** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي Democracy

عدد الرسائل : 1749

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي Empty
03072011
مُساهمةلماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي

لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟


عزت القمحاوي












2011-07-01




لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي 01qpt998

















'لم أحب له غير برقوق نيسان'. قالت على الهاتف،
وتمنت لي ليلة طيبة لتنام في بيتها، بينما كنت أعاني الأرق في بيتي. قمت
إلى المكتبة وأخرجت مجلد الروايات من بين أعمال غسان كنفاني، لأطعم أرقي
تلك الرواية التي رشحتها من أثق في ذوقها.
طالعت رقمي صفحتي البداية والنهاية، حسبتها: خمساً وثلاثين صفحة بينها ثلاث صفحات للرسوم!
بدا الحجم الصغير محبطاً، فالرواية بحجمها النحيل لا تكفي لحسم المعركة
لصالح النوم ضد أرق بدا في تلك اللحظة عفياً بما يكفي للصمود حتى الصباح.
لنرَ!
أعادتني
البداية التي لا تخلو من لمحة رومانسية إلى مفتتح 'رجال في الشمس' من حيث
أنسنة الأرض. تبدأ 'رجال في الشمس' هكذا: 'أراح أبو قيس صدره فوق التراب
النديّ، فبدأت الأرض تخفق من تحته....' ولم تبتعد بداية 'برقوق نيسان' عن
هذه اللغة: 'عندما جاء نيسان أخذت الأرض تتضرج بزهر البرقوق الأحمر وكأنها
بدن رجل شاسع، مثقب بالرصاص. كان الحزن وكان الفرح المختبئ فيه مثلما تكون
الولادة ويكون الألم، هكذا مات قاسم قبل سنة'.
لكن الأمور لا تمضي
بالقارئ على النحو الذي يرسمه المفتتح، لأن الكاتب وضع إشارة لهامش يأخذ
القارئ إلى سرد سريع له مظهر الإخبار الحيادي مثل تراجم القدماء للشخصيات،
يشرح باختصار سيرة قاسم من مولده في قرية طيرة دندن قرب يافا في الخامس من
أيلول/سبتمبر، إلى استشهاده في نيسان/إبريل 1970 مع ستة فدائيين من أصل
مجموعة عددها سبعة في معركة مع دورية إسرائيلية.
بين المولد والاستشهاد
سيرة عادية لفلسطينيّي تلك الفترة: الميلاد، سنوات قليلة من التعليم،
التحول إلى لاجئ، النزول إلى العمل مبكراً، الانضمام إلى تنظيم فدائيين.
يلتزم الكاتب في الهوامش حياد المؤرخ وكاتب الترجمة الشخصية، لكن ليس كل
ما يريده الكاتب من قارئه يدركه، يتوتر التلقي عند حادث صغير 'يجدر تذكره'
فقد تعرف أحد الفدائيين الأسرى جثة قاسم الميكانيكي من أريحا، وفي اليوم
التالي أحضرت الشرطة أباه الذي اعترف بأن ولده يعيش شرق نهر الأردن، ولكنه
بعد أن تفحص الجثة وتعرف فيها لحم قلبه أنكر أن تكون لولده!
هذه الطلقة
الشعورية العارية في الهامش ستتكرر في هوامش أخرى. وهي أقرب ما تكون إلى
ضربات همنغواي التي تبدو حيادية، بينما تضع أعصاب الكلمات فوق جلدها.
الخيار اللغوي، الصارم كلغة الأخبار، في الهامش يختلف مع خيار المتن
الأكثر عاطفية، وسنرى من خلال الهامش جانباً آخر يضيء زاوية جديدة من
القصة، تأنيب أبي القاسم لنفسه لأنه أنكر ولده حتى لا يتعرض للضرب
والإهانة في سنه المتأخرة، وسنرى تأملاته، تأملات الراوي في الواقع عن
أنواع المدن في شبهها بأولاد العائلة، لكل منهم شخصيته ومزاجه، قبل أن
تقفز إلى رأسه صورة رجل مثقب بالرصاص، تضرج بزهر البرقوق، ويكاد المرء
يسمع نزيز الدم يتدفق من تحته.
تمضي الرواية القصيرة على هذا النحو من التصارع والتكامل في آن بين المتن والهامش.
وهي
على قصرها تستعير بنية ألف ليلة وليلة، برهافة تكاد لا تفصح عن هذا
التأثر، وبينما يتناوب الشعر والنثر السرد في الليالي داخل متن الحكاية،
بينما في رواية غسان يقوم جدل المنازعة والتكامل بين المتن، بلغته
الشعرية، والهامش، بلغته المحايدة التي تحمل بداخلها شعرية المفارقة
الصادمة.
تتمثل الرواية كذلك بنية الليالي عبر حيلة توالد قصة من قصة،
استشهاد قيس يستدعي أباه وهذا يستدعي اسم 'سعاد' من خلال مونولوج عن
تقصيره معها، عندما يدخل عليها كل شهر بيد خالية، مما يجعلنا نتوقعها
ابنته أو زوجه، ويتم إرجاء التعريف بها بينما يتم الدفع بـ 'طلال' المناضل
الذي سيمنح الختيار خمسة دنانير شهرية، وذات يوم يخبره بأنه سينقطع عنه
وأن التي ستزوره في أريحا هي سيدة تحمل وردة حمراء، وبعد ذلك يتولى الهامش
البحثي المراوغ تقديم سعاد التي تركت الدراسة في دمشق وعادت من أجل النضال.
ولا
نكاد نتعرف إلى سعاد ونعرف وجه العلاقة بينها وبين والد الشهيد الذي رأى
أن يجمع لها من طريقه باقة من زهر البرقوق، لكنه يدخل إلى البيت فلا
يجدها، بل يجد قوة إسرائيلية، ويفاجأ الختيار أبو القاسم بالكمين داخل
البيت واختفاء سعاد بينما كان هناك طفل لا يكف عن البكاء.
لم يعرف أبو
القاسم ماذا يفعل بباقة من زهور البرقوق جمعها لها من الطريق حتى لا يدخل
بيد خاوية هذه المرة، ويبدأ استجواب عبثي للرجل المسن حول سر حمله الزهور
إلى سعاد وإن كانت عشيقته.
ولا يترك الكاتب الدورية الإسرائيلية قوة شر
مصمتة، بل يحكي أن أحد أعضائها أبراهام وهو ليس سوى إبراهيم المغربي، وكان
شقيقه قد انضم إلى تنظيم مغربي عمالي، فتم التضييق على العائلة حتى لم تعد
تجد مفراً من التعامل مع يهودي فرنسي تولى تهريبها إلى باريس ومنها إلى تل
أبيب، لكن الشقيق الأكبر الذي تسبب في هذا النزوح عملياً قرر البقاء في
فرنسا وعدم الهجرة إلى إسرائيل.
وبعد فترة يدخل شخص جديد هو زياد
يفاجأ بهذا الحشد ويحاول التنصل من معرفة سعاد، وتفسير وجود طفله وليد بأن
أمه أرسلته بصحن من صدر كنافة أعدته، لمجرد أنها جارتهم. ويقول إنه جاء
قلقاً على طفله الذي تأخر.
وهذه هي رواية المتن، لكننا من الهامش سنعرف
أن الجار مناضل شيوعي قديم أثارت سعاد احترامه بتمردها على أبيها الذي
يكرهه ويراه نموذجاً للموظف البيروقراطي الذليل. ونعرف أنها كلفته بأن
يحاول اللحاق بالختيار (أبو القاسم) قبل الوصول إلى البيت ليأخذه إلى
طلال، وهناك سيعرف باقي المهمات.
وفي المتن ستكتمل القصة بجلبة يثيرها
أبو القاسم وصوت هروب طلال تسمعه الدورية الإسرائيلية خارج البيت، فيلكم
ضابطها الختيار ويكتشف حيلته، لكن (زياد) يقول إن (طلال) الذي هرب ليس سوى
طفل صديق ابنه يبدو أنه جاء ليسأل عنه وعندما سمع أصوات الجلبة فرّ هارباً.
نحن
إذاً أمام شيخ حمل الزهور إليها وطفل حمل الكنافة، والمحتلون لا يصدقون
تبرير وجودهما. فجأة ينخرط الكبار في الضحك: أبو القاسم وزياد والضابط!
ويطلب أبو القاسم من زياد أن يقنعهم بإطلاق سراحه، ويرد زياد بأنه في ذات الورطة، ويلح الشيخ:
- إنها باقة زهر يا سيدي، باقة زهر فقط.
ويرد زياد:
- وونستطيع أن نقرأ الإجابة بطريقة أخرى: ولماذا يكون صحن الكنافة أكثر فلسطينية من باقة زهر؟
بحثت
في كل المتواتر حول عدم اكتمال الرواية التي استشهد عنها غسان في تموز/
يوليو فلم أجد ما يؤكد أو ينفي، لكنها تبدو لي مكتملة هكذا، لأن تعليق
المصائر كلها: سعاد، أبو القاسم، زياد، وطلال، لا يعني عدم اكتمال
الحكاية، لكن يعني أن الحكاية الفلسطينية قابلة للتوالد على هذا النحو إلى
ما لا نهاية، تماماً مثل حكايات ألف ليلة، وبين النصين متعة القراءة، وبين
الحكايتين فارق الواقعية المؤلمة في الحكاية الفلسطينية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لماذا تكون باقة الزهر أكثر براءة من صحن الكنافة؟ عزت القمحاوي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» عند التوتر يندفع الرجال قدما بينما تكون المرأة أكثر حذرا
» عند التوتر يندفع الرجال قدماً بينما تكون المرأة أكثر حذراً
» لماذا تتألم النساء أكثر من الرجال بعد الانفصال؟
» لماذا تصاب النساء بالصداع النصفي أكثر من الرجال؟
» لماذا تُحيلنا الهزائمُ أكثر محافظةً وتشدداً في قراءة الدين؟

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: