** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم	 I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمادي
فريق العمـــــل *****
حمادي


عدد الرسائل : 1631

تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 8

الشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم	 Empty
23092018
مُساهمةالشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم

الشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم	 Extrem11

نسعى من خلال هذه الورقة إلى فهم ظاهرة التطرف لدى الشباب وتستدعي هذه المسالة من كل باحث  النأي بنفسه عن كل خطاب إيديولوجي وعدم الاستناد إلى المقاربات اللاُتاريخية من قبيل ربط هذه الظاهرة بالمخططات و المؤامرات الخارجية فالقضية تتطلب الالتزام بخطاب علمي يخضع للموضوعية و التجرد و يرتكز على حجج و على دراسات ميدانية .واعتمادا على مقاربة تاريخية منفتحة على علوم إنسانية متعددة نسعى إلى معالجة جوانب من هذه الظاهرة. المقصود بالتطرف كل فكر راديكالي(1) يتمايز عن الطرح الفكري الوسطي المعتدل وهو اليوم فكر ذو مرجعية دينية بالأساس. لا تنحصر ظاهرة التطرف الديني في البلدان الإسلامية بل تمتد خارج الفضاء التقليدي للثقافة الإسلامية لتشمل كل الأديان تقريبا لكن فرادتها أنها فاعلة دوليا ذات قدرة كبيرة على الانتشار و الاستقطاب و ذات عنف غير مسبوق في صيغته الإسلامية. نحن أمام ظاهرة مُعولمة تمس أساسا الفئة الشبابية التي عرفت على امتداد التاريخ بانتفاضها و احتجاجها ومشاركتها الفعالة في الثورات.
غني عن القول أن ظاهرة التطرف الديني ظاهرة قديمة رافقت الإسلام منذ عصوره المبكرة فحركة الخوارج اعتبرت من قبل أهل السنة و الجماعة كفئة “مارقة”  كفرت المسلمين واستعملت العنف ضدهم، و قد شهدت هذه الظاهرة في الفضاء الإسلامي تناميا متواصلا مع فترات انقطاع منذ تشكل حركة الإخوان المسلمين (2)و تعتبر فترة ثمانينات وتسعينات القرن الماضي مرحلة هامة تبلورت خلالها أدبياتها  و تنظيماتها و ازدادت فيها قدرتها على الاستقطاب و التعبئة  وتواصل هذا المسار إلى يومنا هذا. تزامن نمو هذه الظاهرة تاريخيا مع نهاية الحرب الباردة وبروز نظام دولي ذو قطب واحد يسعى للهيمنة على الشعوب واستغلال ثرواتها، تزامنت كذلك مع فشل حركة التحديث ومجهود التنمية في معظم الأقطار العربية والإسلامية في إطار نظام اقتصادي وثقافي تحكمه العولمة التي أفرزت تفاقما للتفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين الشعوب مثلما أفرزت تفاقما لمشاكل البطالة و الفقر وانسداد الأفاق أمام الشباب.
إن تشعب ظاهرة التطرف الديني و تعدد أبعادها يجعل الإلمام بها أمرا عسيرا لكننا سنحاول تسليط الضوء على بعض جوانبها من خلال الإشكالية التالية:
لماذا أصبحت ظاهرة التطرف الفكري لدى الشباب ظاهرة مُعولمة فكرا وممارسة؟
لتفكيك هذه الإشكالية سنهتم بداية بالعوامل التي تدفع الشباب إلى تبني الفكر الديني المتطرف أي الفكر السلفي الجهادي وسندرس في مرحلة ثانية مسألة انخراط الشباب في الأعمال العنيفة الإرهابية أي تحولهم في إطار هذا التطرف من الفكر إلى العنف مع إبراز خصوصيات هذا العنف (الإرهاب الجهادي) وأخيرا سنهتم بالمستوى التنظيمي باعتباره جزء من الممارسة وسنعتمد الدولة الإسلامية نموذجا.
 الشّباب والفكر السلفي الجهادي:  
لماذا يتبنى الشباب الفكر المتطرف؟ (3)
تتعدد الدوافع التي تفسر انخراط الشباب في البلدان الإسلامية أو في أوروبا الغربية في مسار التطرف، في تبني الأفكار التكفيرية الجهادية, كما تتنوع المقاربات التي اعتمدها الباحثون لفهم هذه الظاهرة ومنها بالخصوص المقاربة الاجتماعية والمقاربة النفسية  والمقاربة الدينية الصرفة.
