شوبنهاور، حياته و نظرته إلى العالم!
موضوع شامل من كتابتي، حول حياة شوبنهاور و فلسفته و نظرته إلى العالم.ن الكلام يطول حين الحديث عن الفلاسفة التشاؤميين لسبب ما ، خصوصا إذا كان الحديث عن أب الفلاسفة التشاؤميين و سيدهم و أكثرهم تشاؤما ، إنه شوبنهور الذي لا يملك الفرد القارئ لفكره و الملاحظ لتصرفاته إلا البقاء عاجزا عن تفسير طبيعة هذا الفيلسوف ، و ليس من العادل محاولة فهم فكر شوبنهور من تصرفاته و آرائه فقط . فهذا من التسرع الذي قد يعود على القارئ بنتائج سيئة أولها الفهم المغلوط للفكر و الطبيعة . إن كل فيلسوف هو أحجية بشكل أو بآخر فما بالكم فيلسوف كان أحجية للفلاسفة أنفسهم ؛ خصوصا أن هذا المتشائم كان عرضة للتجاهل و الإزدراء لفترة طويلة من حياته ، و حتى هذا اليوم فإنك لن تجد أثرا لمقتطفات من كتبه أو مقالات له إلا في أواخر الكتب المدرسية و إن كانت كثيرة فأكثرها مقالان . عكس نيتشه أو ديكارت أو هيغل الذين تجد بأن المكاتب و المدارس تعج بكتبهم و كتب حولهم ، حتى و لو كانت كتب هيغل صعبة و مملة نوعا ما فإنك تجد لها إنتشارا في المكتاب ، أما شوبنهور الذي تتميز فلسفة بيسر الفهم و الأسلوب فإنه شبه مجهول في بعض الأوساط منها الوسط العربي ، و بدل أن أستهل الأطروحة بالسؤال المكرر و الممل الذي يعلق في بداية كل أطروحة أو مقال حول أحد الشخصيات التاريخية المجهولة (من هو شوبنهور ) ، سأتفضل و أقول ؛ ما هو شوبنهور ؟ . فماهية شوبنهور أهم من منهويته لأن الكثيرين قد تسرعوا في إعتباره فيلسوفا من ضمن الفلاسفة فألقوْا الضوء على فلسفته و حاولوا شرحها بنفس الطريقة التي حاولوا شرح فلسفة هيغل أو جان جاك روسو أو غيرهم ، و هذا من الخطئ . فلذالك تجد بعض النقاد يعتبرون بأن شوبنهور مزودج الفكر ؛ فتارة يدعو إلى هذا و هو يقوم بعكس كما في حالة كرهه للمرأة و ممارسته لعلاقات جنسية مع النساء من جانب آخر ، فلا يملك القارئ إلا التسليم بأن هذا المتشائم إنما هو أحد مزدوجي الفكر المختبئين في أثواب الفلاسفة الألمان ، إلا أن الأسباب ستتضح لاحقا مع شرح أكثر لفلسفته .
