استنكار عربي ودولي واسع للهجوم.. والتنظيم يعلن مهلة لاطلاق كاميليا وقسطنطين
مجزرة مروعة في كنيسة بغداد تودي بـ52 قتيلاومصر ترفض تهديد 'القاعدة' باستهداف الاقباط
2010-11-01
بغداد - 'القدس العربي' من ضياء السامرائي: أفاد مصدر في الشرطة العراقية، الاثنين، بأن الحصيلة النهائية لعملية تحرير الرهائن، الذين احتجزتهم مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة داخل كنيسة سيدة النجاة، الأحد، بلغت 52 قتيلاً و70 جريحاً، بينهم عدد من عناصر القوات الأمنية، مؤكداً أن المسلحين فجروا أنفسهم داخل الكنيسة.
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت على لسان المتحدث باسمها اللواء قاسم عطا، انتهاء أزمة الرهائن الذين احتجزتهم مجموعة مسلحة على مدى نحو ثلاث ساعات داخل كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد، بتحرير جميع الرهائن وقتل ثمانية مسلحين، فيما لفتت إلى أن حصيلة العملية بلغت قتيلين و12 جريحاً.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن 'المسلحين الثمانية فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة أثناء محاولة القوات الأمنية اقتحام الكنيسة بشكل كامل'، مشيراً إلى أن 'بعض الجثث لا تزال داخل الكنيسة'. وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان فإن المسلحين فجروا قرابة الساعة السادسة من مساء الأحد، عبوة لاصقة بسيارة مدنية كانت متوقفة بالقرب من الكنيسة، بعدها فجروا سيارة مفخخة كانت على مقربة من التفجير الأول، ثم ما لبثوا أن اشتبكوا مع رجال الشرطة الموجودين في محيط المكان وهرعوا باتجاه الكنيسة التي كانت مليئة بالمصلين.
من جانبها تبنت جماعة تنظيم يعرف عراقيا بدولة العراق الإسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة العملية بكل تفاصيلها.
وقال بيان للجماعة وقع باسم وزارة الإعلام: فبتوجيهٍ من وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية، ونُصرةً لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مِصر المُسلمة، وبعد تخطيط واختيار دقيق، صالت ثلّةٌ غاضبةٌ من أولياء الله المجاهدين، على وكرٍ نجسٍ من أوكار الشّرك التي طالما اتّخذها نصارى العراق مقرّا لحرب دين الإسلام وإرصادا لمن حاربه، فتمكّنوا بفضل من الله ومنّه من أسرِ المجتمعين فيه والسيطرة على مداخله بالكامل، وإنّ المجاهدين في دولة العراق الإسلاميّة يُمهلون كنيسة مصر النّصرانيّة المُحاربة ورأس الكفر فيها (ثماني وأربعينَ) ساعة، لتبيان حالِ أخواتنا في الدّين، المأسورات في سُجون أديرة الكفر وكنائس الشّرك في مِصر، وإطلاقِ سراحهنّ جميعهنّ، والإعلان عن ذلك عبر وسيلة إعلاميّة تصلُ إلى المجاهدين في فترة الإمهال، ويُشملُ بهذا الإنذار مَنْ كانت له مِسكةُ عقل من رؤوس النّصارى وكنائسهم ومنظماتهم في بلاد العالم، ممّن له تأثير على تلك الكنيسة والضغط عليها، وإلا فلن يتردّد ليوثُ التّوحيد - وقد التحفوا أحزمتهم النّاسفة - في تصفية الأسرى الحربيّين من نصارى العراق، ولتنفتح عليهم بعد ذلك في هذه البلاد وغيرها أبوابٌ تُبيدُ بإذن الله خضراءهم وتكسرُ شوكتهم وتُلزمهم الصّغار الذي كتبه الله عليهم، وتجعلهم عبرةً لكلّ من ركبه الشّيطان فصدّ عن دين الله وتجرّأ على كتابه ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم وأعراض المسلمين وشعائرهم.. وتابع البيان 'وليعلم المُشركون النّصارى بكلِّ مللِهم ونِحلهم ممّن غرّه بهذا الدّين العزيز تخاذلُ المحسوبين عليه، فتمالأَ على حرب الإسلام، وجعلَ من كتاب الله وشخص رسوله صلى الله عليه وسلّم غرضاً للاستهانة والاستهزاء'.
وبث التنظيم ايضا تسجيلا مصورا منسوبا الى 'مقاتل' يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول ان زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر سايت.
وجاء في الوعيد انه اذا لم يلب الاقباط مطلب التنظيم 'ستفتحون على ابناء ملتكم بابا لا تتمنونه ابدا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الاتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا ان لم تستجيبوا'.
واكدت مصر الاثنين ادانتها الشديدة لاعتداء كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد ورفضها 'الزج باسمها في مثل هذه الاعمال الاجرامية'. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان مصر 'تدين بشدة العمل الارهابي الهمجي'، الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد الاحد واوقع 37 قتيلا مسيحيا. واكد المتحدث 'رفض مصر القاطع الزج باسمها او بشؤونها في مثل هذه الاعمال الاجرامية'.
ويعتبر الاقباط اقلية كبرى في مصر واكبر جماعة مسيحية في الشرق الاوسط. وبحسب الاحصاءات الرسمية يمثل الاقباط 10' من سكان مصر البالغ عددهم 73 مليونا، الا ان الكنيسة تقول ان عدد الاقباط يزيد عن عشرة ملايين نسمة. ومنذ حوالى 30 عاما تتعرض هذه الاقلية لهجمات من قبل اسلاميين متشددين.
وتوالت الاثنين ردود الفعل المنددة لقيام تنظيم القاعدة باحتجاز رهائن داخل كنيسة في بغداد، ما ادى بعد قيام قوات الامن العراقية باقتحامها الى مقتل 46 مصليا مسيحيا وسبعة عناصر امنية عراقية.
في الفاتيكان سارع البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين الى ادانة 'العنف العبثي والوحشي' ضد 'اشخاص عزل' في العراق.
وقال البابا خلال صلاة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان 'اصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف بلغ درجة من الوحشية جعلته يستهدف اشخاصا عزل مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامح'.
واضاف 'اعبر عن تضامني الحار مع الطائفة المسيحية (العراق) التي ضربت مجددا'.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد ان فرنسا 'تدين بشدة هذا العمل الارهابي' مشددا على ان بلاده 'متمسكة 'باحترام الحريات الاساسية ومنها الحرية الدينية وتدعم السلطات العراقية في مكافحة الارهاب'.
وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان 'ندين بشدة الاعمال الاجرامية التي يرتكبها الارهابيون وكذلك المساس بحرية وحياة المؤمنين من كافة الطوائف'.
وفي بيروت ندد حزب الله الاثنين بـ'الجريمة الارهابية' التي استهدفت كنيسة في بغداد، واتهم الولايات المتحدة بـ'اثارة النعرات الطائفية والمذهبية' في العراق. وجاء في بيان صادر عن حزب الله انه 'يدين بشدة الجريمة الارهابية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية'.