[rtl]الأشجار قد تصل لـ 100 متر إرتفاع.. لكن لماذا؟ خاصة أن الأوراق التي تمتص أشعّة الشمس، كلّها على رأس الشجرة والجذع خالٍ تماماً من الأوراق وهو فقط عامل هادر للطاقة؟ لماذا تصرف الأشجار كل هذه الموارد؟ (الشجر يصرف 95% من المياه ليوصلها إلى الجزء الأعلى منها)…
[/rtl][size][rtl]
الجواب قد يكون بديهياً للكثيرين. السبب هو إستقبال أشعّة الشمس، لكن السؤال نفسه لماذا لا تستقبله من إرتفاع منخفض؟ السبب هو وجود شجرة أطول تبقي الشجر القصير بالظلّ فلا يصل له أشعة شمس وسيموت حتماً. فيأتي الصراع للأرتفاع ويحصل عبر الأجيال لحصد أكثر كميّة شمس ممكنة.
لكن لو كل الأشجار اتفقت أن تبقى ذات إرتفاع منخفض لن يكون هناك داعٍ للأشجار أن تنمو كل هذا، والجميع سيركز على موارد الشجرة بطريقة إقتصادية. لكنّ طفرة واحدة صغيرة ستقتل هذا الإتفاق، حيث أنّ طفرة صغيرة لشجرة أطول من البقية ستعطي هذه الشجرة أفضلية على حساب بقية الأشجار الموجودة وسيبدأ النزاع للإرتفاع حتى الوصول إلى نقطة سيكون الإرتفاع أكثر فيها قاتلاً، سواء لثبات الشجرة أو من حيث الموارد المتوفرة، أو أنّ الفوائد من الإرتفاع لا تضاهي الخسارة بالموارد. فهذه الإتفاقية بالتوازن غير ثابتة أبداً وتغّير بسيط قد ينهيها.
لكن ما علاقة هذا بالجيش؟
[/rtl][/size]
صورة لـ World Armies على فليكر [size][rtl]
الآن تخيّل عالماً مسالماً لا حرب فيه، لا جنود ولا أسلحة… ثم دولة صغيرة من 1000 فرد قرروا بناء جيش وصنعوا الأسلحة! الحل الوحيد للدول المجاورة سيكون بأن تبني هي الأخرى جيشاً أقوى وأكبر للدفاع عن نفسها، وأيضاً الدول المجاورة للدول المجاورة ستبني بدورها جيشاً أكبر وأكبر. وكرة الثلج هذه ستدور حول العالم وتعود للدولة الأولى لتقوم بتكبير جيشها وستبقى هذه الدورة إلى ما لا نهاية.
كلنا نكره الحرب والجيوش ولكن دنيا من دون جيش هو توازن/اتفاق غير ثابت، فبناء جيش صغير “طفرة صغيرة” ستقتل هذا التوازن. علينا تقبل أنّ الجيوش ستبقى للأبد والحروب ستبقى للأبد… و عليك أن تعرف أنّ الجيش قد يأتي كردّة فعل ضرورية. قد يكون هناك بعض الدول الآن التي لا تمتلك جيشاً لأنها ببساطة بإتفاقية غير ثابتة مع الدول المجاورة لها.. لو تغير موقف أي دولة من الدول المجاورة ستكون أول دولة سباقة للتسلح.
هذا هو الإنتخاب الطبيعي بدأ منذ بلايين السنين ويستمر.. قد لا يكون بالجينات فقط وإنما بالأفكار والاستراتيجيات.[/rtl][/size]