1. كلّ كلمة لا أحد يدري
متى كلّ كلمة جاءت
كلّ كلمة تجيء..
متثاقلة
كسولة
تدبي كعقارب ساعة
لم يعد يعنيها الزّمن
ثمّ..فجأة
تنقر على أبواب الأمكنة
فتتردّد أصداؤها مثل ذبذبات كؤوس كريستال
في الرّوح الشفّافة
الكلمة..
إن جاءت
بلا موعد ولا أيّ وعد
في ثياب عاصفة لم ينج من هيجانها
إٍلاّ القليل
تطوّح بآخر غصن في آخر شجرة
تتعفّن عليها أمجاد لغات ذليلة
تخرج ذئاب المعاني من مخابئها
وتعدّها لعراك جديد
وإٍن جاءت أليفة
مضمّخة بعطر مواعيد مشتهاة
تبقى معلّقة كدمعة على خدّ رغبة مستحيلة
بعد أن أطالت التمسّح على أعتاب الحبسة
ومهانة نهاية النّبوءات
وإن.. وإن..
ولكن لا أحد يدري
كرمة الطّفولة التي تنضج حبّاتها
في فصول الذّكرى
مواقيت الموت المتدلّية في صباحات
نسياننا
الجنان التي تجري فيها أنهار
المتعة والخطيئة
كلّها تصرخ بحثا عن هواء
الكلمات.
2. كلمة أولى أحيانا
من أجل أن نظفر بكلمة أولى
لمغادرة الصّمت
نمضي حياتنا في إعداد تفاصيل الرّحيل
أو في اجتياز امتحانات الفراق
حتّى الجسد كلّما ملّ هذا التّمرين
وأزفت ساعة تداعيه
نعلّقه بمسامير رغبة أخيرة
على شبابيك تلوّح منها
أردية حجيج العشق
البيضاء.
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 12:36 pm من طرف سميح القاسم