** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 أيها الكاتب .. هل تتعلّم من فن آخر؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

أيها الكاتب .. هل تتعلّم من فن آخر؟ Empty
31072010
مُساهمةأيها الكاتب .. هل تتعلّم من فن آخر؟

غالباً ما نقول في حواراتنا إننا جئنا إلى الكتابة عبر
القراءات التي وسمتنا. في ذلك الكثير من الحقيقة بدون شك، إذ ربما لم تكن
الكتابة، في حصيلتها النهائية، إلا تحية لمن أحببنا من الكتّاب الذين
أثّروا بنا والذين جعلونا ندخل إلى هذه العوالم التي لا نتوقف من سبر
أغوارها لحظة إثر أخرى.
لكن وعلى الرغم من صحة أن الأدب هو الذي قادنا، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر
ما يمكن أن تلعبه الفنون الأخرى في تكويننا الثقافي، بمعنى آخر، يمكن
أيضاً لفنون أخرى أن تقودنا إلى الكتابة، أن تساهم في فتح طاقات ونوافذ،
أكثر من الأدب.
من هذه الفكرة حاولنا طرح السؤال التالي، على بعض الكتّاب العرب:
<<عدا الأدب، بطبيعة الحال، هل تعتقد (ين) أن ثمة فنوناً أخرى قد
أثرت بك وساهمت في تكوينك الثقافي>>.
هنا جزء أول من استفتاء أردنا أن نطرحه على أكثر من كاتب وكاتبة يمثلون
اتجاهات مختلفة وينتمون إلى تيارات كتابية متعددة، على أن يتبعه الجزء
الثاني نهار الأربعاء القادم.
وديع سعادة:
رسوم ديزني المتحركة

ليس الشعر ما يكوّن الشعرَ، ولا الأدبُ وحده. الفنون كلها والآداب كلها:
السينما، المسرح، الرسم، النحت، الرواية، التاريخ، الفلسفة، الاجتماع،
السياسة، والحياة كلها، مكوّنات شعرية. والشعر هو كل هذا وإن اعتقد، خطأ،
أنه فصيلٌ آخر أو كائن بذاته.
على شعري دَين لكل ما ذكرت، وحتى لرسوم ديزني المتحركة التي بالتأكيد تركت
أثراً في مخيلتي وفكري. لا يمكنني أن أفاضل، ولا أن أجزم ما الذي كان له
الأثر الأكبر. تلك كلها مختلطة الآن فيَّ، وشعري هو ابنها جميعاً.
( شاعر لبناني مقيم في استراليا)
كاظم جهاد:
رحيق الآلهة

لسنوات عديدة، ومنذ وصولي إلى باريس، رحتُ أرتاد صالات الموسيقى والعروض
الغنائيّة، أستمع فيها إلى قديم الألحان وجديدها بخشوع هادئ ومستغرق يكاد
أن يبزّ ذهول المتعبّد وحميّته لموضوع عبادته. مررتُ بجميع درجات الانفعال
الصّامت التي يصفها مارسيل بروست في الجزء الأوّل من <<البحث عن
الزمن الضائع>>، عبر استغواره العالمَ الداخليّ لبطله
<<سوان>>. كان يسيطر عليّ في البدء الانشداد إلى عبارة
موسيقيّة واحدة تتكرّر في العمل الكلاسيكيّ كاللازمة وتعاود الظهور بعد
طويلِ انتظار، وتعيد للمستمع المشدود إلى عودتها الموعودة فرحه كلّه. ثمّ
سرعان ما اكتشفتُ أنّ هذا الانتظار لتجلّي اللازمة المحتجبة إنّما يقوم على
انتظار طفوليّ جوهره الحنين والخوف من طول غيبة الأمّ أو موضوع الرّغبة،
فرحتُ أتدرّب على تطويع انتظاري والانتباه إلى العمل الموسيقيّ كلّه والنظر
إليه كبنيان متلاحم أو مرصوص. لزمني لأبلغ <<لحظة الرشد>> هذه
قراءات كثيرة وتأمّلات استبطانيّة ونقد ذاتيّ لا أحسب أنّني حقّقتُه بنجاح
كامل، لأنّ العبارة التي تتكرّر بعد انقطاع وتنبثق كما تعاود الشمس
إطلالتها من بين الغيوم ما فتئت تأخذ بتلابيبي أحياناً من دون توقّع. يكفي
أن تسقط رقابة الأذن التي تحسب نفسها مرهفة أو مثقّفة حتّى يفرض الطفل فينا
أذنه الخاصّة من جديد. ولطالما تساءلتُ إن كان ينبغي الخروج من الطفل أو
إخراجه منّا نهائيّاً.
لهذا الولع بالموسيقى جذور بعيدة. أتذكّر أنّ أحد جيراننا، الصديق المهندس
قاسم حربي الذي يقيم الآن في منفاه الأسوجيّ، كان، عندما يعود من بغداد في
أثناء العطلة الجامعيّة، يُسمعنا المعزوفة الشهيرة التي وضعَها ميكيس
تيودوراكيس للفيلم الشهير هو أيضاً <<زوربا اليوناني>>. لم يكن
لدى قاسم سوى هذه المعزوفة تشكّل كامل مكتبته الموسيقيّة أو تكاد، كان
يُسمعنا إيّاها على حاكٍ قديم. ولقد همتُ بها حتّى صرتُ أفرض نفسي على
منزله يوميّاً بلا سابق إنذار أو دعوة، أرجوه أن يُسمعني المعزوفة. حتّى
قبل أن أرى الفيلم وأشاهد أنتوني كوين وهو يهب الرّقصة المرافقة للقطعة
الموسيقيّة شحنتها العالية من التوثّب والاندفاع، كنتُ، بوعي الصبيّ الذي
كان لي يومذاك، وعي يحسّ بالأشياء ولا يقوى على التعبير عنها بكلمات،
أتخيّل لدى سماعها احتداماً داخليّاً وملحمة صغيرة، أو بالأحرى موجزة،
لكائن يتحرّر من عوائقه ليلاقي وعده الخاصّ.
في فترة إقامتي العابرة ببغداد أيضاً كنتُ أرتاد قاعات الموسيقى
الفولكلوريّة وأحاول مرافقة الجهد الذي يبذله مغنّي <<المقام>>
ليفرض على انفعاله الصّاخب ظاهريّاً نظاماً وشكلاً. وأحسب أنّها الفترة
نفسها التي وقع فيها بين يديّ كتاب صغير للروائيّ يحيى حقّي أعتقد أنّ
عنوانه كان <<ذاهب إلى الكونشرتو>>، يصف فيها ولعه بارتياد
صالات العزف أثناء إقامته الطويلة في باريس. يصف في إحدى الصفحات كيف تبعَ
يوماً أحد عازفيه المفضّلين إلى المقهى بعد انتهاء الحفلة الموسيقيّة وراح
يتأمّله وهو يشرب الجعة كسائر النّاس ليرى ما يميّزه عن بقيّة البشر
الفانين. أنا لم أنخطف بالشخوص أبداً، بل إنّ الموسيقى الصافية تحيلهم لديّ
إلى وسائط شبه غير مرئيّة تنقل لي <<رحيق الآلهة>> هذا. وإذْ
أتذكّر الآن كتّيب الأستاذ حقّي عن ولعه بالموسيقى فأنا ألتفت إلى الأهميّة
التأسيسيّة في تاريخ الأفراد التي تتمتّع بها بعض القراءات البسيطة
المبكّرة.
(شاعر من العراق/فرنسا)
موسى حوامدة:
لو كنت رساماً

أذهب لمشاهدة المعارض التشكيلية وتأسرني اللوحات والنحت وكل أعمال التشكيل،
وتمنيت لو كنت رساماً لأرسم جسد ووجه المرأة، التي أحبّ لكنني استعضت عن
ذلك بالكلمات، ولم أفكر للحظة بتعلم مزج الألوان ومسك الفرشاة، لكنني لا
أميّز فناً معيناً أثر بي تأثيراً مباشراً، دون غيره، هل أنسى السينما أو
المسرح؟ لكنني بصراحة كنت اذهب للسينما بحثاً عن اللذة أكثر من سعيي
للاستمتاع بقصة الفيلم او مشاهدة بطلاته وأبطاله من ناحية فنية رغم أنني
تعرضت مرة لموقف كاد يقدّمني نجماً سينمائياً حين قرر المرحوم حسان ابو
غنيمة السينمائي الأردني تحويل قصيدة لي إلى فيلم قصير وقد مثلت فيه دور
البطل وقمنا بتصوير أكثر من تسعين مشهداً سينمائياً على كاميرات 35 ملم.
(شاعر فلسطيني مقيم في الأردن)
زياد خداش:
تركت الألوان تحت الشجرة

كنت ذاهباً إلى الرسم وكان الطريق طويلاً كنت احمل بيدي المشعثتين
المشتعلتين علب ألوان وفرشاة وألواحا خشبية عريضة، فجأة شعرت بتعب، فقعدت
تحت شجرة كثيفة الظلال بحثاً عن راحة جسد وهدوء روح، فوجدت نفسي بعدها انهض
واذهب باتجاه طريق آخر هو الكتابة، في لحظة ما انتبهت أني تركت الألوان
والفرشاة والألواح تحت الشجرة، ولا ادري كيف ارتدت أصابعي أوراقا بيضاء
وقلما سائلا، واصلت الطريق الجديد معتقداً انها نفس الطريق الأولى ومتوهما
أنها نفس الأحاسيس ونفس الرؤية، لكني عرفت لاحقاً انه لم يكن مجرد وهم، كان
حقيقة طويلة القامة ومشعّة العينين، ووقحة أحياناً، أنا رسام كاتب او كاتب
رسام، لم يعد هناك تخوم تفصل بين طريق الكتابة وطريق الرسم هل هذا يكفي
لأبرر خيانتي للون والظلال، كان الرسم كان البرق الاول او الطريق الأولى
التي أبحرت في سفينتها المتشردة المجنونة باتجاه الاقويانوس البعيد بحثاً
عن سمك الروح الذهبي، ألاحظ ان قلمي يتخذ غالباً شكل فرشاة فأصف تفاصيل
الكائنات والأمكنة والأشياء وكأني أرسمها، اللون في قصصي دائماً حاضر بشكل
يوحي باني أحنّ بحزن ووفاء إلى جذوري وسلالتي التي خنتها وهربت الى القلم،
الأزرق الداكن يحتل وجوه شخوصي وارواحهم بل ويشرق منها، أهيم برقصاته
وأمواجه المتقلبة ويهيم هو بلغتي، أسكر بفضائه ويذوب بشهقات نسائي العنيدات
المطلات من سطوح البيوت على قوافل الحواس المارة بغزارة، من طريق تكره
المطر وتمتهن طرد الريح.
( قاص فلسطيني رام الله)
سمر يزبك:
ترقص الأفكار في أحشائي

أكثر الفنون التي أميل إليها هو الرقص. ولو أن الصدفة كانت أكثر وفاء لي،
لصرت راقصة باليه، أو أسست فرقة للرقص التعبيري، أجول معها العالم بأجساد
مجنونة، لأجعل من الرقص الجهة الخامسة. وبيقين مطلق أعود بالفضل إليه لفكرة
الحرية التي جعلتني أقف مع نصي ببياض خالص من تراكم طبقات الزيف فوق
الحقيقة، التي كان عليّ أن أدركها منذ وجودي فوق هذا العالم المغبون
والممسوس بفكرة القتل والموت والخطيئة. جعلني انتمائي لرقص الجسد وعلاقته
بالموسيقا أكثر إخلاصا لمتعة الكتابة عندما اكتشفت اللحظة التي توحّد هذين
الفعلين، لحظة رقص الجسد البدائي المنعتق من فكرة البذاءة والخطيئة التي
أتت بها الديانات التوحيدية، تشبه لحظة تربّع خالق مخلوق من نفسه حي، ميت،
مقتول، قاتل في تشكيلاته على عرش السماء، وهي نفس اللحظة التي أعيشها
ككاتبة مع نصي وأستمد منها قوتي. الجسد الذي يتمدد إلى ما لانهائية ليثبت
أنه الحقيقة المطلقة الوفية لتحولاتها. تماماً كما تفعل أصابعي، وهي ترقص
بطريقتها لتروي نهمي من فكرة اللانهائية نفسها.
إنها ترقص أيضاً في أحشائي تلك الأفكار، دغدغة المجاز في اللغة وحيوات
الشخصيات، تتمدّد ولا تنتهي، إلا على الورق الأبيض، لتمارس رقصاً آخر في
أحشاء قارئي...
(روائية سورية)
جمال بدومة:
نظرات بيكيت

أميل أكثر إلى المسرح. درست التمثيل في المعهد العالي للفن المسرحي
بالرباط، لكنني اكتشفت بسرعة أنّني ممثل فاشل. بعد التخرّج، جرّبت الإخراج
ضمن فرقة محترفة، ولم أتجرّأ على التأليف أبداً. مازلت أشتغل في مجال
المسرح. لكنني كلما انغمست فيه، أجدني في الشعر. وكلما غرقت في الشعر،
يعيدني إلى المسرح. يخيل إليّ، أحيانا، أنني أضيّع طاقة هائلة بين الاثنين.
لست في القصيدة ولست على الخشبة: بينهما.
أول وآخر مسرحية أخرجت في العام 1999، تحت عنوان <<انبعاث، ذكرى
سفر>>، كانت عبارة عن عرض مستلهم من قصائد شعراء مغاربة، بينهم أحمد
المجاطي ومحمد خير الدين. وخلال دراساتي العليا في شعبة فنون العرض بباريس
الثامنة، اشتغلت على الشعر أيضاً. أمّا ديواني الذي سيصدر هذا الشهر فيحمل
عنوان: <<نظّارات بيكيت>>!
أعتقد أن المسرح غيّر نظرتي إلى اللغة. بسببه، لم أعد مقتنعا بأن الشعر
مجرّد <<وظيفة لغوية>>. بل أكثر. أصبحت أطارد الشعر خارج
الكلمات. في الجسد وفي الضوء وفي الصوت وفي الصمت وفي الحركة. أحلم بأن
تخرج قصيدتي من الكلمات لتتوسّع في الفضاء: أفكّر في قصيدة بيرفيرمونس.
(po?me-performance)
(شاعر من المغرب)
علي المقري:
الموسيقى بالسرد

يبدو لي أن الموسيقى أخذت حيزا مهما في حياتي إذْ لم تكن هي التي أخذتني
للشعر.
يعتقد البعض أن نصوصي خالية من الموسيقى، فيما أعتقد أنا أنني أقوم عبر
الكلمات بالتأليف الموسيقي. وبشكل أوضح أعتبر نفسي مؤلفاً موسيقياً بالسرد.
يبدو لي بأنني لا أكتب الشعر حسب التوصيف المتعارف عليه، بل أكتب الموسيقى
بالسرد. فالأنا الشعرية هي بالنسبة إلي أنا سردية. وضمير المتكلم في النص
لست أنا هو بل شخصية روائية. والموسيقى عندي ليست هي الموسيقى الخليلية
العربية المتعارف عليها. إنها موسيقى مبتكرة ترجع إلى ينابيع موسيقية شتى
شرقية وغربية.
(شاعر من اليمن)
نجاة علي:
فتنة أحمد زكي

لا أعرف فنّاً نازع حبي للشعر مثل حبي فن السينما. وربما سبق وعيي لحبي فن
الكتابة نفسه. ربما جرّني لهذا الحب حينما كنت طفلة جيراننا الأقباط الذين
كانوا يسكنون معنا في حي شبرا وكانوا يطلبون من أبي أن يأخذوني معهم إلى
السينما.
وأظن ان الفنان الجميل احمد زكي أيضاً كان مسؤولا بإدائه العبقري الصادق عن
فتنتي بالسينما حتى أنني اذكر المرة الوحيدة التي خرجت فيها على طاعة أبي
وأنا طفلة حين حرّضت أخي الذي يكبرني بأعوام وبعض الأطفال الذين يسكنون معي
في نفس الحي على الهروب من المدرسة لمشاهدة أحد أفلام احمد زكي الجديدة.
أذكر أيضاً أنهم عوقبوا جميعا ما عداي. ربما لأنني كنت البنت الوحيدة لأبي
وكنت أصغرهم جميعا... ربما تعلمت من فن السينما أشياء كثيرة ساهمت في
تكويني ووعيي بالحياة والفن. وتكوين الحس الجمالي بالأشياء وربما كانت سببا
فيما أظن في اختياري قصيدة النثر فيما بعد. تعلمت منها أيضا كيف تكتشف
شعرية الأشياء، إذا اعتبرنا الشعر في أحد تجلياته هو كل ما يثير الحاسة
الجمالية.
(شاعرة من مصر)
نشمي مهنا:
رقص مع الذئاب

العتمة التي ندخلها فرحين كأطفال يتهيأون لدهشة قادمة، غامضة، تفتح لنا
عالماً أوسع من معرفة، وأعمق في التكوين. أنها السينما يا صديقي المختصرة
بساعة ونصف عوالم محتشدة من الألوان والأصوات والحيوات والأحاسيس التي
نصدّق أنها حقيقية، بعدما يجتاز مخيلتنا الطيبة بياض الشاشة، وتذهب معها
هناك، متواطئة هي والعتمة في إقناعنا على معايشة عالم عمره فيلم. فيلم فقط.

إذن، بإمكاني أن أقول كعاشق واثق بالحلم السينمائي، أنها السينما، عتمة
صالتها غلاف، ودهشتها كتابة، وحدثها قصيدة.
ثم، ألا ترى معي أن <<رقصاً سينمائياً مع الذئاب>> يحياه كيفين
كوستنر في الخضرة البرية، أو شوكولاتة جولييت بينوشيه التي هذّبت أطباع
قريتها الصغيرة تعادل عشرين رفاً من الكتب الأدبية الخامدة في مكتبة
<<أنطوان>> أو أي مكتبة عامة؟!
الأغنية الحلوة التي تستنفر جميع حواسنا، ونذهب معها مأخوذين تترك أثرها في
تكويننا، وقد ترسم ملامحها الملائكية غير الواضحة في ما نكتب، دون أن
ننتبه.
فيروز تكتبنا، وشادي الضائع في طفولته والنداءات عليه تكتبنا، والمواويل
الشعبية أيضاً.
لا يشترط أن نجد المتعة المخدّرة في الأغاني الفخمة فقط، قد نجدها في بحة
محمد فؤاد في <<الحب الحقيقي>>، وفي إضاءات أميمة خليل وهي
تخترقنا كأنها قادمة من مجرّة بعيدة عامرة بالصوت والموسيقى.
السينما، والأغنية إذن، تشكّل كتاباتنا لكن من يثق ويطمئن لإجابته
الناقصة؟!
(شاعر من الكويت)
سمر دياب:
معصية الأصابع العشر

كي أكتب قصيدة عليّ أن أموت ..
كي أرسم لوحة عليّ أن أحيا وأحيا وأحيا ..
هناك تضيء اللغة صخب الوريد الأكبر والأصغر والمسام الصغيرة لغيمة عبرت فلم
تمطر .. وهنا انفجاري الكبير وحده يفسر نشأة الكون الأولى ويغريني بالتصوف
والتوحد بضربة ريح متنكرة بالفرشاة لتضيف بريقا على بؤبؤ يفيض بالموج..
تجربة الرسم معصية اختمرت لترضى عني ملائكة الكتفين والأصابع العشر ..
أدينُ حتى بجلبة القصيدة لها .. قد يغفر لي الشعر هذا النزق حين أرشو
مفاتيحه بإحدى تدرجات الأزرق وهي تتلمس الطريق إليه..
تلك الراء التي ينتهي بها الشعر و يبدأ بها الرسم ليست حرفاً غير منقط
اعتباطياً.. هناك تفاصيل مؤجلة تشفع دائما لبقعة ضوء مشاغبة تضمر للحرف ما
يشتهيه ليتكئ عليه ..
هو الفن الذي يغامر برصيد الفراشة من الاحتراق غير آبه أو نادم.. همّه أن
تضيء للحظة حين تغرب الشمس.. وكفى ..
كم يتقن ذاك الكائن غير المنقط كاسمي .. لعبة الخلود..
(شاعرة لبنانية مقيمة في إسبانيا)
قاسم حداد:
فشلت في أن أرسم

مبكرا أحببت الفنون البصرية عموما، والرسم خصوصاً. فقد تولعت مبكراُ بالرسم
وقرأت فيه أكثر ما قرأت في العشرينيات من عمري. وهويت تكوين مكتبة من
المطبوعات والكتالوجات واللوحات (المصورة طبعاً). حتى أنني كنت أزين قصائدي
ودفاتر أشعاري المخطوطة بأعمال فنية أحببتها في ذلك الوقت.
أكثر من هذا، أنني حاولت أن أرسم، لكنني فشلت فشلا ذريعاً، فصار ذلك الدرس
رادعاً نوعياً، الأمر الذي دفعني إلى ابتكار أشكال مختلفة للذهاب إلى
ممارسة ذلك الولع، فقد أغنتني تلك التجربة وذلك الحب الأول للتشكيل وساهما
في صقل ذائقتي الفنية بصورة جعلتني قريبا كثيراً من آلية التداخل والتمازج
بين الكتابة والتشكيل بوصفهما (في العمق) تقنية تعبير تتكامل في لحظة جامع
الفنون الإبداعية.
(شاعر من البحرين)
منذر مصري:
ولدت لأكون رساما

الرسم ... إذا كان هناك فن أميل إليه، فلن أميل إليه كثيراً حتى أكاد أقع
فيه، وليتني أفعل، هو الرسم. سأل صالح دياب علي الجندي عن رأيه بي كشاعر.
أجابه علي: (منذر مصري... رسام! أليس كذلك؟ )
أحسب أني ولدت لأكون رساماً، هذه حقيقة، فواحدة من أولى مشاهد ذكرياتي،
الحاضرة بالصوت والصورة، أنه في الصف الثالث ابتدائي عندما سأل أستاذ
الرسم: ( من منكم يرسم جيداً؟) صاح الجميع: ( منذر. أستاذ.)
بعد نيلي الشهادة الثانوية أردت أن أتقدم للدراسة في كلية الفنون الجميلة
في دمشق، ولأنه فاتني موعد امتحان القبول... درست الاقتصاد في حلب! لكني
بقيت أصدق أن حياتي الحقيقية في الرسم، وكنت جاداً في ذلك حقاُ، حتى أني لم
آخذ دراستي للإقتصاد إلا بكونه الحصول على شهادة جامعية! في حلب تعرفت على
بسام جبيلي وكان يدرس معي في كلية العلوم الاقتصادية، وبذات الوقت يعتبر
الرسم همه الأول. وقد بقي مخلصاً للرسم لليوم. لم يتزوج ولم يتعلم
الموسيقى، رغم أنه ابتاع بيانو روسي، قضى نصف حياته يجلس ويعزف عليه، أي
شيء، دون نوته. ولا أظنه عزف مرة لحناً معروفاً أو حتى ذات اللحن! وفي
معرضنا المشترك الأول والأخير في صالة الكلية، تعرفت على مأمون صقال وسعد
يكن، ولأني سريع الخيانة هجرت بسام ولحقت بهما. رغم أنه حذرني بقوله: (
انتبه يا منذر.. إنهما يرسمان الناس يرتدون ثياباً، اما نحن فنرسمه
عارياً.. على حقيقته) قلت له وقتها:، (بسام.. ما أريد رسمه هو الواقعي،
العابر، الفاني، وليس الحقيقي الثابت الأبدي). من مأمون تعلمت أن يكون خطي
قوياً وواضحاً.. أثر ذلك بالتأكيد على مفهومي للغة في شعري.
بقيت أرسم دون انقطاع تقريباً وأقيم معارض فردية في دمشق وحلب وحمص ومدينتي
اللاذقية، كان آخرها معرضي الثامن عام 1983. بعدها مضيت صافياً، لا ليس
صافياً، بل عكراً إلى الشعر.. لأني كنت غالباً ما أعود وأوصي نجاراً
بإطارات خشبية بقياسات متنوعة، واشد عليها قماشاً كتانياً، وأطليها بخليط
من الغراء والدهان الأبيضين مناصفة، ثم أركنها جانباً، حتى أهب في ليلة
ليلاء وأقوم برسم سلاسل لا تتنهي من طيور ليلية 1993 1994 ثم رجل يدير ظهره
وعلى كتفه ينسدل شعر امرأة أو شعر قصيدة! 1994 1996 ثم سلسلة ( ساقا
الشهوة) بالأقلام الخشبية والباستيل 1997 إحداها غلاف مجموعتي (مزهرية على
هيئة قبضة يد) ثم 20022001 سلسلة (زجاجات، لا أحد غير الله يعلم ماذا
تحتوي) وأخيراً في عام 2004 عدت للرسم بالألوان الزيتية وبدأت سلسلة لوحات
لا أستظهر فيها أي مقدرة بالرسم أو التلوين، فقط مربعات صفراء غالباً ضمن
فراغات أسود غالباً!!
ولأني، ليس كسواي أبداً، أقصد أولئك الشعراء الذين يرسمون، وغالباً ما
يرسمون سيئاً، ولا الرسامين الذين كنت أصدق أنهم غالباً يكتبون جيداً، ولكن
تبين لي أن هذا ليس صحيحاَ أيضاً، قمت بحل تلفيقي لمشكلة أني معروف كشاعر
أكثر بكثير مني كرسام، رغم أني كرسام أفضل مني بكثير كشاعر! أو مشكلة ذاتها
بتعبير آخر، هو أن أصدقائي الشعراء، ومنهم الراحل محمد سيدة، يعتبرونني
رساماً عظيماً ولكني أفسدت ذلك بكتابة الشعر، وأصدقائي الرسامون يعتبرونني
شاعراً هاماً ولكني أضيع وقتي في الرسم.
(شاعر من سوريا)
إيمان حميدان يونس:
السينما بالطبع

السينما بالطبع. اكتشافي الخاص والمستقل وأنا ما زلت طالبة في صفي التكميلي
الأول عندما كنت تلميذة في الجامعة الوطنية في عاليه. ساعات الهرب من صفوف
بعد الظهر بحجة <<مرض نسائي>> يصيبنا كل شهر، أو في سنوات
لاحقة خلال أوقات التدريب العسكري للشباب. نأخذ الطريق نحو سوق عاليه حيث
صالات السينما الصغيرة والضيقة. أذواقنا نحن فتيات الصف كانت تختلف وكنا
نرضي بعضنا بأن نختار الفيلم بالقرعة. سينما صبح أكثر الصالات حداثة تعرض
أفلاما جديدة. صالة طانيوس متخصصة بأفلام جريئة حينها وميامي، ونصر التي
تحب عرض الأفلام الهندية، وايدن التي لم يطل عمرها كثيرا فأقفلت قبل أن
نعتاد عليها. ندخل ونترك العالم خلفنا. هناك نتفرج على حيوات أخرى لم نكن
قد ذقناها بعد وان كنا بدأنا نحلم بها. صالات وأفلام، مساحات حلم ورغبة،
جزء من تاريخي الشخصي، امتزجت تفاصيلها مع أول مظاهرة شاركت بها وأول حب
وأول كتابة.
<<آخر تانغو في باريس>> ربما كان آخر فيلم شاهدته في عاليه. لم
أعد أذكر. خفّت زياراتي الى صالات تلك المدينة بعد أن تعرفت على صالات
السينما في بيروت. من وسط البلد مرورا بمنطقة الفنادق وصولا الى شارع
الحمراء.
قبل أن أبدا رحلتي الفردية مع السينما، شاهدت بمعية العائلة فيلم
<<لحن السعادة>>. كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها الى شارع
الحمراء. مَن منا لم يشاهد هذا الفيلم أكثر من مرة؟
أخذني عالم الفن السابع منذ أن بدأت أعي وجودي. القاعة الأولى التي دخلت،
ألوانها الخريفية المائلة الى النبيذي، الظلمة التي تولد الموسيقى، الصوت
وأناس يجلسون بقربي من دون أن أدري هويتهم. هم أقرباء لي بل أصدقاء بمعنى
مختلف وجديد. نتشارك فعل رغبة قوية نعبر عنها بالصمت والانتظار. رغبة في
شيء آخر فيه من السحر والحياة بحيث يتجاوز الحياة نفسها.
الألوان، سحرها الممتد على مساحة الشاشة، الرقة المنبعثة من وجوه تعشق
وتتألم، الرفض لكل ما هو لا إنساني، إمكانية تحقيق الحلم، فرصة الرغبات غير
المكتملة أن تجد طريقها، البحث عما هو أعمق من الصورة والكلمة، الفقدان
الذي يوجع ولا يقتل، حق الناس العاديين بالحياة، هشاشة الحياة وزيف الكلام
الكبير، السعادة التي لا تتطلب أفكارا ضخمة بل هي ربما في تلك الهشاشة،
اكتشاف ان الموت والحياة وجهان لسيرورة واحدة لا تكتمل الا باكتمالهما. هذا
بعض مما أعطته لي السينما في عمر مبكر.
(روائية من لبنان)
كمال سبتي:
فيلم شعري

بدءاً لابد أن أشير إلى أنني <<في بغداد>> كنتُ درستُ المسرحَ
سنتين والسينما ست سنوات. وبالتالي فإن كلامي عن الفن المصاحب للأدب في
حياتي سيكون كلاماً عن محترف مّا في ذلك الفن <<المسرحي
والسينمائي>> حتى إن لم أكن مارسته عملياً.
تعوَّدَ الأديب عندنا أن يدرس الأدب. أقراني كانوا يفكرون في الدراسة في
كلية الآداب. لكنني كنت أقول إذا كنت أنا أديباً بدون كلية آداب فلماذا
عليَّ أن أدرس فيها ما يمكن أن أعرفه بدونها؟ لماذا لا أدرس الفن؟ والمسرح
كان انشغالاً شعرياً في ذهني أكثر من غيره. كنت قارىء مسرح أيضاً..نصوصه
ونظرياته. وحين تم لي هذا تحولت بعد سنتين من دراسته إلى فرع الإخراج
السينمائي وفي التخرج كان لا بد لي أن أقدم أطروحةً سينمائية للتخرج:
فيلماً قصيراً. فقدمت تجربة أكبر من إمكاناتي السينمائية الحقيقية وأكبر من
إمكانات السينما في المعهد الذي درست فيه.. لقد قدمت فيلماً شعرياً. قصيدة
لي اشتغلتها فيلماً.
تحويل القصيدة الى فيلم أمر صعب على أية إمكانات. السينما فن واقعي والشعر
لا يُفسَّر.لكنني غامرت مغامرة <<طريفة>> في عمر الشباب ذاك.
وواصلت دراستي السينمائية بعد ذلك الفيلم سنتين أخريين في أكاديمية أعلى ثم
فصلت منها لأساق إلى الخدمة العسكرية الإلزامية ولأهرب بعدها من العراق
ولأدرس في مدريد في كلية الفلسفة والآداب.
(شاعر عراقي)
محسن أخريف:
الرسوم المتحركة

لعلي تأثرت وما زلت أتأثر بجميع الفنون التي تُشَغلُ الحواس جميعا، إلا أني
حين أتفكر في سؤالك وأحاول أن أكتشف الفن الأكثر تأثيرا فيَ، والذي كان له
الدور الأبرز والأهم في تدريب حواسي على الالتقاط والانتباه إلى الأشياء
وتفاصيلها ومَصَائرهَا، وَخلَقَ وشَكَلَ مخيالي الشعري، أجد فنين اثنين:
الرسوم المتحركة في مرحلة الطفولة الأولى، والسينما في مرحلة لاحقة.
(شاعر من المغرب)
حسين جلعاد:
حركة الصور السينمائية

السينما قطعا هي الفن الأول الذي أدين له بالشاعرية وقدح شرارة اكتشاف
العالم. ربما لأنها ارتبطت بنزوع التمرد الأول الذي يصاحبنا في أولات
العمر.
السينما بوصفها <<نص>> هي إبداع متكامل، الصوت والصورة
والألوان والقلب والأحلام، المعقول واللامعقول. كل تلك أدوات ستجعلك تنظر
إلى العالم بوصفه حركة متداخلة، متنافرة تماما، لكنها متناغمة أيضا. التحدي
الذي فرضته السينما على نصوصي، جعلني مغرما بالمشهدية بوصفها إطارا للتجول
في نفسي وفي العالم. الكلام يصبح ناقصا إذا لم تتحرك صور المعاني الشعرية
كما تتحرك الصور السينمائية.
الجانب الأهم في تأثير السينما أيضا أنها ذات مبنى تعددي: أصوات وألوان
ومستويات عدة للرؤيا. وهو أمر يجعلها <<ديمقراطية>> من حيث
الأساس، لينتقل تأثيرها من نص يكتبه شاعر إلى طريقة تفكير تنير طريق
الإنسان.
(شاعر من الأردن)
عاشور الطويبي:
الموسيقى بكل أنواعها

الموسيقى: بكل أنواعها وخاصة الموسيقى الشعبية للشعوب والموسيقى الكلاسيكية
الغربية. أنني مستمع جيد وقارئ جيد أيضا عن الموسيقى. وكثيرا ما اكتب وأنا
استمع إلى الموسيقى. وكم يحزنني أنني لا أستطيع قراءة النوتة الموسيقية
رغم محاولاتي المتكررة للقيام بذلك.
الرسم: يستهويني وكذلك الآثار والحكاية الشعبية.
( شاعر من ليبيا)
علي بدر:
أنحت اللغة الباردة

فن النحت... هو الذي طبع حياتي بأثر حاسم لا يهدأ ولا يزول مطلقا، فقد كان
أخي الأكبر نحاتا وعمي كان نحاتا أيضا، ومنذ كنت صغيرا وأنا أنظر إلى بهمة
الحجر وهي تتحول إلى نطق.. وهي تتحول إلى كلام، كنت انظر مأخوذا إلى القوة
السافرة التي تضرب بعنف على الصلابة التي لا تنضب ومن ثم تشكلها، كنت أنظر
إلى الطين عبر دفع جذاب بالأيدي التي تلوكه يتحول إلى لغة تصرخ... والنحات
عامل... بأيد ملؤها العضل وبوجه حاد التقاطيع وصامت يجعل من غرابة الحجر
الذي لا يقول شيئا البتة، كلاما عميقا، ويجعل من اللامسموع مسموعا، ويصنع
من الطين البارد بصورة مذهلة شيئا حميميا وقريبا، يحول الحديد والألمنيوم
الذي هو دون سر تقريبا إلى كلام سري وجذاب. وأنا أفكر إلى اليوم كيف يمكنني
أن أنحت اللغة الباردة التي نسمعها ليلا ونهارا، وأن صنع منها تمثالا
يصرخ. هذه الرتابة الصامتة التي تهشم بقوة وتبدد، الكلام الميت، والمنطوق،
كيف يتم عجنه مرة أخرى بشغف، كيف يمكن تشكيله لتخليصه من وحدته الكتومة،
ومن نطقه الباطل، هذا التبت الخالي من الأسرار مثل الطين والحجر، كيف يمكن
تخليصه من ثخانته الصامتة، ومن إقامته الغنية بالسكوت، وبعمل متصلب،
وتحويله إلى لغة حية ثرية بالأسرار.
( روائي عراقي)
علاء خالد:
أستسلم للسينما

لن أجد فنا لعب دورا في مخيلتي أكثر من السينما. تقريبا كنت في السادسة
عندما دخلت السينما لأول مرة مع أخي الكبير، كان يعرض فيلم مليون سنة قبل
الميلاد، في دار سينما أمير بالإسكندرية. فوجئت بالشاشة الكبيرة وهذه
الحياة التي تتحرك عليها، لم احتاج إلى تفسير عن الكيفية ولكني استسلمت
لهذا الدفق من الصور والخيالات. واعتقد ان هذه اللحظة اختزنت داخلي كعقد
استسلام لهذا العالم الآخر. هذا العالم الذي تطرحه السينما كعالم متكامل
تحاول ان تنوب عن كل أبطاله حتى في الحزن والموت. لا يمكن ان نحب الموت أو
الحزن أو الفشل إلا إذا كان هناك خلل ما فينا، نعم في وجود السينما
وكثافتها واكتمالها كحكاية داخل زمن، كنا نفرح بهذا الخلل الجمالي.
وأحيانا كنت اخرج محبطا من السينما لان الواقع لا يتغير سواء في حزنه أو
فرحه، ولكن هذا الإحباط أيضا كان له وجه ايجابي فلن نبنى عالمنا الخاص من
الأمل فقط. ومن يصنع هذا الفيلم له أيضا حلم قوى وإبهاري وحلم تجارى، ولا
يمكن ان أرى ان أي نوع من الفن تربوي أو يدفع فقط للأمام أو ليست به عيوب:
انه مثل أي علم مر بكثير من الأخطاء ولازال. المهم اننا نختار لنا موقعا
داخله ونعيشه كتجربة متكاملة كتجربة الحياة. كتجربة ناقصة وبدون تصديق كامل
لها <<انها لعبة مثل كل الالعاب>>.
(شاعر من مصر)
أحمد السلامي:
شجن الريف

أنا من بيئة فلاحية تضج بأغاني الفلاحين المتعلقة بالمواسم الزراعية
ولطالما حلمت بتحويل تلك الأصوات إلى موسيقى وأغان عصرية.
أحببت كل ألوان الغناء الشعبي في اليمن، وحفظت الكثير منها. أستغرب حينما
اسمع أي مثقف يمني نشأ في الريف الفلاحي وهو يدعي انه يفضل أغاني محمد عبد
الوهاب على (المهاجل الزراعية) وانه لا يتفهم روح الأغنية الشعبية التي
انطلقت بأصوات الفنانين في السبعينيات.. رغم أنها بقيت مقتصرة على آلة
العود فقط..
من الأغاني الشعبية في الأعراس والمواسم الزراعية أحببت موسيقى الشعر
واستوعبتها، وبدأت بكتابة قصيدة التفعيلة قبل أن اكتب النثر.
هنا في اليمن تجد في أغاني المرأة الريفية شجنا بكائيا وهي ترثي لحالها
ومعاناتها المستمرة إلى اليوم.
كانت أغاني الجدة والأم ونساء الدار هي سمفونياتي الأليفة إلى النفس.. وهن
يجلبن الماء من العيون البعيدة عن القرية.. وهن يطحن الحبوب في المطاحن
الحجرية أسفل الدار، وهن يجلبن الحطب أو العلف من رؤوس الجبال المحيطة
بالقرية.
(شاعر من اليمن)
لياللى الصفدي:

سينما بلا عنجهية الفنون
أمواج عاتية تقترب... تلمس وجهك الذي أصابه الذعر وربما البلل، وبحركة لا
إرادية تنحني للوراء.. ترتجف.. تضغط بيدك على يد من يجلس بجانبك.. تحبس
أنفاسك.. هل نحن على وشك النهاية؟؟!
لحظات مرعبة تمر وتنسى أنك أمام مشهد سينمائي رائع.
بعيدا عن التشويق والحركة.. ومتعة وشمولية هذا الفن الذي يختزل بداخله كل
الفنون الأخرى هناك تفاصيل عميقة أكثر تحقق المعادلة الصعبة والجميلة بين
حلمك الفردي الدائم الذي لا يشبه أحدا.. وبين حبك وهوسك المجنون لأن تكون
مع المجموعة.. تضحك معها.. تبكي معها.. ويخفق قلبك وقلبها في آن.. جمهور
السينما كله في لحظة ما صديق حميم.
السينما فن يخفف قليلا من عنجهية الفنون ونخبويتها، ويقدمها للإنسان العادي
لتكون أكثر التصاقا به وأكثر سهولة، أنا أعشق السينما
(كاتبة سورية من الجولان المحتل)
محمد حلمي الريشة:
الموسيقى والفن التشكيلي

هما فنّان لا واحد؛ الموسيقى والفن التشكيلي معاً.. كلاهما شدّا حواسي قبل
السباحة في دواة الحبر، كأن شيئاً غريزياً كان يؤسس لاستنهاض الموهبة
الشعرية تزهيراً من بين الركامات في حديقة الحطب بعد صيفٍ جافٍّ ابتلع كل
النداوة بجرعة واحدة..
لذا كنتني لا أمرُّ (ببراءة ما قبل الشعر) عابراً من دون قراءة اللحن
والكلمة وعلاقتهما معاً، بحثاً عن تماهٍ تتداخل فيه الكلمات والألحان
الموسيقية المنبعثة من آلات مصاغة من موادّ قد لا تعني شيئاً وحدها من دون
العدوان الإيجابيّ عليها.. مثل هذا المقطع الفيروزي: <<وتكيت غصون
الورد عاكتف السياج>>.. ما زلت أذكرني كيف رقصت صرختي، في داخلي
وخارجي، صرخة عارمةً حدّ أن الآخرين استهجنوا حركتي المسرحية.. ولم لا؟!
غصون ورد (بنعومتها الأنثوية) تتكئ على كتف (لم يكن بشرياً) بل على (إبرية)
سياج.. ولم أزل أمارس هذه (العادة) الذيذة في قراءة الموسيقى الغناء وحتى
اليوم، وما لم يكن يحمل هذا المعنى التصويري، المليء بشاعرية الحواس، ليس،
باعتقادي قابلاً لقابلتي/ ذائقتي الخاصة..
أما بخصوص الفن التشكيلي، فقد ساقني إلى هذا إنسان الكهف؛ ذلك أنني أعتقد
أن إنسان الكهف هو أول من كتب الشعر بلغة الفن التشكيلي على جدران كهفه،
فقد كان ينتصر لفشله في الصيد برسم ما لم يستطع صيده على جدار الكهف، ثم
يبدأ برمي السهام والرماح عليه، تعبيراً عفوياً (ويحمل قصدية غير مكتشفة
بعد) عن قدرته الأخرى في امتلاك الآخر نصاً لا جسداً (كما العشاق مثلاً)..
ولم يكن يدري هذا الإنسان أنه يطور موهبةً فنية ويزداد تدريباً لجولة أخرى
من الصيد والفن..
(شاعر فلسطيني الأرض المحتلة)
محمود عبد الغني:
وراء كل قصيدة سينما

قد تصبح السينما ركاما بئيسا من الصور. مثلما قد تصبح الروية ركاما بائسا
من التفاصيل، والسيرة الذاتية ركاما بائسا من الأسرار. وقد تكون السينما
بلا نظير إذا ماكان وراءها عقل عظيم، محير. هذا هو الضرب من الفن الذي
ألهمني كثيرا، وساعدني في العيش و التخيل والعبث وبناء الشخصية. السينما
فعلا فن بلا نظير يقودني دائما أثناء كتابة القصائد. وراء كل قصيدة سينما.
حتى أنني عندما أتلقى بيتا شعريا من السماء أذهب لمشاهدة السينما كي أكمل
القصيدة. والحالة الذهنية التي في الفيلم (وهي أيضا موجودة في الرواية) هي
في الحقيقة سلوك هذا الفيلم عندما يشاهده الجمهور. الفيلم يعمل بشكل جيد
أثناء المشاهدة فقط. فيمكن أن نقول الفيلم يعمل. مثلما نقول
<<القصيدة تعمل>> عندما تكون تحت عيني القارئ.
(شاعر من المغرب)
باسم المرعبي:
مراوغة الشاشة

أستطيع أن أشير يا صديقي، من دون تردد، إجابة على سؤالك إلى الهوى
<<المعرفي، الجمالي>> الأول: السينما

فقبل ان أمسّ الكتاب أو أعرف عالمه عرفتُ السينما. وإذا كانت متابعة
السينما، في مرحلة الفتوّة، نوعاً من اللهو وتزجية لهواية لم تتبلور
ملامحها غير أنها في ما بعد أضحت مصدراً حيوياً من مصادر اطلاع وفضول جمالي
وثقافة بصرية لا محيد عنها، ففي السينما نجد كل شيء أو بمعنىً أدق يمكن
القول انّ لها أنْ تختزل كل شيء من شعر وسرد وصوت ولون.. لم يتبق إذن إلا
العطر والرائحة وقد قرأت منذ سنوات عن محاولات لتنفيذ أو استخدام
<<المؤثرات العطرية>> في الفيلم، سعياً إلى الاكتمال.. هي
حياة، بمعناها الجمالي، بموازاة الحياة الفعلية وتحضرني، هنا، عبارة الكاتب
الإيطالي <<إيتالو كالفينو>>، الجميلة البليغة التي تختصر
الكثير: <<كان إحساسي ان ما أشاهده على الشاشة فقط، هو الذي يمتلك
الميزات المطلوبة من العالم، الامتلاء، الضرورة، الانسجام>>.
<<كالفينو>> هو صاحب التعريف الذكي للسينما والذي استعرته
عنواناً لهذه الإجابة: السينما ك <<مراوغة>>.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

أيها الكاتب .. هل تتعلّم من فن آخر؟ :: تعاليق

متوكل
رد: أيها الكاتب .. هل تتعلّم من فن آخر؟
مُساهمة السبت يوليو 31, 2010 1:04 pm من طرف متوكل
وساهمت في تكوينك الثقافي>>.
هنا جزء أول من استفتاء أردنا أن
نطرحه على أكثر من كاتب وكاتبة يمثلون
اتجاهات مختلفة وينتمون إلى
تيارات كتابية متعددة، على أن يتبعه الجزء
الثاني نهار الأربعاء
القادم.
وديع سعادة:
رسوم ديزني المتحركة

ليس
الشعر ما يكوّن الشعرَ، ولا الأدبُ وحده. الفنون كلها والآداب كلها:
السينما،
المسرح، الرسم، النحت، الرواية، التاريخ، الفلسفة، الاجتماع،
السياسة،
والحياة كلها، مكوّنات شعرية. والشعر هو كل هذا وإن اعتقد، خطأ،
أنه
فصيلٌ آخر أو
 

أيها الكاتب .. هل تتعلّم من فن آخر؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
انتقل الى: