أثر العلم في المجتمع – برتراند رسل
هذا الكتاب الاجتماعي الفلسفي الفكري السياسي الاقتصادي تتجلى فيه بكل قوة عبقرية راسل الأكاديمية وصرامته العلمية عندما يبحر بين مختلف هذه المجالات ابحار العالم الواثق والمتمكن شارحا وضاربا الأمثلة والنماذج مستشهدا ومعلقا ومعطيا رأيه الذي يتجاوز المحل والمدينة والدولة ليشمل العالم كله والكون.
يعطينا برتراند رسل في هذا الكتاب لمحة عن مستقبل العلم والبشرية واجتماعهما مع بعض في افضل السبل لسعادة الانسان وتقدم المجتمع ويضع لذلك شروطا, أي أن العلم قد يتحول الى شر وبيل على العالم ان لم يحقق شروطا تضمن هذا التقدم وهذه السعادة.
إشكالية العلم والتقدم تناولها العديد من المفكرين والفلاسفة منذ القرن الثامن عشر وماقبله ايضا، بل اننا رأينا فيها أعمال أدبية الكثير منها يحذر من تغول العلم وفتكه بالبشرية, ولكن رسل يتميز في هذا الكتاب بشكل واضح بحياديته وإلتماسه للأمور الحساسة.
بيرتراند راسل, فيلسوف ورياضياتي لاأدري تناول في كتابه القضايا الإجتماعية والسياسية أيضاً, وكان من دعاة السلام طوال حياته. قاد وهو في التسعين من عمره الإحتجاجات ضد الإختبارات النووية, وكان المحرك الأول في تأسيس المحكمة الدولية التي نظرت في الجرائم التي إقترفها الأمريكيون في أثناء حرب فيتنام. وهو كاتب غريز الإنتاج أصدر ما يزيد عن ستين كتاباً تراوحت بين الرياضيات والفلسفة والشؤون السياسية.