(1)
هنا.. لا نقصد القيامة الأخرى، بقدر ما نعني قيامة الكلمات في المعاني. قيامة البصري في المخيلة على مدار ساعات اليوم الواحد. فنحن نعتبر اليوم مكاناً لقيامة الأحياء في أبدية زمنٍ، ما زال محمولاً على متون شعراء الضوء، ممن تلخصهم صور أعمدة الكهرباء على طول الفضاء وعرض الأفق. شعراء يضخون التنوير في عروق الأرض، لتشتعل مخلوقاتها بحمى التحديث، من أجل التجمل بالطيران هدفاً لبلاغة الارتفاع. ومنعاً للابتذال فيما يخص الإقامة الجبرية في كهوف الواقع الاستعماري للتعبير المُستَبد.
(2)وإذ نعتقد بأن الشعر يوم طويل بمسافة التاريخ، وعميق بأبعاد أساطيره، ومبتكر لتقنيات العالم التكنولوجية في أعقد صورها،ودون نهاية عند خط، فإن الشعرية، هي الدرس الأول لاستنشاق سحر الليبيدية وانقلاباتها الكثيرة ضد الأوثان.فالشاعر ليس إلا لقطة مشحونة على الدوام بطاقة العاطفي الحيوي التناغمي، في مشروع سد الثغرات الفاضحة في جسد اللغة التي عادة ما يتم مصادرتها لحساب الإقطاعيات السلفية بالقوة وبالتكفير وبالإقصاء.
(3)الحداثة في شعر اليوم، لا تقل عن أي عمل جراحي في أصغر غرف المخ. وما من شاعر معني بالحداثة، إلا ويستبدل الحبر بأشعة الليزر من أجل خلخلة عوالم الكتابة واستخلاق الجوهر من سحرها الغامض. ذلك لأن الوضوح ضحالة تربك النص، إن لم تقضي عليه أو تعدم وعيه بمنظومة كاميرات الحواس.
(4)ليس في الشعر أهم من الكآبة.إنها بمثابة عقرب الساعة الذي يصور لنا جزئيات عمل طاحونة الوقت الداخلي. وقتنا الذي على توقيته تنتشر الأحلام وتتصادم الأرواح وتتماجن الشهوات كما الأرانب في البرّ الأحمر.
(5)وعدا عن أهمية إزاحة العقل عن تربة النص الشعري وإن بنسب مبالغ فيها، فإن أرواح الشيطلائكة تحتاج إلى الفانتازيا كتمرين يُحسن من سلوك الكلمات ويضفي عليها الماكياج الضروري من التأويل الذي يجعل انشطار القصيدة رغبة عنيفة تجرف الشاعر إلى أعمق نقاط الغرق في التخيل الجمالي المتوحش.
(6)أن رؤية جيل جديد من الشعراء والشاعرات العرب، بعد انقطاع الدورة عن الغالبية العظمى من الديناصورات الشعرية، ممن استبدوا بالشعر ودور النشر والمكريفون والشاشة على امتداد عقود تجاوزت نصف القرن من الزمن، أصبحت واضحة الآن، وتسيطر على المنتوج الشعري عربياً، من خلال قصيدة النثر التي باتت تتمتع بشيزوفرينا بلاغية قادرة على تفكيك الوعي وجعل أنظمة الداخل السرّي أكثر اضطراباً أمام العواصف المحمولة من الخارج، سواء أكان ذلك في بناء الجملة الشعرية أو تشريح اللقطات البصرية في عمليات تكثيف الدلالات داخل النص البحري المتلاطم.
(7)للبرهنة على جدارة عصر من الشعر النبيذي، التكتمي، الجواني، القائم على هلع الابتكار، أقدم اليوم القصيدة الإمبراطورية التي اشترك في كتابتها شعراء من كل بلدان العالم. رجالاً ونساءً. شعراء قمت بإطلاق حشودهم في مجرى واحد: مجرى المخيلة الشجاعة.
(8)في هذا النص الكوني.. تتابع المخيلات ألعابها النارية على سطح الكون. في فضاء السموّ لا الكهف. فتتداخل الأسماء بعضها في البعض الآخر، من خلال مياه المجرى ونوره وبخار كآبته. قدرات خلاقة تتجانس في كتابة نص عابر للقارات يؤلفه 111 كائناً شيطلائيكياً من شعراء العالم.ويمكن أن نكون بهذا العمل قد قمنا بضرب المعادلة الشعرية القائمة، ما بين الشرق والغرب. ما بين الأبطال التاريخيين من رموز الشعر العالمي وما بين ما يسمى بالكومبارس.
(9)في هذا النص الطويل الذي عملنا على تحرير منتخباته بطريقة صهر المقاطع عبر رائحة الكلمات، تتضح صورة الشاعر العربي وقيمته الكبرى، لتثبت في الكثير من الأحايين أنها أفضل من النص الغربي بالشكل وبالمضمون. وهذا النص الإمبراطوري الذي ضم 125 من شعراء العالم، هو برهان نثبته اليوم بالدليل القاطع.الكل هنا شريك بالإشراق والتجلي. بالقضاء على مخلفات بكتريا السلف القائم على تقديس الصنم وتطوير أمكنته.
(10)سيكون النشيدُ لأرضٍ أخرى.
عطرها
نهرٌ بلا غلاف.
نحن سكارى المخطوطات
وبأجنحةٍ
تنتشرُ السيوفُ بين خطواتها.
****
قصيدة الإمبراطور
حتى الكلمات
هي عروق
بالداخل
الدم يسيل
عندما تتصادم الكلمات
أديم الورق
يحمرّ
مثلما
في لحظة الحب
أديم الرجل والمرأة.1
وقلتُ أيضاً، فيما أقود عينيّ كشابين على انفراد
أيتها الملكة الدّسيمة على الوجه الأكمل،
ارفعي هذه الساق عن تلك الساق الأخرى،
ومن هناك تمنحيننا عطر جسمكِ،
أيتها البشوشة!
أيتها الفاترة!
أيتها الرطبة قليلاً، والوديعة،
يقال إنك ستجرديننا من ذكرى مبرحة عن الحقول
وأشجار الفلفل والسواحل الرملية حيث تنمو شجرة الرماد 2
وسنظلّ نلوذ بالنزول
شغباً أرعن على نافذة رعناء
لأنه لن ينفع رشدٌ في مهبّ التهلكة
ولن يفوز ضوءٌ في الضوء
ولأنه لن تطالب شمسٌ برأفة الظلّ
إذا لم ترشدها غريزة العطش إلى جشع الابتراد
ولن يُؤتى على نهر إنما على أنوثة ينبوعه
ولن يكون أبدٌ إنما رغبة الأبد
ولن تكوني ناراً إنما جزية احتكاك الحطب بالنار
ولن تكوني صباحاً إنما كسل الصباح
ولن تكوني تكراراً إنما غريزة ابتداء
ولن أستجير بجمرٍ إذ أنتِ ستكونينه
لكنْ معتماً
ولن أشعل صيفاً إذ أنتِ ستُنضِجينه
لكنْ غيمةً لليلة صيف
ولن ألوّح بنافذة إذ أنتِ ستفتّحينها
لكنْ شهوةً لنافذة.
تفضّلين الجوع لأنه يظلّ يجوع
وتفضّلين جموح الغيم لكي تربحي دموع المطر. 3عندما ينزل المطر
الأرض
قد لُجِمَ لسانها بالأسود والأبيض
الكلمة ملقاة بعيدة منسية
بالكلمة أستطيع أن أحكي
أن أصرخ
أن أبكي
أن أتمتع
أن أندم
أن أعيش
إنها تبرق
والحبر يسيل. 4فكأنَّ بقلبي فقاقيعَ ماءْ
الحشائش في طينة رخوة
تتمايل في الماء منسابة
فأودٌ لو انٌِي أصير بقلب النَهَرْ
نبتة
البحيرة تحت الشجرْ
لم تعدْ صافيةْ
تتبدى كألوان طيفي فرحْ
و الطحالب من فوقها طافيةْ
فترسٌِب حلما كقوس قزحْ
باحث عن مني؟
خذْ عصا ثمٌ جدٌفْ ببطيء
في اتجاه الحشائشِِ
في قاربي يتلألأ ضوء النجوم عليهِ
و غنٌِ بضوء النجوم المشعٌ
غير أنٌيَ لا أستطيع الغناءْصامت هو الناي بدوني
و صامتة رغم صيفي هنا الحشراتْ. 5
* عبد النور الهنداوي
في وقت ما...
مرّ من أمامي
شاعر يتأوّه
..وعندما لا أحد يكترث ينحني الحائط
ليلتقط بعض ملابسه
وبعض تفّاحٍ
يريد
أنْ يطير. 6أعرف أنني أنا،
الكلمة التي تسميني، اختبار انطلاق النار.
الوجه المعاكس للرماد/ما لم أكن أنا،
أين كنت سأذهب وحيدة
أكثر من الصيحة المنطلقة من الحنجرة
ولغاية صمت الدم.
الكلمة تنتظر وزنها، كلمة تطفو في
التنفس.
لم نسمع الصوت الأسود،
ونتدلى بالخيط المحاك باللعاب
الذي يتقطع ليلتصق مجدداً
متهالكاً في الاختناق.
رعب اللغة..
لكل كلمة تُنطق،
هناك صوت آخر،
يمارس التمييز ضد مسافتها.
وينفي
الحرف إلى رعب آخر،
رعب الأثر الذي ينسخ منفاه.
الكلمة تجمع الشفاه التي فتحتها القبلة قليلاً. 7
الأجراس تقرع بلا سبب ونحن أيضاً
نغتبط بجلبة السلاسل
التي نقرعها في داخلنا مع الأجراس.
أية لغة هذه تسوطنا فننتفض
في الضوء
أعصابنا أسواط بين يدي الزمن
والشك يأتي مع جناح واحد بلا لون 8يعود الناس إلى الوادي
مرتدين أجسادهم
وبأيديهم
صورٌ تصرخ
بالأحياء من الداخل
الديار
لم يتبق لي في جسدي سوى قليل
من الرجال!!
مجرد علامات وندبات أحياناً
شعر أقل في العانة
منذ مداعبة ما..
وهذه الكمادات من الشاي البارد
على العيون
لإخماد الحرقة.
لقد سألتهم دوماً أن لا يمسوا قدميّ
فليس باستطاعتي العيش
بدون مراسم السير ليلاً
لريّ النباتات التي لم يجرؤ أحد
مسها على الإطلاق.الأخير..
الذي زارني
قال لي إن نباتات السرخس
في الحديقة
لم تكن أبداً
أبهى مما هي عليه الآن.
وأنه يمكن استنشاق حياة
في الديار.9العالم النباتي
العالم الحيواني
عالم الهلع.خسارة اللعبة
خسارة الحظ.
لا صورة لتطعن
لا حقيقة لتعرّى
لا شبح ليكشف.
غير محاصرة بأي ميت مأسوف عليه.
أنا بلا عمر
بلا كذب.
أنا وحدي مع السكين الخبز والماء10عرفت وحدتي في النجمة
وأملي في البرعم.
وفي هذه الورود المشتعلة ألوان عنفي. كلا!
لم أتذوق سوى ملح البحر على شفتي.11
آه ! أيتها المدينة العظيمة التي كانت تكتسي
بالأرجوان وبالذهب وتنقل اللآلئ والجواهر،
موسيقى القيثارة والآلات الأخرى،
عذوبة الترومبيت والناي والصوت مع الصوت
الآخر،
لن نسمعها بعد الآن أكثر!.12
لأنَّهُ يحبُّها
يصعدُ
كُلَّ ليلةٍ
على سلالمِ العتمةِ
بقدميْنِ حافيتيْنِ
خشيةً أن يدنِّسَ السماءَ بحذاءٍ
لا ينزلُ
إلاَّ و القمر في يدِهِ
رغيفًا يفتِّتُهُ
على شكلِ كواكب و نجوم صغيرة
دونَ أن يهدرَ حبَّةَ قمحٍ واحدة.
بالتساوي
بالعدلِ الذي لا تعرفُهُ سوى أصابع عاشق
يوزِّعُ كعكاتِهِ الدافئةَ
على أطفالِ الشوارع
على شبابيكِ النائمينَ دونَ عشاءٍ أو أمل
على الكلابِ و القططِ الضالَّةِ أيضًا.
فقط
لأنَّهُ يحبُّها.13كم من الوقت يمكن أن نتسكع على هوانا
في الشوارع التي انمحت أسماؤها على الشارات
المبللة.
كم من الوقت قد يبقى المكان متغيراً في هذا التفجر
حيث مالط الماء يختلط بالمنازل والشوارع،
الأرصفة، الرجال والنساء؟
كم من الوقت يحافظ على النظام
المطلق 14
الطيور رحلتْ للبحثِ عن الجهة الزرقاء،
الأفق عموديّ،
الأفق عموديّ و الحركة تشبه النافورة،
و الكواكب تدور نورانيةً في تخوم البصر،
و تصلُ الأرض ُ التكرارَ في العلوّ،
و تتحولُ الحفرُ الهوائيةُ إلى مجازات الصِلات.
النهار اتساع لا تسعه مخيلةٌ ضيقةٌ لِدودِ الروزنامة.15
تركتُ لكِ غاباتي، وأشجاري
الضائعةَ، وكلابي الساهرةَ
وسنواتِ منفاي الهامّة.
حتى تركتُ لكِ شتاء حياتي.
تركتُ رعشةً، تركتُ هرّةً
ووهج نيرانٍ مُطفأةٍ،
تركت ظلِّي في العيونِ
اليائسةِ التي أدماها الوداع.
تركت حمائمَ حزينةً قُرْب النهرِ
وجياداً على شمس الرمال.
تخلّيتُ لك عن رائحةِ البحرِ، تخلّيتُ عن رؤيتكِ.
تخلّيتُ لك عن كلِّ ما كان.
فهبيني، يا روما، عِوَضاً عن آلامي
مثلماتركتُ لكِ كيما تكوني.16
الأكثر جمالاً بيننا، المتخلّي عن حضوره.
التارك فسحةً نظيفة بشغور مقعده.
جمالاً في الهواء بغياب صوته.
صفاءً في التراب بمساحته غير المزروعة.
الأكثر جمالاً بيننا: الغائب.
قاطعُ المكان وقاطع الوقت بخفَّةٍ لا تترك للمكان أن يسبيه ولا للوقت ان يذرّيه.
مُذَرٍّ نفسه في الهبوب السريع غير تارك تبنًا ليبذره ولا قمحًا لحقل سواه.
المنسحب من شرط المشي للوصول.
المنسحب من الوصول.17
في حلمي الأول ظهر العالم
الملح، المر، الممنوع، العذب.
في حلمي الثاني هبطت.
كنت بشراً، إلا أنني لم أستطع تبيّن
أي وحش كنتُ. 18
وداعاً أيها الحزن
مرحباً أيها الحزن
أنت مرسوم على خطوط السقف.
أنت مرسوم في عيني من أحب
لست كلياً البؤس
لأن أفقر الشفاه تبوح بك
ببسمة.
مرحباً أيها الحزن
يا حب الأجساد المحبوبة
يا قوة الحب التي تبرز برقة
كوحش بلا جسد.
يا رأساً مخيباً
يا بهياً يا حزن.19
ربما لأن ذنوبنا
أزهرت في مزامير
الطفولة.
رعاة بلا بوصلة
يُهّربون جرار الآلهة
يشربون الظل مقطراً
من الأشجار.لعلنا سنزداد جمالاً
بعد الموت
فنسمع من يقول: انظر
كيف تقفز الأسماكُ من عيونهم.20
يقال ان الموتى لا يموتون، بل يمكثون
إلى جانب أولئك الذين ورثوا عنهم أتراحهم وأفراحهم.
لكني أعتقد أنهم يعتلون قبة السماء الهادئة
بقطار مهيب من الأسى والحكمة
ويراقبون القمر والبحار الصاخبة
والرجال في تجوالهم على هذه الأرض.21الخلود للراحة لماذا؟
الانحناء للموت لأي غرض؟
ألسنا مُبرمجين لمسافات أطول؟
ألسنا قادرين على المضي قدما؟
حيث الجميع بانتظارنا؟
وحيث من جديد
سينهضون ليعبئوننا.؟ 22الآن في تشرين آخر
من شهور هذا الكوكب الحزين
أرى سنتي التالية
وآكل البطاطا المطبوخة.
انه عالمي المدهون بالزبدة
ولكني ما افتأ ادفعه بيدي الحمقاء
حتى يقع من أعلى الكرسي
واشرع أنا في الصراخ.
إن الذعر يتملكني
وأنا أفكر في آباء آبائي
وفي إرادتي. 23
هناك على الإفريز
لا شيء يفصلُ الروحَ عن الرخامِ
البرودة تحرثُ الهواءَ
الوقتُ يفرز الظلالَ،
ويُسقط الضوءَ في سلّة العتمة
ليس ثمةَ عابرٌ يهتزُ له كبرياءُ المشهد
لا صوت
لا حركة
إلا ريحٌ تعابثُ ريحانةً
وروحٌ تئنُّ.24
في الخريف
أستجمع أنفاس الأوراق المتساقطة
أواه...
ما أتعس هذا السقوط
ما أتعس الأرض
وهي تحمل كل هذه الجثث...
افتحي الباب
الوقت قصير
قد تتحرك الأرض
من تحت أقدامنا
ويبتلعنا الزلزال
اقتحمي الباب
الوقت قصير
قد تقصفنا الطائرات
من شاشة التلفزة
قد تدوسنا سيارة الإسعاف
قد تتلقفنا زنزانة باردة
قد يبتلعنا البحر
ونحن نحلم بقبلة في الشارع العام
-هناك أقصد-
افتحي الباب
قد يفرقنا القبر
فلم تبق إلا قصيدة
أصاب بالسكتة الشعرية.25ها هو الجسد الذي وجد منبطحاً
على وجهه في كيس من الخيش
مخنوقاً، في الفخ الذي أطبقته تلك الأيدي المثنية الملتوية الشرسة.
وها هم أولاد الوكلاء وقد أتوا ليصادروا السرير.26
كلُّ ليلةٍ
يقفُ تحتَ رحْمةِ الضَّوءِ الموشَّى بالظِّلالِ
يحبّ العتمةَ
حاملُ الخَرَزِ
ذو الوشم
أمْكرُ من ذئبٍ في الخلاءِ
وأخفُّ من ريحٍ
على أوراق الشجرْ.
هو الصَّائدُ
نعرفُ
لكنَّه يتخفَّى في سمْتِ الفريسةِ
يقولُ:
ليسَ كلُّ الذي في يديَّ حريقاً
لا سلالتي أنجبتْ غيري
ولا رفعْتُ محبَّتي البيضاءَ
عن أبنائي المخلصينَ
وأنا أنا
ابنٌ للمصادفةِ
مَكْمَنُ القنْصِ
وغزالةُ الشَّاطر.
