الكرخ فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 964
الموقع : الكرخ تاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
| | زغلول النجار والسموم الإسلامية | |
زغلول النجار والسموم الإسلامية كامل النجار الحوار المتمدن - العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 المحور: العلمانية , الدين , الاسلام السياسي راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع [b] [/b] [b]من المعروف في علم النفس أن الإنسان الذي تعوزه بعض الصفات يصاب بمركب النقص Inferiority Complex ويحاول جهده إخفاء ذلك النقص بالمبالغة في انتحال الصفات المضادة له. فمثلاً الشخص الذي تربي في الفقر والحرمان إذا أصاب شيئاً من المال يبالغ في إظهار الغنى. وحتى الدول والأنظمة يصيبها مركب النقص هذا وتحاول إخفاءه بانتحال الصفات المضادة. فمثلاً أغلب الدول التي كانت ترزح تحت نظام الحزب الواحد في القرن الماضي وكانت أبعد شيء عن الديمقراطية، أضافت كلمة "الديمقراطية" إلى اسمها، مثل جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وجمهورية الكنغو الديمقراطية، وجمهورية السودان الديمقراطية، وأخيراً الجماهيرية الشعبية الليبية، التي يوحي اسمها بأن الجماهير أو الشعب هم أصل السلطة في البلاد، بينما هم أبعد الناس عنها. ونفس الشيء ينسحب على الإسلام الذي رمى معاصروه النبي محمد بانتحال صفة النبوة وبالكذب وانتحال الشعر والزعم بأنه قرآن إلهي. كل هذه الاتهامات خلقت عقدة نقص عند المسلمين الذين بالغوا في جعل عقيدتهم الميزان الذهبي لكل العقائد الأخرى، وجعلوا نبيهم خير من وطئ الثرى وأنّ العالم لم يخلق إلا لأن الله أراد أن يرسل النبي محمد في أخر الزمان. والشيء الغريب في ادعاءات المسلمين، غير أنها لا تتماشى والمنطق، فهي تتعارض مع صريح القرآن الذي هو معجزة الرسالة. فمثلاً هم يدّعون أن النبي محمد هو حبيب الله وصفيه المفضل، بينما نجد القرآن يقول (وما محمد إلا رسول خلت من قبله الرسل) و (ما كان محمد أبا رجلٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) و (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) و (والذيم آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما أنزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم). وهذه هي الآيات الوحيدة التي ذُكر فيها محمد في القرآن، وليس فيها ما يوحي بأن محمد خير البرية. بينما نجد القرآن يذكر إبراهيم في إحدى وعشرين سورة ويذكر اسمه أربعاً وخمسين مرة، ويقول عنه (ومن يرغب عن ملة إبراهيم فقد سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وفي الآخرة لمن الصالحين) (البقرة 130). فالقرآن يذكر صراحةً أن إبراهيم هو صفي الله. وأما موسى فقد ذكره القرآن في أكثر من تسع وعشرين سورة، وكرر اسمه مائة وثلاث وعشرين مرة، وأنزل له المن والسلوى من السماء وشق له البحر. ولأن المسلمين الأوائل شعروا بعقدة النقص لأن محمد لم يذكر في القرآن إلا أربع مرات فقط، سموا سورة كاملة باسمه بينما السورة التي بها ثمان وثلاثون آية لم يذكر محمد فيها إلا مرةً واحدة فقط. وبسبب هذه العقدة جعلوا محمد يؤم الأنبياء والرسل عند بيت المقدس ليلة الإسراء والمعراج، وجعلوا شفاعته يوم القيامة تفوق شفاعة جميع الأنبياء والرسل، وجعلوه خير البرية. وباختصار فقد ألّهوا محمد ليغطوا على عقدة النقص التي يعانون منها.
ومنذ ظهور الإسلام احتكر المسلمون كل الفضائل ورموا بقية الشعوب والمعتقدات بالرذائل، المعروف منها وحتى غير المعروف. فبينما نجد المسيحية تركز على التسامح وحب العدو وإدارة الخد الأيسر إذا صفعك أحد على خدك الأيمن، نجد المسلمين يجهدون أنفسهم في تبخيس وازدراء بقية المعتقدات، ويحسبون أنهم يرفعون من شأن إسلامهم إذا أحطوا من شأن الأديان الأخرى. وقد تخصص بعض مشايخ الإسلام في مثل هذا الردح المشين. وقد فاق دكتور زغلول النجار بقية الشيوخ في هذا المضمار. وقد كتب حديثاً مقالين بصحيفة الأهرام القاهرية تحت عنوان (الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزى دلالتها العلمية) يُبخّس فيهما اليهود ويعلن على الملأ تحريف التوراة. وقد اتخذ من سورة المائدة منطلقاً للهجوم على اليهود. ففي المقال الأول بتاريخ 20 نوفمبر 2006، بدأ بالآية التي تقول (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شرُ مكانا وأضل عن سواء السبيل). وبعد أن تحدث عن سورة المائدة قال (من الدلالات العلمية للآية الكريمة أولا: في قوله ـ تعالي:( وجعل منهم القردة): جاءت الإشارة الي مسخ العصاة من بني إسرائيل إلي قردة في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم يقول فيها الحق ـ تبارك وتعالي ـ: *( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)( البقرة:65). *(... وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت..)( المائدة:60) *( فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين)( الأعراف:166).
وبعد أن شرح الشيخ ما يعرفه عن القرود ونشأتها وأنواعها، قال (وهي حيوانات تتمتع بقدر من الذكاء, وبقدرة علي التعلم ولكن القرد حيوان حاد المزاج, يتسم بالأنانية الشديدة, وبالخيانة والغدر, والميل إلي الاستغلال, وحب التملق, وعدم الوفاء, وحب الرشوة واستمرائها. ولذلك كان المسخ من مرحلة الإنسانية إلي مرحلة القردة يعتبر امتهانا وإذلالا للعصاة من بني إسرائيل وعقابا من الله ـ تعالي لهم, ولكنهم لم يطيلوا العيش ولم ينسلوا فقد روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما أنه قال: لم يعش مسخ من الخلق فوق ثلاثة أيام أبدا, ولم يأكل, ولم يشرب, ولم ينسل. ويروي الإمام أحمد عن أبي دواد الطيالسي عن ابن مسعود ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ أنه قال: سألنا رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عن القردة والخنازير أهي من نسل اليهود؟ قال: لا, فإن الله ـ عز وجل ـ لم يلعن قوما قط فيمسخهم فكان لهم نسل, ولكن هذا خلق كان, فلما غضب الله ـ عزو وجل ـ علي اليهود مسخهم فجعلهم مثلهم.) انتهى.
وعلى الأقل فإن القرود، باعتراف الشيخ، تتمتع بالذكاء الذي يعوز كثيراً من المسلمين. وقد أتي الشيخ بأحاديث ابن مسعود غيره في محاولة لتغيير معنى الآية التي استعان بها. فالآية تقول (وجعل منهم القردة والخنازير) وواضح من معنى الآية أن الله جعل القردة والخنازير من مسخ اليهود. ولكن لأن العلم الحديث الذي يحاول الإسلاميون التسلق عليه، قد أثبت أن القرود قد سبقت الإنسان في الظهور على هذه البسيطة بملايين السنين، ولأن هذه الحقيقة التي اعترف بها الشيخ نفسه في مقاله، تثبت خطأ الآية القرآنية، جاؤوا بأحاديث ملفقة تقول إن الناس الذين مسخهم الله لم يلدوا ولم يكن لهم نسل. ولكن مشكلة الأحاديث أنها تناقض بعضها البعض. ففي مقابل حديث ابن مسعود الذي يقول إن الله لم يمسخ قوماً ويجعل لهم نسلاً، نجد حديث أبي هريرة الذي يقول (حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى العنزي ومحمد بن عبدالله الرزي. جميعا عن الثقفي (واللفظ لابن المثنى). حدثنا عبدالوهاب. حدثنا خالد عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فقدت أمة من بني إسرائيل، لا يدري ما فعلت. ولا أراها إلا الفأر. ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه. وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟". - في إشارة إلى تحريم لحم ولبن الإبل في اليهودية- قال أبو هريرة: فحدثت هذا الحديث كعبا فقال: آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم. قال ذلك مرارا.) (صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب الفأر وأنه مسخ). فهاهو أبو هريرة يقول إن النبي قال إن الفار هو قبيلة بني إسرائيل الضائعة. ولم يكن وقتها قد سمع بقبيلة الفلاشا في إثيوبيا.
وبعد أن تحدث الشيخ عن الخنازير وأنواعها وذكورها وإناثها، قال (ومن المعجزات العلمية في أقوال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أحاديث المسخ لأنه لم يكن ممكنا لأحد من الخلق في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده أن يعلم بأن خلق كل من القردة والخنازير كان سابقا لخلق الانسان, ثم بدأت دراسات بقايا الحياة في صخور القشرة الأرضية تثبت ذلك بالتدريج وهي من أحدث الدراسات المكتسبة في التاريخ الإنساني. ومما يشهد للقرآن الكريم بأنه لايمكن أن يكون صناعة بشرية, بل هو كلام رب العالمين; وشاهد للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة.) انتهى.
طبعاً لا يمكن أن نتوقع من الشيخ زغلول النجار أن يكمل مقاله دون أن يتسلق على العلم الحديث ويدعي أن القرآن قد أثبت هذه الحقائق قبل العلم الحديث. فالآية التي ذكرها تقول عكس ما ادعاه. الآية تقول إن الله مسخ اليهود وجعل منهم القردة والخنازير، أي خلق اليهود سبق خلق القردة والخنازير. ولكن الشيخ يلوي عنق الآية ليجعل خلق القرود سابقاً حتى يدعي الإعجاز للقرآن.
وفي مقاله الثاني تحت نفس العنوان، اتخذ من الآية 120 من نفس سورة المائدة التي تقول (فيما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً ) منطلقاً لنفث سمومه، فقال، (من الدلالات الإنبائية للنص الكريم، أولا: في قوله ـ تعالي ـ: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم...: لقد كفر اليهود ـ في غالبيتهم ـ علي زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ فعبدوا العجل, وعاودوا الكفر بتحريف التوراة وبيعها قراطيس للناس, وتركز الكفر من قلوبهم في أزمنة أنبيائهم العديدين, فقاتلوهم وقتلوهم عدوا بغير علم. وحرفوا كتبهم, وازداد الكفر تمكنا من قلوبهم زمن نبي الله المسيح عيسي ابن مريم, فأنكروا نبوته, وشوهوا سمعته وسمعة والدته ـ شرفها الله ـ وأعلنوا عليه حروب الشياطين وحاولوا صلبه ولكن الله ـ تعالي ـ رفعه إليه, واندسوا بين تابعيه في محاولة لصرفهم عن دين الله, وإصرار علي تزويره وتشويهه.) انتهى
ومثله مثل كل المسلمين الذين يرددون كالببغاوات مقولة تحريف التوراة والإنجيل دون أي دليل، يقول الشيخ إن اليهود حرفوا التوراة وباعوها قراطيس وقتلوا أنبياءهم (لتوراة موسي ـ عليه السلام ـ في الإسلام منزلة سامية, ولكن اليهود أشبعوها تحريفا وتزويرا ودسا علي الله ـ تعالي ـ, وهم اليوم يعتبرون التوراة متجسدة في الأسفار الخمسة الأولي مما يعرف باسم العهد القديم,وهذه الأسفار الخمسة لم تدون إلا في عهد عزرا بعد وفاة موسي ـ عليه السلام ـ بأكثر من ثمانية قرون, ثم أضافوا إليها عدة أسفار مختلفة مما جعلها محل جدل في أوساطهم الدينية حتي اليوم. ويجمع دارسو العهد القديم علي أن سفر حزقيال وضع أولا, ثم ركبت حوله بقية الأسفار الموضوعة, ولذلك كان لليهود أكثر من توراة من مثل التوراة البابلية, توراة القدس, والتوراة البيضاء, و التوراة السامرية والسبعينية و العبرية و اليونانية وغيرها, وبينها اختلافات جوهرية عديدة تشير الي عبث الأصابع اليهودية بها.) انتهى. وربما لا يعلم الشيخ زغلول أن التوراة لم تتغير منذ أن كُتبت لأول مرة بعد السبي البابلي، وفي ذلك الوقت لم يكن الورق والقراطيس معروفة وقد كُتبت التوراة على ألواح من طين. فكيف باعوها قراطيس للناس؟ ثم كنا نتوقع من الشيخ الذي يتحدث كثيراً عن العلم الحديث أن يأتينا باسم نبي واحد من الأنبياء الذين قتلهم بنو إسرائيل بدل أن يقول لنا بدون أي دليل (, وتركز الكفر من قلوبهم في أزمنة أنبيائهم العديدين, فقاتلوهم وقتلوهم). وإذا كانت التوراة وكذلك الإنجيل محرفتان لأنهما دونا بعد موت أنبيائهما بزمن طويل، فإن القرآن كذلك قد تحرف لأنه لم يُكتب إلا بعد موت النبي بحوالي عشرين عاماً. والروايات الشيعية والسنية التي تقول بنقص وزيادة القرآن أكثر من أن نذكرها في هذه العجالة. ولكن كلما ذُكر موضوع التحريف يهب المسلمون ليقولوا لنا (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر 9). ولكن كلمة (الذكر) لا تعني القرآن فقط. فنجد مثلاً في سورة الأعراف عندما خاطب نوح قومه قال لهم (أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا لعلكم ترحمون) (63). وفي نفس السورة عندما خاطب هود قومه، قال (أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون) (69). ويقول القرآن كذلك (ولقد كتبنا في الزبور بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) ( الأنبياء 105). فالكتاب الذي جاء قبل الزبور هو التوراة. فإذاً التوراة هي الذكر. ونجد كذلك (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. بالبينات والذبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل 43-44). فالقرآن هنا يقول للنبي أسألوا أهل الذكر الذين أوحينا إليهم قبلك. فأهل الذكر هنا هم اليهود والنصارى، والتوراة والإنجيل هما الذكر. وكذلك القرآن ذكر. ثم نجد القرآن يقول (كذبت ثمود بالنذر. فقالوا أبشرٌ منا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسُعر. أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر) (القمر 23-25). فهاهي ثمود تقول عن صالح إنه ألقي إليه الذكر. فإذاً كلمة (الذكر) تعني كل إيحاء من الله. وبما أن المسلمين متفقون على أن التوراة والإنجيل عندما أنزلتا على موسى وعيسى كانتا كتباً سماوية من عند الله، وبما أنهما ذكر كما بينا من الآيات السابقة، فإن الآية التي تقول (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) تنطبق على التوراة والإنجيل والقرآن. فإما كلها ذكر محفوظ من التحريف وأما إنها محرفةٌ جميعاً إذ لا تفريق بين ذكر وذكر. والقرآن يخبرنا كذلك (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) (يونس 64). فلا يستطيع أحد أن يبدل كلمات الله. فإذا كانت التوراة والإنجيل أصلاً كلام الله فلا يمكن تغييرهما وتحريفهما. فعلى المسلمين أن يقولوا لنا هل التوراة والإنجيل كلام الله أم هما من صنع موسى وعيسى. ولا يجوز لهم أن يقولوا إنهما أنزلتا من عند الله ثم حرفهما أتباعهما، إذ لا يمكن لأحد أن يغير كلمات الله.
ويحاول د. زغلول النجار أن أن يُثبت أن اليهود ليسوا جنساً عرقياً صافياً، ولا أدري أهمية الأصل العرقي عندما نتحدث عن معتقد ديني، ولكن د. زغلول يقول (يكفي لإثبات ذلك أن يهود الخزر( وهم يهود روسيا وأوروبا الشرقية) يشكلون أكثر من92% من مجموع يهود اليوم, والخزر شعب وثني قديم, تركي ـ مغولي ـ تتري الأصل عاش في المنطقة بين وادي الفولجا ووادي الدانوب, وبين البحرين الأسود وقزوين, ولا علاقة له بالمنطقة العربية ولا بالأصول السامية.)) ولا نعلم أي مصدر اعتمد عليه د. زغلول النجار في إثبات هذه النسبة المئوية. وهذا ليس مهماً إنما المهم هو أن د. زغلول يقول (من هنا فإن التعبير القرآني بنو إسرائيل ليس تعبيرا عرقيا لأن القرآن الكريم يؤكد وحدة الجنس البشري ورده إلي أب واحد, وأم واحدة, ولكنه وصف لجماعة من الناس لها من الأنانية ما شجعها علي الاعتقاد الخاطئ بأنهم وحدهم هم شعب الله المختار, وأبناؤه وأحباؤه, وأن غيرهم من الخلق عبارة عن حيوانات في هيئة البشر حتي يكونوا في خدمة اليهود, وأن الرب هو رب إسرائيل والإسرائيليين فقط,) انتهى.
أولاً: بنو إسرائيل في جميع آي القرآن تعني القبائل أو الأسباط الاثني عشر الذين تحدروا من يعقوب الذي سماه الله فيما بعد إسرائيل. وسلالة الرجل الواحد لا بد أن تكون تعبيراً عرقياً. وإذا كان اعتقاد بني إسرائيل بأنهم شعب الله المختار أعتقاداً خاطيئاً فإن القرآن مخطئ كذلك لأنه يقول لبني إسرائيل (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) (البقرة 122). وكذلك يقول القرآن (ووهبنا له اسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( العنكبوت 27). فذريته هم إسحق ويعقوب، وذرية يعقوب هم الأسباط الاثني عشر. فإذا لم يكونوا شعب الله المختار، لماذا جعل فيهم النبوة والكتاب؟ فإذاً، اعتماداً على آيات القرآن، نستطيع أن نقول إنّ الله قد فضلهم وهم شعبه المختار. وأما مسألة أن الرب هو رب إسرائيل، فالقرآن يخبرنا أنّ فرعون قبل أن يغرق قال (لا إله الذي آمنت به بنو إسرائيل) (يونس 90). ثم يقول القرآن للمؤمنين أن يقولوا لبني إسرائيل (إلهنا وإلهكم واحد). فإذاً الإله الواحد هو الذي آمنت به بنو إسرائيل.
في الوقت الذي يشجع فيه الأوربيون المسيحيون بناء المساجد في أوربا ودفع المعونات المالية للمدارس الإسلامية، كما حدث العام المنصرم عندما (طالب البطريرك فارثولوميو بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس (مقره اسطنبول) السلطات اليونانية بسرعة إقامة مسجد في أثينا، والذي يدور جدل حول بنائه منذ أكثر من ثلاثين عاما) (الشرق الأوسط 7 ديسمبر 2005)، وفي الوقت الذي يرعى فيه عمدة أمستردام اليهودي اللقاءات بين الزعماء المسيحيين واليهود والمسلمين، ويدفع من بلديته الأموال لملجأ أنشأه ضباط شرطة متقاعدون في ضواحي أوسدورب للصبيان المغاربة الذين لهم سجلات إجرامية مع الشرطة (الشرق الأوسط 26 أبريل 2005)، وفي الوقت الذي يدعو فيه كبير أساقفة إنكلترا حكومة توني بلير إلى تغيير سياستها في الشرق الأوسط حتى لا تزيد من عزلة المسلمين البريطانيين، وفي الوقت الذي تحاول فيه الكنيسة الغربية تشجيع الحوار بين الأديان وتعقد المؤتمرات التي تدعو لها شيوخ الإسلام، نجد د. زغلول النجار ومن لف لفه ينفثون سموماً أكل عليها الدهر وشرب. فحتى لو استطاع الشيخ زغلول أن يُثبت أن الله قد مسخ بعض اليهود إلى قردة وخنازير، وهو ادعاءٌ لا تسنده أي براهين، هل لمثل هذا المسخ أي أهمية في عالم اليوم حتى يغوص الشيخ زغلول في أمهات الكتب الصفراء ليخرجه لنا في القرن الحادي والعشرين؟ إلى متى يظل زغلول النجار والقرضاوي وفقهاء الوهابية ينفثون سمومهم عن النصاري الضالين واليهود المغضوب عليهم، والمرأة العورة التي لا هم لها إلا إغراء الرجال؟ أفيقوا يرحمكم الله إن كنتم تؤمنون بوجوده بعد أن صرتم تعبدون الأولياء والحكام والبترودولارات[/b] | |
|