** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 البداية >> تشكيل >> دراسات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

البداية  >> تشكيل >>  دراسات Empty
29072010
مُساهمةالبداية >> تشكيل >> دراسات

محمد
القاسمي


فريد الزاهي
(المغرب)
البداية  >> تشكيل >>  دراسات 3-11صبيحة يوم الاثنين الفائت، الذي وافق
أول شهر رمضان، فقدت الساحة التشكيلية المغربية والعربية محمد القاسمي أحد
ألمع أسمائها وأكثرهم إبداعاً وعطاء في فن اللوحة. وكان "السي" محمد، كما
يحلو لأصدقائه والمقربين منه أن ينادوه، رافق المرض سنين طويلة، متابعاً
علاجه في الديار الفرنسية ثم في المغرب.
لم يتكلم السي محمد عن مرضه إلا جزافاً، حتى وهو في أقصى حالات التعب
والمعاناة، وكان يسرق من زمنه هذا السويعات القليلة، حابساً نفسه في مرسمه،
حتى الإجهاد أحياناً، ليقتطع من جسده العليل اللوحة تلو الأخرى، والقصيدة
تلو الأخرى، كما لو كان بذلك يبعد عنه شبح النهاية المتربصة به. وسواء في
بيته أو في اللقاءات التي كانت تجمعنا منذ سنوات، كان وجهه ينضح بالحيوية،
وكلامه ينمّ دائماً عن تفكير متواتر في شؤون الحياة السياسية والثقافية
والفنية، يتابعها عن كثب وينشر في صددها مقالات أو بيانات شخصية. فالقاسمي
كان أحد أكثر الفنانين التشكيليين في المغرب اندماجاً في القضايا الوطنية
والعربية بل والعالمية. لا يتركها تمر من غير أن يدلي فيها برأيه، محتجاً
ومندداً تارة، ومحاوراً ومحاججاً أخرى. وكما سيزيف، ظل هذا الفنان العصامي،
الذي لم يتخرج من مدرسة وطنية أو أكاديمية غربية، مفتوناً بالعالم
وبحرارته وحركيته، يعيش نبضه وينصت الى تموجاته، بالتشكيل أو بالكلمة،
وباللون والحرف.
لم يكن القاسمي عاشقاً للغة والفكر فقط، بل كان ولوعاً
بالسلطة التي يمتلكها الكلام والاستبطان الذي تمارسه اللوحة للعالم
الخارجي. وهي سلطة لم يكن يؤمن بها إيماناً أعمى، بل وهو يعرف حدودها
يحولها إلى مجازات وصور إيحائية كي تمنح للموقف الفكري والنضالي اللصيق
بالفنان ديمومته في الزمن. محمد القاسمي كان سيد الكلمة حتى في لوحاته التي
ظلت تنضح بالجمل والتخطيطات والأشعار والحروف. وكأنه بذلك جعل فضاء اللوحة
مجالاً للبوح والصراخ ومأسراً للرغبة الجارفة في اختراق صمت اللون وهياج
الحركية التشكيلية.
البداية  >> تشكيل >>  دراسات 3-11-1لذا، ظلت هذه المراوحة بين الشعر
والكتابة والتشكيل مزيجاً من عاطفة وجدانية متأججة، يحملها القاسمي في
مسامه وخلاياه، يصارع بها المرض والألم والمعاناة، ويمتطيها سنداً للحوار
مع الآخر. هذا الآخر الذي أسكنه الفنان تخوم ذاته، ليجعل منه سراجاً
متوهجاً ينبهه دوماً إلى حدود الذات ومنفتحات المغايرة. فعلى عكس نرجسية
الكثير من الفنانين، كانت أناه تنمحي في حضورها، تتوارى وراء تلك البسمة
الذكية الأخاذة التي يستقبل بها الآخر، وتلك القابلية الأكيدة والجارفة
التي تجعل لكل واحد في ذاته موطناً.
وربما في هذا الاحتفاء بالآخر ظلت تكمن القوة الفنية والشخصية للفنان.
فمحمد القاسمي، أحد الفنانين المغاربة الأكثر موازنة بين العلاقة بالثقافة
الغربية والثقافة العربية، مما جعل منه من أكثر الفنانين المغاربة عروبة،
لا من حيث الاهتمام فقط بالتحولات المتوالية للمجتمعات العربية والثقافة
العربية فقط، ولكن أيضاً وأساساً من حيث علاقاته بالفنانين والكتاب العرب،
مشارقة ومغاربة، ومن حيث كثرة المعارض التي أقامها أو شارك بها في البلاد
العربية منذ السبعينات. فتراه منذ 1978 ومشاركته في بيروت في المعرض الدولي
عن فلسطين، يجعل من القضية الفلسطينية إحدى قضاياه الأساسية، إلى جانب
القضايا العامة لحقوق الإنسان، باعتباره أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية
المغربية لحقوق الإنسان. هذه الجمعية التي نظم لها معارض تشكيلية وساهم
بحضوره الفاعل في منحها بعداً ثقافياً أيضاً.
البداية  >> تشكيل >>  دراسات 3-11-2من أواخر الثمانينات وهو يراكم الجوائز
العربية والعالمية، في الكويت التي حاز في معرضها السادس سنة 1979 على
"الشراع الذهبي"، وأخيراً في القاهرة التي حاز في بينالها السابع على
الجائزة الأولى سنة 1998. وربما لهذه القيمة المغربية والعربية والعالمية
وجد نفسه يحوز جائزة الاستحقاق الكبرى في المغرب سنة 1999 التي تتوج
مسيرته.
رحل محمد القاسمي عنا وهو لم يكمل بعد ربيعه الحادي والستين، في وهج
العطاء وعزه، ليحمل معه الكثير من المشاريع التي نمّاها بين أحضان معاناته
ومرحه. كان قبل النازلة يعد كتاباً فنياً مشتركاً مع الشاعر والكاتب
المغربي عبداللطيف اللعبي، بعنوان: "مكائد الحياة"، ولم يكمل من اللوحات
السبع المطلوبة إلا اثنتين، وكأنه بذلك كان يحاور الموت ومكائده. لكنه ظل
سنين طويلة يحاوره ويجاوره، يسعى إلى ترويضه من خلال لعبة الإبداع
والمكاشفة والاستبطان. فذلك الجسد الذي ظل يحتضن ما نخره الوهن والمرض، عاش
جنباً الى جنب مع مفهوم الموت باعتباره كياناً يعشش داخله باستمرار. بل إن
اللوحات الأخيرة للسي محمد بدأت تنزاح تدريجاً عن جدلية الحركية لتترك
فضاء للوجه والجسد، وكأنها بذلك تستعيد للتشخيص بعضاً من حضوره، بعد أن كان
الجسد عبارة عن علامة مجردة، تعبيرية أكثر منها تعيينية.
البداية  >> تشكيل >>  دراسات 3-11-3رحل بعد أن علمنا أن
التشكيل ممارسة متعددة، تتآلف فيها الفضاءات والتعابير والوجهات. لذا، كان
السي محمد يخرج بين الفينة والأخرى من إطار اللوحة، بعد أن يحس في حاجة إلى
التحرر من سعة فضائها، ليعانق رحابة الأمكنة العامة والفضاءات اليومية.
وهو من بين الأوائل الذين زاوجوا بين التعبير التشكيلي والـمُنْجزة
performance والـمُنْشَأة installation، فأنجز على مقربة من منزله على شاطئ
المحيط الأطلسي منشأة من الأعلام، ثم على واجهة إحدى الكنائس في مدينة
غرونوبل الفرنسية، ثم في تركيا في أحد المسارح ثم في ذكرى طريق السود في
البينين، ترك القاسمي بصمته المشهدية التي تحول الفن التشكيلي إلى تشكيلة
بصرية تتداخل فيها المواد وتستحيل إلى قصيدة بصرية. بل حتى في أعماله في
المرسم، تراه يمزج المواد ويحول سطح اللوحة إلى تضاريس جديدة عابقة
بالحركة، منذورة لترابيتها الأكيدة.
هذا الانفتاح ظل مزية من مزايا شخصية القاسمي، يراود به نوافذ العالم
المشرعة، ويطور من خلاله منظوراً تعددياً للممارسة الفنية، يحفر في جسدها
ممرات للمعنى والوجود. بل إن ولعه بالانفتاح هو ما جعله يشتغل في السنوات
الأخيرة على سلسلتين محوريتين في حياته الفنية، أعني: الأطلسيات،
والصحراويات. وهي عبارة عن متواليات من الأعمال التي تترابط في ما يشبه
الحركات الموسيقية، تسود في الأولى تلاوين البحر الزرقاء والفيروزية، معبرة
عن العمق السادر للمعنى والوجود، وتحاور الثانية رمال الفراغ والترحال
الفضائي، مزاوجاً بذلك بين الماء والتراب وبين أسطورة أطلس وسديم الصحراء.
البداية  >> تشكيل >>  دراسات 3-11-4باحثاً بلا هوادة عن مهاوي
الحلم، شارداً في تجوال أبدي بين الذات والآخر، يقظاً على الدوام لهمهمات
الوجود، ذلك هو السي محمد. كأن الكينونة هنا لا تصوغها اللغة إلا في
الانزياح عن الوجود، أو في مضيه الذي ينزعنا عن الجسد، ذلك الكيان الذي به
ظل القاسمي يفكر بحساسية في مآلات الحياة وتداويرها وعنفها وفجواتها. وبين
الكلمة وجسد اللوحة، بل وجسد الكلمة راوحت تعبيرية الفكر والفن لدى هذا
الفنان المهووس بالحياة ومفارقاتها.
في بيته غير البعيد من شاطئ المحيط، حيث أبدعت يده أعمال السنين
الأخيرة، وحيث تضاريس الشجر والجدران، والمنحوتات، والمرسم تنطق بلمسات
الفنان المتناثرة، بل وحيث ظل يحلم بمؤسسة فنية تجمع أعماله على شاكلة متحف
شخصي، وحيث ذاكرة المكان تعج بزيارات الأصدقاء من كل حدب وصوب، وحيث
جمعتني به الجلسات الطويلة نتبادل الحديث عن قضايا نحمل حرارتها في العين
واللسان. هناك هذه الليلة يسجّى الجسد وسط اللوحات الصاخبة، وكأنه جزء
منها، هو الذي منحها الوجود كي تظل بعده راعية لنبرة صوته، وملامح كيانه
بمجملها. وكأن ذلك الجسد المسجى تحول إلى امتداد لتلك اللوحات، تمنحه وج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

البداية >> تشكيل >> دراسات :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

البداية >> تشكيل >> دراسات

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الاسقاط النفسي والزمن ‏7 أيام مضت دراسات وأبحاث, علي محمد اليوسف, مفاهيم 0 علي محمد اليوسف علي محمد اليوسف لتكن البداية من منطلق التساؤل هل يمكننا اسقاط رغائب النفس على السيرورة الحركية للزمن في الزاميه التنفيذ الاستجابي تحقيق تلك الرغائب النفسية حت
» المطابقة التصويرية في دراسات سيد قطب
» إنها البداية فقط..
» البداية ( قصة قصيرة )
» البداية >> الشعراء بأصواتهم

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: