سلاحهم قنابل فوسفورية; تحرق لحومنا وتذوب عظامنا وتشتتنا اشلاء أبت أن تتفرق بأسلحة عادية, لتكون النتيجة قتلا أمر من قتل وتشويها يمنينا الموت استشهادا..
سلاحهم مدافع وطيارات نفاثة; بنادق ودبابات زاحفة; وبوارج تمخر عباب بحورنا وتسير بوقودنا لتقتل نسائنا وناسنا وأطفالنا...
سلاحهم اِعلام يميزهم; ويجعلنا جناة وهم الضحايا,يجعلنا ارهابيين وهم المخلصين والمنجدين, إعلام عودنا رؤية الدماء فألفنا بعدها ان نتناول غداءنا مع صورة الدم وصوت البنادق والآهات..
سلاحهم اقتصاد خفي يسيرنا, وعقول نضجت لتملكنا, وتسلبنا عقولنا , فتنسينا يوما بعد يوم ما نحن وما سلاحنا..
سلاحنا الذي فقدناه بأيدينا, فاندفعنا وراء صفوف صراخ أنستنا أن الغضب لا يحتاج رخصة للتعبير عنه, وحملنا أموالنا نعوض بها أرواحا استشهدت لتذكرنا أنَّا قد متنا من قبلها
سلاحنا..من يدرِ ما سلاحنا؟ أ أموال واقتصاد نسيره في بلاد الاعداء أم أرض يسيرها لنا الاعداء؟
أم هو علم وفصاحة فقدت قيمتها لما وجهناها ضد بعضنا
أم يكون سلاحنا عبث وصخب أورثوه لنا بارادتنا
أم سلاحنا دين فرطنا فيه لما نسينا أننا كالجسد الواحد , ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحُمى..فصرنا حِمى العدو , ليدوم ليلنا بدون صباح , وتموت أمتنا رويدا بلا كفاح, حتى نجد في دواخلنا ذاك السلاح
عجز اللسان عن الكلام , فمن يحس بأهل الدار الا اهل الدار
بلسان امير الشعراء تميم البرغوثي ; نسمع جميعا قصيدة : امر طبيعي او أمة في الغار
لكم الله يا أهل غزة
يقول المعطي مثلا، بكثير من الزهو: "وااااااااااه على شمتة طاح فيها صاحبي الفاطمي" يستفسره رهط المُتحلقين معه حول "براد ديال أتاي " في مقهى (الكوانب): "أواه.. آش وقع ليه الزغبي؟" يُمضمض المعطي فمه بجرعة شاي كبيرة، قبل أن يرد: "الكانبو طلعو بيه .. لصقو ليه واحد الحولي فيه غا الهيضورة ". فيضحك المُستمعون في شماتة من غباء"الفاطمي " ليسترسل المعطي في تخييط وتفصيل حكاية الكبش"المسلوت" الذي ابتُلي به "الفاطمي ".
إنه غيض من فيض سيناريو "فيلم العيد الكبير ".. فيلم مُمعن في واقعية رائحة ملايين الأكباش .. التي تترك، فجاة، معاقلها الطبيعية، في الحضائر بالبوادي، لتجتاح، كما لو تعلق الأمر بأحد أفلام الخيال العلمي، الشوارع والأزقة والدروب، حتى يكون لكل "قنت وأنف" نصيبه من الروث ورائحة، والأهم من ذلك بضع كيلوغرامات من اللحم لملايين البطون .
إنها أيام الحشر "الكبشية".. تجعل الناس تخرج عن بُكرة أبيها، كُل يُمني البطن بخروف " أقرن أملح" بثمن مُناسب، وألا يكون مثل "الفاطمي" المسكين، فيُصبح مُضغة ترفيه في الأفواه .
الجميع يتحسس بيديه، ظهور عشرات الأكباش، ويحرص على حشوالأصبع الوسطى، في مؤخرتها، ف "الخبرة " الشعبية لدينا تقول أن علامة السمنة، تسكن مخرج "الحولي".. ولتتصوروا الآثار التي تتركها الأيدي العابثة ..
نتحول، كما تعلمون، يوم "العيد الكبير" إلى المرحلة التاريخية الأولى، لبني البشر، ونعني بها مرحلة الصيد وجمع الثمار، حينما كان الناس حفاة عُراة، تائهين في الفلاة والقفار والغابات، يعيشون على ما يلتقطون من ثمار الشجر، ولحوم الحيوانات.. ففي أحد المشاهد من ذلك الزمن الغابر، يخرج الرجال للصيد، وكل عتادهم، خناجر مسكوكة، بعناية أقل أو أكثر، فيقضون أياما في ترصد أيل أو ظبي أو... كبش، وحينما يظهر، يُجهزون عليه طعنا، ثم يسلخونه، ويقتسمون لحمه بينهم، كُل ودرجة مكانته الاستحقاقية، أي كفاءته في الصيد.. وطبيعي أن أجمل نساء الجماعة، تهرعن، عند رجوع "الصيادة " إلى صاحب أكبر نصيب من اللحم، تماما كما تنظر "فاطنة" أو "عبوش" إلى زوجها " كبُْور" وكأنه "شمشون" زمانه، بينما يُكافح، المسكين، ليُرغم كبشا سمينا، بقرون مُلتوية، لولوج المنزل الضيق .
لنتساءل : لماذا سمينا عيد الأضحى ب "العيد الكبير " ، بينما استحق عيد الفطر هذه التسمية التقزيمية : " العيد الصغير".. بالرغم من أن هذا الأخير يسبق الأول زمنيا، فضلا عن أنه يأتي بعد أعظم أيام السنة في الإسلام، أي شهر رمضان، هل سمينا العيدين كذلك لأن عيد الأضحى " فيه بولفاف والتقلية والشوا" وباقي أعضاء "الزكَيطة ديال الحولي" بينما عيد الفطر "ما فيه غير لمسمن والبغرير"؟
ولماذا يا تُرى، تتوقف كل أنشطة الحياة على مدى أزيد من أسبوع، ونتفرغ، مثل جماعة الصيد وجمع الثمار السحيقة، في تاريخ بني البشر، لافتراس الكبش عن آخره، لدرجة أننا نستعين بالمشروبات الغازية القوية، حتى تتمكن بُطوننا، من هضم عشرات كيلوغرامات، اللحم الدسم.. "راه لحم الحولي هذا".. في ظرف وجيز؟ ولتذهبوا إلى أقسام المُستعجلات في المستشفيات، لتقفوا على أعداد أصحاب المعدات والمصارين المخروطة
بقلم : خالد الشابي
الأربعاء أكتوبر 21, 2009 9:45 am من طرف لعليليس