** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  حديثُ الغرباء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

 حديثُ الغرباء Empty
16092010
مُساهمة حديثُ الغرباء



أرتشفُ قهوتي ، في مقهىً على قارعةِ طريق ، في بلادٍ لا أعرف لغة قاطنيها..
كل ما حولي ينضح بالغربة ، بيني وبين بلادي أنهرٌ وبحور !
لا الشمس شمسي ، ولا الهواء هوائي ، وهذه الوجوه الصفراء لا أعرف فيها أحداً..
أتفرس الرائحين والقاعدين بصمت !
لساني لا يعرف من كلمات القوم إلا النزر القليل ، أرحته منذ وصلت.. و إستعضت عنه بإيماءة رأسٍ وإشارة يد!
..أما هذا الحزن الذي يرتدي قسماتي فليس جديداً .. لكن مازجه شعور الوحدة والإغتراب فبات أزهى !

:

وفجأةً ..
شممت عطرها..
أقسم أنني شممته قبل أن أراها !
نسمةٌ باردةٌ هبت من قديم الذاكرة !
تبدت بين الجموع منطلقةً بثقة ، كأنما تسلك درباً تعرفه ..
ألحقتها بصري وأنا بين مصدق ٍ ومكذب !
يا للصدف العجيبة .. من كان يتوقع ؟!
كأنما نبتت من الأرض نبتاً ..
هذا الوجه لا أعرفه فحسب، بل أعرف أني سأموتُ ما نسيته!


أهي أحلام اليقظةِ من جاء به ؟
أم شعور الوحدةِ طاف بك بين الصور القديمه فخيّلهُ أمامك !
أم .. يا تراهُ حقيقة ؟!

:

تلاقت نظرتينا..
جمد المكان بمن فيه .. وشعرت أن الزمان توقف لثوان !
لا تسل عن خفقِ قلبٍ كاد يهلك ..
لا تسل عن رعشة يدٍ سكبت بعض ماحملت !

صفَنت ، حملقت بي طويلاً ، ثم ارتسمت على شفتيها إبتسامة الدهشة !
ذرعت الأرض تخطو تجاهي ..
غاب كل صوتٍ في هذه الضوضاء ، لم أعد أسمع إلا لهث أنفاسي و قرع كعبها المتقارب أكثر فأكثر !


- أحقاً هو أنت ؟

حيتني مادةً يدها .. سرت لحظاتٌ قبل أن أبادلها التحية !
طافت بي الذكريات للوراء .. للبعيد .. هناك حيث آخر مرةٍ تصافحنا ، كان شتاء الرياض قبل عشر سنين !
..يوم بكينا أكثر مما حكينا حين انصرفنا مودعين !
:

عشر سنين لم ترها !
سنواتٌ تتابعت..أحداثٌ تعاقبت .. ومازالت رائحة عطرها تسكن راحة كفك !
أي دفءٍ دبّ في أعصابك حين صافحتها؟! كأنما انبعث الإحساس فيك من جديد !
كمعاقٍ قعد طويلاً ، ثم نهض فجأةً عن كرسيه و مشى ..
:

جلست أمامي ..
عزلتني عن كل شيء ، أحدق فيها كأنما لو كانت هي كل المدى .
تقابلنا ، و نظراتنا تطفح بالكثير لكن لم ننطق إلا بالعبارات المقتضبه ..
وحين أتى نادل المقهى ،
حادثَتْهُ بلسانِ من خبر لغة القوم حتى حذقها ، فانصرف ملبياً !

أجبتها أنني هنا في مهمة عمل وسأعود بعد غد ..
قالت أنها هنا للسنة الثالثه ولن تعود حتى يتم "خالد" دراسته ..
تمتمتُ بعبارات التوفيق .. وازدردت ريقي !
:

كنا نتبادل النظرات أكثر مما نتحدث ،
ومع كل عبارة ٍ نتمها ينقطع الحديث ويحل الصمت ..فيتبرع أحدنا ويدفعه دفعاً !
تحاشينا حديث الذكريات .. في الذكريات يكمن الألم .
تركنا للعيون مناقشة الماضي وتفرغنا للمجاملات الرتيبة !

حين أتحدث .. كنت أنتقي عباراتي بصعوبه !
"هذه الواقفة أمامك ، ليست من كنت تبثها الوجد قبل سنين ! الوضع اختلف..إختر عباراتك جيداً"
وحين تتحدث هي .. أستمع لها وأحاور ذاتي ..
كلما رفعت شعرها عن جبينها ، كلما ابتسمت ، كلما همست ، كلما ارتشفت قهوتها ..
كنت أقول لنفسي : انظر لخيبتك !
:

ثم لا أدري أين انقطع الحديث - إن كان ثمة حديث !-
ولا عند أي نقطة توقف ،
بدا أن السكوت طال بعض الشيء ..

قالت وهي تخرج هاتفها من حقيبتها قطعاً للصمت :
-فهد ابني البكر ، عمره خمسة أعوام .. انظر / قالتها وأرتني صورته ..
كان جميلاً .. فيه مسحة ٌ من أمه ! أخبرتها أنه يشبهها كثيراً فابتسمت .

-و.. هذا حمودي .. في الثالثة من العمر.
مسني شعورٌ غريب تجاه هذا الصغير ، لم أدر لماذا شعرت بنفور وأنا أراه ،
قالت : إنه نسخة ٌ طبق الأصل من ابن عمي !

ران صمتٌ آخر !

وضاحكةً :- هذا فهد يغني في مدرسته باللغة الفرنسيه .. شاهد !
أخذت الهاتف وبدأت أنظر..
كان خجولاً كهيَ ، ارتسمت على خديه حمرةٌ وهو بين زملائه.. حتى حركاته العفوية كانت حركات أمه !


مسكينٌ أنت .. لو سارت الأمور كما تحب لربما كان هذا ابنك !
لا حظّ لك .. أحببت حتى أجدبت .. ناضلت حتى تعبت !
ثم ظفر بها غيرك بسهوله .. يازارعاً و لغيره الحصاد. تأمل فشلك يا قرين الخيبه ..
:

أعدت الهاتف لصاحبته ، والأرض تميد بي ..وهممت بالإنصراف .

-فرصة ٌ سعيده .. تمنياتي لك بالتوفيق دوماً ، قلتها ثم أزحت مقعدي للوراء .
جائني صوتها متردداً / وأنت ؟

- أنا ماذا ؟
-لم تحدثني عن نفسك ..عن أبنائك .. ماذا فعلت في حياتك .. !؟

ابتسمت وأنا أنظر للعيون التي طالما أحببت ،
العيون التي طالما سكنتني ..
أجبت وعلى محياي تعلو بسمة البلهاء :

-لا ،أنا لم أتزوج !

.. ثم انصرفت شاقاً طريقي بين الوجوه الصفراء التي لا أعرف فيها أحداً !


(( 1 )))

الرياض - شتاء عام 1999

...............
........................
...........قلت واليأس يغمر قلبي / إذاً لا أمل ؟
جاء صوتها باكياً .. لا أمل .. قرروا حفل زواجي بعد شهر من ابن عمي !
ضمّت يدي المرتعشة -خوفاً - بيديها المرتعشتين بكاءاً ..وراحت تقسم :
-لو كان لي حق الإختيار ، ما اخترت سواك ! لكني مسيّره لا مخيّره ..
تباعدت كفوفنا المتعرقة .. وانصرفنا حاملين خيبة السنين .. أعوامنا التي بنيناها أحلاماً ما تحققت !
ومنذ ذاك اليوم ..
..حملت جرحها في قلبي و ما عدت أعرف عنها أي شيء !
:

(( 3 ))

حين يفشل الرجال في حب حياتهم ، غالباً لا يبكون !
يقفلون على أسرارهم في صندوقٍ أسود ، يرمونه في أقصى الذاكرة .. تكاد لا تمسه يد النسيان !
وحين تنكسر المرأة ، تبكي بحرقة !
.. هذه الدموع التي تغسل الذكريات سريعاً ، فتعود للحب مرةً بعد أخرى!


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

حديثُ الغرباء :: تعاليق

روزا
رد: حديثُ الغرباء
مُساهمة الجمعة سبتمبر 17, 2010 6:13 pm من طرف روزا
أخي المبـــــــــــــدع هذا الكتاب



شكرا على الحديث ولو انه حديث الغرباء


عمل ابداعي متميز كالعادة
غرباوية
رد: حديثُ الغرباء
مُساهمة السبت سبتمبر 18, 2010 9:11 am من طرف غرباوية
أرتشفُ قهوتي ، في مقهىً على قارعةِ طريق ، في بلادٍ لا أعرف لغة قاطنيها..
كل ما حولي ينضح بالغربة ، بيني وبين بلادي أنهرٌ وبحور !
لا الشمس شمسي ، ولا الهواء هوائي ، وهذه الوجوه الصفراء لا أعرف فيها أحداً..
أتفرس الرائحين والقاعدين بصمت !
لساني لا يعرف من كلمات القوم إلا النزر القليل ، أرحته منذ وصلت.. و إستعضت عنه بإيماءة رأسٍ وإشارة يد!
..أما هذا الحزن الذي يرتدي قسماتي فليس جديداً .. لكن مازجه شعور الوحدة والإغتراب فبات أزهى !
سميح القاسم
رد: حديثُ الغرباء
مُساهمة الجمعة أكتوبر 15, 2010 5:30 pm من طرف سميح القاسم
أرتشفُ قهوتي ، في مقهىً على قارعةِ طريق ، في بلادٍ لا أعرف لغة قاطنيها..
كل ما حولي ينضح بالغربة ، بيني وبين بلادي أنهرٌ وبحور !
لا الشمس شمسي ، ولا الهواء هوائي ، وهذه الوجوه الصفراء لا أعرف فيها أحداً..
أتفرس الرائحين والقاعدين بصمت !
لساني لا يعرف من كلمات القوم إلا النزر القليل ، أرحته منذ وصلت.. و إستعضت عنه بإي
 

حديثُ الغرباء

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الغرباء..!!!!!!!!!!

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: