** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 ملامـح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابط شرا
فريق العمـــــل *****
تابط شرا


عدد الرسائل : 1314

الموقع : صعلوك يكره الاستبداد
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

ملامـح Empty
23072010
مُساهمةملامـح

في ذلك الزمن … زمن القيض و رياح ( السموم )، لم يحاول الحاج محمود أن يخفي
وجهه، و جراحه، فهو كرجال الأحساء الماشين على أشلاء الماضي . ففي كل
الاجتماعات الصاخبة التي تجمعه مع الأهالي، و في جلساته الخاصة مع أصدقائه،
كان الحاج هادئا ، لم ير قط يوما منفعلا .. فهو يتكلم بهدوء … و يتحدث كمن
بداخله حسرة ، آهة ، غير معروفة . و في أثناء صمته يطيل النظر بعينيه
البارزتين مفكرا بعيدا عن الآخرين ، قابعا في عالم خاص به .
و في ساعات الفراغ التي يقضيها الحاج محمود في مجلسه ، تجده قارئا لأشعار
المتنبي و ابن الرومي و أبو فراس الحمداني و غيرهم .. كذلك فهو معجب بكتب
التاريخ يقرئها بنهم عجيب ، و الكتب الدينية يتأملها بعمق .. إلا أنه لم
يستخدم اطلاعه قط في الجدال العقيم مع جلساؤه . بل يناقش بهدوء كعادته
دائما ، منذ أن كان شابا في العشرين … و حتى بعد أن غذى شيخا في السبعين من
العمر . عاش فقيرا مطاردا من بيت لآخر لكنه بعد ذلك تعامل بود كثير مع
الفقراء .
يتحدث بكلمات محدودة ، و يلزم الصمت ، بعد أن يفتح ( قوطية ) التبغ و يلف
له سيجارة من ( التتن ) العراقي الحار و يدخنها بهدوء ، و يطوي في داخله
حسرة غير معروفة .. آهة دفينة في أعماقه ، يعتقد البعض إنها راجعة إلى أيام
انكساراته القديمة في معترك الحياة ، و البعض يفسرها بأنها حزنا على ابنته
الصغيرة المريضة .
كان الحاج محمود يعمل بصمت و يصل أقرباءه و بالأخص المحتاجين منهم دون ضجيج
أو تفاخر … بل لم يكن يتحدث عن هذه الصلات ، إنما يسمع عنها لاحقا من
الأقرباء أنفسهم أو من صبيانه و معاونيه أحيانا أخرى . و كان يقبل على
العمل كإقباله على عبادته .. ففي كل يوم يرتدي ثيابه ، غترته و عقاله ، و
يضع على كتفيه النحيلتين ( بشتة ) الأسود النجفي .. و يخرج من زقاق (
الفوارس ) الضيق الطويل متوجها إلى محلاته التجارية في الشارع العام . و
أثناء سيره إلى محلاته التجارية يقف أحيانا عند هذا الصديق أو ذاك مسلما و
مرحبا . و لا يعود إلى الدار إلا الظهر ، و عند خروجه بعد الظهر لا يعود
إلا عند الغروب … حيث يبدأ العمل من جديد في التجهيز لليلة جديدة في مجلسه .
فلم يكن يعرف الكسل مطلقا ، و يكره الاتكال على الآخرين في قضاء حاجاته و
حاجات عياله . يتذكر أنه بدأ العمل و هو لم يتجاوز السبع سنوات من العمر و
لم يتوقف عن العمل حتى بعد أن تجاوز السبعين ، حينما غمض عينيه للمرة
الأخيرة .
و في ظل الأعمال الكثيرة التي يزاولها من إدارة تجارته الضخمة ، و واجباته
الاجتماعية و الأسرية ، كان يداوم على زيارة الأقارب و يعود المرضى منهم ، و
يحتفل معهم في اعراسهم ، و يواسيهم في أمواتهم ، كان تاجرا لكن أصدقائه من
المشائخ ، و كان يجالسهم و لم يدرس العلوم الدينية قط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ملامـح :: تعاليق

نابغة
رد: ملامـح
مُساهمة السبت يوليو 24, 2010 9:34 am من طرف نابغة
ففي كل
الاجتماعات الصاخبة التي تجمعه مع الأهالي، و في جلساته الخاصة
مع أصدقائه،
كان الحاج هادئا ، لم ير قط يوما منفعلا .. فهو يتكلم
بهدوء … و يتحدث كمن
بداخله حسرة ، آهة ، غير معروفة . و في أثناء صمته
يطيل النظر بعينيه
البارزتين مفكرا بعيدا عن الآخرين ، قابعا في عالم
خاص به .
و في ساعات الفراغ التي يقضيها الحاج محمود في مجلسه ، تجده
قارئا لأشعار
المتنبي و ابن الرومي و أبو فراس الحمداني و غيرهم ..
كذلك فهو معجب بكتب
التاريخ يقرئها بنهم عجيب ، و الكتب الدينية
يتأملها بعمق .. إلا أنه لم
يستخدم اطلاعه قط في
 

ملامـح

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: