** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مديح " المقايل " القاتلة -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

مديح " المقايل " القاتلة - Empty
24072010
مُساهمةمديح " المقايل " القاتلة -


مديح " المقايل " القاتلة - Print
مديح " المقايل " القاتلة - S2f
بانتشاء
واضح، عبر الدكتور كمال أبو ديب، أستاذ كرسي الأدب في جامعة لندن، عن
سعادته بالتكريم الذي تلقاه في ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الجدد. وبعد أن
شكر الجميع وجه تحيته لمقايل ( مقيلات ) صنعاء التي علمته كيف يصغي،
ويتكلم، وكيف يصبح إنسانا، على حد قوله، أو هكذا بالغ في تبجيل السلوك
والطقس والعادة بلفظتها الشعبية، ليغادر بعد ذلك إلى بريطانيا حيث يقيم
ويمارس التدريس في عاصمة من عواصم المعرفة والحداثة، ويترك اليمني المقهور
يعتلف عجائن " القات " الخضراء في نوبات يومية، لا يختلف أحد على آثارها
النفسية والمادية.



مديح " المقايل " القاتلة - Dybtk
وعندما تأتي مثل هذه الإشادة بمسببات
البؤس والفقر والتردي النفسي من رمز فكري، يتطلب الأمر شيئاً من المراجعة
والمساءلة للنخب العربية في تعاطيها مع القضايا الحيوية للإنسان العربي،
فقبل أعوام طأطأ شاعر كبير رأسه ليتوج بوسام الجمهورية، فيما كانت وسائل
الإعلام العالمية تتناقل أخبار إضراب بعض المثقفين والصحفيين العاصين
لمضيفه الرئيس، على مسافة أمتار من موقع المهرجان، وسط عاصفة من التصفيق،
فيما كان يعلن اعتقاده الصميمي بالشعر كقيمة جمالية وتحررية من أجل
الإنسان، وفي واقع الأمر لم يكن ينتصر إلا لذاته " القوّالة " التي تجيد
الكلام، وتعيش رهابها المزمن مع الفعل والممارسة.

لا أعتقد أن كمال أبو أديب قد جشم نفسه
عناء المرور بالوجوه اليمانية البائسة، وتأمل ملامح الفقر، أو الخراب الذي
خلفه " القات " تحديداً، وهو الذي قضى وطراً من حياته في مرابعها، ولا أظنه
استمع للشاعر عبدالناصر مجلّي وهو يحاول الاستيقاظ من " ضوضاء الأصدقاء
وغيبة العقل " ليسرد حكايته مع " القات .. والبول على الجدران " ويتأمل
بحسرة المكلوم ما تراكم من " الجثث التي مزقتها صرعة القات ". أو حين يتحدث
عن هبائية الحياة، وفجيعة الشوارع المقفرة ساعة التخزين " إلا من أناس
يعلكون ضجرهم على الأرصفة " فكل ما كان يعنيه - أي كمال أبو ديب - هو
الحفاوة التي تلقاها من النخب الثقافية، والأسوأ أنه استخدم درايته
الأبستمولوجية وخبراته الأنثربولوجية بالشعب اليمني، ليدغدغ مشاعرهم بمديح
غير مبرر للمقايل ومتافله، وما يتداعى من أصنافه وطقوس تخزينه.

لم تكن إشادته بالمقايل مجرد عبارات طائشة
محتمة ببهجة اللحظة، وهو المطلع على حجم الضجة البرلمانية والاعلامية في
بريطانيا حول مخاطر السماح بتداول القات، بل هي اعتقاد سلوكي، أفصحت عنها
علامات الرضا والاستحسان المنطبعة على محياه، حين تجاوب معه الجمهور
أوالشارع اليمني بعاصفة من التصفيق الحماسي، الأمر الذي يعكس فجيعة الرغبة
الكامنة للغياب في ذات هذا الكائن، لكي لا نقول عدم الوعي، فاليمني أدرى من
أي أحد آخر بويلات هذه العجينة السامة التي تعادل بالهيروئين، وأدرى حتى
بمقدار الوهم المتولد من مضغ تلك الأوراق الخضراء، واجترارها داخل الفم
لاستحلاب عصائرها إمعاناً في الغياب.

ولكن يبدو أن الدكتور كمال، العارف بأصول
مدرسة " الصواب السياسي " قد نسي لحظتها كونه أحد الرموز الفكرية، حيث
يفترض أن يتحسب كثيرا في مثل هذه المواقف لمفرداته، وما يخرج من بين شفتيه
من ألفاظ، إذ يحق لأي كائن يحتكم إلى نزقه أو مزاجه أن يكيل المدائح
للمقايل وكل ما يتداعى عنها، ولكن حين يتعلق الأمر بمثقف يختلف المقال،
فالمسألة ليست أخلاقية بقدر ما هي عقدة إنسانية، فهذه المقايل قد تعلم
الكلام بالفعل، وهو أمر واضح فللقات بلاغته الكلامية، ولكنها لا تؤهل
إنسانا لحياة كريمة، وما تلفظ به لا يختلف عن بعض الفتاوى الشرعية التي
تجوّز مضغ " القات " باعتدال.

كما هي النار كائن إجتماعي، أو أحد أفراد
الأسرة بالنسبة للبدوي في الصحراء، كذلك " القات " هو كائن حي يعايشه
اليمني، ويتنفسه هواء، فالثورات والانقلابات المتلاحقة وبعض الفتاوى
الشرعية، والبرامج الإصلاحية، كما يزعم اليمنيون، صنعت في هذه المقايل، حتى
النصوص الشعرية اليمنية تكتظ بمدائح متباينة جمالياً لهذا الكائن، الذي
يسمونه " اليواقيت " إجلالاً وتدليلاً، وهو أمر مفهوم من كائنات تعاني من
وطأة الحياة، حين تستعين بأكذوبة إلهامية يسميها الكاتب بحروف القات
عبدالعزيز المقالح " شجيرات الخيال ".

ليس ثمة ما هو شعري أو فروسي في هذه
العادة المتأصلة في المزاج اليمني، فما يمضغه اليمنيون من خضرة الأيام، صار
يلتهم ثلاثة أرباع دخل العائلة، وغالباً ما تتم التضحية بأساسيات الحياة
من أجله، وبقدر ما تحول بفعل تراكم الاستيهامات إلى خديعة شعورية أشبه
بأيدلوجيا الفقراء التي يمكن من خلالها التغافل عن بؤس الواقع، أصبح رمزاً
للمكانة والتراتيبية الإجتماعية، كما يحددها صنف وسعر القات الذي يتم
تخزينه، ولذلك لم يعد من المستغرب أن ينشأ ما يعرف بالقات السياسي والقات
الثقافي والقات الإجتماعي وهكذا.

يمكن للشعراء اليمنيين المقيمين خارج
وعيهم أن يتغنوا بمآثره، ومن وراء أسنانهم التي خاصمت البياض، فيما يمكن
تسميته بجمالانية القات، كما يتحسر الشاعر طه الجند مثلا في مخاطبته لصنعاء
" لم نتبادل أغصان القات في الأصيل ". وأن تكال له المدائح بإنشاد يومي،
فيما يشبه الولاء لعقيدة أو وهم قومي، وأن يتم تفصيل حتى برنامج الدورة
الثانية لملتقى الشعراء الجدد ليتناسب مع ساعة التخزين المقدسة عند اليمني،
ولكن، مهما قيل عن هذا الأقنوم الذي أدمنه اليمني منذ قرون، تبقى النتيجة
محزنة ومخزية، كما اختزلها الشاعر عبدالناصر مجلّي في بورتريه مفجع:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مديح " المقايل " القاتلة - :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مديح " المقايل " القاتلة -

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الهويات القاتلة في عصر الأصولية الدينية
» الفكرة القاتلة الأربعاء 2 آذار (مارس) 2016 تقييم المقال : 1 2 3 4 5 بقلم: علي الشدوي
» فى مديح مصر والمصريين
» في مديح الخطأ
» في مديح العصيان السلميّ

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: