** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟ I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟ Empty
25102009
مُساهمةمن يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟

إن الظواهر الاجتماعية التي أخذ يعج بها المغرب منذ زمن ليس باليسير لتدعونا جميعا إلى إبداء قدر من القلق على مستقبله بالقلق على مستقبل أبنائه الأجيال الصاعدة . ظواهر اجتماعية تضرب في العمق خصوصيات الهُوية الأصيلة للمغاربة و تكشف بالملموس أنهم في مواجهة غزو ثقافي رهيب يهدد معنى وجودهم باعتبارهم مغاربة مسلمين . و إن الأمر ليستشري و يسري فينا رويدًا رويدًا ، حتى إن الجهات التي كنا نظن أنها في منأى عن أي انحراف أصبحت وكرا للكثير من السلوكات الشاذة ؛ فأصبحتَ ترى أطفالا و شبابا في مقتبل العمر يسلكون سلوكات ما وجدنا لها في أصالتنا الأصيلة أصلا ، تائهون في خيالات و أوهام قد لا يستفيقون منها إلا بعد فوات الأوان و قد لا يستفيقون منها أبدا . الأسرة تعاني ، و الجيران يعانون ، و المدرسة تعاني ، و المجتمع بأسره يعاني من جيل لا يكاد يراعي لأحدٍ و لا لمكانٍ أيّة حرمة ...



و يبقى سؤال الهُوية سؤالا ملحّا ..؛ يلح علينا في السؤال كلما تناهت إلى مسامعنا الأشكال الجديدة المتجددة للانحرافات الشاذة و الخطيرة التي أصبح يتخبط فيها مجتمعنا : من أنا و نحن ؟ و من ذاك و هؤلاء ؟



تقول المسَلمة الأولى أننا ، نحن و هؤلاء جميعا ، كلنا بشر بنو آدم و حواء . من تراب نحن جميعا ؛ أي لا فرق بين جميع البشر أينما كانوا و وقتما كانوا . كلهم من تراب . بناء على هذه المسلمة فإنه عند أي إنسان يستوي المكان و الزمان سواء أكان في شرق الأرض ، أم في غربها ، أم في جنوبها أم في شمالها . الأرض كلها تسَعُه . مسلمة ترفعنا جميعا عن مرتبة الأنعام ؛ فنكون بذلك نحن و هؤلاء جميعا الإنسان الذي كرمه الله عز و جل و حمله في البر و البحر و فضله على كثير مما خلق تفضيلا ؛ الإنسان الذي حُمّل أمانة الخلافة في الأرض ... يا أيها الناس ..؛ و إن الإنسان لفي خسر .



و تقول المسَلمة الثانية أننا ، نحن ، مسلمون ... و هنا تميُّزُنا الأول و الأساس عن غيرنا . ميزة الإسلام . و أن تكون مسلما معناه أن تكون فيك مواصفات معينة ليست عند غيرك من الناس ؛ مواصفات معينة تميزك عن غيرك من الناس . مواصفات يصبغك بها انتماؤك للإسلام . عندها إذن تشير إلى هؤلاء بمميزات أخرى تميزهم : هذا مسيحي ، و ذاك يهودي ، و أولئك مجوس و بوذيون و ملحدون ، إلخ . مُسَلمة ترفعنا نحن المسلمون بمختلف درجات رقينا في تقربنا إلى الله عز و جل عن بقية الناس ؛ نحن الذين فُضّلنا عن غيرنا من الأمم بأننا نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر و نؤمن بالله ؛ نحن المكلفون بتبليغ الرسالة قولا و عملا ... و إنه » و العصر ، إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر « ..؛ فيا أيها الذين آمنوا .



و تقول المسَلمة الثالثة أنني أنا " أنا " . و هنا يبدأ تميزي أنا عن مجموعة " نحن " . بل هنا تطفو على سطح اللُّحمة التي تجمعنا تفاصيل دقيقة مختلفة الألوان و الأشكال : وطن ، و لغة ، و أعراف ، و قبلية ، وتجاور و ..، قرابة ، و أسرة و فرد . هنا تبدأ في الظهور انتماءات أخرى أكثر دقة و حساسية تختلف من حيث صلابتها أو هشاشتها ... بل هنا تقول المسلمة الرابعة أن انتمائي يمكنه أن يتفتت إلى ما هو أدق وأدق حسب إرادتي فأعيشَ عند قعرها في أنانيتي و عزلتي وحيدا منفردا ، لا أطيق أحدا و لا يطيقني أحد .



الانتماء إذن هو انتماء إلى مجموعات مختلفة موحّدة . الأمر أشبه بحلقات متحلقة حول مركز واحد هو الشخص المقصود بتحديد انتمائه . كل حلقة تنتمي إلى حلقة أخرى ..، فنجد في الأخير أن الفرد ينتمي إلى مجموعة كبيرة داخلها مجموعات صغيرة . لا يمكن إلغاء كل تلك الانتماءات لصالح انتماء واحد ، لكن لا بدّ أن يكون أحد هذه الانتماءات هو المهيمن و المسيطر على غيره ؛ معناه أنه قد تتعارض و تتصادم في نفس الفرد خلال مواقف معينة عدة انتماءات فيَكلُ أمرَها إلى الانتماء الحَكَم الذي له الهيمنة و السيطرة عنده كيْ يقرر السلوك المناسب . و هنا تظهر درجات انفتاح الشخص على محيطه . أدنى الدرجات و أحطّها تكمن في انعزاليته و أنانيته و تركزه حول ذاته ؛ ثم تليها درجات أرقى و أرقى رقيا نسبيا بحسب عدد الحلقات التي تستوعبها نفسية الفرد ؛ و على درجات هذا الرقي لا بد أن يسترشد الفرد بنور قيم أخلاقية نبيلة تجعله أقدر على قبول و استيعاب الآخرين .



و إنه من المعلوم بالضرورة في ديننا الحنيف أن آصرة العقيدة أقوى من أية آصرة أخرى سواء أكانت قرابة ، أم قبلية ، أم قومية أم وطنية ضيقة أم غيرها . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :» لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله و ولده و والده و الناس أجمعين « ( متفق عليه ). و قال الله تعالى :» إن الذين يحادّون الله و رسوله أولئك في الأذلين . كتب الله لأغلبنّ أنا و رسلي ، إن الله قوي عزيز . لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادّون من حادّ الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيّدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، رضي الله عنهم و رضوا عنه ، أولئك حزب الله ، ألا إن حزب الله هم المفلحون . « ( المجادلة ، الآيات : 20 ، 21 ، 22 ) ... ألا إن حزب الله هم المفلحون .



والانتماء إلى الإسلام هو الانتماء الأصل و الحَكم الذي يحق أن تكون له الهيمنة و السيطرة . » يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و رسوله إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ، ذلك خيرٌ و أحسن تأويلا « ( النساء ، الاية 59 ) ... هو الأحق بالهيمنة و السيطرة لأن ذلك خيرٌ و أحسن تأويلا .



والمواطنة بدورها انتماء ... انتماء يجد له دعاةً و مبشرين متحمسين يعتقدون أنه الأحق بالهيمنة و السيطرة على غيره من الانتماءات الأخرى كيفما كانت . و في هذا الصدد يدعون إلى واجبات و حقوق المواطنة ..؛ و خدمة الوطن ..؛ و النضال من أجل الوطن ...، و الوطنية ...إلخ . فنميز في الأخير ما بين أنا المواطن المغربي ..، و أنت المواطن السوري .، و أنت المواطن المصري ..؛ إلخ ... و ما أظن تلك الكلمات و باقي مشتقاتها التي يلفظ بها كل يوم على مسامعنا إلا أنها أضحت أشكالا متضخمة الحجم فارغة المضمون ، لم تعد تحمل في حقيقتها أي معنى في نفوس سامعيها ..، مجرد فقاعات ، كلما ازدادت تضخما زاد احتمال انفجارها و اندثارها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟ :: تعاليق

Admin
رد: من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟
مُساهمة الإثنين أكتوبر 26, 2009 11:49 am من طرف Admin
موضوع جيد يستحق الثتبيث
سليمان محمد شاويش
رد: من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟
مُساهمة الأربعاء ديسمبر 23, 2009 11:16 am من طرف سليمان محمد شاويش
والانتماء إلى الإسلام هو الانتماء الأصل و الحَكم الذي يحق أن تكون له الهيمنة و السيطرة . » يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و رسوله إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ، ذلك خيرٌ و أحسن تأويلا « ( النساء ، الاية 59 ) ... هو الأحق بالهيمنة و السيطرة لأن ذلك خيرٌ و أحسن تأويلا .


عزيزتى حقا موضوع ممتاز شكرا لك على هذا العرض البديع
avatar
رد: من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟
مُساهمة الجمعة ديسمبر 25, 2009 7:59 pm من طرف بن عبد الله
فينا رويدًا رويدًا ، حتى إن الجهات التي كنا نظن أنها في منأى عن أي
انحراف أصبحت وكرا للكثير من السلوكات الشاذة ؛ فأصبحتَ ترى أطفالا و
شبابا في مقتبل العمر يسلكون سلوكات ما وجدنا لها في أصالتنا الأصيلة أصلا
، تائهون في خيالات و أوهام قد لا يستفيقون منها إلا بعد فوات الأوان و قد
لا يستفيقون منها أبدا . الأسرة تعاني ، و الجيران يعانون ، و المدرسة
تعاني ، و المجتمع بأسره يعاني من جيل لا يكاد يراعي لأحدٍ و لا لمكانٍ
أيّة حرمة ...
 

من يبني الوطنية؟ ومن يهدمها؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» لعبة السيادة الوطنية
» الوطنية كمفهوم تحريضي
» تامغربيت: الوطنية المفترى عليها
» طور ثان من أطوار الأزمة الوطنية السورية؟
» الديمقراطية وأزمة الوطنية العربية!

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: