تعبير

باب السين

( 1 )

هِيَ صِناعَةٌ لِلزَوالِ، كَلامٌ بَاطِلٌ في
النَقْص. هَذِه القَصِيْدَةُُ لا وَزْنَ يَضْبِطُ هَذْرَهَا وَيَجْعَلُها
تَتَوَقَّفُ فيما تَقُولُ. هيَ في كِتَابِها صَريْرُ بابٍ في سَاحَةٍ
يَعْبُرُها السَّابِلَةُ. كِتَابُها خَبَرٌ مَشْهورٌ وإِنْ كَانَ لَيْسَ
مَطْوياً في يَدِ غُلام. الكِتَابُ لَيْسَ مَخْتوماً وَلا أَبْيَضَ.
قَصَّاصُ أَثَرٍ يَجْلِسُ مُنْحَنياً عَلى كُرْسيٍ خَلْفَ باب.
وَهو لا يُدّوِّنُ الكِتَابَ بِجَلالٍ بَلْ يَتَتَبَعُ بِخَطٍ رَدِيءٍ
سُعَالَه وَتَصْحيفَه. وَقَدْ يَحُكُ جِلْدَهُ حَتَّى يُدْمَى .

( 2 )

التعبير انتقال من حال إلى حال، في إنشائه ضيق إن
توقفتَ عند المشاهدة وارتويت من موضع العين، فالضمير في الرؤيا أقوى من
النظر. المشاهدة لا ينقلها مثيلها: ينزع بها الكلام؛ وهما كشجرة تطلع في
الجحيم وأخرى قرب ينبوع. وهي لا تأتي على محض أبداً. تُصَبُّ في الضمير
وتُحتبس فيه وقد يعتورها الكتمان أو يغشاها ما يغشاها من الخشية و اليقظة.
وفي ذلك اتساع حيثما ذهبتَ ولم يسترقْكَ ظل شجرة أو سيف.

( 3 )

العبارة قياس وتشبيه وظن. والعابر لا ينبغي له أن
يستعين على عبارته بزجر في اليقظة يزجره ولا بقال عند ذلك يسمعه. المنام لا
يداخله مجهولٌ. يحوي الثمار والتواريخ والأشواق مشتبكة
بالمخلوقات والمخاوف: الحية إذ تطلع من إحليل، الذباب وقد صار بحجم الذئاب
وطباعها، آدم مذبوحاً، الشجر كساه الشَعْر، الجبال يقتادها الناس في خطام،
السماء مكسورة الزجاج تتدلى منها السلاسل.
لا يدخل السهو مناماً. المبهم لا باب له.

( 4 )

الأشجار نساء، الشجر المجهول جزع. النخيل سادة لا
يؤخذ ما عندهم إلا ببذل الجهد. كل شجرة يسقط عنها ورقها حفظ ونسيان،
مخالطتها حياة مديدة. شجرة ( طوبى ) حسن المآب، وربما دلت على الانقطاع.
ولأن أصل الرؤيا جنس وصنف وطبع فتعبير الشجر على قدر نسبه وطبعه وجوهره.
الخبائث رائحتها طيبة على الدوام وهذا ليس أصلاً، الورد الصالح لا
يضطجع قرب صائغ ولا في إيوان.
الحناء والورد فيهما صلاح بلا عمل، الزيتون عابر سبيل. الشجر بعمومه حوانيت
وموائد، قَطْعُه موت امرأة ويباسه رزق وهداية.

( 5 )
السيف فتنة وامرأة كذلك. ألست ترى حسن منظره وقبح أثره ؟
فإن كان لا معاً صافياً فإنه كلام له بريق وهو باطل. وإن ذهب من يتكلم
فيما لا يطيق ويحسن
فسيكون ثقيلاً كأنه حديدة. الثلمة انكسار لسانك عما تريد.

( 6 )

السور إن كان على يمينك فهو كلمات وضعتها يد ما،
حادثٌ يكون حاله بحال السور. إن تنحى شمالاً فباب تحاول طرقه ولا ينفتح
بحال. السور حائل اللون سلطان جائر لا يزول. الأبيض إن جدد حديثاً سخرية
وتتبع للمثالب. لا يأتي التجديد باكتراث وخير قط ولا يمنعهما. لن تعني
الصدوع في سور انكسار منعته وكذا لو تدفق من أسافله الماء. السور قدر ما
يبذله من ظل. فإن انعدمت الظلال وبقي السور فالزوال ما يبقى.
في الحائط الشاهق نذير هاوية وكما لا يحمد البناء بالآجر لا تحمد الأسلاك
الشائكة وليست تؤول بغيرها.

( 7 )

إن استدرت ناحية الباب وكان من حديد مزخرف ففيه
سنوات لا ينالها الصدأ، فإن علاه الصدأ فإن من يعملون عليه بكثافة ما نشب
فيه، إن لمحت آثار انطباع أيد على جانبيه فتلك تحية لا تسرك وريبة يسنها
الموضع. إن نظرت إلى بابين فلهذا وجه يعني فساد امرأة ووجه لفساد الشأن.
الباب لا يقع على النساء فحسب وإن ظل تدريج الحكاية ممكناً. باب الدار إن
بان فهو لا يؤدي سوى لامرأة وصبيان، فإن تبين خرباً لم يفتح منذ زمن فهو
وصف للمآل وحيثما لمعت فيه أرواح لا تصلها الخطى هو حيرة السائل وتلفته.

( 8 )

الخشب بلا سريرة . باب الخشب غير المصقول كفافٌ
كما جرت العادة حيث الجوع خير من الشبع والعطش خير من الري. الحلقتان
غريمان. الزجاج انفراج للغمة وقطر ندى وإن كان لا يشف ففيه إشارات للنفاق
تضاهي إشارات الحكمة والتدبير الحسن. إن انفتح لك باب بلا جهد فليس إلا
المشقة والسأم وإن رأيت أن تغلق الباب وراءك فلم تستطع فأمرٌ يطول عسره. إن
دفعته فاستجاب فهذا لا يعتد به بل بما يليه.
* مقاطع من نص شعري بعنوان( تعبير).

هِيَ صِناعَةٌ لِلزَوالِ، كَلامٌ بَاطِلٌ
في
النَقْص. هَذِه القَصِيْدَةُُ لا وَزْنَ يَضْبِطُ هَذْرَهَا
وَيَجْعَلُها
تَتَوَقَّفُ فيما تَقُولُ. هيَ في كِتَابِها صَريْرُ بابٍ
في سَاحَةٍ
يَعْبُرُها السَّابِلَةُ. كِتَابُها خَبَرٌ مَشْهورٌ وإِنْ
كَانَ لَيْسَ
مَطْوياً في يَدِ غُلام. الكِتَابُ لَيْسَ مَخْتوماً
وَلا أَبْيَضَ.
قَصَّاصُ أَثَرٍ يَجْلِسُ مُنْحَنياً عَلى كُرْسيٍ
خَلْفَ باب.
وَهو لا يُدّوِّنُ الكِتَابَ بِجَلالٍ بَلْ يَتَتَبَعُ
بِخَطٍ رَدِيءٍ
سُعَالَه وَتَصْحيفَه. وَقَدْ يَحُكُ جِلْدَهُ حَتَّى
يُدْمَى .

( 2

» الأصولية، تعبير عن حرمان جنسي؟

تعبير

تعبير :: تعاليق

تعبير

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة