كل ما تطلبته
حكايتك كان متاحاً. لكنك أدمنت سهرك. مؤشر ساعتك المنبهة ألف التجمد على
نقطة بذاتها.
لا ألمح فيك
أي رغبة ما لها أن تعمل على وضع تفاصيل ما كان لك على منضدة تشريح. أعلم
أنك لا تريد أن تتحول لمجرد عربة لنقل الموتى ولو لمرة واحدة على سبيل
التجريب كما ولتمضية وقتك الفائض بفراغه. وتكتفي فقط بمهمة تقمص استيعابك
لفكرة ان تكون حياتك مجرد خسارات متوالية صافية. وتقولها بهدوء بال حتى ولو
كان ما يلي حياة في عراء.
دربت أصابع
قلبك على ذلك.
هكذا يبدو
وأمك تعرف. وعليه تجد ان مسألة تركك للبصمة الأولى التي أحدثتها في كراسي
الابتدائية أمر لا يقبل أي مراجعة أو إعادة نظر.. أو حتى مجرد ترك مساحة شك
ولو ضئيلة فيما ذهبت إليه.
وتبقى فقط
مكتفياً بممر طويل معتم ترمي على آخره نظرة حنين مكثفة.. كما وألمك.
مجرد حفرة
سوداء عميقة بداخلك. النهايات البيضاء السعيدة لا مكان لها غير أغلفة أفلام
الأبيض والأسود قليلة الكلفة. في السينما يحدث ان نخرج منتصرين وبابتسامات
غير مشكوك في نزاهتها، عاطفية ودودة، لا تخشى اقتراب موعد حلول نشرة أخبار
التاسعة غير الموجزة. على الرغم من أنهم يؤكدون عكس ذلك. وعليه اترك لذاتك
سيرها واذهب عميقاً في ترديد نشيد «المارسييز».
«... وبلغت
نهاية اللعبة قبل حضور جودو وقبل حضور أي اسم. فالكُتَّاب، كما قلت
يابيكيت، لا أخ لهم ويأتون من لا مكان. فكيف لمن يأتي من لا مكان ولا أخوة
له أن ينتظر أحداً، كيف لمن لا مكان له أن يفسح مقعداً لأحد إن أتى؟ ولماذا
ياصاموئيل، علمتنا أن نُجلس الغائبين على مقاعدنا، وليس لنا مقاعد ولا أحد
سيأتي؟). كتب وديع سعادة بمناسبة سنوية صامويل بيكيت.
السبت ديسمبر 18, 2010 6:38 am من طرف حياة