سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3202
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | بين المانوية والإسلام، تشابه وعداوة/ محمد الحجيري | |
بين المانوية والإسلام، تشابه وعداوة/ محمد الحجيريبين المانوية والإسلام: تشابه وعداوة. لقد ذكرت في أكثرَ من منشورٍ سابق عن الكثير من أوجه الشبه بين المانوية والإسلام، بخاصة في موضوع العبادات .. لكن لربما كان أهم وجه للشبه، وربما للخصومة بين المانوية والإسلام هو قول ماني بأنه "الفارقليط" أو النبيّ الذي بشر به يسوع. ولقد رجّحت بأن هذه البشارة بنبيّ يأتي بعد المسيح قد وردت فعلاً في بعض الأناجيل على الأقل. في إنجيل يوحنا، وهو أحد الأناجيل الأربعة المشرعة من الكنيسة، تَرِدُ هذه البشارة في أربعة مواقع، تحت اسم "المعزّي"، وهي الكلمة التي يبدو أنها قد وردت بأكثرَ من صيغةٍ حسب نسخ الترجمات القديمة أو الحديثة. المعزّي أو الفارقليط أو روح الحق أو "المنحمنا" بالسريانية أو "البرقليطس" بالرومية كما يذكر ابن إسحق. والآيات الإنجيلية التي عثرتُ عليها هي التالية: "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزّياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (14، 16) "بهذا كلمتكم وأنا عندكم. وأما المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كلّ شيء ويذكّركم بكلّ ما قلتُه لكم" (14، 26) "ومتى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء" (15، 26) "لكني الحقّ أقول لكم أنه خيرٌ لكم أن أنطلِق،لأنه إن لم أنطلِق لا يأتيكم المعزّي، لكن إن ذهبتُ أرسلُه إليكم" (16، 7)وجميعها تتحدث عن الأمر بمفردة "المعزّي" ليس قصدي أن أثبت أن الإنجيل يعترف أو يبشر بنبيّ يأتي بعد المسيح أم لا.. لكن أردت فقط أن أقول أن هذا الأمر قدر وردت الإشارة إليه في أحد الأناجيل الأربعة المشرَّعة من الكنيسة، وأرجّح أن تكون قد وردت في أناجيل أخرى غير الأناجيل الأربعة، وإن كنت لا أجزم بذلك، لكن كل فئة حاولت أن تؤوّل هذه الإشارة بما يتوافق مع ما تراه، أو بما يعزّز وجهة نظرها. المهم في الأمر على ما أظن، أن هذه الإشارة التي استند إليها ماني بقوله بأنه هو الفارقليط الذي بشّر به المسيح، بينما استند إليها المسلمون ليقولوا بأن الإنجيل قد أشار إلى النبي محمّد. (وقد أشارت إلى ذلك الآية السادسة من سورة الصف: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿الصف؛٦﴾" )، هذه الإشارة بالذات كانت السبب الأهم للنزاع بين الديانتين.إنه التشابه الإشكالية بين المانوية والإسلام: فإذا كان ماني هو النبي الذي بشّر بمجيئه المسيح، فهذا يعني أن محمّداً ليس كذلك. وهذا على ما أرجّح أن يكون سبب محاربة المسلمين للمانوية، تحديداً في العصر العباسي، رغم التساهل مع الكثير من الفِرق. ورغم التقارب الكبير بين المانوية والإسلام، بل بسبب هذا التشابه. السؤال هو: كيف استطاع المسلمون التعايش مع هذا "الخطر" حتى العصر العباسي؟ | |
|