فتنة أهلية متوقعة
محمود سلطان |
23-11-2010 23:41 هدد وزير الداخلية بأنه سيردع أي خروج على "الشرعية" أثناء الانتخابات.. وبالتزامن مع هذه التصريحات أكد د. عصام العريان بأن جماعته ستواصل المشاركة مهما كلفها ذلك من ثمن!
من الواضح ـ إذن ـ أن الطرفين (السلطة والجماعة) سيذهبان بالبلد إلى أقصى نقطة يمكن أن تبلغها المواجهات بينهما يوم الأحد القادم 28/11/2010
الطرفان ما بين المأزق والورطة.. فالأولى تريد "هندسة" برلمان عام 2010 بدون "إخوان" و"صديق" لنظام يستعد للتجديد والاحلال وسط بيئة دولية تضع ـ هذه المرة ـ أداء الحكومة المصرية تحت المراقبة.. والثانية لا تريد ان تفقد "الرئة" الوحيدة ـ مقاعد البرلمان ـ التي تتنفس بها وتجعلها إعلاميا ودعائيا على قيد الحياة وتدافع في الوقت ذاته عن استقامة موقفها من الانتخابات قلقا من "شماتة" متوقعة حال خرجت من المولد بلا حمص.
ولا أدري ما إذا كانت الجماعة تعي بأن المعارك الجارية الآن ليست سباقا على بضع مقاعد بمجلس الشعب، وإنما على مقعد الرئاسة الذي يكتنفه الغموض والمعلق بيد "الغيب السياسي" إلى أن تحين استحقاقاته العام المقبل؟! ولعل ذلك ما يجعل الدولة ـ هذه المرة ـ أكثر شراسة في التصدي لجماعات "الشغب البرلماني" وذلك لتأمين تسمية الرئيس القادم وتمكينه من إحكام قبضته على البلاد.
صحيح أن البعض قد يسأل وماذا يضير النظام حال حصل الإخوان على بضع مقاعد في المجلس الجديد وهل يعيق هذا العدد الهزيل من بطاقات العضوية بالبرلمان تسمية أي رئيس للبلاد يريده الحزب الوطني؟!
السؤال بلا شك قد يضع رؤيتنا موضع المبالغة في تقدير الموقف.. غير أن السياسيين الاحترافيين حين يتعاملون مع مقعد الرئاسة "الشاغر" أو الذي قد يخلو فجأة لأسباب موضوعية متوقعة.. فإنهم لا يتركون مستقبله في قبضة الحسابات المنطقية وحدها بدون وضع "المفاجآت" الخارجة على السيطرة في حسابات مؤسسات القوة المناط بها تأمين المنصب الرئاسي وإحكام هيمنتها على كافة أوعية وقنوات تقريره بشكل محكم وكامل.
وبالتالي فإن موقف السلطات المصرية من الإخوان أو من أي جماعة سياسية معارضة أخرى ـ هذه المرة ـ سيكون فظا وعنيفا وقد يتسم بالمبالغة في استخدام العنف الرسمي حتى لو بلغ مبلغ الضرب في سويداء القلب، درءا لأي مفاجآت في نتائج الانتخابات قد تربك سيناريوهات نقل السلطة في المستقبل المنظور.
السؤال ـ هنا ـ إلى أي مدى يمكن أن تتحمل الأطراف المتصارعة فاتورة وتكلفة وثمن هذا العنف المتوقع.. وهل ثمة خطط لتأمين البلد وتحصينها من التورط كلها في أتون "فتنة أهلية" مروعة حال ركب الكل رأسه رافعا لافتة "فيها لأخفيها"؟!