** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
دلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي: I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 دلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

دلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي: Empty
31072010
مُساهمةدلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي:

استهلال:

تعد الثقافة رافداً أساسياً لتنمية السلوك المدني وعندما ترتقي الثقافة
يرتقي السلوك المدني من هذا المنطلق يعبر الإبداع الثقافي عن مدركات الوعي
المدني الذي يمثل دلالات الرؤية الثقافية التي تعزز جوهر الحداثة المدنية
في العمل الأدبي.
.وبناء على ذلك أود التعبير: أن حضور المشهد الأدبي المغربي
على الشبكة العنكبوتية في الإنترنت؛ بكثافة عالية وكفاءةٍ أدبية
تؤكد أهمية السلوك المدني الإبداعي في سياقات أدبية
بالغة المعاني وراقية الدلالات.
من المعروف جيدا أن المغرب تمثل آفاقاً فريدة للأدب والفكر والحداثة
والثقافة والتنوير والحوار والترجمة.


وثمة رواد حاضرون في الإبداع
الأدبي المغربي نستحضرهم في هذا الصدد منهم على سبيل المثال:
(محمد زفزاف ومحمد شكري والطاهر بن جلون وعبدالكبير الخطيبي وادريس
الشرايبي والطاهر وطار وآخرون)
في هذا السياق انطلق الابداع الأدبي المغربي، يتمظهر في سياق المشهد
الثقافي الألكتروني، عبر المدونات والمواقع والمنتديات.
وجسد حواراً رؤيوياً مدنياً في خلق دينامية الرسالة المتوخاة من العمل
الأدبي الذي يترجم سمات عصر ثقافي جديد.
من هنا أثبت المشهد الأدبي المغربي حضوره النوعي الحداثوي لملامح ما بعد
الحداثة الذي يعبر عن إبداع تجاوز ما بعد التجاوز فكراً ونقداً في بنية
الخطاب الأدبي برقي أساليبه ومضامينه ولا غرابة في القول إن رؤى وتصورات
الإبداع الأدبي الجديد جاءت وافدة من المغرب إلى مشهدنا الثقافي العربي.


زمن أدبي جديد:

وبعبارات أكثر حداثة ثمة زمن
أدبي جديد انطلق من المغرب وجسد انساقاً متفردةً في كينونة النص الأدبي
الذي يمثل انتشارا مشهودا على شبكة الإنترنت للعديد من الأدباء المغاربة
أثبتت حضور التجربة الأدبية الراقية على شبكة الإنترنت وأبرز ذلك الحضور
الثقافي في عملية النشرالألكتروني دلالات الحوار الإنساني الذي يتضمن سلوكا
مدنيا في معناه الأدبي في فحوى النص الذي يصور الواقع مباشرةً وعند
تشخيصنا للنص الأدبي الجديد لاشك أن ذلك سوف يثير اهتمامنا إزاء آراء
وتصورات القراءات النقدية التي تستقرئ خصائص النص الأدبي الجديد وفي هذا
السياق يتطرق الكاتب والناقد الجزائري مصطفى بلمشري في مقال نقدي له عن
النص الأدبي الجديد نشرته مجلة (الحرية)مجلة التقدميين العرب (1)موضحا: (إن
الراهن الأدبي هو عمل إبداعي ينعكس الواقع فيه بإشكالياته وخواصه الفنية
وتوجهه الفكري، الجمالي والإنساني، بحيث تتجسد في النصوص الأدبية الجديدة
التقويمات الاجتماعية فتتجلى فيها آثار العصر وعلاقة المبدع بالعالم
الخارجي.
والأدب العربي يعرف كيفية الاستفادة من ثمار الحضارة الإنسانية والثورة
الفكرية واستغلالها بالشكل الأمثل الذي يعيد للأدب مكانته في المنظومة
المعرفية، ثم تحقيق البناء الفكري المنشود) من منطلق التصور للنص الأدبي
الجديد أيضا يتطرق مصطفى بلمشري على حد تعبيره إلى (أن النص الأدبي الجديد
في عصرنا الراهن حاول جاهداً أن يحقق هويته العربية وخصوصيته الحضارية
وقدرته في التأثير على الآخر، وذلك من خلال استقلاليته بخصائصه المعرفية من
جهة المنظور العربي للحياة والانفتاح على العالم وفق أسس فنية وإبداعية
تضمن له سلامة ذلك الانفتاح الذي لا يفقده خصوصيته ,ومهما يكن ,فإن تحديث
النص الأدبي , يتم باستيعاب تيارات العصر ومواكبة تحولاته) وتأسيسا على ما
سبق جسد الأدب المغربي برمته أنساقاً بنائية تبين دلالات السلوك المدني من
خلال الترجمة والنشر الإلكتروني والانفتاح على العالم. بأرقى سمات الخطاب
الإنساني في صميم الرؤية الأدبية التي تؤكد السلوك المدني بحد ذاته في
تجليات أسلوبية العمل الأدبي.
ونظراً لما يجسده الأدب المغربي من حضور استراتيجي فاعل في المشهد الأدبي
عبر شبكة الإنترنت نشعر أننا نعيش لحظات زمن أدبي جديد يجسد تواصلاً
ثقافياً للعمل الأدبي المغربي في المنتديات الثقافية والمواقع والمدونات في
شبكة الإنترنت والتي حقق الأدب المغربي من خلالها طفرة إبداعية، مذهلة
لظهور ملامح النص الأدبي الجديد الذي يعزز دلالات السلوك المدني في إطار
الرؤية الحوارية والإيمان المطلق بالقيم الفكرية، المدنية، والمتفردة في
عالم اليوم المفعم بالصراعات واختلافات المذاهب، والتباينات الفكرية.
من هنا تجدر الإشارة إلى أن انتشار النص الأدبي المغربي في المشهد الثقافي
الإلكتروني يمثل عبر شبكة الإنترنت في (منتديات إتحاد كتاب الإنترنت
_منتديات أقلام _منتديات واتا الحضارية_منتدى من المحيط إلى الخليج
_منتديات مدد _منتديات فراديس _موقع دروب _موقع الحوار المتمدن _ _موقع
جهات الشعر _موقع الورشة الثقافي موقع أشياء_موقع عناوين ثقاقية،.....وهلم
جرا)
ومن هذا المطلق جسد النص الأدبي المغربي السلوك المدني حواراً ثقافياً
انطلاقاً من الرسالة الإنسانية التي يتضمنها الخطاب الأدبي في إطار حوار
الرؤية التي يجسدها ذهن القارئ وفقا لاستجابة جمالية في قراءة النص الأدبي.
الأدب والسلوك
المدني:

أن استقراء العمل الأدبي من منظور السلوك المدني يعد أمراً في غاية
الأهمية ويحمل في دلالاته العديد من السياقات التي تثير في أذهاننا حب
القراءة والتأمل في مدلولات القيم الإنسانية التي يجسدها الأدب كسلوك مدني.
وعندما نتساءل عن مضمون (السلوك المدني) كمفهوم نرى أن ذلك سيقودنا حتماً
إلى ملاحظة حول ندوة(المدرسة السلوك المدني)أقيمت في الرباط العام المنصرم
وهذه الملاحظة لمصطفى صوليح لم يتمكن من المداخلة بها في الندوة على حد
تعبيره، ونشرها موقع ( اللجنة العربية لحقوق الإنسان) حيث تضمنت هذه
الملاحظة:(2) (إن السلوك المدني هو مختلف التعبيرات اللفظية و الفسيولوجية و
الحركية الملحوظة أو الداخلية غير العنيفة و غير العدوانية التي تصدر عن
الفرد فتدل على أنه قد تطوع بكامل إرادته و بكل وعي من أجل التكيف مع
متغيرات مجتمعه وبالتالي آثر التوافق مع غيره من أجل العيش المشترك، محليا،
جهوياً، وطنياً، عالمياً، ضمن قواعد و مؤسسات عادلة تضمن للجميع الكرامة
المستحقة للإنسان مهما كانت اختلافاته أو خصوصياته، و كذا على أساس ألا
يتخذ من تلك الاختلافات أو الخصوصيات، مهما كان الحال، ذريعة للانقضاض على
خصوصيات و اختلافات أو حقوق و حريات غيره.
و عليه، إن التربية على السلوك المدني، أو التربية المدنية، هي أولا،
التربية التي تـسير عبر مختلف قنوات التنشئة الاجتماعية للفرد سبل تعرف
الذات و تدريبها على قبول الذات الجماعية، المحلية و الجهوية و الوطنية و
العالمية، و ذلك دون إكراه على التماثل معها أو الانصهار فيها حد التطابق
معها أو التخلي عن الاستقلالية في التأمل و التفكير و في إبداع الحلول و
ابتكار القرارات الهادئة، و هي ثانيا، التربية التي تقدر الفرد على اكتشاف
معنى " أننا متساوون و لكننا مختلفون، إننا مختلفون و لكنا متساوون" و
استيعاب الدلالة العظمى لهذا الاكتشاف في الزيادة من فهم الذات و إدراك
حاجات الآخر و بالتالي تحسين الوضع المشترك بين الجميع و تجويد المعايير
القيمية و الأخلاقية.
وبناء ًعلى ذلك يتجسد الإبداع الأدبي الراقي وفقاً لأعلى المستويات عندما
يترجم المبدع رؤيته الأدبية الى (سلوك مدني) وهنا يعبر النص الأدبي تعبيراً
جوهرياً عن الذهنية التقدمية لعالم أكثر مدنية في أسلوبية الكفاءة الأدبية
وهذا هو جوهر العلاقة مابين الأدب والسلوك المدني.
وفي هذا السياق نستعرض قراءة تأملية بانورامية في صدد دلالات السلوك
المدني في الأدب المغربي لاسيما والأدب المغربي يمثل تلك الدلالات التي
تكشف تجليات الحوار ثقافة ًوفكراً وترجمةً في اتساع ظاهرة النشر
الألكتروني في إطار الرسالة الثقافية المتوخاة التي يتضمنها النص الأدبي
بدرجة رئيسة تتمثل في التعبير عن المعنى الإنساني الذي يتمثل في مفردات
الخطاب الأدبي المغربي
ليخاطب العالم برمته في آفاق هذا المطلق.
في ضوء ما سبق نستعرض دلالات (السلوك المدني)في مختارات من الأعمال
الأدبية على شبكة الإنترنت لنخبة من (بيت الأدب المغربي):
(مالكة عسال _عبد النور إدريس _محمد فري _المجيد تومرت _محمد عماري) ومن
منطلق هذه الرؤية نستقرئ دلالة حوارية الرؤية لأهمية السلوك المدني في النص
الأدبي.
الأدب وطناً
إنسانياً:

في عوالم النص الأدبي للشاعرة والقاصة مالكة عسال، تتجسد دلالات الحوار
المدني معبرة ًعن حرية الذات الإنسانية، والوطن، والتماثل الأسلوبي بين
الواقع والفنتازيا، لتقديم صورة واقعية أسطورية في غاية الغرابة كما هو
واضح في نصوصها الشعرية:
(ثلاثون احتراقاً _هجير الغربة __الحدائق العجيبة.........الخ)(3) ويتجسد
ذلك أيضاً في أعمالها السردية كما نرى ذلك في مجموعتها القصصية (مدن تحت
المجهر)وفي إطار نصها الشعري (هجير الغربة) يرمز الوطن لحميمية الذات
الإنسانية راقية المشاعر التي تتعزز في ذاتها شعراً قيم الانتماء للوطن
المغربي الجميل والرائع، كما في القصيدة:
يسرني
أن أرمم جسدك
بميلاط من دمي
بعظامي أشد أسوارك
وأضع على نحرك
بدل القيود قلادة
بريشتي أرسمك
في موانئي منارة
في بحاري شموساً
في غيمتي مطراً
من لحمي
أصنع للوحتك إطاراً
أنا المسكونة بعشقك
حتى النخاع
إنها تقاسيم هجير الاغتراب في جماليات الوطن التي تجعلنا نتماهى مع روعة
تعابيرها نجد أنفسنا مسكونين بحب المغرب عندما يغدو المغرب القصيدة كما في
النص:

وطني
تعبت من ملاحقة فراشات السراب
وطرق تتمدد نحو البداية


فعدت إلى من حيث أتيت
أحمل قبوراً
وجثثاً في عينيها
تنغرز إبر الغربة
وأمتثل لريح الجنوب
أتنسم فيها عطرك

