وسط نقاش حول الدور السويدي في أفغانستان
انتحاري عراقي يُرهب استوكهولم
|
عنصر إطفاء سويدي يحاول إخماد نيران مشتعلة في سيارة في استوكهولم أمس (رويترز) |
|
|
|
|
|
فجر انتحاري نفسه وسط استوكهولم، بعد دقائق من انفجار سيارة، أمس الأول، في هجوم هو الأول من نوعه في السويد احتجاجا على مشاركتها في الحرب في أفغانستان والرسوم المسيئة للنبي محمد. وجاء التفجير قبل اسابيع من انتهاء تفويض القوة السويدية العاملة على الجبهة الافغانية، الذي يتوقع ان يناقشه البرلمان بحلول مطلع العام المقبل.
وحذرت رسالة الكترونية وزعت قبل التفجيرين بدقائق من أن «أعمالنا ستتحدث عن نفسها»، داعية «المجاهدين» إلى التحرك في السويد وأوروبا. ونشر موقع «شموخ الإسلام» الإسلامي على الانترنت صورة للانتحاري. وقال الموقع المرتبط بتنظيم القاعدة «انه أخونا المجاهد تيمور عبد الوهاب الذي نفذ العملية الاستشهادية في استوكهولم». ويظهر الانتحاري في الصورة وسط منطقة خضراء، شابا يرتدي ثيابا غربية سوداء ويضع نظارات سوداء ويضع يديه في جيبيه. ولا يعطي الموقع أي معلومات إضافية حول جنسية الشاب أو عمره ولا عن انتمائه المحتمل لأي تنظيم. ونقلت قناة «العربية» عن صحيفة سويدية ان الانتحاري عراقي الجنسية.
وبدأ الهجوم عندما اشتعلت النار في سيارة في شارع مزدحم في وسط استوكهولم، أعقب ذلك انفجارات داخل السيارة، فيما أوضحت الشرطة أنها نجمت عن قوارير غاز. وأسفر الانفجار الثاني، الذي وقع على بعد حوالى 300 متر تقريبا، بفارق 15 دقيقة عن مقتل رجل وإصابة اثنين.
وقبل ذلك بعشر دقائق، تلقت وكالة «تي تي» وجهاز الاستخبارات السويدية (سابو) رسالة الكترونية تتضمن ملفات صوتية باللغتين السويدية والعربية أفادت عن تنفيذ «عمليات» تستهدف «الحرب على الإسلام» التي تشنها السويد، لا سيما في أفغانستان. وتنشر السويد التي لم تتعرض لأعمال «إرهابية»، نحو 500 جندي في أفغانستان حاليا، لكن التفويض لهذه القوة ينتهي في الاول من كانون الثاني المقبل ويقتضي ان يمدده البرلمان.
وجاء في الرسالة، التي لم يكشف بعد عما إذا كان الانتحاري سجلها، أن «أعمالنا ستتحدث عن نفسها» داعية «المجاهدين في السويد وأوروبا إلى التحرك عبر القول حان وقت الرد، لا تنتظروا بعد اليوم، لا تخشوا أحدا، لا تخشوا السجن، لا تخشوا الموت». وقال صاحب الرسالة انه توجه إلى الشرق الأوسط «لا لكسب المال بل من اجل الجهاد». اضاف «سيموت الآن أبناؤكم وبناتكم وأخواتكم كما يموت إخواننا وأخواتنا وأبناؤنا».
وأضافت الرسالة إن هذه الأعمال ستتواصل «ما دمتم لم توقفوا حربكم على الإسلام وعلى النبي ودعمكم الغبي للخنزير فيلكس»، في إشارة إلى الانتشار السويدي في أفغانستان ورسام الكاريكاتور السويدي لارس فيلكس الذي تلقى مرارا تهديدات بالقتل لتنفيذه رسما كاريكاتوريا يشكل اهانة للنبي محمد.
وقال رئيس دائرة الإجراءات الأمنية أندرس ثورنبرغ إن جهاز الاستخبارات (سابو) كلف بالتحقيق في «جريمة إرهابية بموجب القوانين السويدية». وأضاف، في مؤتمر صحافي، «إذا كان هجوما انتحاريا، فانه لأمر جديد في السويد».
وأعلن ثورنبرغ انه لا يمكن للشرطة تأكيد أن الرجل القتيل «انتحاري» ولا أن تتحدث عن هويته نظرا لعدم إخطار بعض الأسر. وأضاف «نحقق في هاتين الجريمتين الإرهابيتين طبقا للقانون السويدي. ما زلنا نحقق في القضية. في هذه الحالة لم نرفع مستوى الاستنفار الأمني»، موضحا أن الشرطة تكثف وجودها في العاصمة. لكن قناة «اس في تي» ذكرت إن الجثة تعود إلى منفذ التفجيرين، لافتة إلى العثور على حقيبة صغيرة مليئة بالمسامير على مقربة منها. ونقلت صحيفة «داغنس نيهيتر» عن شاهد عيان ان القتيل كان مصابا بجرح كبير في بطنه «كأن شيئا ما انفجر» فيه.
وقال عامل الإغاثة باسكال مولاس «عندما وصلت ارتعش صدره (الانتحاري المفترض) قليلا لكن قلبه لم يكن ينبض». وأضاف «أزلت الكوفية الفلسطينية التي كانت تغطي وجهه لمساعدته على التنفس وحاولت إعادته إلى وعيه وتدليك قلبه لكن فات الأوان». وأوضح أن أنبوبا، يبلغ طوله مترين، وكيسا احمر واسعا بطول 30 سنتم كانا على الأرض على بضعة أمتار من الجثة.
ونقلت صحيفة «افتونبلاديت» عن مصدر قوله إن الرجل كان يحمل ست قنابل أنبوبية انفجرت إحداها فقط، وانه كان يحمل حقيبة مملوءة بالمسامير. كما نقلت عن شهود قولهم أن الرجل كان يردد عبارات في ما يبدو باللغة العربية.
وأدان الشيخ حسن موسى، إمام جامع سودرمالم اكبر مساجد استوكهولم، «الانفجار، وكل أشكال الهجمات والعنف والخوف والتهديدات بحق الأبرياء مهما كانت مبرراتها أو ذرائعها»، مشددا على أن امن السويد واستقرارها هما من الالتزامات الدينية والاجتماعية.
واعتبر رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت هذه الأحداث «مرفوضة وغير مقبولة» في مجتمع منفتح مثل السويد، محذرا من التسرع في الاستنتاجات، فيما قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت إن الانفجار المزدوج «محاولة هجوم إرهابي فاشلة تثير قلقا شديدا في حي مكتظ بوسط استوكهولم، وربما كانت لتتحول إلى كارثة حقيقية».
وأدان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله التفجير، ورأى فيه دليلا على وجوب مواصلة مكافحة «الإرهاب» من دون هوادة، فيما أعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن «تركيا التي شددت دائما على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب تعرب عن تضامنها مع أصدقائها الشعب والحكومة السويديين في هذه الأيام الصعبة».