ملعونٌ
يمشي ساحباً خلفه سرباً من البومِ
من النَّحلِ
من ملكاتِ النَّحلِ
نايُهُ
جرحه المفتوحَ على وقعِ الخُطى
يحطُّ قدماً في الهواءِ
وأخرى على الأرضِ
ليسَ براقصٍ
لكنَّه غندورٌ
مغناجٌ ابن اللئيمة
يمرُّ على الصَّبايا في النَّهارِ
ويهمسُ لهنَّ في خُلوة الليلِ:
يا شقيقاتِ روحي
في الشَّجنْ.كنَّا نظنُّه عربيداً
يدوخُ من كأس
ويسكرُهُ نبيذنا المعتَّقُ
لكنَّه كلَّما شربَ
كان يكتبُ
ليمحو
ويمحو
ليكتب
يمسكُ بيديه خناقَ جثَّةٍ اسمُها المعنى
يمسحُ بكرامتِها الأرضَ
أمام عيوننا
ويضحكُ
رافعاً رايتَهُ الحمراءَ في ندى الليلِ
كأنَّهُ امتلكَ اللغاتِ
أو
ورثَ
أختامها.27من غير هواء أو غيوم
فإن صيحات الوحوش القاضمة
لأوراق الشوك الواخزة
تندفعُ جميعاً عبر سماء فارغة
كالجنود الأشداء.
البشريُقتلون.
انظروا إلى هذه الشجرة.
إصغوا إلى هذا الحجر.
فداخل شقوق الأرض
تتواصل حيوات كثيرة.29الآن لا أمل لدينا في العودة،
أيها المركب، إلى رصيف الميناء الرمادي ذاك،
حيث رسونا مرتين ومرتين بلا رغبة
وحررنا مراسينا لنبحر عند الركود
حين انكتمت ضحكة البحر إلى دمدمة
وعمود الشراع مرفوع بشكل متردد،
بتمتمة وطقطقة متجهمة.30
كثيرون يستطيعون التأرجح بين اليمين واليسار
بين الغرب والشرق
إلا قلبي,
منذ اهتدى إليك...
-راودتُ الغزالةَ عن شرودها
أوهمتُ صدري بالسكينة
صمتي بالفضيلة
خيمتي بالظل
جنايتي كاملة.
-
أكره الشعر
أكره السرد والنثر
أكره الموسيقى إن لم تذكرني بك.-
لن تنفعني الحجج
باطل يقيني
ريحي عاصفة
-موكب الغروب أصفر
عجلات المركب صفراء
حديقة الجار صفراء
وجه الخسة أصفر
إنه أيلول
بكت أوراق الرزنامة
تلك التي لم تكوني فيها يا خيبتي!-
حماستي تعود
كلما شاركني الليل
سرير الأرق!
حماستي تسير
بعيدا عني
حماستي ترحل مني
اليها أتوق إلى جنوني
في الحالتين
أيلول يمضي!
-
عشب الحقيقة أصفر
حين كان أخضر طرياً
كنت احبك؛
الآن أحبك أكثر!
-
سلميني طاولة الشطرنج
وخذي الفيل والقلعة
خذي الجنود والوزراء
خذي الحصان والشاهنشاه
خذي اللعبة كلها
أبْقِ لي أصابعك فقط!.31
في حلبات الكذب
حصان ابتسامتك الأحمر
يدور.
وأنا واقف هنا مسمر
أحمل سوط الحقيقة الحزين
وليس عندي ما أقوله
ابتسامتك حقيقية
كحقائقي الأربع.32أي الفضاءاتِ تبعثرها
لتؤنسُ غربتي
بالأشلاء / هي روحُ طمَّاعة ٌ تتدلى
في أيقونةِ المنسيات
و لا تسقط... كأحلامٍ مغبونةٍ
تواربُ على الحافةِ
فتنتشي الوسائدُ بالشوزفرينيا
كلما عرَّتْ جنونها / ألاقيكَ على النافذةِ
تتهيأ... للهروب؛ الذي يخبئ وجهك /
في حياءٍ وشيك أعاني لهاثه
و يبتهجُ للقصائد التي ترجفُ بحواسي الغائبة
*** طالما الوداعُ خفّاقٌ على شفتيَّ...
سوف يؤخرني لقاؤكَ
ريثما تحزمُ الحقائبُ ضياعها
في غفلةِ المشيئةِ / أباغتها حريتي
و تلامسُ "الشاعر"
برهافةِ ذوقٍ: ((إن أيامكَ ضيقةٌ
فامنحها تأملاتٍ ضاجة
كأسرار الصوفيين،
و سوف تتوسعُ بالدفء
مادمتَ وحيدا
/بلا أنثى تطوقكَ بالوشوشات الناعمة
أخلص ضميركَ،
و لن يحرِّمكَ الوجع أيها الشاعر..
أيها القدِّيسُ في آثامكَ..
أيها الماجنُ قبل اكتمال الصلاة..
كن نرجسيا أو لا تكون.. // و سيرافقكَ "شيطانٌ مريد" يُتْعِبُهُ نزقك
و أنت هفهافُ الطفولةِ
لا تكابر إلا و قلبكَ "طفل"
يعجنُ نبضاتك بصلصالِ شريدٍ
/تطوّعهُ خميرةُ الطواف حول البداياتِ
إنها جرحك الأبيض
لا تلبسه العقائد؛ هو عقيدتك المضيعة
فانسى جراح المابعد / حيّاكَ إله المحو....
دع ذاكرتك تتشكل بمزاجِ اللحظاتِ
و ابتعد عنها كلما اقتربت منك
في سيكلوجيا خاملةٍ يرصعها النسيان
تباريحَ الجنّة
و ثلوج النار.32عزيزتي، يا من يغشها ظلام الرقاد،
وتلتفت عن القمر
المعربد على حركة الستارة مع كل نسمة
قافزاً في فراش ضوء على ظهرك..
بعيدة بعيدة، ثم برقة وعلى حين فجأة
كما تهطل أوراق الزهر
من الورود المربوطة بصمت، دفعة واحدة
تلتفتين، بلا اكتراث وعارية منسابة
في جداول نوم معشوشبة وأفخاذ مبتلة
تتموج في حديقة جسدي ذات الطنين. 33
لم أعدْ خائفةْ،
ليس لأن اللصوصَ ماتوا بالأمسْ،
و لا لأن البشرَ سيصمتونَ
حين تتَّسِعُ الرؤيةُ،
لكنْ
لأن الكفَّ ستظلُّ في مكانِها.
تكونُ الحياةُ مُحتَملَةً
إذا انتهتْ لقاءاتُ الأحدِ
إثر سقوطِ البنيويةِ،
لأن موتَ المؤلفِ
يعقبُه اختفاءُ المهاتفاتِ الصباحيةِ.
السَّيدةُ الغاضبةُ كذلك
كانت خائفةً من البنتِ الإلكترونيةِ
التي رسمَها " آل - باتشينو" بنِسَبٍ مضبوطةْ
فدسَّتْ الفيروسَ في مؤخرةِ الرأسْ
لينجو من الشِّعرِ
والمثقفاتْ.
هي
لمْ تقرأِ الكتابَ
على النحو الصحيحْ
و إلا لتعلَّمتْ أن الشاعرَ
إذا صنعَ آلافَ الأوراقْ
فإنه فقط
يريدُ أن
يطيرْ. 34سماء واسعة وبطيئة
كأغصان
القمر.
شتاء
وغربان كثيفة.
كالفأس تقرع الساعةُ
في صحراء الأرياف.
النافذة تهتف.
منتصف الليل على السطوح35
حين جلستُ إلى الساعة
كانت الساعةُ شاباً مقتولا
قرب كنيسة أحزان العالم
جاء أصدقائي الأوغاد ُوالمنفيّون والسذّج
ووضعوا صليباً خشبيا
قرب دماء الجثة
ووضعوا ورداً لا أسم له
وآساً وفاكهة ًمعفّرة ًبالتراب
قالوا: مَن هذا المقتول؟
وما معنى الساعة؟
(2)حين جلستُ إلى المرأة
كانت جسداً بضّا
من عسلِ الوحلِ وريشِ البومة
كانت ملآنة ًبالعريّ الذهبيّ
وبالعريّ الفضيّ
وبالعريّ الأسود
جاء أصدقائي الأوغاد ُوالمنفيّون والسذّج
قالوا: ما معنى المرأة؟
وكيف يكون العري أسود؟
(3)كيف يكون اللحن ُعلى هذا الحال؟
كيف سأصفُ، اللحظة، موتي الأبديّ
وضياعي في جسدٍ من لعنةِ الحبّ
وعذاباتِ الرغبةِ والشوق؟
كيف يكون الحالُ على هذا المنوال؟
من غيمتي الصغرى
أعني من غيمتي الخضراء
إلى درجٍ يمضي حتى يصل إلى مأساة
من عسلِ الوحل
إلى درجٍ يمضي حتى الأسفل
ليلامس أياماً تتطايرُ كالريش
إلى درجٍ يمضي
حتى جثة ذاك الشاب المقتول
وصيحات صليبه الخشبي
وفواكه قلبه المعفّرة بالتراب.
آ...
كيف يكون -
يامَن قال: "كنْ فيكون" -
مقتولاً جئتُ إلى الدنياوسأغادرها مقتولاً أيضا ؟!
(4) لا
لا
سأعيد ُ كتابة هذا النص!
فلقد احتجّ أصدقائي الأوغاد ُوالمنفيّون والسذّج
على العنوان:
جاءوا في الليل
قلعوا الصليب الخشبي
ووضعوا تراباً فوق دمي المتناثر
وحاول بعض منهم
أن يأكل فاكهتي الملقاة على الأرض.
واحتجّوا على متن النصّ:
أخرج أولهم سكيناً ليهددني
وقام الآخر بشتمي
وقام الثالثُ بكتابة تقرير سحريّ أو سرّيّ
عن غيمتي الخضراء
ودرجي الهابط إلى الأسفل
وأيامي: أيام الريش.
(5)بعد سنين من كتابة نصّي هذا
قُتِِلتُ قرب نهر ميت
في آخر قارات العالم.
جاء أصدقائي الأوغاد ُوالمنفيّون والسذّج
حملوني في تابوت أسود
حفروا الأرض ووضعوني فيها
قالوا: لم نفهم ما قال!
كان يكتب حروفاً ونقاطاً صوفية
ويصفُ الدنيا كسريرِ امرأةٍ من عسلِ الوحل
ويصفُ المنفى ككتابِ مجانين وعراة!
أحياناً يضحك ُمن فوق الدرج ليقول:
هذا درج يمضي حتى الغيمة
أو حتى أيام الريش!
أحياناً يتحدثُ عن عريّ ذهبيّ
أو فضيّ أو حتى أسود!
قالوا: لم نفهم!
هل كان إلهياً أم كان خرافيا؟
أنسياًً أم جنّيا؟!.36أحمل فلباً عامراً بالذكريات
تحت زخات المطر العظيمة الكالحة المتحدرة من السماء،
تحت الشمس الواسعة وتحت ظلال الفجر الصفراء
تذكر أيام دفع الأجور الحافلة بزهوير الليلك
والطيور المغردة.
تذكر أضواء نجوم الذكريات الباردة
على طرقات العاصفة.
في هذه المراعي تتراءى وجوه الأموات.
انهم يتحدثون إلي
لا أستطيع أن أخبرك ماذا يقولون.
هناك وجوه أخرى تتراءى في المراعي
انها وجوه من لم يولدوا بعد، انها المستقبل.
ان الأمس والغد يختلطان وينعارضان على الأفق
وكلاهما ضائعان في ضباب من القرمز.
الواحد ينسى والآخر ينتظر.37
ليس ثمّةَ حاضرٌ
كلُّ شيء
ماضٍ عتيق.
اللحظةُ لا تقفزُ
الآن مسعورٌ
محدودبٌ
عمري
قرونٌ من التوحّش
ما أزال أحمل
أجدادي المفترسين
في خافقٍ مقفر
الزنجيُّ الذي ينظر
في عينيّ
يقرأ البرجوازيّ التعيسَ
يهربُ من غروبه
إلى شمس كاذبة
لا أنتمي...
هل أنا ميْت
لست أدري
هل فقدت المعنى
أم نسيني الله
.........
تمضي بي الريح
من منفى إلى منفى
أهاجر من خارجي
إلى داخلي
ترتجف رغباتي
لا أنتمي...
فقدت المعنى...
نسيني الله
فشلٌ تام أنا
وجراحٌ خمسة
في جسدي
توسّعُ احتضاري
باسم الله أشهد
الموتَ
سقوطَ الحضارة
التفاهةَ
انطفاءَ القمر
باسم الله
يكرهني الربيعُ
-أنا الغريبَ-
ويلفظني الليلُ
أدخّن وحدي
على مهل
تاريخ اندثاري
أحبّكِ
أو لا أحبكِ
تمتماتٌ بشريّة
لا معنى لها
أسرقُ الكحلَ
أو أستنشقُ عطرَ اليدين
........
هكذا يفعل القرودُ أيضاً
طفرةٌ واحدةٌ
غباءٌ مفاجئٌ
وأ ُرمى في العدم
لا تصدقي
أيَّ شيء
........
ليس إله
........
ليس إنسان.
الأخضر الزيتيُّ
ينحني على
الأزرق الكحليّ
.... ويقبُّله
الهواءُ باردٌ
تباشيرُ صباح
... الذي في السماء
لم يعد هناك
والذي في الأرض
يعتمدُ بجنون الذكرى
.....
باطلُ الأباطيل
كلُّ شيء باطلٌ
مردوخُ
لا تقتل طفلي
لا تقتله باسم الموت
كلنا أبناءُ أبسو و تيامات
كلنا وحوشُ
ونصلح أن نكون
أصدقاء
لن تأتي حياة ٌجديدةٌ
لن يكون
هناك أفضل
نورس صامت ٌ
المطرُ يهطل
الريحُ شرقيةٌ
... إنني مع الأمس
على موعد.38القمر يدور حول نفسه في الفضاء،
ربما الهواء الأسود يدير كذلك من حولهم
تلك اللحظة التي شعار ادمغتهم الدوارة
تلك الأدمغة التي تهتز عبر السرعة وهم يواجهون فراغ
الليل ويصرخون طلباً للسكون الذي علق في الأعالي
وراح يرتفع على أمواج الزمن.
