مساعد وزير الخارجية الأمريكي:
قادة العراق والأردن أكثر شفافية وديمقراطية من القادة السياسيين في مصر
كتبت رضوى جمال(المصريون) |
19-12-2010 01:13 نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مقالاً
لمايكل بوسنر، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الديموقراطية وحقوق
الإنسان، قال فيه أنه على الرغم من سلسلة الإنتخابات المقلقة التي عقدت في
مصر هذا العام، إلا أن الحكومة المصرية لا تزال أمامها فرصة للوفاء بالوعود
التي قطعتها للشعب المصري، إذا قامت بإتخاذ خطوات لتنفييذ العديد من
التغييرات التي وعدت بها، و ذلك في الوقت التي تستعد فيه للإنتخابات
الرئاسية المقرر عقدها العام القادم.
و أشار بوسنر إلى أن معظم
التقارير تظهر أن إقبال الناخبين على التصويت في الإنتخابات البرلمانية
الماضية كان أقل من 25% و هو ما يعكس قلة إيمان المصريين بالعملية
الإنتخابية، و هي حقيقة تؤكدها المظاهرات التي يشهدها الشارع المصري ، على
حد قوله.
و أضاف قائلاً أنه أثناء جولتي الإنتخابات كان هناك
تقارير موثوق بها تؤكد أنه كان هناك تدخلات خطيرة من جانب الحكومة ضد
الناخبين في صناديق الإقتراع، حيث تم منع مراقبي جماعات المعارضة و ممثلي
المرشحين من دخول مراكز الإقتراع، وتم إعاقة المراقبين المحليين عن مراقبة
العملية الإنتخابية، كما لم يسمح للمراقبين الدوليين بدخول البلاد. مشيراً
إلى أن إنتخابات مجلس الشورى كانت قد شهدت إضطرابات مماثلة.
و قال
إن الإنتخابات المصرية تقف على النقيض من الإتجاه السائد في المنطقة و
المتمثل في قدر أكبر من الشفافية الإنتخابية، مشيراً إلى أن العراق و
الأردن اللتين عقدتا إنتخابات أيضاً هذا العام قد سمحتا للمراقبين الدوليين
و المحليين بمراقبة التصويت. مضيفاً بأنه على الرغم من انه تم الإبلاغ عن
بعض المخالفات و بعض أعمال العنف في تلك الإنتخابات إلا أن الحرية النسبية و
الشفافية في العملية الإنتخابية أكدت على مدى تبني بعض القادة في المنطقة
للمعايير الدولية للإنتخابات الديموقراطية كوسيلة لزيادة المشاركة العامة و
الثقة في الحكومة.
و أكد على أن الرئيس أوباما قد وضّح دعمه لمبدأ
أن جميع الأفراد يجب أن تتاح لهم الفرصة لصياغة القرارات التي تؤثر على
حياتهم، مؤكداً على أن المراقبة الدولية للإنتخابات البرلمانية هي مبدأ
متفق عليه عالمياً و أنه ينطبق على الشرق الأوسط تماماً كما ينطبق على
افريقيا و آسيا و أمريكا الشمالية.
و تابع بوسنر قائلاً أن الشراكة
بين مصر و الولايات المتحدة قائمة على جذور من المصالح المشتركة و التطلعات
المشتركة فكلا البلدين ترغب في تحقيق السلام بين الفسلطينيين
والإسرائيليين و تأملا في تحقق الإستقرار في العراق و أن تقوم إيران
بالتصرف بمسئولية داخل المجتمع الدولي. و أكد على أن الإدارة الأمريكية
تعتبر التقدم في الإصلاح السياسي والإقتصادي في مصر هو أمر ضروري من أجل
قوة البلاد على المدى الطويل و نجاحها كقائد إقليمي فضلاً عن الحفاظ على
شراكتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
و يرى بوسنر أن
الإنتخابات الرئاسية القادمة تقدم فرصة للقيادة المصرية لتمهد الطريق
للمستقبل من خلال الإصلاحات التي من شأنها أن تعزز ثقة المواطنين في
حكومتهم و تعزز شرعية الحكومة في نظر المجتمع الدولي. و اعتبر أن اهم هذه
الإصلاحات، و التي تعهدت الحكومة المصرية علناً بتنفيذها، هي إنهاء قانون
الطوارئ و سن التشريعات الموعودة منذ فترة طويلة لمكافحة الإرهاب و التي
تحمي حقوق المواطنين المصريين
و أشار إلى أن اللجنة العليا
للإنتخابات قد وعدت بمراجعة المخالفات التي وقعت في الإنتخابات البرلمانية
الأخيرة، و أكد على أنها بإمكانها أن تؤكد على مصداقيتها و إستقلالها من
خلال إحترام و تنفيذ قرارات المحكمة في القضايا الإنتخابية، و التحقيق بشكل
شامل في الإنتهاكات المزعومة للعملية الإنتخابية، و التحرك لمنع تكرار
ذلك.
و قال إن الإنتخابات الحرة و النزيهة تتطلب إعلاماً حراً و
نشطاً، و ذلك يشمل المدونيين والتغطية الدولية، على حد قوله. معتبراً ان
الحكومة المصرية بإمكانها فعل المزيد لتشجيع المزيد من الأحزاب السياسية و
دعم المواطنين الذين يرغبون في تكوين منظمات غير حكومية للمشاركة في مستقبل
بلادهم. كما أكد على أنه من المهم جداً بالنسبة لمصر أن تقوم بالترحيب
بالمراقبين الدوليين و المحليين و تمكينهم من العمل بحرية طوال فترة الحملة
الإنتخابية و يوم الإنتخابات في سبتمبر المقبل.
و اختتم بوسنر
مقاله قائلاً: "عندما زرت مصر في أكتوبر، سمعت رغبة واضحة من قبل العديد من
المصريين في أن تتاح لهم الفرصة للمشاركة بشكل أكثر فاعلية في حكمهم. و
هذا هو السبب في ان هذه الإدارة تبحث عن علامات على حدوث تقدم في إنتخابات
العام القادم. ونحن لا نفعل ذلك بدافع المحاكمة أو بفرض أننا نفهم بشكل
أفضل، و لكننا نبحث عن هذه العلامات لأننا تجمعنا مصالح مشتركة مع الشعب
المصري و الحكومة المصرية، بما في ذلك مستقبل سياسي يليق بتاريخ مصر و
ثقافتها الثرية و الذي سيقود الطريق إلى الأمام لمنطقة بأسرها".