ى درب
الخطيئة تسير، تحمل كومة من ذنوب على كتف الندم ، تسير إلى حيث الشهوة
المقبرة ، تحفر قبر الغواية و تنام ، ترجع تراب ذات القبر على جسدك الجثة
العفنة ، على درب الخطيئة تسير ، تتكتم في شعاب الرغبة ، تحضّن الرعشة
بيدين فولاذيتين، تتملك بصولجان اللذة في اللحظة، ما ينقصك لا يمكنك لحاقه
بهتك ستر حرمات المقدس ، تظلم نفسك حد جرحها، جذورك الحافرة في العمق
المتفرعة تمتص غذاء الوزر المرافق لك ، أيها التاريخ المتلاحق ، إن الحب
الذي يقتله كان طلبا للشهوة في كسب رضا نصفه الضائع . حين خروج آدم من
حدائق الله تساقطت أوراق الخطايا لتحتضنها الأنفس، لا يمكنك أن تعترف بأن
أمك ملكت الغلبة، لذا الأنفس جبلت على ذوبان السقوط إلى حضيض العبودية.
النفس التي عجزت عن التفكير بعقل الغراب حين وارى سوءة الفعل القبيح.
يتملكك الخوف القاتل يبقر خواء غربتك في صحراء ذاتك، حيث السراب يرقص على
نغمات جفاف التصحر لما تبقى من خضرة الرؤيا يابسة الأشجار. تسير معتقدا
بشراب الانتقاء السحري أنك الحاصل عن تطابق الروح اللاهثة في رابعة النهار
عن قالب يحتويك إلى حد ينسيك كل المعاصي المنثورة على الثوب المرقـّع لماضي
التاريخ المشئوم. تسير وسياط الجلد تسلّطها على الجسد السائر أمامك حاملا
عنك أتعابك وأحمالك الثقيلة، سمعت البارحة أنين عذابك حين واجهت ذاك الصوت
المغني للِأشعار الرقيقة و الجميلة الأجمل من القصور الضخمة التي يسكنها
البوم والغربان، ذاك الصوت العذب من هسيس العشب أتى بعد النقيق ، سمعتك
الليلة تكلم شبحا تراءى لي أني أعرفه ، رأيتك تنصت لأشعار يرددها عليك
يتوقف أحيانا ، ثم لا يلبث أن يتكأ على منساة جرح صمت قاسي ، كررت مواعيدك
على مدخل الوقت منتظرا بمفاتيح مغاليق مدينتك المحفوفة بأسرار الخجل من
ذاتك ، المحفوفة بألغاز الشفقة عليك ، كررت انتظارك له ، كان لا يقول نشيده
كله ، يتوقف في بيت القصيد ، يشعل في ظلماتك شموع توبة ورجوع لأصل المغفرة
الأولى كما المعصية ، تروي له عطشه من وجع أيامك المتحجرة كصخرة عذاب
الرجل الأسطوري ، حين يرتوي حد السّـكر، يتلوها عن آخرها لتستمتع بلحظة
الحل للأحاجي الكاذبة، ذاك النشيد الذي يخفيه في جيوب الفراغ، كان مسحا
للعنة العذاب الراكض خلف المرايا التي تشبهك ، الراكض في زمنك الحرام .
رأيتك مع الشبح على مقعد الفناء تتجاذبان حديث الألم الذي يسكن بطن الوجود
والعدم، أصدّق عيني التي تكذب دائما وتجمع المحرم من كل جهات الأرض ،أصدّق
عيني التي يأكلها الدود و التراب لتعاقدها اللصوصية في النظر ، أصدّق عيني
الآخذة من ملكوت الأكوان التي تضيق عليها الأفضية على سعتها ورحابتها ،
أصدق عيني الزانية مع الألوان و المتآمرة مع جاذبية الشيطان، لا أقسم أني
رأيت يده المرتعشة تمسح على رأسك يتم إحساسك البارد كصقيع الصباح في الأرض
الجامدة الميتة، يرحل عنك بعدما يمسك تلابيب خوفك ويكتبها شموعا على خيوط
الليل ، يعلقها مصابيح سعي لوجه التحقيق لنقطة نهاية الندم المتجدد في دورة
السقوط في مجاري الأفعال القذرة، يمسك بثغرات فتحات عثراتك المتسخة بصور
القبح وارتكابك الجرم الشنيع في حق نفسك ، لن تضر الله إنما تشتري الهلاك
لنفسك تبتاعه من شقاء ينام في رعشة اللذة ليطير بغير عودة ، لن يحط بعد
طيرانه، سيأخذ معه بعضا من روحك ، يفر منك بعضك ينهي أياما من حياتك
القيمة، رأيت الشبح يمسح على قلبك يعطيك راحة الضمير المعذب يهديك نشيده
الأبدي ويرحل ،علّك تفر إلى رحمة الرب ثمة تتحدى حياة الخطيئة.
السبت يوليو 31, 2010 1:07 pm من طرف متوكل