هل لهذه الخطوط حياة أوسع على الأرض؟
هذه الخطوط المطروقة من جداول الفولاذ في أرض مجهولة.
إن القوة تسافر عبر عروق الفولاذ.39عليَّ أن أشتغلَ بالمديحِ كالكلاب
أرضُها خصبةٌ كخصيةِ مراهقٍ
جبالها أجملُ من موسيقى يونانية
زوربا ينامُ على القش
الأرملة تنامُ على الصوفا
الأفندي ينامُ على الجماهير
المومسُ تنامُ على السّردين
المراهقةُ تنامُ على الورد
الوردُ ينامُ على العطر
العطرُ ينامُ على شلحتها
شلحتُها تنامُ في رأسي
رأسي ينامُ في السقف
أنا مجرّد حلم مربوط بقافية
لهذا أكره الرجال و الزير سالم
لهذا أحبُّ البدويّةَ في قلبِ العشبِ
والعطرَ ملوّثاً بدماء الطمث
وغرفتها في القابون
والعطر البذيء المرشوشَ في الديوان
طاولةٌ تنقلب عليَّ كرغبةٍ
انا أمسكُ بقرنيَّ التوتر
هي تصعدُ على لهاثي العالي
أنا عشبٌ قديم في الرغبة
هي ثورٌ جائعٌ إلى المراعي
شقراءُ في فقهِ الساقية
سمراءُ تسقينا نبيذ المساء
طويلةٌ نحِّبُّ الوقوفَ بين ساقيها
قصيرةٌ نحِّبُّ أكلها كسندويش
مساءٌ ينظِمُ لنا القصائدَ القصيرةَ
ربيعٌ يضربُ رأسه براكوبِ لذَّةٍ
جريدةٌ نضربها بمقالةٍ
ناقدٌ نضربه بذوقٍ غليظ
خبيرٌ في شؤونِ النساء
تاجرٌ يحِّبُّ الحريرَ ملبوساً
حريرٌ أسبُّهُ في القوارير
حريرٌ يسبُّني في الباصات العامّة
أنا خرافةٌ تطيرُ بأجنحةِ الضباب. 40هناك قصة واحدة وواحدة فقط
تستحق أن تروى.
سواء كنت شاعراً مثقفاً أم طفلاً موهوباً.
قصة تنتمي إليها كل السطور والبهارج الضئيلة
التي تبهر ببريقها القصص العادية
وهي تتيه فيها.
هل ستحدثني عن الأشجار بأعمارها وفضائلها؟
أم عن الوحوش الغريبة التي تقض مضجعك؟
أو الطيور التي تصم أذنيك بنعيق الإرادة المثلثة؟
أو عن الأبراج وبطئها وهي تدور تحت تاج اله ريح الشمال؟
هذا التاج الذي هو سجن لجميع الملوك المخلصين
الذين حكموا؟
الماء إلى الماء يعود.
والفلك إلى الفلك يعود.
والمرأة إلى امرأة كذلك.
كل ضحية جديدة إذن تخطو دونما تعثر
في دورة مصيرها التي لا تتغير أبداً.
تخطو وهي تجر وراءها اثني عشر صاحباً كشهود
شهود على نهوضها وسقوطها
اللذين يحملان إشراقة النجوم.41
لا أعرف إذا كنا نقلّد ما يحدث في السينما
أو ما يحدث في الحياة.
غاضبةً.. على عجلٍ تغادرين
حافيا أركض وراءك
في الزاوية المعتمة من الزقاق
أمسك بك
على حائط أسند رأسك
فيهرّ الطلاء على شعرك
ودموعي على كتفك
وأنا أشهق: لم يكن قصدي..
بينما أنت تصرخين
تفلتين مني
خائباً خائراً أقع على الأرض
في هذا الشتاء..
في هذا الليل
دون جمهور ليغصّ.. ليحزن لي
ثم.. ينسكب مطر غزير
ليغسل شعرك.. ينظّفه من الطلاء
ليغسل وجهي.. ينظفه من الدموع
***على الدرج الطويل.. الطويل
المودي إلى القلعة
منذ ألفي عام..
على نفس الدرج
أنا.. وأنت
لكن أكثر خفّة وبراءة
***في المكان
الذي يجدر به أن يكون أميناً
بينما كنتِ
تضعين وردة على الضريح
وتشعلين بخوراً
وتبتهلين لإلهٍ غريب
أن نظلّ معاً
كنتُ أتأمل روحاً يتوجع
في الأيقونة
الأحد يونيو 05, 2011 4:54 am من طرف سميح القاسم