رآني اشرب بشراهة فسأل متعجباً لماذا الماء؟
أجبت عليه قائلاً: فلتعلم عزيزي أن هناك أسئلة لا يجاب عنها إلا بأسئلة
أخرى ...
وسؤالك لماذا الماء ؟
إجابته لماذا الحب؟ لماذا الإنسانية ؟ لماذا المجتمع ؟ ولماذا تنتظم
الأكوان وتتحرك وتسير إلى غاية ..........؟
هنا يحين الجواب ....
إن طلب التجمع أصيل في أعماق كل موجود ، فهو عنوان على الوحدة وعلى رجوع
الذرية إلى أمها الكبرى وعلى وجود المتنوع من أبناء الأسرة الواحدة ...
الأرض.........
ويجب أن تعرف أيضاً أن هناك أربعة عناصر هي عناصر الحياة الرئيسية وعلى
رأسها يأتي الماء ...
الماء هو واهب الحياة كلها
إنه صبور وثابت وسرمدي
من دونه لن يبقى إلا الغبار
إنه عميق وغامض ويسعى إلى الهدوء ، لكنه حين يتحد مع العناصر الأخرى يُصبح
لديه قوة لامتناهية ..
باتحادهِ مع الهواء يمكنه حبس العالم في سجن ثلجي
أو غمره بأمطار مدمرة ....
وباتحاده مع النار يستطيع الحرق .......
ووحده يستطيع التدمير بقوة لا نظير لها ....
يجب احترامه....
أما العنصر الثاني فهو الهواء
الهواء في كل مكان ..
يحيط بنا في جميع الأوقات ..
عفوي وغريب ومتقلب ....
غير مرئي وغير ملموس ويتحرك باستمرار ،
مع الماء يمكنه تحرير سيول الأمطار المهلكة ..
من يقلل من شأن قوته يعرض نفسه للمخاطر .......
العنصر الثالث النار
النار ضارية حارة ومميتة ،
إن تركت بلا سيطرة يتأجج غضبها حتى تستهلك نفسها أخيراً ،
لكن حين ُتسخر تصبح قوة هائلة ...
تقاتل الظلام والبرد ......
وبعملها مع العناصر الأخرى تزداد قوتها ،
يمكنها غلي الماء وتفجير الهواء وتليين الفولاذ...
وحدها تكون مميتة حتى لنفسها لكن حين تتحد مع العناصر الأخرى يصبح لديها
القوة لهزيمة عوالم ........
العنصر الرابع المعدن ...
المعدن هش ومتباهٍ..
لكنه قوي ومميت ،عنجهي ، وصلب لكنه يرفض المساومة ، ولا يستسلم أبداً...
ليس مهذباً ، لكنه صادق وجريء ومستعد للمواجهة دائماً ..
قد يكون فضاً ودقيقاً وساخناً وبارداً ومصهوراً أو صلباً لكنه لا يكون
ضعيفاً أبداً..ومن الحماقة خوض معارك الحياة من دونه ومن دون الانتفاع
بقوته وبقدراته على التشكل ضمن أي مناخ وفي أشكال عديدة والتي يستحيل
إمساكه في اغلب الأحيان لا لشيء إلا لقدرتهِ الخرافية على المراوغة ..
إنه كالزئب