في إطار (هجير الغربة)تعبر
الذات الإنسانية المفعمة بحب الوطن شعرا حيث أن البعد الوطني في هذا النص
الشعري يثير اهتمامنا إزاء مقولة الشاعر الألماني جوتة أثناء تعريفة(للأدب
العالمي)"بأنه الشعر الذي يرتقي إلى مستوى الإنسانية ولا يتخلى عن بعده
الوطني " ومن هنا يعبر النص الأدبي عن وطن عالمي إبداعي مدني جميل ورائع
أيضاً كما تطالعنا قصيدة الحدائق العجيبة في مفرداتها التعبيرية في النص
بمشهد أجواء أسطورية تقتحمها مناظر في غاية الغرابة ترمز لمشهد أسطوري
يصور (فساتين قزحية _وقصور ألف ليلة وليلة وتخوم أشجار وسلاسل ورد وأسراب
فراشات....الخ النص)
على حد تعبيرها شعرا ً:
قدت سفني
إلى بوقنادل
أغوص في ثرى حدائقه العجيبة
أبعثر في قنواته إفرازات
في جرار النفس مرسبة
حدائق عجيبة
في فساتين قزحية
ببهائها تتمطى
أساطير
في قصور ألف ليلة وليلة
تختزل هيام سيف ذي يزن
بين تخوم أشجار
سلاسل ورد
جحافل أطيار
أسراب فراشات
سواقي
من الفردوس مبعوثة
واحات
في قلوب التعساء موشومة
بين ممرات الروح
نقرتُ الخطو
إلى سواد في قاع النفس
أعبر أمواج الحدائق العجيبة
أجوب أغصان القلب جرحا جرحاً
علّني أصافح آلهة الجمال
ألُفّ في قماشها
في تشكيلات هذه الحدائق الشعرية المعلقة نستحضر قصور(ألف ليلة وليلة) التي
تستوقفنا لحظات مذهولين في عوالم شهر زاد حيث أن أسطورة ليالي ألف ليلة
وليلة جسدت في أذهاننا ذاكرة ثقافية تمثل حوارا ثقافيا ًفي الثقافة
الإنسانية ولاشك أن أسطرة النص الشعري تثير في مخيلتنا تأملات قصور ليالي
ألف ليلة وليلة وهي تختزل هيام سيف ابن ذي يزن في أطار هذه المفارقة بعيدة
المدى يفلسف النص الشعري الأسطورة في نسق قصيدة مرئية نتصورها من نسق شعرية
الملامح ومنظر التكوين الجمالي.
لمفردات المنظر العام في أروقة هذه (الحدائق العجيبة) التي نشاهد في
ثناياها، أقاليم المرمر ولحظات تتهامس فيها الكائنات في تناسقات التكوين
الجمالي للغة أدبية يصورها إيقاع الطبيعة لواقع حياة تبدو جميلة بكل تفا
صيلها المدنية، كما في القصيدة:
ربما
من جذورها تنهض أقاليم المرمر
فتحرق في الأحشاء دخان الأمس
خضت فُجاءات
بالهدوء مشتعلة
فراشات تسلي النظر
تزف إليَّ زمناً
بالعواصف مُثقَلاً
تراقص خميلة
من الغياهب منفلتة
النسائم
أيضا من خلال قراءتنا التأملية في مجموعتها القصصية (مدن تحت المجهر) تثير
اهتمامنا مالكة عسال إزاء اكتشاف عوالم هذه المدن المكتظة بناياتها بمعاناة
الذات الإنسانية وبتماه عجيب من نوعه نكتشف فعلا مايحدث في(مدن تحت
المجهر) في دلالات أسلوبية الساردة في سياقٍ دراماتيكياً لتفاصيل الواقع
اليومي والمباشر حيث تمثل حكايات هذه المدن تمازجا سرديا ً في بنيتها
السردية بين الفنتازيا والواقع ينتج عبر ذلك واقعاً أغرب من الفنتازيـا
ففي قصة(زيارة مريضة) جسدت وجهة نظر الراوي صيغة الأنا لاسيما ومدن تحت
المجهر تعبر في مغزاها السردي عن معاناة الذات الإنسانية، ولكن ما يلفت
النظر في مضمون هذه القصة هو (الحوار) الذي كان يمثل نسقاً دراماتيكياً
تقنيا في الكتابة السردية تتمثل هذه الرؤية في فن كتابة(السيناريو) الذي
يترجم الفكرة السردية الى معالجة قصصية تجسد دلالات الأحداث حيث نرى أن
الحوار كان متنوعا في القصة حيث كان الحوار متواصلاً
- من هنا من هنا.
في أي دور
- ليس في الدور في السطح في السطح..
كذلك كان الحوار متقاطعاً في إشارة الساردة، إلى تشخيص شخصية المتحدثة
عندما تحدثت قائلةً:
(بنيتي مرحباً بك) فوصفتها الساردة (عبارة من بين الأسنان تسربت مرتجفة)
حيث استخدمهُ القاصة التشخيص السردي بطريقة نبرة الحوار لتوضح للقارئ
الحالة النفسية للشخوص أثناء الحوار كذلك كان الحوار قافزاً في القصة
السالفة الذكر على حد تعبير القاصة:
_ يا خالة ما الذي تحسين
_ ألم تخبرك الطفلة يابنيتي، قالت: والحروف تتلكأ
_ لا أبداً.
لامناص من الاعتراف أن فحوى اللغة السردية في (مدن تحت المجهر) ثمة تعبيرات
تتطلع إلى سمات المدنية الراقية، كذلك في قصة (حلقة مفرغة) تصف القاصة
مالكة عسال مجريات الأحداث في يوميات حياة تلميذ في الصف الأول الابتدائي
في ضؤ تصويرها للأفعال، في القصة، وتأسيساً على ما سبق تمثل التجربة
الأدبية (لمالكة عسال) الوعي بأهمية السلوك المدني في كتابة عمل أدبي يتسم
بالتعبير عن مكنونات الذات الإنسانية لكي يخلد الإبداع الأدبي في وجدانها
نزعة تحررية ليبرالية لنص أدبي يبوح بحرية التعبير الإنساني الذي يستمد في
مضمونه السلوك المدني حوارا أدبيا متفردا ومغايراً في مفردات التعبير.
أيقونات ثقافية:
في إطار هذه القراءة في مختارات من الأدب المغربي تتجسد الملكة الإبداعية
في أعمال عبد النور إدريس رؤية مدنية ينتج عنها نص تجريبي عميق الدلالة على
مستوى النص الشعري والنص السردي الذين يتناسقان تناسقاً رمزياً في إطارات
رقمية كما في مجموعته الشعرية( تمزقات عشق رقمي) التي تسمو في دلالاتها
تعابير عاطفية لامرأة السليكون (4)
على حد تعبير الشاعر" إليك وأنت تتلقين العشق السليكوني عند حافة الماسينجر
"
إن" تمزقات عشق رقمي " تمثل ثمة حواراً عاطفياً مدنياً لسمفونيات شعرية،
كما تكشف التجربة الأدبية عند عبد النور إدريس عن تكوينات سيميائية ترسم
النص الأدبي كما في النص الشعري (خرائط التاج)والذي شكل في إطار القصيدة
أبعاد الخريطة مرسومة شعراً في هذا السياق لابد أن نسلم حتماً بمقولة
الفريد كورزفسكي بأن(الخريطة ليست هي الأرض)وأن نضع في اعتبارنا أن الخريطة
بهذا المطلق هي النص الإبداعي وليس غريبا أن الإبداع الثقافي في سياق
اللغة الأدبية هو منظور الخريطة الذي يرسم المبدع من وجهة نظره الإبداعية
في تخيل (العالم الجميل) الذي يرتئيه المبدع مدنياً في تعامله الإنساني ،
قد يخطر ببالنا أن الخريطة هي شكل تقريبي يصور الأرض من منطلق مقياس
الرسم نظراً لبعد المسافات الشاسعة والحدود ولكن الإبداع يقرب وجهات النظر
في تواصل الثقافة الإنسانية بين الشعوب ربما من هذه الزاوية الإنسانية
والمدنية على وجه الخصوص يرتئي مبدعو الأدب مدى أثر الفكرة إلا بداعية
بصفتها منطلقا فعليا لرقي السلوك المدني الحضاري في جوهر العمل الأدبي على
اعتبار أن الأدب أشمل وأرقى من الأيديولوجيات ولا تختصره الجغرافيا على حد
تعبير أستاذي الكاتب والشاعر والناقد عبد الإله القدسي.
على سبيل المثال في قصيدة (خرائط التاج) يشكل التاج أبعاد هذه الخرائط من
التاج الأول إلى التاج السابع ونستقرئ ثمة لغة جمالية تمجد الهام العشق على
اعتبار أن الحب القصيدة
التي تصور جماليات الأنوثة في كل زمان ومكان وهنا نجدها في تفاصيل (خرائط
التاج) ويسمو الحب عاطفة مدنية، ففي مقطع (التاج السادس)تعبر لغة القبل عن
روائع المعاني والبديع بلاغة لا تضاهى، كما في النص:

التاج السادس: بلاغة القُبل
قدر أنا بين شفتيك
/أحلم طائعاً بقايا موجك الأزرق/
نار..أنا..مختبئة في أشياء ذاتك
/أطفئ عطش الوصف/
ضعيني "كوثراً" في جنّتك
ك
يِ
أُطفئَ حرائق لحظِك الطفو لي
ضعيني قُبلا تحت سيطرتك
ك
يِ
أمتهن رجْعَ الصّدى
وأمحو تجاعيد سيدة التاج

أيضاً في مقطع (التاج السابع)يصور مضمون إطار الخريطة، (فسيفساء) الدخان
وعشق حب الكتابة وتدوين صباحات مخملية في أنساق شعرية ترسم جمالية مشهد
لم يكتمل بعد !!
على حد تعبير الشاعر:

التاج السابع: فسيفساء دخّان

هذا دخّانكِ خرج مكتنزاً يعشق الكتابة
يدوّن الصباحات المخملية...
لا الصقيع أناخ اليُتم الغارق في حصار الكلمات
ولا التوثبَ استنفر حروفكِ العارية
كيف أُسمّي نفاذك داخلي؟؟؟؟
استأنفي اختراقي
توغّلي في موسيقاي
أكان يمكن للعصافير التي تمتطيني
أن تمد يدها وتستعيركِ منّي
وهي التي...تُعرف بغيرة العتبات
بناء على ما سبق يجسد النص السردي في أسلوبية عبد النور إدريس التأكيد
على الأدب الإنساني كمعادل مكافئ في أدب الحاضر كما في (رسم الازدياد في
نزهة السندباد)التي يحاكي في سياقها عبد النور إدريس شهرزاد والسندباد حيث
يؤكد على(ألف ليلة... وليلتان)وكانت وليلتان إضافة نوعية إلى التراث
الإنساني الذي يتمثل في(ليالي ألف ليلة وليلة)باعتبار(إن التراث الإنساني
قابل للإضافة والتجديد) على حد تعبير البرد وني في كتابه(فنون الأدب الشعبي
في اليمن)، (5)النص بحد ذاته يصور عالماً متناهياً في الغرابة عندما
يغدو الحديث عن الأشجار جريمة (كلاوس شومان) من الممكن أن رسم الازدياد في
نزهة السندباد مغامرة لا يمكن حصرها في الشكل الممكن بل تتناسق فيها
(إيحاءات وأحلام حركة دائبة نحو دلالات وأبعاد تتخطى حدود ما هو ممكن..
علاقة و شكلاً.. مجرد صناعة.. أنها فهم لعلاقة كل ما هو خارج الذات..
صناعة طرق مثلى لرؤى جديدة..)
في هذه المغامرة النزهة التي يجسدها النص تتصاعد دراماتيكية الحدث تدريجيا ً
وهنا كان التأكيد على رواية (الخبز الحافي) للأديب(محمد شكري) ترمز
لتناسقٍ فريد لما يتضمنه الأدب المغربي من دلالات تعبيرية لانفتاح النص
الأدبي المغربي على الثقافات الأخرى ، وفي هذا الصدد نستحضر الكاتب الروائي
المغربي عبد القادر بنعلي الحائزة روايته (أعراس البحر) على أكبر الجوائز
الهولندية كما يشير الكاتب محمد المزيودي (على أن عبد القادر بنعلي يعدُّه
الهولنديوين واحداً منهم وتتمثل في أسلوبيته السردية اتجاه محمد شكري في
الكتابة الروائية حيث يكتب بأسلوب ساخر لاذع ويسير على خطى محمد شكري في
نفس الثيمات والحساسيات (5) وهذا يعبر عن أسلوبية رؤية الانفتاح التي
يجسدها النص الأدبي المغربي في الثقافة العالمية في قصة (رسم الازدياد في
نزهة السندباد ) يجسد المضمون في تتابعه السردي (كان الخبر المنشور في
الجريدة الرسمية " سندباد ممنوع من الإبحار " مانشتا يبدو بالغ الإثارة إلى
حد ما في تصوير مايحدث في النص السردي (كان الكل يتعلم كيف يصرخ.. كيف
يستغيث.. كيف يمضغ خبزه الحافي.. وكانت كل ردود تلك الأفعال
هذه بمثابة احتجاج مدني صارخ اعتراضاً على منع سندباد من الإبحار وهذا يمثل
تضمينا للسلوك المدني في النص.. واضح المغزى.
في أحداث هذه المغامرة يتساءل السندباد في صمت. أن إحساسه يخامره أن هذه
الرحلة ستكون عجائبها أغرب.. باعتبارها سوف تضيف إلى شخصيته شيئا جديدا
إلى جنسيته وكينونته.. شكلاً ومضموناً..) هنا يتجسد(المونولوج) في القصة
كدلالة للسرد الصامت مقابل السرد المنطوق.. وكان التأكيد على شخصية شهرزاد
بأنها أصدق من روى عن السندباد ليتخيل السندباد نفسه أنه وقع في فخ
الحكاية.. وشهريار يؤجل قتلها حتى أصبح القتل ملغيا لأجل الإدمان على
الحكي.. فأصبحت حكاية سندباد علامة تؤجل القتل ويرى أن حلمه هذه الليلة
لغزا حيره برموز ترمز لمغالق كثيرة مفادها، كيف.. كيف سيكون له ذرية بعيون
خضر وشعر أشقر.. ؟؟!!
لم تنتهِ القصة عند تماهي شهريار مع حكاية شهر زاد بل ويتماهى البطل
(السندباد) مع مجريات الأحداث في سياق الحكاية وكانت السببية الدراماتيكية
في القصة تبرر أن الصعوبات التي يواجهها البطل سببها القدر ومخاض البحر
بمنطقة البوغاز يلد الرعب والغرق والموت ويسلم الراوي معترضا على الحدث انه
لا راحة للمهمش والقصي إلا في الأعماق بعد ذلك تتابع الأحداث في الحكاية
أن شهرزاد تلح على البطل أن يغرق.. وينهي عذابه
.. يضع لحياته معنى كانت شهرزاد تريد أن تكون حادثة الغرق هي النهاية
الحاسمة، لحكاية السندباد ، وتكون المفارقة، أشد عندما يعترض البطل نفسه
على (نهاية) الحكاية مسجلا اعتراضه ضد الراوي، وأن يخرج من حالة خلق إلى
حالة وعي مطالباً الحكاية أن تصمد.. تستميت.. يطالب شهرزاد ألا تصادر
حكايته بصراخ الديك... كي يخترق الزمن هذه ديمقراطية السرد التي يمنحها
الراوي البطل وأن يضع لزمنه الآتي ويضع لمصيره طقوساً وقوانين آخر سفرةٍ له
نحو بلاد العجم... هي رغبة عارمة في ذهن البطل ترصد تصويراً للزمن بدون
إقامة، بدون جذور.. كي يستخرج "هناك "
وثيقة ازدياد باسم " السندباد" البحري بعينين خضراوين وشعر أشقر.. وكرامة
ربما تحيا بعيدة عن الأنظار كان تضمين أسطورة (ألف ليلة) وشخوصها شهرزاد
وشهريار.. ترميزاً
لتواصل التراث الانساني لمدى أهمية هذه الأسطورة في الأدب الانساني من
خلال ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية. وهذه محاكاة النص الإبداعي
المغربي للأدب الانساني من ناحية وانفتاحه على الثقافة الانسانية من ناحية
أخرى لاسيما وذلك يعبر عن ذروة حوار الرؤية المدنية في النص السردي
المغربي عندما يخلد النص السردي وإلغاءً للقتل ويؤجله إلى أجل غير مسمى
لكي تستمر مغامرة السندباد لاكتشاف الثقافة الانسانية ونشر قيم السلوك
المدني متضمنة الحوار والحب والثقافة والسلام كذلك في الأعمال الأدبية
(السردية)
لعبد النور إدريس نرى في النص السردي (شرنقة أحلام عاهرة) تتجسد تقنية
الانتقالات في وصف الأمكنة بدلالات الديكور ليعبر المكان عن معالم مدنية
تصف الزمان والمكان في إيقاعات مشاهد متتالية كالتالي: (المساء شاحب،
أعمدة المصابيح لم تزل واقفة بدون ملل، كل شيءٍ يدعو إلى مغادرة الدروب،
الرذاذ يداعب خياشيم المدينة , الحي موحش مليء بالوحل ْْ.. هنا النص يجسد
انتقائية الوصف لما يحدث , في حي المدينة , والقصة بحد ذاتها تعبر عن
معيارية نقدية (لطيش الأطفال) الذي يشوه ويعبث بجمال الحي.. كانت الرسالة
المتوخاة في النص هي تجسيد السلوك المدني لكي يكون الحي نموذجاً راقياً
للسلوك المدني في الواقع المعاش.
دلالات الترجمة:
من الواضح أن الترجمة
للنصوص الأدبية تجسد ثمة حواراً ثقافياً في تواصل التجارب الأدبية ونظرا
لما يجسده المشهد الثقافي المغربي من منطلق الأدب عبر الترجمة بما ترجمه
مترجمون وأدباء مغاربة عن الأدب العالمي إضافة إلى ترجمة النصوص الأدبية
المغربية إلى أدب عالمي حيث أن الترجمة كان لها دور مميز في التواصل
الثقافي المغربي العالمي وجسدت تواصلا ثقافيا مشهودا ومن هنا انطلق الأدب
المغربي يجسد حواراً مدنيا مع الآخر من منظور فكري ثقافي أسفر عنه تصدر
أدباء وكتاب مغاربه قائمات الصحف في الصحافة الفرنسية ومن المعروف أن النص
الأدبي المغربي تمت ترجمته إلى العديد من اللغات الأجنبية وعلى سبيل
المثال ما حققه كبار رواد الأدب المغربي أمثال (محمد زفزاف) الذي تجاوزت
شهرته الأدبية (أسبانيا وروسيا وفرنسا ورومانيا) فأصبح مثار اهتمام جمهور
الأدب العالمي وإزاء ذلك يثير اهتمامنا الكاتب والروائي محمد شكري صاحب
رواية (الخبز الحافي) في حوار له نشرته جريدة الزمان في عددها
(1388)بتأريخ 16_12_2006م (6) في سياق هذا الحوار يتطرق محمد شكري في
حديثه عن محمد زفزاف (بأنه كاتب كبير وقد كان محل تقدير من طرف الجميع
مغاربة ومشارقة , وأجانب أيضاً, لأن بعض كتبه ترجمت إلى اللغات الأجنبية
مثل الأسبانية والفرنسية والروسية والرومانية في منتخبات أو كتب صدرت
كاملة. لاسيما ومحمد زفزاف يعتبر أحد الرواد الأوائل الذين ساهموا في
تأسيس الأدب المغربي الحديث) وتأسيساً على ذلك انطلقت الترجمة لتسهم
إسهاما فاعلا لرقي الخطاب الأدبي المغربي الحديث , هذا على مستوى الترجمة
للنص الأدبي المغربي إلى لغات عالمية بينما كان للترجمة دورها في المغرب في
ترجمة النص الأدبي العالمي إلى اللغة العربية في هذا السياق نستحضر من
هؤلاء المترجمين والأدباء محمد فري .
على سبيل المثال: (Cool الشاعر والمترجم محمد فري الذي قام بترجمة بعض
النصوص العالمية إلى العربية من ضمنها نص (النفاخة الصغيرة) للكاتب
الإيطالي (دينو بوزاتي) يتضمن النص في فكرته الفلسفية البحث عن
مدلول(السعادة) في الحياة في تساؤل نطق بهِِ الملاك(أونيتو) مسائلاً صديقه
(سيغريتاريو) كان مفاد ذلك التساؤل عن السعادة سؤالا واحدا مفاده: _ هل
شعرت يوما بالسعادة ؟؟ كان ذلك السؤال موجها إلى (سيغاريتاريو) وكان الأمر
في غاية الأهمية عندما أجاب سيغاريتاريو على صديقه إنه لا يمكن لأحد أن
يكون سعيدا على الأرض , في صدد ذلك أثبت نص ( النفاخة الصغيرة) مجرد حوار
تأملي حول السعادة تدور مستجداته بين ملكين يتابعان من أعالي السماء , ما
يتآمر عليه هؤلاء البشر الأوغاد على الأرض.

كانت الطفلة الصغيرة (نوريتا) نموذجاً مقنعاً لوجود السعادة في الأرض على
الرغم من أن نوريتا البالغة ربيعها الرابع من العمر تبدو ضعيفة ونحيفة
وكأنها مريضة (نوريتا) التي تنحدر من أسرة فقيرة تمسك بيد أمها مرتدية
فستاناً أبيض مزخرفاً بالدنتيلا هي في صحبة أمها أسفل الكنيسة إزاء مجموعة
من باعة الورود، وبائع الميداليات وبائع النفاخات وتقف نوريتا أمام الرجل
صاحب النفاخات وهي ممسكة بيد أمها في ضوء ما يحدث يكشف الملاك أونيتو (إن
رغبة الطفلة الصغيرة في امتلاك نفاخة سترغم أمها على تلبية طلبها وستكون
حينها حتماً سعيدة وأخيراً امتلكت نوريتا نفاخة وأصبحت سعيدة جداً وبالفعل
تجتاز نوريتا الطفلة البريئة القرية بنفاختها عروسة شابة مشرقة، وهي تخرج
من الكنيسة وكأنها الأميرة المنتصرة، كان نموذجاً كهذا مقنعاً للملاك
سيغريتاريو ويبدو الأمر مؤلماً عندما يقدم أعداء السعادة الإنسانية لتفجير
نفاخة الطفلة نوريتا بأعقاب السيجارة ترصد مؤامرة البشر الأوغاد على ظهر
الأرض.. هذا النص من الأدب الإيطالي.. من روائح دينوبوزاتي ترجمه فري للبحث
عن السعادة كقيمة مدنية في السلوك الإنساني.
أيضاً في إطار الترجمة يصور لنا محمد فري لوحة (غرنيكا) للفنان
(بابلوبيكاسو) التي تجسدت كخلفية تاريخية للحرب الأهلية المندلعة في
أسبانيا ربيع 1936م.. كانت رحى الحرب هذه تستهدف الشعب والحرب.. وهنا كانت
رائعة بيكاسو (غرنيكا) كتعبيراً مدنيٍ للفن في ذاكرة الفن الإنساني، على مر
الزمن، وهنا يجسد العمل الفني، ثورة مدنية، نابعة من صميم القيمة الروحية،
التي يؤكدها، محمد فري في مفردات لوحة بيكاسو (غرنيكا) التي يستحضر بيكاسو
في مضمونها تداخل اللون الأبيض مع الأسود في تباين مأسوي يصور تراجيديته
أغنية الموت لظهور عناصر الاهتمام في هذه اللوحة المستوحاة من إلهام الفنان
ممثلة في (الثور – الحصان – حاملة الضوء) في عوالم هذا النص البصري
بأسلوبية بيكاسو هو بحد ذاته (قيمة روحية) يكشف عنها محمد خيري ضد حرب
مأسوية كهذه تستهدف الحضارة الإنسانية وهنا يستقرئ محمد فري يترجم (غرنيكا
بيكاسو) تجسيداً للسلوك المدني التي يتضمنها العمل الفني على مدى التأريخ..
وفي أنساق متباينة التكوين في دلالات القيمة الأسمى للحياة المدنية يصور
محمد فري في النص (المفتوح) (ومضات) فلاشات تلفت انتباهنا إزاءها مشدوهين
بروعتها في لقطات قريبة جداً وبعيده جداً(Zoom in) (Zoom out) في تصوير
النص لما يحدث في جملة من المشاهد تكاد تكون مرئية تصور دلالاتها مقاطع
أدبية تصور (مشهداً للعبة وآخراً للجفاف) ويتدرج تصوير تلك المشاهد
المتتابعة إلى (مشهد سور ومشهد لإدارة ومشهد لمقابلة ومشهد لعصفور ومشهد
لصلصال ومشهد لتجريب) كان لتناسق تلك المشاهد فلاشات ملفتة النظر إزاء
بلورة السلوك المدني في حياتنا اليومية كما في النص.


لعبة:-
امتطى الطفل حصانه الخشبي
لوح الطفل بسيفه الخشبي متحمساً
تابع الأب حركات ابنه
ابتسم الأب ابتسامة خشبية

في هذا السياق نرى أننا إزاء
لعبة حرب يلعبها الطفل. كان الأب يتابع أحداث لعبة الحرب الخشبية هذه
ويقابلها بابتسامة خشبية.. إنها تفاصيل مشهد يسخر من الحرب وهذا يجسد
الكفاءة الأدبية في أسلوبية الأديب التي تسخر من الحرب لأنها تتعارض تماماً
مع مظاهر الحياة المدنية...
أيضاً تتناسق المضامين في (ومضات) تكوينات ما يحدث في الحياة اليومية من
دلالات كما أسلفنا ليتضمن النص الأدبي إيحاءات مباشرة تثبت عن معادل موضوعي
في الواقع يعبر عن معادل مكافئ في النص كما يتضح ذلك في النص:-
جفاف:
شحَّتِ السماء
وجفت الأرض
سقطت دمعة من عين الرجل
ففاض الحزن..
أنهارا
_____________
سور:
أحضروا الحجارة والاسمنت
اجتهدوا في إعلاء السور
حاولوا إخفاء نور الشمس
في الصباح
كان هنا برعم أخضر
يفتح طريقه بين شقي الجدار
_____________
إدارة:-
في المكتب 20
سألهم عن وثيقة تخصه
أرسلوه إلى المكتب 15
هناك أخبروه أن حل مشكلته بالمكتب
في المكتب.
وجد نفسه خارج بناء الإدارة.
_____________
مقابلة:
في مقابلة انتقالية.. سأل المسؤول المرشحة
ما اسمك يا حسناء؟
شروق البهية،.. أجابت بدلال
مبروك الوظيفة.. رد السؤال بلهفة
_____________
العصفور:
• التفت العصفور في قفصه الحديدي
رأى القضبان من كل جهة
استكان في الركن
ثم..
استسلم لشذوذ جميل
_____________
الصلصال:
• ركب الصلصال رأسه
اشرأب يشمخ بعنقه
عند ملامسته للحساب
أذابته رطوبة الماء..
فساح متلاشياً في الأرض
_____________
تجريب:
• قال الكاتب: ،، سأجرب،،
سطراً بسطر.. رسم خطوطاً.. وضع فواصل ونقطاً
ثم..
صعدت نقطة الجيم إلى الأعلى
رسالة الثقافة
الإنسانية:-
ومع خلجات تتدفق مفردات النص
الأدبي في مخيلة (المجيد تومرت) المفتون بقريته (خريبكة) أسلوبية متفردة
تتناسق تناسقاً إبداعياً يتمثل تكويناً إيقاعياً في بنائية الصورة التي
ترمز لمشهدية الخطاب الأدبي التي تعبر عن عمق المشاعر الإنسانية عبر
الأزمنة حيث تمثل قصيدته (أماه) تمجيداً للأم كمدرسة إنسانية على حد تعبر
القصيدة(Cool:
أماه
يا سفر توقف


بعد ذلك يأتي المعنى مجازاً
موضحاً حيز المكان شعراً (في المحطة الأخيرة) وهنا يجسد النص الأدبي
تضماناً إنسانياً في سياق القصيدة (أماه) تثير في وجداننا استجابة جميلة ،
مفعمة بالأحاسيس الإنسانية، كرمز لحياتنا لمنبعِ أصالتنا في الكون من مطلق
تساؤلات وتساؤلات كما في القصيدة:-
حدثيني عن عينيك
هل عادت إليها غزالة الشمس
وهل عاد بها الماء؟؟
إني قد رأيت في حلمي
أن الشمس باسمة
قد أشرقت من دمعك
فمدت لي ضفائرها الغجرية
ورأيت ماءً سلسبيلاً
ينبع ضاحكاً من الجفنين
فتدفق بصدفة نحو وجعي
همس لي رذاذه

أيضاً قصيدة (تفاصيل الخسران)
تتضمن إضافة جديدة لقصيدة النثر في هذه القصيدة نرى التماثل والتباين
والتكوين بين الظل والضوء والشمس والحلم وتعبيرات أخرى في (تفاصيل الخسران)
نجدنا مذهولين ونحن نشاهد ثمة نورسأً ينتحر وقلماً يكتب بالدم وزهرة غاضبة
واحتراقاً للزهور– كان ذلك يشدنا إزاء (تفاصيل للذهول) التي تتضمن مكونات
القصيدة لما تعبر به خلجات الذات الإنسانية لقلم يصهل بين أنامل الشاعر،،،
وزهرة شقائق النعمان وهي تضم إليها زهرة البرتقال لتعلن الزهرتان انفصالهما
عن دنيا المقاييس والكمية.
1- يكبر الظل
كلما تسلقت الشمس
سلم أحشائي
نحو منتهى الحكم
أتقلص أكثر
ويكبر ظلي...
يكبر.
2- ينتحر النورس
كي أراقص الموج الغاضب
توغلت في العتمة
فرأيت البحر،،
نفر مني عتباته
كان النور الذي كنته
يوغل في الانتحار
3- ينزف البدء
في خرم المخاض الضئيل،
حزن القلم...
ولما وخزته،
برغبة جامحة،
صهل بين أناملي
... نز...
كتب على يسار البياض
نطفة البدء. بالدم.
4- الزهرة الغاضبة
حين مرت
أنامل النسيم
على ثغر الزهرة التي
تنظر شزراً
إلى شوك اشتعالي
احترقت أناملي
5- احتراق
ضمن زهرة الشقيق
زهرة الجلنار
وانفصلتا
عن دنيا المقاييس
والكمية..
وحين صحوت – فجأة –
من كابوس القبلة
رأيتني أهوى رماداً
تأكل شفاهي النار.

ولا غرابة أن في قصيدة (نهوض
الشجرة) تطالعنا حركة الإيقاع في المشهد الشعري لتجسد شاعرية خلاقة تصور
مشهد نهوض كدلالة رمزية على نهضة الحياة المدنية التي ترمز لتنمية
الإنسانية في الحياة برمتها وعلى مر الأزمنة علي ظل هذه الشجرة تستظل
الأجيال القادمة، كما في النص!.
الشجرة التي أنبتها ذات ربيع
نامت واقفة بلا ظلال.
نفضت أوراقها على الحوض القاحل
وفأسٌ مغلول.
تلفعت بالسواد
كي تعلن موت الناطور
للحديقة الآسنة
فيا ماء العمر، هل تعود؟
وانطلاقاً من تناسقات الإلهام والعشق للمكان وجمالياته حيث جسدت قصيدة
(لبنان طائر الفينيق) في وجدان( المجيد تومرت) بيروت شجن القصائد في مخيلة
الشعراء كما تغنى بها نزار قباني شعراً (بيروت يا ست الدنيا يا بيروت).
وتظل لبنان في إلهام الشعراء (إيحاءات) قصيدة مكانية خالدة راقية اللغة
الشعرية مدى الحياة لاسيما والجغرافيا في الشعر أهم من التاريخ(9) على حد
تعبير الكاتب والناقد صلاح نيازي إن (الجغرافيا في الشعر أهم من التأريخ
على اعتبار أن الأماكن الطللية في الشعر الجاهلي ما هي إلا تأريخ مجغرف).
وتظل لبنان ست الدنيا بيروت كما يرتئيها نزار قباني شعراً:
أنت خلاصاتُ الأعمال
يا حقل اللؤلؤ
يا ميناء العشق
ويا طاووس الماء

لبنان التي تتشكل في صباحات
فيروز أسمى سمفونية تتفرد شجناً إبداعياً تحاكيها مخيلة المجيد تومرت:-
رمزاً للحضارة بروح ن(السلوك المدني)
• كلما غنيت قصيدة
قصفتها في المخيلة صور الدماء
أأكتب صمتي وعقم الكلام
أم رعب الأطفال والنساء
أم نزيف المنازل والجسور
أم دماء الحدائق والحقول
أم عاد الحصار؟؟؟؟
عــــار!!!
***
يا ايها المتفرجون،
هي ذي عوراتكم والأسوار
قد أبيحت آجامها..
هتك العرض الذي تبجحنا بصوته
زمناً...
وجيل الأرز شاهد،
وبعلبك ما تخلى عن شمسه.
لبنان سيد الكلام..
فلتخرس الأوتار الفاجرة
***
بيروت عرس للدم والجنوب.
والجبل،
في القصف الجبان
تنهض قاماته
من ذلنا.. وتشمخ
وتنام العواصم الخصية في العسل!!!.
***
في قصيدة (لبنان طائر الفينيق) ثمة لغة أدبية تعبر عن حركة إحتجاجية
مستمرة في لبنان.يجسدها الإبداع (سلوكاً مدنياً)في شوارع تصرخ نابضة
باحتجاجات مدنية.. مشاهد مكتظة بالأحداث تعبر القصيدة عن السلام كدلالة
للسلوك المدني وتتصاعد وتيرة هذه الأحداث لكي تجسد القصيدة حقيقة مفادها
(وفاة السلام).. تبقى هذه الحقيقة اعترافاً مؤجلاً يتناقض في سياق هذا
الاعتراف بموت( السلام) متناقضاً بين الضحك والبكاء في ضحكة (السلام) ضحك
يشبه البكاء النص يكشف عن دلالات الرسالة المتوخاة في البحث عن السلام في
لبنان الحرية والثقافة.. كما في النص:
ستصرخ الشوارع بالغضب
وماذا بعد؟؟
ستخبز المباني السكان
وماذا بعد؟؟
سنهتم بالفوضى.. وإرهاب الملح والطين.. وقض مضاجع السادة والنيام..
وستوزع العيون والآذان في مدارس ومقاهي الهامش...
وحيدا ساهرة تعد موتاها..
والبقاع جمر يجدد اشتعاله من تحت الرماد....
أيا بيروت كم تناسيناك في انتخابنا!!!!
يا حاضرة لم تزل أماً وقلباً أخضر يوزع العقول والشعراء بسخاء.
اسحبوا حقائب عوراتكم الفاجرة من أحضانها أيها الرافلون في العهر.
***
مات السلام...
اعتراف مؤجل
ههههه...
ضحك منا السلام
((ضحك يشبه البكاء))
في إطار هذه القراءة البانورامية لمختارات من النص الأدبي المغربي تسمو
الفكرة الإبداعية صوب الرحيل كما يتجسد ذلك في (تراتيل قداس، عتبات الرحيل)
( رعشة معطرة بالرحيل، في رحيل الحلم ورحيل الموجة للشاعر محمد
عماري)(10).
ففي سياق قصيدة (تراتيل قداس) نتأمل رحيل الحلم ورحيل الموجة وقُبَّرةً
تبعث من جديد ومبدعاً يرحل في سبيل أن يرى العالم قداساً أو جوقة صمت.
وهنا ترحل الذات الشاعر بحثاً عن قداسه عالم جميل وهذا تصور مدنياً لعالم
أشد روعةً وقداسةً وجمالاً..
آن للحلم
أن يمتطي
صهوة الشمس
يرحل
مع كل هواء
ما بيني
وبين ظلي
2
آن لموجةِ
أن تقتات
من زبد البحر
تغمض عينها
ترحل
بعيداً
بعيداً
3
آن لقُبَّرةٍِِ
أن تقيم مأتماً
للطير
تحمل عريها
تحرق عشها
تبعث من جديد
4
آن لي
أن أحمل سبحتي
فوق جواد أبيض
لأرى العالم قداساً
أو جوقة صمت

أيضاً في قصيدة (عتبات الرحيل)
رغبةٌ عارمة إلى رحيل قادم ومن أين تبدأ الرحلة إلى شاعرية رحيلة مع
وشوشات الريح ومؤثرات دخان يستوطن المدينة لحظات الرحيل هنا تبدو في غاية
الزمن السريالي وتقتضي الرحيل إلى عوالم التأملات.
ماء
يبست شفاهي
في قراءته
قمر
يفرك عينه
تحت سماء
مبللة
بوشوشة الريح
تورق الكلام
من عينك المتعبتين
يلبسني هذا الضباب الجميل
فأعلن اشتهائي
لبوصلة الذكرى
لقلب
توزعته المسافات
ما بين لهيب الحرف
وعبث تحول الصبح
لامرأة
يغشاني نورها
أدخل
في عتبات الكون
صاغياً لشدو
عذب الصمت والبكاء
يا صاح
عرج بنا
على دار
تغطي جسد الرياح
يخرج من عطرها دخان
فاح عبر المدى
واستوطن المدينة

وترحل بنا القصيدة إلى رعشة
معطرة بالرحيل في مساءات بلا ألوان أجراساً بلا كنائس – فلسفة شعرية
للمخيلة تصور في سياقها مساء بلا ألوان داكنة ومزعجة وأجراس بلا كنائس.

(رعشة معطرة بالرحيل) تمثل
بياناً إنسانياً مدنياً لانتفاضة الشعر صوب الرحيل تسمو من ضوئه المفردات
لتضيء جنبات هذا العالم لكي يغدو جميلاً بروعة القصيدة التي تتسم
بالسلوكيات المدنية من عمق المشاعر الإنسانية.
مساء
بلا لون
أجراس
بلا كنائس
الليل بينهما
يشرب نخب الهواء،
الحبر
ارتعاش مهجة
موصولة بزبد الموج
كعين سابحة
في سواقي الكشف،
يا أيتها النفس
احملي
فيض روحي
للأشجار العارية،
للريح تراقص نبته
تحت الجليد
والدموع
تكحل احمرار الغيم.
أيار آوياً
لا تلمني
إذا ضاجعت
أجنحة الصفصاف
بفاس
أو عتقت بوحي
بطيف يبعث
من هنا تجسد تلك الأعمال
الإبداعية التي تطرقنا إليها في سياق هذه القراءة البانورامية دلالات
السلوك المدني التي تعبر عن تطلعات الإبداع الإنساني عن الذات الإنسانية
والحوار الإنساني والتواصل الثقافي بما جسدت الترجمة في المشهد الأدبي
المغربي.على مستوى الترجمة والنشر الإلكتروني وتضمين قيم المدنية
الإنسانية.
في ختام هذه القراءة أود التعبير أن الأدب المغربي ثريُ بقيم السلوك المدني
في مضامينه لانفتاح النص الأدبي المغربي على الآخر في حوار رؤيوي يجسد
الأدب كمتغير ثقافي في أبعاده الجمالية والفكرية وسمات رسالته المتوخاة
التي تؤكد على دلالات السلوك المدني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

دلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي: :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

دلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي:

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» دلالات (السلوك المدني) في الأدب المغربي
» عقد البيع في القانون المدني المغربي
» عقد البيع في القانون المدني المغربي
» المقاومة الشعبية أليس الدفاع المدني المشروع لاحباط ارهاب الدولة و خيارا اضطراريا وممكنا في حال أمر بدكتاتورية النظام المغربي لاتباعه بالسير الى النهاية في مشروع التدافع نحو استئصال الخصوم و تقتيل المعارضين و و وأد المقاومة والنقد و فرض المؤسسة الملكية با
»  [ دلالات وإشكالات ][ طبيعة العقل ووظائفه ] [ بنية العقل بين الثبات والتغير ] [ العقلي واللاعقلي في الإنسان ] دلالات وإشكالات

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: