جيل التسعينات في الوطن العربي هو جيل الفرحة والنكسة في آن واحد. الفرحة عمت الأفئدة بقيام الوحدة في بداية التسعينات بين شطرين لم يكن تشظيهما يحول بين المثقف وإيمانه بهوية ثقافية واحدة تجمع اليمانيين، والنكسة بدأت تنمو ولا تزال تختمر في النفوس وتحرث الوعي واللاوعي بشراسة، منذ احتراب المتوحدين في صيف 1994، أي بعد مضي أقل من أربع سنوات على قيام الوحدة، مرورا بتجدد الحرب في شمال الشمال ست مرات، وانتهاء بجنوب لا يكف عن الغليان صيفا وشتاء.
بين الفرحة والنكسة تشكل جيل التسعينات، ولم يسلم من الاستقطابات التي حولت بعض أفراده إلى كتاب شعارات ومدائح للاستقرار في زمن الفوضى، والبعض تحولوا إلى ندابين ومنجمين يحذرون من انهيار قادم لا محالة.
تمكنت المعارضة بالاستناد إلى خبرتها في تحويل الضحايا إلى أبواق من تجنيد طائفة كبيرة من الكتاب المنثورين في المقائل والمنتديات وأعمدة الصحف، يقابلهم عدد لا بأس به من الموالين للسلطة الرافعين لشعار "الوطن بخير"، وبين جماعة "الوطن بخير" وجماعة "الوطن ينهار" ضاع جيل من الشعراء والأدباء، لدرجة أن جيل التسعينات يوشك على الانقراض، ولم يفلت من هذه المعمعة سوى قلة من الأفراد الذين يثقون بمواهبهم بينما سقط الذين وثقوا بمواهب أوراق البنكنوت.
تبقى أيضا طرف آخر خرج من معادلتي الاستقطاب والإنتاج الإبداعي، وآثر الصمت والانشغال بمتاهات الحياة اليومية ومتطلباتها التي لا تنتهي.
الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:23 am من طرف الكرخ