Remah Boubou1
أشمُّ في كعب الريح ما يُقلِق
فيعتريني عجاج
قافلةً من نصوص مقدّسة تتقدم نحوي
مشرشرة الحواف
هودجاً فاغراً فمه
و” عَرَاضةً ” محمّلةً بالهمهات
مفزوعاً.. أقومُ
ألمّ نسغي إلى نبضي
ويغشاني أرق
ففي الصناديق المجلّلةِ تفحُّ نوايا
لتبديل الخلاخل بالسلاسل
وعباءةً..تتصيّد الدانتيلا في تمتمات الغزالة
..
كيف سأطاحن كل هذي السيوف وحدي
و عدّتي
إلهاً قفطانه من زهر اللوز
و…بضع ورق!
كيف..
وأنا الرقراق
ستُثمِلني..حروفهم الثقيلة
و على وقع صنوجهمُ
ستُشتَّي غيمتي !؟
أو يضحكُ لحلوتي قمر !
و المومياءات نشرن صوبي
من صحارٍ بعيدةٍ..و غريبة
يلتهمن مذاقي
و يطهين بالفلفل المقدّد عشب المزاج
يا كسرة القلب
ياوطني
رجوتك
لا تهدم سياج الحقول
وخلَّ الدمَ السّاخن هناك
قريراً
يرسل البريد
و للرمق الأخير.. تذكّر
لم يبق لكلينا
في وحشة هذي القفار المديدة..
من ملاذٍ
إلاّ
كوخاً واحداً ..
حرسته لنا
من ذئابِ العتم
ذئاب ُ القصيدة !.
2
إن لم تدلل بذوره
وترشق على وجنتيه ماءالشغف
إن لم تعصر غيم قلبك ليحظى بشتائه
وتتعرى كنافذةٍ في صمت ِ خريفه
إن لم تركل روحك كاسماعيل
لتفجَّرنبعاً..في جفافه
ومن ثمّ تطوَّق ركبتيك إلى صدرك
ناطراً أوبته
من شروده
فتربط سيور حذائه
ليرفرف ثانيةً
في مدارات فراشاته
لن يحق لك
أن تقول يوماً
لقد .. عرفت الحب.!
3
سيدي الوزير..
راتبي لا يكفيني…ولن أستقيل..
أنا ابنة ذاك الرجل الذي حين نال “السرتفيكا” في أربعينات القرن الماضي أخذ يلمّ أطفال قريته من الحقول ليعلمهم تحت التينة..المدرسة الوحيدة المتاحة وقتها
أنا ابنة ذاك الرجل،الذي حين عُيَّن في ستينات القرن الماضي معلما ً في إحدى قرى جبل التركمان النائية. أخذ يسحب الأطفال من منازلهم.. ويلاحقهم واحداً واحداً كي يمحو أميتهم باللغةالعربية..
فصار منهم الكثير ممن رفدوا الوطن بخبراتٍ كان بأمس الحاجة إليها
أنا ابنة ذاك الرجل وأمثاله ممن دفعتهم فطرتهم و وطنيتهم إلى العطاء دون أن ينتظروا مقابلاً..فهل تنتظر مني بعد أولئك السوريين أن أستقيل؟
نعم راتبي لا يكفيني..لكني لست أفضل من طلابي.. شبابٌ في الثامنة عشرة من العمر.. أغضُّ طرفي عن أحذيتهم المثقوبة كي لا أُحرِج شبابهم.. أتجاهل نعاسهم وهم القادمون من عملهم الليلي../حراساً ..طهاة او جراسين../الى المدرسة،
الوضع مزري سيدي..لكني والكثير منّا لم نخسر ضمائرنا بعد
فلأجل أولادنا..ولأجل سوريتنا..كن مطمئناً
أبداً لن نستقيل.
4
قدمان طريتان
لفرط خملتهما
تغريان “الباليه” بالمعصية ..
عنهما غذَّ السير
و دعهما للذاكرة
حيث ..
حواكيرُ ترشق نهراً بالحصى
جواربُ مزّقها حِرش المقاعد المدرسيّة
و حيث النبت .. صخب !
فلمَ قد تلتفت قدمان لعوبتان إذاً
إلى حرير “الباليه”
أو إلى بحيرةٍ عجب !
فيما .. يغريهما بالبوح..
رقصٌ شرقيٌّ
يسحبُ جنيَّ الأنوثة من مكمنه
لتتلوى زغباً..
ثمّ رويداً..رويداً
ترمح
فرساً من نورٍ..ولهب
رقصٌ روعةٌ لولا أنّه ضيّع-كما يحكى- كتاب الدين
أودى بالنّشيد الوطني
وأساء للثورات
إذ نسيها في غرفةالمكياج
تنزع شعر ساقيها
و البابُ ..موارباً و من.. قصب !
لا حلم لقدمين طريتين من خوخٍ وخوفٍ..إذاً
إلاّ
دبكةً شعبية
تعلَّي شهقة الأوووف صهيلاً
ً تقدح لجمر الورد زنداً
وتميس بالميجنا خببا !
الدبكة الشعبية
حيث..خبطة قدمكم ع الأرض جبّارة
إنتوا الأحبة.. وإلكم الصدارة..!
حيث ياسيف الـ ع الأعدا طايل
حيث الدّبكة حريةً و.. بلد
لكنها لا تنام
المتلصَّصة على نزيز الأحلام
الرّطُوبةُ..كثّةُ الشوارب
لا تنام
تجر القدمين الى بابٍ واطئٍ بِرقَم !
تعلقهما
باسم قابيل
على أوّل سلّمٍ للشهوة
تُرقِيهما ناراً
ثم تعمَّدهما… للتقسية
هناك
حيث خلف الأرقام
أقدامٌ
نُضَّت عنها أحلامها
لترقص
على جمر الأكبر
شعثاء جداً..
وجداً.. حافية!.
5
تقول طفلةٌ في التاسعة
وأحبُّ الموسيقا أيضاً
ولكن..لن تكون لي آلتي أبداً
فقد حدث أنّ غابتنا
رهنت كلّ أشجارها
للتوابيت .
الثلاثاء أكتوبر 02, 2018 3:04 am من طرف جنون