هو إبن لهينريك فلوريس شوبنهور (1747-1805) و جوهانا شوبنهاور (1766-1838). فأما هينريك فهو تاجر ميسور الحال من دانزج تزوج جوهانا في عنفوان شبابها و كان يكبرها بسنواتٍ سِمان ، إختار تلك الشابة لجمالها و صغرها أما هي فإختارته لثروته و العيش النبيل الذي أحست بتدفقه في منزل ذاك الرجل . و كان يشاع أن عائلتي الأب و الأم تعانيان من أمراض عقلية و هذا ما أثبته نسبيا إنتحار الأب هينريك بعد أن خسر مبلغا ما في عمله ، كان واضح جدا أن جوهانا الصغيرة لم تحب زوجها أبدا و زوجها بدوره كان يعلم بالأمر ، فكانت عاشقة للحرية و الكتابة و هذا ما لم يرضى به صديقنا آرثر ، كان لآرثر شوبنهور أخت وحيدة إسمها إيديل شوبنهور لم نرى من كتب سيرة آرثر ما يدل على أنها قد تكون ذات أثر على نفسية شوبنهور ، فهي لم تكن ذات دور مهم في حياة شوبنهور بقدر ما كانت أمه اللهَّاثة وراء الكُتَّاب و الشعراء في زمنها أمثال غوته و غيره . مباشرة بعد إنتحار شوبنهور الأب إنتقلت الأسرة إلي فيمار حيث فتحت هنالك جوهانا صالونا أدبيا أمَّهُ عصبة من الكتاب و الشعراء ، و كانت تحلم بأن تصبح كاتبة روايات و فعلا كتبت رواية بمساعدة أصدقائها ، و الرواية لم تترجم للغة العربية و هي تحت عنوان غبريلا Gabriela (1819), سافر صديقنا آرثر للعيش في فرنس المدة عامين ثم سافر للدراسة في بريطانيا لمدة ستة أشهر حتى كره المدارس البريطانية ، إلا أنه أتقن اللغة الإنجليزية إتقانا ، و قد إعتاد خلال عيشه في المدرسة الداخلية ببريطانيا قراءة جريدة *ألتيمس * البريطانية ، و سافر إلى عدة دول أروبية مثل النمسا و سويسرا و إطاليا ، قبل أن يعود إلى هامبورغ . بعدها حاول أن يشتغل بالتجارة عمل والده و لكنه سرعان ما فشل في الأمر بعد موت أبيه و كان يبلغ من العمر حينها 17 سنة ، و عندما إنتقلت أمه إلى فيمار كان لها عالاقات كثيرة مع الكتاب من بينهم غوته الذي سيصبح صديقا لآرثر لاحقا ، إستمرت النزاعات و المناطحات بين آرثر و أمه لتحررها المفرط فيه إلى حدود ، و عندما بلغ شوبنهور سن الحادي و العشرين حصل على مبلغ محترم من إرث أبيه مما يعني تواصلا أقل مع أمه و اعتمادا أكثر على نفسه ، و في أحد الأمسيات التي نظمتاه جوهانا في منزلها بدوعة أصدقائها جاشت مراجل شوبنهور و ثارت ثائرته فدفعت أمه من أعلى الدرج و قال لها جملته الشهيرة ( لن يذكرك التاريخ بشيء سوى أنك كنت أما لشوبنهور ) ، و هو هذا التاريخ لم يذكرها بشيء سوىء أنها كانت أما لشوبنور و لو لم يبلغ شوبنهور ما بلغ من عمق الفكر و النبوغ ما وجدت جوهانا ضمن مشاهير الروائيات ، فيمكنك ببساطة أن تقوم ببحث عن جوهانا باللغة الإنجلزية في الموسوعة الحرة لتجد هذه العبارة :
was a German author. She is today known primarily for being the mother of Arthur Schopenhauer.
أي أنها تعرف حاليا بأنها أم لآرثر شوبنهور ، إستشاطت جوهانا لهذا الكلام و آرثر لم يبقى مع أمه فترة إضافية ، إذ حمل متاعه و ترك المنزل و لم يرها من ذاك اليوم إلى يوم وفاتها . كان حينها آرثر قد بدأ الدراسة في جامعة جوتنجن سنة 1809 ، حيث تعلم و درس و تمحص في فلسفة كانط كثيرا إلى أن صار مغرما بها . و لم يمضي من الوقت إلا سنتين ليتنقل آرثر إلى برلين عام 1811 لينصب إهتمامه أكثر على دراسة الطب . و قد حضر بعض محاضرات فشته و لم ترقه أبدا ، و في سنة 1813 حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة برسالته المعنونة ( المبادئ الأربعة للسبب الكافي ) ، و زامن هذا الحدث حرب التحرير الألمانية ( تحرير ألمانيا من جيوش نابليون) ، و قد راودته أفكار لذهاب و المشاركة في تحرير ألمانيا و كان قد إشترى العتاد إلا أنه عدل أخيرا عن الأمر ، من ناحية الشخصية فقد كان شوبنهور حاد الطباع ذكيا جدا و مغرورا واثقا من نفسه كل الثقة ، و كان يظن أنه من غير العادل أن يترك نبوغه مستورا و لا يكشفه للعالم و للناس الذين لم يعرفوا به بعد . عندما إلتحق بجامعة برلين ( 1919 ـ 1931 ) كان قد بدأ في دراسة الفكر الهندي عامة و البوذي خاصة مما مهد لآرائه الفلسفية المبكرة . تعرف خلال هذه الفترة بالشاعر الألماني الشهير فان غوته الذي كان صديقا لأمه و لا أدري كيف لم يتمكن آرثر من ملاحظة ذالك الأمر ، إذ وطد علاقته كثيرا بغوته إلى أن انفصل عنه غوته بعد أن عرف بكرهه الشديد لمصادقة أمه للرجال ، و كرهه لهيغل و فلسفته ؛ و من المعروف أن هيغل كان أحد أعمدة الفلسفة الألمانية و ما الطاعن في فلسفته إلا مجنون مسه الجنون . قرر آرثر أن يخصص وقتا لمحاضراته في جامعة برلين هو نفسه الوقت الذي كان يحاضر فيه هيغل في جامعة أخرى حتى يجر الهيغليين إلى مقاعده و يخلي مقاعد هيغل لأنه في نظره مجرد ثرثار كاذب إستغل فلسفة كانط و طورها بما يناسب مصالحه الشخصية حتى أصبحت فلسفته مجرد سفسطة لا فائدة منها ، إلا أن جذور فلسفة هيغل كانت ضاربة في العقلية الألمانية و لم يكن الألمان ليتوجهوا إلى شوبنهور و يتركوا أستاذهم الجليل ، فخلت مقاعد شوبنهور و إزداد غيظه و كرهه للعالم ، ففسرها على أن الأساتذة يحيكون حائكة للإيقاع به لأنهم كانوا يغارون منه و يحسدونه . إلا أن طريقة شوبنهور في إلقاء المحاضرة كانت تخيف الطلاب و تجعلهم يهجرونه محاضراته هجرا ،
كان شوبنهور في هذه المرحلة قد كتب المجلد الأول من كتابه ( العالم إرادة و تمثل ) الذي تعرض لتجاهل عظيم زاد من شؤمه و غضبه ، فلم يقدر أن يتلقف كل ما بادلت النخبة الفكرية به شوبنهور فقرر التوقف عن إلقاء المحاضرات و عيش ما تبقى من حياته في فندق متوسط التكلفة لما تبقى من حياته ، و بعد هذا كتب عدة مقالة في هجو هيجل تحت عنوان ( في فلسفة الجامعات ) ، و ليس هيغل فقط بل عدة فلاسفة آخرين مثل شلنغ و فخته و شمله بوصف المثرثرين و الدجالين إلى جانب هيغل ، مما ساهم في تجاهل الألمان لشوبنهور الذي كان يطعن في ربابنة الفكر و أسياده آنها ، هذا عكف آرثر في غرفته لما تبقى من حياته يصلح و ينقح فكره فنشر كتابه الشهير ( الإرادة في الطبيعة ) 1836 ، و يجدر الإشارة إلى أن آرثر كان له كتاب آخر قبل العالم كإرادة و تمثل و هو كتاب في الفن تحت عنوان ( نظرية الأبصار و الألوان ) . و بعد الإرادة في الطبيعة نشر كتاب ( المشكلتان الأساسيتان في الأخلاق ) سنة 1841 ، ثم الطبعة الثانية من كتابه الأول في العالم كإرادة مع تنقيح و زيادة خمسين فصلا جديدا .ثم كتاب الشهير ( الحواشي و البواقي ) أو كما هو معروف ( النتاج و الفضلات ) سنة 1851 ، و هو كتاب عصر فيه عقله و عجن فيه فلسفته عجنا حتى كاد الكتاب يغني عن باق الكتب في مجلدين إثنين .
بعد ذالك إستمر بنشر مقالات و رسائل صغيرة في مختلف المواضيع مثل المرأة و غيرها . بالنسبة لحياته اليومية فكان ما يقوم به معروفا و متوقعا ، و لم يكن يقدم على الجديد و المثير في حياته ؛ فكان يستقيظ في الصباح و يغتسل ، يحضِّر كوبا من القهوة السوداء و يتجه لمكتبه للعزف على جهاز الفيولا خاصته إلى حدود الظهيرة ، فكان يخرج لتناول الغداء في أحد المطاعم التي كان يتردد عليها دائما ، أما في المساء فكان يذهب إلى قاعة المسرح و يقضي مدة هنالك و بعدها يخرج يتمشى هو و كلبه أطما لمدة طويلة و يتجول في المدينة مهما كان الجو ، ماطرا أو حارا أو باردا لا يهم ، و الحق أنه كان عاشقا للطبيعة كل العشق ، محبا للحياة كل الحب . فكان عادة ما يمارس علاقات جنسية مع العاهرات اللائي يكتريهن لذالك ، فنظر إليه الكثير من النقاد في هذه النقطة على أنه يعاني من إزوادجية فكرية و لا يعمل بما يدعو إليه و أنه مجرد دجال كغيره ، إلا أن هذه الجزيئة وجب أن توضح و تصحح إلى جانب الجزيئة التي تخص تخص تلذذه بالنبيذ الفاخر و الطعام الغالي لمجرد التلذذ و المتعة مع أنه من المعروف أن قد دعا إلى قتل إرادات الحياة من إرادة جنس و أكل و إرادة الحياة نفسها . فالسؤال المطروح هو : هل نحن بصدد إزدواجية فكرية لدى شوبنهور ؟
من أول وهلة لا يمكننا إلا التسليم بإزدواجية الفكر لدى شوبنهاور ، إذا علمنا أنه يدعو إلى قتل إرادة الحياة و ما تحويه من إرادات مثل الجنس و الطعام و المتعة ... و أنه يكره المرأة كرها شديدا ، فالسؤال إذاً سؤالان هما : لمذا لم يقتل شوبنهور إرادة الحياة و يعمل بفلسفته ؟ و الثاني هو لمذا كان يمارس علاقات مع النساء اللائي طالما إدعى كرهه لهن ؟ . ففي السؤال الأول علينا تبيان موقف شبنهور من نفسه ، الذي أوضحنا سالفا أنه كان معجبا بنفسه مغرورا بذاته واثقا منها ، و كان على ثقة تامة من أنه عبقري يجب أن يبلغ رسالة للعالم ، هذه الرسالة لن تصل للعالم بموته . فلا بأس في حياته ما دام ينذر البشرية و يخبرها بحقيقة يظن بأنها الحقيقة التي وجب أن يكشف النقاب عنها ، أما أولائك الذين لا يقدمون للبشرية سوى الأخذ منها و لا يملكون ـ شرعية ـ حياتهم و لا تواجدهم في هذه الحياة ، فهم لا بأس بموتهم لا بل موتهم أفضل لأنهم لا يقدمون للبشرية رسالة و لا يفيدونها بحياتهم ، حتى أنهم يأخذون و لا يردون ، يعيشون في عالم الشر و الزيف حالمين متوهمين . أما شوبنهور فلو عمل بفلسفته فأول شيء يجب أن يقوم به هو الإنتحار ، إذ أن هذا ما تدعو إليه فلسفته و إذا انتحر فلن يوصل للبشرية ما يظن بأنه يجب عليه أن يوصله ، هذا ببساطة رأي شوبنهور و سبب إحتفاظه بحياته ، و لا شك أن هذا ليس كل شيء فلم يزل من الأسئلة الشيء الكثير حول تصرفاته ، إذ نقول ما سبب تمتعه بالعاهرات و الفاجرات الألمانيات في زمنه إذا كان يكره النساء فعلا ؟ و الحقيقة أنه يجب نحدد نوع العلاقة التي مارسها شوبنهور مع النساء ؛ فالعلاقة كانت جنسية قحة لم تنزل لمستوى العلاقة الغرامية أبدا ، لذا وجب تبيان موقف شوبنهور من الجنس في هذه الحالة . يرى شوبنهور بأن الجنس هو أداة شريرة بيد المرأة كونها تقوم بالدور الأكبر في عملية التناسل حسب آرثر ، و هذه الأداة هي سبب ولادة و خلق بشر إلى عالم الشر و الشرور و الآلام و بالتالي تعريضهم لهذه الشرور ، فشوبنهور لم يكره الجنس لمجرد الجنس بل كرهه لما ينتج عنه ، أي ولادة بشر إلى عالم الشر و الألم و التضحية بمزيد من الناس و رميهم في فوهة البركان . و هو لم يقل بأن الجنس عملية شريرة في حد ذاتها لمجرد أنها جنس ، بل و كما ذكرنا لأنها عملية تسبب في إرسال أطفال جدد إلى عالم الشر الذي كان يود من البشر أن يغادروه فغدوْا يُعَمِّرون فيه بالتناسل و التكاثر .إذاً فشوبنهور لم يقل أبدا أن الجنس الغير مسؤول عن خلق الأطفال هو عملية شريرة ، نعم كونها غريزة تدفعنا للبقاء و لكنها أولا ليس بالنسبة لشوبنهور الذي أوضحنا سابقا أنه يرى في بقائه منفعة للبشرية ، ثانيا أنه سبق و وصف المرأة ب ( النبات الحيواني للرجل ) ؛ أي أنها مجرد أكل يتغذى به الرجل و يطعم به جسمه ليستمر في الحياة ، تماما مثل باقي الحاجات البيولوجية مثل الأكل و الشرب و التبرز ، فممارسة الجنس هي حاجة بيولوجية لا تختلف عن الأكل و الشرب و قضاء الحاجات . فنجد أن شوبنهور يحدد أكثر أنه ليس منتظرا منه هو تطبيق فلسفته و قتل إرادة الحياة إذ يقول (المتصوفون وحدهم يستطيعون السمو عن إرادات الحياة ) ، و هنا يخص بكلمة المتصوفون البراهمة البوذيين الذين أعجب بهم أشد إعجاب , فهو لم يدعي يوما أنه على مقدرة أو أنه هو الذي سيطبق فلسفته حسن تطبيق .إستمر شوبنهور على هذا المنوال لمدة أربعين سنة قضاها في الفندق ، طباعٌ حادة ، لباقةٌ في الكلام ، تشاؤم و حزن . عاش هكذا كل حياته بين تقلبات فكرية و مصائب حلت به هو و بدولته . إلى أن جلس في أحد الصباحات إلى مائدة فطوره مدة مطولة إستغربت خادمة الفندق تلك الجلسة المطولة ، فإقتربت تفحصه لتكتشف أن الحياة قد فارقته فِراقاً . مات و هو جالس على كرسيه . رحل و بدأت مؤلفاته تنتشر في ألمانيا و أروبا ليحضى بالشهرة التي طالما تاق إليها . و لكن بعد موته و لا فرق . حفر إسمه بين كبريات الأسماء و عظيمات أسماء الفلاسفة العظام ليظل رمزا للشؤم و المشأمة ، للحزن و التوحد و العزلة . هكذا فارق الحياة فترك فيها أطنان أفكار و بضع كتب و رزما من المقالات التي حرق بعض و نشر الآخر .
يتبعُ.
الأربعاء مارس 02, 2016 10:26 am من طرف نابغة