على التراب..
رسمت طفلة بأصبعها الصغير خطوطاً وخربشات.. تابعت حركة
النمل والديدان والخنافس عليه.
في السماء..
طنت نحلة وذبابة.. عصفورٌ يشدو.. حمامٌ يصير.
في الأفق..
جارحٌ يحلق بكبرياء..
أعملت أصابعها تحاول اختراق كتيلات الطين والطمي لتصنع
حفرة صغيرة.. رمت فيها بذور لورد الأحلام.. أريج الغد الآتي..
- عندما تكبرين: تصرين....، تصبحين....، وتعملين.....،
وسأراك......، وحينها سيكون كل شيء......، والعالم كله سيرقص على........
صرتِ طفلة كبيرة.. تحاول أصابعها الرقيقة اختراق كتيلات
الطين والطمي، لتحفر حفرة صغيرة.. تبذر فيها بذور صبار الأحلام.. يرتشف
قطرات الندى الفالتة، تقاوم به العدم..
لا تذبل زهور أحلام الطفولة.. ولن تذبل.. فقد صارت صباراً
يعبق بسنوات العمر، ولحناً يتلقفه العطش، فيشق قساوة الصمت..
أيامٌ ظهر فيها آدم يصحب حواء.. بأحلام ثمار الجنة وصبار
الخطيئة الواقع.. يرتشف من قطرات ندى فالتة.. يدس يدي بين الطين.. يصنع
حفرة صغيرة,.. يسكن فيها حلمه.. ينبت منها.. وفي أوان الذبول يعود إلى
حفرته الصغيرة يغفو..
السبت يوليو 24, 2010 2:31 am من طرف هشام مزيان