استعراض واقع الشعر على وسائل التواصل الاجتماعي ،يكشف للمتابع أصوات جديدة تزخر بالنشاط اللغوي الحيوي،وهذه دلالة على أن بعض تلك الأصوات الشعرية الجديدة،تحاول أن تثبت جذورها في تربة الشعر العربي المعاصر.
الشاعرة السورية غانية الوسوف واحدة من أبرز أصوات هذه الموجة الشعرية التي تعتمد على البناء الشعري التجريبي ،بعيداً عن التقليد أو الاستنساخ أو الكتابة الباردة،ذلك لأنها تؤسس تجربتها على النمو المغاير داخل النصوص القصيرة التي تؤكد حضورها كأفعال تجريبية تنشط من خلال الموحيات الخيالية والفلسفية ،دون أن تعتمد على السرد والمباشرة وخيانة اللغة التي قررت الشاعرة غانية الوسوف الوقوف ضدها ،لتفسح المجال أمامها لكتابات مشرقة.
أن الصور التي تقدمها الشاعرة في النماذج المنشورة على صفحتها في الفيسبوك ،ليس صوراً يتيمة ،بل إنها تأتي مرتبطة بالأفكار الجميلة والعمق الفلسفي الذي أصبح عندها من العلامات البارزة، كما سنكتشف ذلك في النصوص التي سنأتي على ربطها بعد هذه المقدمة للتعريف بالوجوه الشعرية الشابة والمعاصرة التي تحاول أن تطبع أثراً لها في مساحة الشعر وموجاته المعاصرة.فالشاعرة غانية الوسوف هي اليوم نجمة الشعر الحمراء ،تطل علينا من نافذة الفضاء الشعري الجديد مانحةً الكلمات بعداً ملتهباً بالشغف والنور والتجريب المخلص لأحلامها المنتظرة على طريق الشعر:
1
أنتَ عَرضت عليّ معادن تربتك ،
وأنا اشتريتُ الأرض .
2
في بلادِ الحَرِبِ
وَحدهُ الخَوفُ يَشقُّ طريقهُ
في مَحابرِ الدَّم .
3
أنا شَجَرتُك المَجنونةُ ،
كلّما مرتْ بِي رياحُك ،
أينعَتْ ثِماري .
4
على أيّ صِرَاطٍ يَعرجُ هذا الكون .
بالأمسِ كانتْ السكاكينُ تغتصبُ عُنق الطفولة
أهي فُحولةُ القاتلِ ،
أمْ تجرِيد الموتِ من ذمةِ الله ؟
5
هذهِ المجرّةُ تتوازنُ عندما أحبك
وَتفقدُ توازنها
عِندما أحبك أيْضا .
6
أضواءُ المدينةِ
تكشفُ عن دورِها الفاضح
في إرتِدائنا
العُري
7
سنُعيدُ ترتيبَ ظلالنا ،
ليتسنّى لنا أنّ نمشيّ نسقاً واحداً
تحتَ الشمس .
8
كيفَ يمكن أنّ نحرّر وطناً منسوخاً على جدارِ الغربة ؟!
9
هؤلاء المُترجمونَ
إلى لغتِنا الحيّة
كُلّما لوّحوا لنا بكلمةِ وطنْ
سَقطت من أعيُننا جثّةْ
10
لستُ ظلاً لوجهِ القمر
أنا مرآته بالضبط
كلما رآني على الطريق
بكى على نفسهِ من الغيرة.
11
الصُورةُ توقفُ الزمنْ
وحدّهُ
الصوّتُ يَمشي