رغم تباين دينامية التطرف بين بلدان العالم، يبدو من الضروري استبعاد الدوافع الاقتصادية الاجتماعية في فهم ظاهرة انتشار الفكر الإرهابي لدى الشباب فالعديد من الدراسات طرحت جانبا العلاقة المباشرة بين الفقر  والإرهاب، هذه ظاهرة تخترق كل المستويات الاجتماعية. أحد الباحثين النرويجيين (4) حاول إعادة الاعتبار للدوافع الاقتصادية والاجتماعية فاعتمد عينة تضم عددا من الجهاديين الأوروبيين في 2001 واستنتج أن ملامحهم الاجتماعية تظهر مستوى متواضعا مقارنة بالمستوى الاجتماعي الوطني لبلدانهم، ثم اعتمد عينة ثانية سنة 2010 لاحظ خلالها تدني المستوى الاجتماعي مقارنة بالعشرية السابقة. لا يعني ذلك أن تدني المستوى الاجتماعي عامل محدد للانخراط في الفكر الراديكالي وإنما يدل على تواصل تغلغل هذا الفكر في الأوساط الاجتماعية الفقيرة ومن المؤكد أن الوضعية الاجتماعية المتردية تساهم في هشاشة هذه الفئة أمام الدعاية المتطرفة.
من الباحثين من اعتمد مقاربة دينية بحتة، و اعتبر أن الحركة الجهادية إفراز للفكر السلفي، وهو فكر ديني مستمد من تأويل متشدد للنصوص المقدسة  وبالتالي يحمل الدين الإسلامي في طياته فكرا متشددا متطرفا يفضي إلى العنف و الإرهاب(5) أي أن جذور الفكر الجهادي التكفيري حسب هذه المقاربة تكمن في الايدولوجيا الدينية أي في الآيات التي يتم تأويلها تأويلا متشددا. هنا يصبح النص مولدا للظاهرة، لكنها مقاربة لا تفسر أسباب بروز وانتشار ظاهرة التطرف في العصر الراهن وبشكلها الحالي.
هناك مقاربة أخرى تاريخية حضارية تقرأ الظاهرة الإرهابية في إطار صراع الحضارات الذي أعلن عنه هنتنغتون(6). يقول هذا المفكر أن الصراع في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة و توقف الصراع الإيديولوجي سيكون صراعا بين الحضارات والثقافات وأن أهم صراع سينشأ بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية. استند بعض الباحثين إلى هذه المقاربة وفي إطار دراستهم لظاهرة الإرهاب  شددوا على الصراع الحضاري- الثقافي بين الإسلام والغرب  وطرحوا إمكانية بروز صراعات ثانوية بين ثقافات فرعية مثل الصدام بين السنة و الشيعة الذي ينخرط فيه التيار السلفي الجهادي.(7)
أما المقاربة الاجتماعية فتؤكد أولا أن المسار نحو التطرف مسار لا يقتصر على الإسلام بل يشمل كل الإيديولوجيات، و أن انتشار الأفكار الراديكالية مهما كانت توجهاتها تقوم على العلاقات الاجتماعية بما فيها العلاقات الأسرية وعلاقات الصداقة لكن شرط أن يتوفر سياق معين. هذه المقاربة تفسر إقبال الشباب على تبني الأفكار الجهادية والانضمام للتنظيمات الإرهابية باعتبارها توفر الفرصة لهم للمشاركة في صنع عالم جديد يمحو تاريخهم السابق وهو تاريخ ارتبط بالتهميش و الاحتقار وانعدام الدور والثقة في النفس  وفي المستقبل.
المقاربة السوسيوبسيكولوجية أي الاجتماعية-النفسية التي تستند إلى نظرية الهوية الاجتماعية(8)، وهي  نظرية تدرس العلاقات بين المجموعات الاجتماعية وخاصة حالات المواجهة والصراع بينها مثل التمييز العنصري والانتفاضات والحركات العنيفة. وتتمحور حول فكرة وجود هوية جماعية إيجابية أي أن تصور الفرد لنفسه ينتج عن الوعي بذاته بالانتماء إلى مجموعة، عندما يقتنع الفرد أن المجموعة التي ينتمي إليها لا توفر له حاجاته المادية والنفسية يسعى للبحث عن مجموعة أخرى. إذا أردنا تطبيق هذه النظرية على الشباب المسلم سواء في الدول الإسلامية أو الدول الغربية فإننا سنلاحظ أن أزمة الهوية و ضعف الاندماج و غياب الكرامة لدى أعداد كبيرة منهم معطيات متأكدة تساعدنا على فهم انخراطهم في الجماعات السلفية التكفيرية (9) وتتأكد هذه الهوية الجديدة كذلك من خلال التخلي عن لهجاتهم المحلية واستعمال اللغة الفصحى واللباس واعتماد اللحية مع حلق الشارب إضافة إلى التخلي عن الأسماء الحقيقية واعتماد الكنية والانتساب إلى بلد معين. ومما ساهم في تبلور هذه الهوية تعاظم المشاعر السلبية لدي أوساط واسعة من الشباب من قبيل ضعف الشعور بالأنا والشعور بالظلم والإهانة  والعيش في ظل علاقات أسرية مضطربة.(10)
عموما هناك شبه إجماع من الباحثين أن ظاهرة التطرف الديني ناتجة عن تضافر العوامل الشخصية مع السياق. على المستوى الشخصي توجد أربعة ملامح للشباب المؤهل لتبني الفكر المتطرف:

  • شاب يبحث له عن الهوية: لأنه يشكو من وضعية عدم الاستقرار، عدم الاندماج.

  • شاب يبحث عن المشاعر: تجذبه الحرب أو العنف أو المشاعر القصوى.

  • شاب يبحث عن العدالة: له دافع إيديولوجي لا سيما إذا ما عاش في ظل حوكمة سيئة.

  • شاب يبحث عن الأهمية: يريد أن يعيره الناس اهتماما.


على أن هذه الملامح لا تجعل الشاب يتبنى أليا الأفكار الدينية المتطرفة إلا إذا ما وجد في ظل سياقات مساعدة منها:

  • عدم وضوح الهوية الخاصة بالمجموعة التي ينتمي إليها الشاب

  • غياب العدالة السياسية وانسداد الآفاق الاجتماعية.

  • الشعور بالانتماء إلى مجموعة تتهددها أخطار معينة.


هذه الملامح الشخصية عندما تتضافر مع إحدى السياقات الواردة يمكن أن تفرز توجها راديكاليا أي توجها نحو أفكار متطرفة دينيا و حتى توجها عنيفا نحو الإرهاب.
جغرافيا، تنتشر ظاهرة التطرف الفكري في صيغتها السلفية في معظم الدول الإسلامية وغالبية الدول الغربية التي تحتضن جاليات مسلمة، و يبدو أنها تجد رواجا لدى فئة الشباب انطلاقا من المراحل الأخيرة للمراهقة باعتبارها فترة هشاشة نفسية وفكرية. لئن يصعب تقديم أرقام دقيقة حول حجم هذه الظاهرة عالميا فانه من الجلي أن الفكر الديني المتطرف يعرف رواجا في صفوف شباب الدول الإسلامية أكثر من بقية الدول. إن صعوبة تقديم تقدير كمي لهذه الظاهرة سواء قطريا أو عالميا تعود أساسا إلى ندرة الدراسات الميدانية في الدول العربية و الإسلامية وكذلك إلى استعصاء عملية رصد الشباب المتبني لهذا الفكر باعتباره لا يفصح دائما عن توجهاته الإيديولوجية و لا يلتزم بالزي المميز للسلفية، و من المرجح أن انتشار هذا الفكر يتم على شكل “بؤر عائلية” (11)أو “بؤر اجتماعية” تتطابق جغرافيا مع الأحياء الشعبية الفقيرة في المدن الإسلامية  والأحياء التي تعيش فيها الجاليات الإسلامية حول المدن الغربية حيث يتفاقم الإقصاء والفرز الاجتماعيين وتطرح مسألة الهوية نفسها بقوة. نعتقد أن دراسة التوزيع الجغرافي والاجتماعي لهذه الظاهرة إضافة إلى المسح الكمي يحتاج لمجهود إضافي من قبل البحثين ومراكز الدراسات.(12)
فكريا يقوم التيار السلفي على إعادة إحياء ممارسات السلف الصالح أي المسلمين الأوائل من أصحاب النبي والتابعين وأتباع التابعين، و تعتبر الوهابية إضافة إلى مؤلفات ابن القيم الجوزية  و ابن تيمية من أهم المصادر الفكرية للسلفية. يقوم هذا التيار على فكرة “التوحيد” وهي مقولة لها وجهان، وجه عقائدي يتمثل في تنقية الدين الإسلامي من كل الشوائب ووجه سياسي يستند إلى فكرة “الحاكمية” حاكمية الله والرسول. يتفرع هذا التيار المتطرف إلى عدة اتجاهات منها السلفية العلمية والسلفية الجهادية، ولئن تشترك هذه التوجهات السلفية في مقولات التوحيد والحاكمية ومصدر التشريع، فإنها تختلف في قضية تنزيل الحكم الشرعي أي في العلاقة بين النظرية والتطبيق. من السلفيين من يقر بعدم إمكانية تطبيق الأحكام الشرعية بسبب العجز والضعف ومنهم من يدعو إلى تجسيم هذه المقولة عبر “الجهاد” ضد الأنظمة التي لا تلتزم “بما أنزل الله”. تشكل هذه النقطة إحدى أهم عناصر الهوية السلفية.(13)
يحمل هذا الفكر المتطرف نظرة مثالية للماضي الإسلامي و خاصة الإسلام المبكر الذي يشكل مثلا أعلى يعمل التيار السلفي من أجل إحيائه وإعادة إنتاجه.
ترفض السلفية حصر الدين في التاريخ وربط القران وآياته بأسباب النزول لأنها تعني إخراج العقيدة من حيز الواقع والمستقبل, تعنى تجريد القران من أزليته. استنادا إلى مقولاته يقسم الفكر السلفي البشر والأنظمة السياسية إلى مسلمين وكفار، وتؤدي هذه النظرة القائمة على الثنائية إلى تكفير كل ما هو غير مسلم، وهو مسار فكري يفضي إلى العنف، لذلك يصنف الفكر السلفي مثل معظم المنظومات الفكرية المتطرفة كفكر عدمي.  وتؤمن بعض الجماعات السلفية بفكرة اقتراب يوم القيامة، وهي مقولة مستمدة من بعض كتب الفقه و من حديث نبوي ضعيف يقول أن فرقة صغيرة من “المؤمنين” ستواجه أغلبية من المسلمين المنافقين في منطقة تقع شمال سوريا يعتقد أنها دابق وستتوسع المعركة إلى حرب ضد الكفار في الشام والقدس حيث سيساندهم المسيح، وسيؤدي انتصار “المؤمنين” في هذه الحرب إلى نهاية العالم, دابق ستكون معركة أخر الزمان. تسعى بعض التنظيمات السلفية مثل تنظيم الدولة الإسلامية إلى تحقيق هذه المقولة على أرض الواقع.
الشّباب والفعل الإرهابية
لماذا يساهم الشباب في الفعل الإرهابي؟
في هذا المستوى نهتم بالظاهرة على مستوى الممارسة أي البراكسيس(14) وهي مرحلة تتلو عملية تمثل وتبني الطرح السلفي الجهادي، لكن وجبت الإشارة إلى أن أوساطا واسعة من الشباب لها استعداد لتبني الأفكار المتطرفة دينيا بينما أقلية منهم مستعدة للمرور إلى مرحلة الفعل الإرهابي. ماهي الدوافع التي تؤدي إلى بلوغ مرحلة العنف؟ وماهي خصوصيات الفعل الإرهابي؟
الإرهاب هو اعتماد الأساليب العنيفة لتغيير الواقع السياسي، وهو ظاهرة قديمة جدا لازمت كل مشروع إيديولوجي سياسي ذو جذور حضارية أو اثنيه أو دينية أو فلسفية، و قد وضعت العلوم السياسية نظرية حول الإرهاب(15) تطرح الآتي: أفرزت الحداثة أربعة مراحل أو موجات للرعب / الإرهاب تدوم كل موجة حوالي جيل واحد وهي الإرهاب الفوضوي, الإرهاب الكولونيالي (الاستعماري)ثم موجة الإرهاب اليساري الثوري وأخيرا موجة الإرهاب الإسلامي التي انطلقت مع حركة الإخـوان المسلمين وتواصلت في أفغانستان و الجزائر. يقترح أحد المؤرخين (16)اليوم موجة إرهاب خامسة هي موجة التنظيمات الإرهابية التي انفصلت عن التنظيمات الأم لتصبح أكثر راديكالية وهي تنظيمات تدافع عن مثل أعلى وتسعى لتجسيده عبر استعمال واسع للعنف.  تشكل الأساليب العنيفة التي تعتمدها التنظيمات الإرهابية بالنسبة للشباب المشارك فيها أداة للخلاص، أداة لمحو الذنوب لدى الجهاديين الجدد، فهم بعنفهم الجهادي ضد الأنظمة الرسمية يثأرون للقمع الذي تعرضوا له، للاهانة  والإقصاء الذي مورس عليهم وفي نفس السياق كتب فرانز فانون  حول عنف المستعمر ضد المستعمِر فقال (17)أن العنف يزيح حالة التسمم لدى المستعمر  وتخلصه من عقدة النقص   وتعيد له الثقة في النفس، وبالتالي بالنسبة  للحالة التي ندرسها توفر الحركات الجهادية عبر الممارسة العنيفة التي توفرها للشباب فرصة للتخلص من الاهانة وللعلاج من التهميش، وفي نفس الوقت تتيح لهم فرصة المشاركة في صنع عالم جديد يمحو تاريخهم السابق. إن العنف أو الإرهاب هو نتاج سنوات طويلة من الإقصاء الاقتصادي ومن العنف الشرعي الذي مارسته الحكومات. هذه السياسات وفرت مناخا مساعدا على الاحتجاج      والانتفاض  وأفرزت شبابا غير متوازن نفسانيا لذلك يسهل استقطابه نحو فكر راديكالي يتضمن بل يبشر بمشروع مختلف عن النظام السائد ويمنحه دورا ايجابيا و يحقق له هويته وتوازنه. في عصر العولمة اليوم و في الفضاء الإسلامي يتخذ الاحتجاج و الرفض من التعبيرة السلفية أداة رئيسية، بالتالي لم يلعب التوجه السلفي الجهادي دور العامل، لم يكن سببا للإرهاب بل هو معطى ذو طبيعة توظيفية، أداة أو وسيلة للتعبير عن الرفض عن الثورة. إذا يحتل الخطاب السلفي الجهادي اليوم مكانة متميزة على مستوى “سوق” الاحتجاج مثلما كان التوجه اليساري  خلال الستينات و السبعينات.
انطلاقا من هذه الزاوية نفهم انخراط عناصر جهادية لا تنتمي للثقافة الإسلامية أي أنها قادمة من الغرب وحديثة العهد بالإسلام، نجدها تمارس أقصى أصناف العنف في سوريا   والعراق إذ تؤكد بعض الدراسات (18)أن 5 % من المقاتلين في سوريا والعراق ينتمون للدول الغربية، حديثي العهد بالإسلام, فكيف اقتنعوا  بسرعة بالطرح السلفي الجهادي؟ انه شكل من الرفض لحضارة الحداثة في الغرب،  لهذا يطرح أحد المفكرين وهو أوليفي روا فكرة فصل الدين عن الثقافة بمعنى أن الانتماء الديني لم يعد مرتبطا بفضاء ثقافي بل أصبح عابرا للثقافات لهذا استنتج أن الدين اليوم محدد للهوية(19). كما يطرح أوليفي روا في سياق فهمه للظاهرة الإرهابية رؤية جديدة مفادها أن التوجهات المتطرفة / الراديكالية الرافضة للواقع و للنسق الاقتصادي – الاجتماعي-الثقافي- السياسي سابقة للإرهاب و أن الإرهاب الجهادي ناتج عن تأثير التوجهات الراديكالية على الإسلام.
 
إذا تحول لون الاحتجاج أو التوجه الفكري للاحتجاج للثورة التي ارتبطت تاريخيا بفئة الشباب من اليسار إلى اليمين، من احتجاج له واجهة شيوعية، باعتبار أن الشيوعية شكلت خلال الستينات والسبعينات حلما، مثلا أعلى للنخب المثقفة للشباب الثائر وللفئات  المحرومة، إلى احتجاج “أسود” ذو مرجعيات غير حداثية، تتطابق جغرافيا مع البلدان التي فشلت فيها الحداثة، هذه المرجعية تشكل مثلا أعلى مستمد من الماضي التليد للإسلام، وهذا ما يفسر تنامي الحركات الجهادية في الفضاء الإسلامي. لكن لماذا ينحصر الفعل الإرهابي المتطرف في الجماعات السنية و ليس له امتدادات لدى الشيعة؟
ماهي خصوصيات الممارسة الجهادية العنيفة في السنوات الأخيرة؟
يجب أن نشير بداية إلى أن الأعمال الإرهابية في العالم ازدادت وتيرتها ودرجة عنفها فقد ارتفع عدد الهجومات الانتحارية مثلا من هجوم وحيد سنة 1981 إلى 900 هجوم سنة 2015 نصفها وقع في الشرق الأوسط و المغرب العربي, كما تم إحصاء 4151 عملا إرهابيا في العالم خلال سنة 2016. عموما تشهد الأساليب العنيفة التي تعتمدها التنظيمات الإرهابية اليوم تناميا في درجة العنف مقارنة بفترة التسعينات، ربما يصعب تفسير هذا التحول، إلا أن المشاركين في الأعمال الإرهابية يرون أنفسهم يدافعون عن “قضية عادلة”، هذا الشعور يمكن الفرد من تجاوز كل المعوقات والمحاذير.  من خصوصيات المشاركين في الأعمال الإرهابية سواء في العالم العربي الإسلامي أو في العالم الغربي هو ارتفاع نسبة المدانين في جرائم الحق العام فقد أشارت دراسة ميدانية تمت في أوروبا إلى أن 40 % من الإرهابيين المدانين لهم ماضي إجرامي: يبدو أن، الفاصل بين الإجرام و الإرهاب ضعيف جدا(20) لاسيما أن البحث عن المشاعر القصوى والإحساس بعدم اهتمام المجتمع و سؤال الهوية لها حضور قوي عند هذه الفئة من الشباب.
ومن أهم التحولات التي ميزت الممارسة الإرهابية اليوم هي “مسرحة العنف” وخاصة لدى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام(21)، هذه المسرحة تهدف إلى زرع الخوف لدى العدو، تهدف كذلك إلى التسويق للمشروع الإرهابي عبر الصورة، كما أن لها أبعادا رمزية. تبدو هذه المسرحة من خلال مشاهد الإعدامات في حق ضحايا تحمل شحنة رمزية ( جنود العدو- صحفيين..)
وترافق هذه العمليات طقوسية خاصة كأنها طقوسية قربانيه (حفل – سكين- نار..) ويتم إلباس الضحية اللباس البرتقالي وهو نفس الزي الذي ألبسه الأمريكيون لسجناء غوانتانامو، في هذه المشاهد نحن أما م ردة فعل على ما تحمله سجناء التيار السلفي الجهادي من إهانة، بل نحن أمام شكل لتجاوز تجربة الأسر التي تعرض لها العديد من مقاتلي وقيادي تنظيم الدولة الإسلامية.
إن طقوسية الموت من خلال المسرحة تمزج بين إحالات سياسية  وبسيكولوجية ودينية، وتشكل نوعا من الثـأر ضد معاملات مهينة في حق المساجين الإرهابيين، هي بمثابة حفل طقوسي يهدف إلى إصلاح خطيئة قام بها الرهينة/الضحية أو الطرف الذي ترمز إليه.
   الكيانات السياسيّة الّتي أفرزها الفكر الديني المتطرّف: الدولة الإسلاميّة نموذجا
هنا ننتقل إلى الممارسة على المستوى التنظيمي وهو مستوى يشهد في السنوات الأخيرة تحولات هيكلية. اتخذت المجموعات الشبابية الحاملة للفكر المتطرف أشكالا تنظيمية عديدة أشهرها تنظيم القاعدة وتنظيم جبهة النصرة ويعتبر تنظيم الدولة الإسلامية(22) أكثرها إشعاعا وتطرفا، مع هذا التنظيم أفرزت الظاهرة الإرهابية في صيغتها السلفية الجهادية كيانا سياسيا قائم الذات، ونشوء هذا الكيان يعود لعدة عوامل منها استفادة هذا التنظيم من حالة الفراغ السياسي في العراق  وسوريا في السنوات الأخيرة ومنها كذلك الشعور بالإهانة الّذي انتشر لدى سنة العراق إثر سيطرة الشيعة على السلطة ومنها الدعم المالي والعسكري الذي توفر له من أطراف عديدة تسعى لخدمة مصالحها السياسية والإستراتيجية(23). ويتمايز هذا التنظيم على مستوى التكتيك الذي يعتمده في الممارسة العنفية عن التنظيمات السابقة فقد تخلى عن الإرهاب العابر للقارات والموجه للعدو البعيد وهو الغرب المسيحي وأصبح يركز عمله العنيف على العدو القريب. وتطلب ذلك إنشاء قاعدة ترابية للمشروع المتطرف, فلأول مرة يسيطر تنظيم جهادي يضم مقاتلين من دول مختلفة تقدر بـ 100 جنسية على مجال ترابي ويعمل على إخضاعه وتنظيمه  وتسييره. نحن في الحالة “الداعشية “أمام شبه دولة تستوفي العديد من شروط الكيانات السياسية كالسيطرة على رقعة جغرافية والتحكم في مجموعة من السكان يعترفون بسلطة سياسية، وحتى اعتمادا على مقاييس ماكس فيبر الذي يعتبر الدولة كيانا سياسيا ذو طابع مؤسساتي, يستدعي تسييرها احتكار هذا الكيان للقوة والعنف المادي /الشرعي، يوفر هذا الكيان جزء هاما من هذه المعايير. ونعتقد أن الدولة الإسلامية توفر الأشكال الثلاث للشرعية التي بينها فيبر: شرعية القائد الكاريزمي المتمثل في الخليفة أبو بكر البغدادي والشرعية التقليدية التي تتجسد في مؤسسة الخلافة والشرعية القانونية العقلانية المستمدة من تقديمها للخدمات الاجتماعية للسكان(24).
تاريخيا تعتبر الدولة الإسلامية كيانا سياسيا دينيا ارتبط تأسيسه بالتقاء مجموعة سلفية جهادية متطرفة بمجموعات بعثية في العراق الشيء الذي جعل منها كيانا تمتزج فيه الدوافع الثورية بالدوافع الثأرية ليمارس عنفا غير مسبوق. كانت بدايات هذا الكيان كفرع لتنظيم القاعدة إثر الغزو الأمريكي للعراق، اتخذ تسميات عديدة بين 2004 و 2006 منها “تنظيم القاعدة في بلاد العراق” ثم سنة 2006 ” الدولة الإسلامية بالعراق” وفي 2010 تم الاختيار على إبراهيم عواد البدري الملقب بأبي بكر البغدادي أميرا عليها، في 2013 أعلن البغدادي عن تأسيس ” الدولة الإسلامية في العراق والشام” مما عكس المشروع التوسعي لهذا الكيان ورغبته في تجميع كل القوى المقاتلة تحت نفس الراية، وتنامت قوة التنظيم و قدراته القتالية حتى سيطر في 2014 على مساحة تمتد بين العراق وسوريا تضاهي مساحة انقلترا ثم أعلن البغدادي عن قيام الدولة الإسلامية  وتركيز نظام الخلافة(25).
نجح هذا التنظيم المتطرف في فترة وجيزة بفضل قدرة كبيرة على التعبئة وموارد مالية هامة ودعاية ناجعة وعصرية في التفوق على باقي التنظيمات المتطرفة المقاتلة في العراق وسوريا، ساعده في ذلك الفراغ السياسي ولعبة الاستراتيجيات الإقليمية، وتخليه عن النموذج الذي عملت به القاعدة في عملية التعبئة والذي يقوم على انتقاء دقيق للعناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات سرية لتنتهج “الدولة الإسلامية” مبدأ الثورة الشعبية المتوطَنة.
على مستوى الممارسة كذلك، تمتع قادة الدولة الإسلامية بقدر لا بأس به من البراغماتية، إذ أنهم يقودون تنظيما متطرفا من أجل إنشاء كيان سياسي ويتخذون من أجل ذلك مواقف تكتيكية من قبيل التحالف مع البعثيين والعمل على كسب مشروعية لدى السكان عبر توفير الأمن  والخدمات الاجتماعية لهم, واستقطاب مقاتلين من جنسيات مختلفة تقدم لهم مرتبات عالية وامتيازات أخرى، هذه البراغماتية تنم عن عقلانية تكتيكية تفترض وجود عقلانية إستراتيجية: من هذه الزاوية تعتبر الدولة الإسلامية منظمة ثائرة، واقعية توظف بذكاء طرحا جهاديا متطرفا، غير عقلاني لكن هدفها هو تحقيق مكاسب ترابية وسياسية، إن البعد التوظيفي للدين يجعل ممارسات هذا التنظيم في جزء كبير منها غير دينية، فهو تنظيم إرهابي، ثائر، “مدنس” له واجهة دينية. لكن من جانب آخر يظل حضور الديني قويا على مستوى الخطاب والممارسة: فقد ركز هذا الكيان منظومة قانونية تستند إلى الشريعة وقام بمراجعة البرامج التعليمية في الأراضي الخاضعة لسيطرته إذ منع الاختلاط وقطع مع اللائيكية فأرسى تعليما دينيا غاب فيه تدريس الموسيقى والفنون والتاريخ والفلسفة، كما قام بتنقية العلوم من كل إشارة إلى داروين أو للربا أو الديمقراطية.
إذا على مستوى الممارسة التنظيمية يتميز الفكر المتطرف بإفرازه لتنظيمات جديدة انشقت عن التنظيمات الأم وأشهرها تنظيم الدولة الإسلامية وتختلف هذه التنظيمات في عدة نقاط منها:

  • ضرورة تركيز قاعدة ترابية للتنظيم أي تأسيس كيان سياسي تنطلق منه عملية التغيير.

  • إعلان الخلافة وهي نقطة خلافية بين التنظيمات الإرهابية الموجودة في المشهد على مستوى التوقيت وليس في الجوهر.

  • تحديد أعداء التنظيمات المتطرفة وفيه خلاف بين القاعدة التي لا تزال تدافع عن حركة إرهابية جهادية عابرة للقارات وتستهدف العدو البعيد وتستثني الشيعة وبين تنظيم الدولة الإسلامية الذي يمارس اليوم إرهابا ضد الأعداء القريبين ويجعل الشيعة أحد أهم أعدائه ويعود ذلك لطبيعة هذه الدولة التي تعود جذورها إلى الاهانة التي تعرض لها السنة من قبل الشيعة أو الجيش العراقي الشيعي غداة الاحتلال الأمريكي للعراق.


خاتمة:
يمكن القول في النهاية أن أزمة القيم وأزمة الهوية والهشاشة الاجتماعية  والنفسية المتأتية من منظومات حوكمة غير عادلة سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى العالمي هي التي تقف وراء انتشار الفكر المتطرف لدى الشباب في العالم الإسلامي  وخارجه. تتطابق هذه الظاهرة جغرافيا مع البلدان الإسلامية التي فشلت فيها التنمية وغابت فيها المشاريع الوطنية وتراجع فيها التسامح الطائفي واحتدت فيها التناقضات، أما على مستوى دولي تعكس هذه الظاهرة اختلالا في العلاقات بين المركز والأطراف.
إن التطرف الديني في صيغته الراهنة هو في جوهره حركة احتجاج ورفض لمنظومات سياسية واقتصادية وثقافية تحكم العالم، هو احتجاج يرقى إلى مرحلة الثورة لفئات تمثل ضحايا الاختلالات الاجتماعية والنفسية وتطور هذا الرفض إلى السعي لتغيير الواقع باستعمال أساليب تزداد عنفا مما يؤكد تفاقم المشاكل التي أفرزته ويتزامن كل هذا مع تنامي ظاهرة العولمة السياسية  والاقتصادية والثقافية.
يبدو أن هذه الظاهرة حتى بعد القضاء عليها أمنيا وعسكريا ستتواصل  وستتخذ أشكال جديدة يصعب التكهن بها، ونعتقد أن محاصرتها و التصدي لها لا يتم إلا عبر إرساء منظومة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية بديلة تحد من الحيف وتوفر حد أدنى من العدالة الاجتماعية، توفر التوازن النفسي  والاجتماعي للشباب و تفتح أمامهم الآفاق لإثبات الذات منظومة من شأنها أن، تنفي السياقات المساعدة على ولادة وانتشار المشاعر السلبية وأزمة الهوية. يجب بلورة بديل سياسي واقتصادي وثقافي يقطع مع السياقات المفرزة للتطرف ويستند إلى مشروع وطني، إلى مثل عليا وطنية إلى حلم وطني يبعث إنسانا جديدا يرنو إلى المستقبل.
*****
[list="box-sizing: border-box; margin-bottom: 17px; color: rgb(88, 88, 88); font-family: \"Droid Arabic Naskh", serif; font-size: 15px; background-color: rgb(255, 255, 255);"]
[*] الراديكالية توصيف لكل مذهب سياسي يهدف إلى إحداث تغيير جذري و شامل, كما يشير المصطلح إلى التمسك بالجذور أو الأصول بدرجة متشددة خاصة عندما يتعلق الأمر بالدين, عندها تصل التوجهات الفكرية إلى درجة التعصب التي يمكن أن تتطور إلى التطرف و الإرهاب.

[*]كان لتنظيم الإخوان المسلمين جهاز شبه عسكري يسمى “الجهاز السري” .

[*]اعتبرنا الفكر السلفي فكرا راديكاليا متطرفا بسبب تشدده وعدم اعتداله. في هذا المستوى يجب الفصل المنهجي بينه و بين الإرهاب رغم العلاقة العضوية التي تجمعهما.

[*]طوماس هيغامر, مؤسسة البحث التابعة للجيش النرويجي. انظر الندوة العلمية العاشرة التي نظمتها مؤسسة البحث حول الإرهاب التابعة لجامعة ليدن في نوفمب

[/list]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الشّباب والتّطرف بين الفكر والممارسة حسن بن ابراهم

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  التباس المفاهيم واختلالها (مفهوم التوازن في الفكر والممارسة)
» ولادة الفكر الأنسني في الفكر العربي الإسلامي
»  اليات الخطاب السوسيولوجي عن بيير بورديو بين التنظير والممارسة عبد الله بربزي الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 23:14 المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
» في نقد بداوة الفكر
» إصلاح الفكر العربي

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: