثقاب قد يشعل هشيما متراكما. لم
يكن هناك نظام عربي قادر على احصاء أنفاس الناس، التحكم في كل شاردة
وواردة في السياسة والاعلام والنشاط العام لبلاده، مثل النظام التونسي،
فماذا حدث؟ شاب يدعى محمد البوعزيزي أقدم على احراق نفسه بعدما اجتمعت
عليه الآفتان: غياب الكرامة الآدمية واستحالة لقمة العيش. لم يجد
البوعزيزي ما يملكه ليعبرعن احتجاجه سوى جسده فحوله الى عريضة احتجاج
ملتهبة. جسده هو منبره في ظل افتقاد كل المنابر وانسداد آفاق التعبير عن
وضعه ( ووضع معظم الشباب من أمثاله). كتب رسالته بالنار فامتدت النار من
ذلك الجسد الشاب، المعزول، المقهور، المحتج على غياب الكرامة ولقمة الخبز
إلى مدن وقرى ودساكر، كأن هشيماً، حطباً يابساً، كان بانتظارها، كأن هناك
ظمأ لتلك النار المقدسة.

' ' '
لقد بلغ السيل الزبى كما
يقولون. بعبارة أخرى: طفح الكيل. لم يعد هناك مجال للمزيد من القهر
والخوف. فعندما يصل الخوف الى ذروته، إلى أقصاه، لا يعود يخيف. عندها
تتساوى الأشياء. فالمغلولون، الراسفون في القيود، لا يخسرون عندما ينتفضون
سوى قيودهم. ها هم التوانسة يحطمون ذلك القيد الحديدي الذي غل أيديهم
وأعناقهم. كسروا جدار الخوف الوهمي وانطلقوا الى الشوارع بكل شوقهم العارم
الى الحرية والكرامة. فليس بالخبز وحده يحيا الانسان. ليس بالخبز الذي
أذلوا الناس به، بل بالحرية. الانسان ابن الحرية ولا حياة له الا بها. لا
تصدقوا ان تلك الشعوب النائمة ستظل نائمة طويلا، لا تصدقوا أنها تحيا إن
لم تمتلك لسانها وقلبها.. يعني ان لم تمتلك حريتها. تدحرجي يا كرة الثلج
التونسية الملتهبة، المباركة مشرقا ومغربا. فبغير ذلك لن يكون هناك أفق
للشعوب العربية المغلوبة على أمرها من قبل طغم عائلية حاكمة، وليكن في
مصير تشاوشيسكو تونس عبرة لمن يعتبر. عبرة لأولئك الذين مصوا دم شعوبهم،
قهروها، أذلوها وأوردوها موارد الهلاك.
على كل الطغم العائلية
الحاكمة في العالم العربي أن ترتعد فرقاً، فليست شعوبنا، مشرقا ومغربا،
أقل شوقاً للحرية من الشعب التونسي وليست أقل منه قدرة على التضحية
والوصول الى مقرات القهر والرعب والخوف وإجبارها على الاستسلام.
هذه
مأثرة تونسية ستترك أثرا كبيرا في الشارع العربي. هذه سابقة لها ما يليها.
هذه افتتاحية باهرة لعام لن يكون مثل الأعوام السابقة. وعلى الذين حاولوا
استباق الرياح التونسية وقاموا بخفض الاسعار معتقدين أنها ستحول دون وصول
الرياح الملتهبة اليهم، أن يروا المصير الذي آل إليه دكتاتور تونس.
فالمسألة ليست في رفع الاسعار (على أهميتها) ولكن في حالة القهر وانعدام
السيادة الوطنية واستباحة حرمات الناس ومعاملتهم معاملة البهائم التي
تعرفها الشعوب العربية تحت سياط وفساد طغم عائلية حاكمة مؤبدة.
' ' '
محمد
البوعزيزي اسم بحجم التاريخ لأنه، ببساطة، صنع تاريخا، وأي تاريخ؟. لقد
امتدت النار من جسده المعزول الى هشيم النظام التونسي، وربما هشيم انظمة
عربية أخرى. فليبارك هذا الاسم. فليسجل اسمه بحروف من حرية. ليته يعرف ان
جسده لم يذهب هباء. لم تنطفىء النار التي أتت على جسده المفرد بل امتدت
واستعرت لتصنع لشعبه أفقا للحرية.
amjad@alqu
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فعلا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» طفح الكيل فعلا
» الطموح أعلى صفقة في الحياة، إذا لم تتم مراقبته فإنه يفسد الحياة.
»  يوم واحد أراد أن يختبرها فيه::...
» يوم واحد أراد أن يختبرها فيه::...
» تـونـس ... الشـعــب أراد الحيــاة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: