أجمل ميتة في العالم

فاتحة:
"كاتب لا يطرز الجلد لا يمكن أن يطرز الكلام"

هكذا هي...كلما حاولت أن تجدل ضفيرة الأفاعي...تزحلق منها الحنش
وانسحب..وكأنه لم يعتصرها حتى امتص ريقها كله
هكذا ..هي
كلما امتص ماؤها عابر على حافة نعاس
غفوة لم تحسبها في حساب الزمن....انسحب منها ماؤها ..كمصل تطعيم لجائع يضل
السبيل..بعد ان يتبين طريقه منها يأخذ النور من يديها ويسير في طريقه...
هكذا هي
تسلم مفاتيح قفلها ...تنفض من اختزنته ...ثم تنكفئ راجعة
إلا منه..عندما تنام على وسادتها الزرقاء...ترى عينان مغمضتان..وكأنهما
نائمتان منذ ولادتها على وسادتها...
تحسب من ضيق عينيه إنهما مغمضتان وهو يسبلهما بعد تلك الرجفة ...رجفته
صامتة جدا...هي تحب الشهيق..
صمته عبادة
"هل تشهقين"
نعم
وأنت
" أشهق كثيرا..ولا اتعب..مجنون أنا عندما تأتيني امرأتي قائلة هيت لك"
واو
مغري كلامه...لماذا لا أجرب مرة ؟
لماذا لا أحبه؟
لماذا?
أكره الصلعان

"الطريق مغلقة لأم الفحم...تسع مداخل مغلقة"
أسمع المذيع بينما أنا ساهمة في هذري الجنوني..البنات طالباتي في الباص
..جيل المستقبل للسلك التعليمي يسمعن هيفاء وهبي...وأنا لا أختلف عنهن..
أنسج هيفاء وهبي بطريقتي.
"الشرطة تحاصر البلد....يظنون أن هناك استشهادي يخطط لعملية تسلل من
الأراضي المحتلة للبلد"
....
تبدأ الهواتف الخلوية تعمل...
"لا تأتي لتنتظرني على المدخل...ممنوع لنا آن ندخل الآن"
"يمه لا تحضري الأكل الآن..قد نتأخر"
"ماذا يحصل عندكم... البلد محاصرة"
المسافة التي عليها أن تنقضي من كفار سابا حتى أم الفحم بساعة تصبح ثلاث
ساعات ونصف...
المطر يطرق على شبابيك الباص...البنات ما زلن يسمعن هيفاء وهبي
"مشان الله علي الصوت...حط نانسي..."
يبدل سائق الباص هيفاء بننانسي...يعلو الصوت..
"ستستغربين عندما تسمعين صوتي"
لماذا؟
أخاف عليك منه
وماذا ستفعل عندما تسمعني، أحذر
سمعته
توقعته ثخينا، جهوريا بوحي الشاربين
الصوت....؟
هو الصوت
هو الصوت

وصلني صوته ووخز ذاكرتي..أخفيت ذلك...صوته أعادني للهيب ذو الشامة الأسمر
خفت عليَّ مني
خفت عليَّ من افقد ذلك الذي احتويته عمرا بحاله
جبانة
اعترف
اعترف
قبعته جميلة هي أيضا، أكره الرجال الصلعان، أحب الشعر الغجري
"غجري" كلمة أصبحت اجترها كجمل لم يذق الطعام من جيل. أصبحت أمل نفسي
لم أعد أحتمل انتظاره حتى وإن كان شعره طويلا يمتد إلى كتفيه. وسأحب الصلعة
إذا أحببت صاحبها.
تعبت ... الم يأت ميعادي ككل الحوامل للولادة؟

"احلم بمن أموت معه وإنا في حضنه"
"سيكون لساني في فمك"
ووووواوووووووو
قتلني تعبيره
أخفيت كل الماء الذي كان على أعلى قمة في الجبل
المطر كثير على جبالنا وينهار إلى الأسفل بسرعة، ترى كيف هو المطر الساحلي؟
خفت من شدة شبقه
وكأنه سيسرق كنزي المدفون تمثالي الذي نحته على مهلي..
مائي يفيض وهو يقول لي
"سنموت ولساني بفمك"
هل حلم أحد هذا الحلم المجنون من قبل؟
أريدك أن تضفرني كأفعى وحنش..يتضافران عند سكب الزيت.

في اليوم التالي يكتبني

"أفعى ملونة، تترنح تحت شجرة مسنة
حنش بلون واحد يتأمل المشهد باشتهاء
تقترب الأفعى
يقترب الحنش
ثم ريثما يندغمان على شكل
جديلة امرأة في الخمسين"*

ضفيرة...
واو لكلمة ضفيرة
ضفر..يضفر...فهو مجدول بالملح والعطر والعبق والألق .......ضفيرة واحدة..
الضفيرة سكنت نصوصي عندما حاولت نساء قد أنطمر عليهن الجبل وهن يفتشن عن
أظافر الأبناء...أن يعدن الحياة بضفيرة جاءتهن العرافة:
"إن نجحتن في تكوين الضفيرة..ضفيرة واحدة سيعود الأبناء إليكن"
هنا ضفيرة أخرى تعيد الحياة في أجمل ميتة
ربما كثيرون يطمحون للموت "الضفيري" المهم أننا نحن من نطقناها
ثم أضاف
"....ونورسي في مغارتك"
"أتعرف و أن هذا حصل فعلا..معنى أن الله اختارني له عشيقة"
يا للهول..ما هذا الهذر أيتها اللبؤة التي تلوكين اللحم حيا ...تكفرين"؟
قال
وهل هناك مشهد يمكن أن يكتب لامرأة ورجل يموتان متداخلين في عز الرجفة إلا
لو كانا مخلوقين أسطوريين..ترى هل حدث ذلك؟
بعد هذه الأمنية خفت..ارتعبت..
كيف أمنح نفسي لمجنون..والزيت في الجرة ماذا أفعل به؟
هل أسكبه دفعة واحدة بعد أن أصبح ترياقا..
"لكن صاحب الترياق مختفي" هجست
وإذا ظهر فجأة؟
قال لي صاحب الميتة التي أتمناها
"تستطيعين أن تجعليه يظهر..وسأمسك بيدك لتلتقيه"
الله..
شعرت بروحه حزينة..مهزومة ..هو شعر وكأني غدرت به..لم يحس أني جبنت..اعترف
إني جبانة
وكيف سأرقص على الحبل وأنا مقيدة بجفون ذلك الغائب.
ما الذي أعطانيه ذلك الغائب؟
قلت للغائب
"أريد آن أموت في أحضانك..."
قال لي
"اهدئي"
"لا أحتمل غيابك
أعدني لي
أعدني للحياة
........."
ولا حياة
"لو كنت جانا لمسخت نفسي بشكله لكي ترتاحي"
قال صاحب الميتة واللسان
يااااااااااه معقول هذا..هل هو معسول اللسان؟.
هل سيكون كلام الليل لي...يا امرأة الحلم...أخاف منك
أخاف منك...
ويصلني صوته..
"أحب تنهيدتك"

صديقي إذا سمعت تنهيدتي فهي لم تعد تدل على شيء خاص..كالموت تماما الذي
يزفنا كل يوم ...تنهيدتي هي عادة لم اعد أتحكم بها..
موسيقى تزفني هي التنهيدة دون تخطيط...ياااااااااه هو الصوت. وتتلوى الأفعى
داخلي ثم تستكين ...هي الآهههههههههههه.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
وهل نريد أكثر
هي فقط الآاااااااااااااااه ننتظرها صامتة لتقول كل شيء ...هي الآاااااه
تخرج رقصة...تخرج بكاءا...أو تقول الصمت لغة.
ويلح:
"أريد تنهيدتك"
ماذا تفعل بك تنهيدتي
"تنفذ مسامات جسدي"
الكل تنفذهم تنهيدتي دون دراية مني...والكل تنقذهم ضحكتي دون دراية
مني..غادرة هذه التنهيدة وغادرة هي الضحكة..

نصل...ممنوع دخول السيارات

الأضواء الزرقاء على طول شارع وادي عارة..ننزل من الباص...نمشي على الأقدام
في شوارع كانت جديدة قبل شهر...لكنها مع أول زخة مطر حفرت جوف الأرض...
البنات برفقتي يساعدنني على حمل أغراضي...
" ثلاثون قتيلا في غزة..."
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

"لسان آدم في فم حواء
قلم من قصب في محبرة يسيل لعابها
مات آدم
جف الحبر
ماتت حواء
واندلقت المحبرة"*

وتقف التنهدات لتلتحم بالمحبرة.

هكذا هي...كلما حاولت أن تجدل ضفيرة
الأفاعي...تزحلق منها الحنش
وانسحب..وكأنه لم يعتصرها حتى امتص ريقها
كله
هكذا ..هي

أجمل ميتة في العالم

أجمل ميتة في العالم :: تعاليق

أجمل ميتة في العالم