نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | خمسين حجة تفند وجود الإله | |
خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (39).الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية والمعرفية ,وليعبر بها دوائر الغموض والألم والحيرة من وجود غير معتنى فكانت الفكرة تعبيراً حقيقياً عن تلك الإحتياجات تبغى ملاذ وراحة وأمان فى عالم مادى يقذف بقسوته .تتشعب الفكرة لتتسلل وتستوعب كل مفردات الجهل الإنساني وليتماهى الإنسان فيها ليرفع سقوف أوهامه حداً يصل منح الفكرة حالة من الإستقلالية والوجود بالرغم أنها فكرة كل صورها ومفرداتها وبنائها جاء من الدماغ .!يغضب المؤمنون عندما نقول أن الإله فكرة وليس بوجود , فالوجود يبقى وجوداً متى جاء ماثلاً أمامنا يمكن التحقق منه ونستطيع تلمسه وإدراكه وإختباره وتجربته وتطبيقه وإستحضاره ولا يعنى ذلك الإقتصار على الإدراك الحسى بالرغم أن هذا ليس عيباً ولكن فليكن الإدراك والإختبارات والتطبيقات هى أدواتنا لإثبات الوجود .ليس من حق المؤمنين أن يغضبوا من نعت الإله بالفكرة فهم لا يدركون ذاته ولا كينونتة بل ينفون عنه الوجود المادى المُعاين ولا يقدمون لنا شيئاً سوى إدعاء بوظيفته كخالق بالرغم أنهم لم يعاينوا مشهد الخلق هذا , فكيف لهم أن يؤمنوا بوجوده ويطالبون الآخرون الإيمان به طالما يجهلون طبيعتة وذاته ويعجزون عن تحديد ماهيته ,فليس أمامهم سوى الظن والإستنتاج والإتكاء على المراوغة بمنطق السببية والتحايل بقصة التصميم فهكذا هو إيمانهم ,ولتدخل فكرة الإله فى إطار الفكرة القابلة للجدل وليس الوجود المُعلن عن حقيقتة .نشأت فكرة الإله لإيفاء مجاهيل إنسانية محددة ولتُعبر عن فكر بشرى مؤطر ببساطته وإحتياجاته ولكن الإحتياجات إزدادت إتساعاً وإلحاحاً وتعقيداً بحكم تطور المجتمعات البشرية ليضيف الأحفاد رؤى إضافية تمط فكرة الإله وتمددها فى محاولة لإستيعاب المستجدات وخلق المفارقة بين الإنسان والفكرة .تعتبر الأديان والمعتقدات الحديثة المتمثلة فى اليهودية والمسيحية والإسلام أكثر الأديان التى فتحت آفاق هائلة لفكرة الإله بالرغم أنها مارست عملية تشخيص الإله بل وهبته صفات الإنسان إلا أنها أطلقت الصفات من عقالها لتمنحها معايير كبيرة وخطوط غير منتهية لتتمدد الفكرة ويصير لها الشمولية ولتتهور الأديان ويزيدها رجال اللاهوت تهوراً بمنح الصفات الإلهية الإطلاق واللامحدوية حتى تصبح فكرة الإله ذات وجود لانهائى مانح المفارقة والتعظيم والتبجيل .تمديد الفكرة لتنطلق فى اللامحدودية واللانهائية والمطلق أصاب الفكرة فى مقتل لترتبك وتدخل دوائر العبثية فهى لاتتحمل الإطلاق بحكم أنها بشرية الرؤية والفكر والمنحى ليكون عملية مطها فى اللانهائى هو تقويض للفكرة ذاتها لتحلق فى التناقض والعبثية واللامعنى .. دعونا نتناول فكرة الإله وفقاً لمعطياتها التى صدرتها منظومة الفكر الدينى الذى روج لفكرة الإله المطلق اللامحدود مع تعاطينا لمفردات الفكر المنطقى العقلانى فهذا ما نملكه للتعامل مع فكرة الإله لنتبين أن الفكرة قد أصابها الإرتباك لتدخل فى دوائر اللامعنى والعبثية .سيكون نهجنا فى تفنيد وجود إله من المعطيات والفرضيات التى تساق عنه فمنها سنحظى على التناقض الذى ينفى وجوده فلن يكون لنا تصور خاص ننقد على أساسه خارج معطيات فكرة الله بل من أحشاءها ومكوناتها وفرضياتها ذاتها , كما سنتطرق فى نهاية هذه المجموعة إلى تفنيد حجج الدينيين المتهافته عن وجود إله .هذه 50 حجة تفند وجود الله وقد خاطرنى فكرة أن أدونها كلها فى مقال واحد ولكن أحترمت رؤية الزملاء الناقدة فى أن دسامة المحتوى وطول المقال قد يفقد القارئ التأمل والإعتناء بجزيائتها لذا سأجزء هذه الخمسون حجة على عدة مقالات .*1- الكمال - الكمال هو أن يصل الشئ إلى أتم حاله فلا ينتابه التغيير ولا يعتريه النقصان أو الزيادة , فالزيادة تعنى أنه لم يصل لحالته المثالية كونه يحتاج الإضافة لذا يكون الكمال حالة إستاتيكية فأى حركة تُغير من طبيعة الكمال .- عندما يقال أن الله كامل فهذا غير صحيح , فالإله قبل الخلق لم يكن كاملاً بالضرورة فهو لم ينجز عمل الخلق بعد حتى يكتمل كماله بل القول أنه مازال يخلق يعنى أيضاً أنه لم يكتمل بعد لعدم إنجازه أفعال ومهام لم ينته منها بعد .وهذا يعنى أن فكرة الكمال تناقض عملية الخلق . - إذا كان الله كامل منذ الأزل فهذا يعنى أنه يستحيل أن يخلق , فالخلق فعل حادث واجب القيام به بغض النظر عن حسنه أو رداءته فلن يحقق الله كماله منفصلاً عن الخلق , والخلق هنا ينتقص من الكمال ,فالكامل يعنى أنه أنجز كل مهامه ووصل لكماله . - من صفات الموجودات التغير ,فلا يصح لموجود أن يوجد و لا يتغير فعدم التغير يعنى العدم ولن نقول الموت ,فالموت تغير ,ولنلاحظ ان التغير إشارة علي وجود زمن بين الحالات المختلفة في التغير, فلو هناك إله موجود ، فلابد له من تغير فهو يُحيى ويميت , والحىّ والموت يعنى التغيير ليتنافى هذا مع مقولة الإله الكامل لأن الكامل لا يتغير.- الله يكون غير محدود وهذا يعنى أنه فى كل يوم بحال نتيجة تمدده فى الزمان والمكان وهذا ينفى الكمال الذى يعنى حالة مثالية لا تقبل أى زيادة أو إضافة أو تغيير.- الله كامل ومطلق أى أن كماله فى ذاته وكينونته ,والكامل هو الذى ينتج بلا أى عيب أو حاجة أن يضاف له أو ينتقص منه فهو أتم وأكمل حالة مثالية ولكن الله خلق وهناك عيوب فى الخلق من تشوهات ماثلة للعيون فإياك تتهرب وتقول أنها من فعل الإنسان فأنت هكذا تحكى كالملحدين كما تقع فى التناقض عندما تنسب حسن الخلق إلى الله وقبحه إلى الطبيعة ولا تنسى أن كل الأمور تتم بإرادة إلهية فلن يسمح لأى كائن فى تعديل خلقته وأقداره ومشيئته .- كذلك مشهد ختان الذكور والإناث تعنى أن خلق الإله يعتريه الخطأ لنقوم نحن بالتعديل فأليست عملية الختان إمتهان لخلق الله وتحقير لكماله وكفاءاته .*2- الله غير محدود فى الزمان والمكان . - الله محدود أم غير محدود .. إذا كان محدود فهذا يعنى أنه ناقص ومحدد كوحدة وجودية مثلنا ضمن الوجود وهذا ينزع عنه الألوهية وإذا كان غير محدود فهذا يعنى أنه فى تزايد مستمر كما يُعنى أيضاً أنه غير مُكتمل لتنتفى عنه صفة الكمال كونه فى تزايد يبحث عن الإستكمال .- الله غير محدود فى الزمان والمكان تنفى وجوده وتفضح هشاشة وتهافت فكرة الإله المطلق , فالله الغير محدود ينفى كماله كما ذكرنا فهو يتمدد فى الزمان والمكان ولا يكف عن الحركة والتغير والتغيير بينما الكمال هو الوصول لحالة مثالية لا تطلب أى زيادة أو تغيير أو إضافة .-الله غير محدود فى الزمان والمكان تجعل علاقتة جدلية عضوية مع الزمان والمكان لا ينفصم عنها أى أنه من طبيعة الزمان والمكان لتضعه فى إطار الحالة المادية .- الله غير محدود يلغى وجوده أو وجودنا فلا يوجد أى عائق يحد وجوده , فلا الكون ولا الأرض ولا أجسادنا ولا خلايانا ولا ذراتنا تحد وجوده ليبدأ وجوده وطالما نحن أصحاب وجود فإما أن نكون جزيئات من الله أو إنه غير موجود .!-القول بأن الله غير محدود بالمكان غير منطقية بل تنفى وجوده إلا إذا كان هو المكان ذاته فوجود الشئ يتحدد بالإنتساب لمكان ,فوجود الإنسان محدد بمكان الأرض ,ووجود الأرض بالإنتساب للمجموعة الشمسية ,والمجموعة الشمسية تتواجد بالإنتساب لمجرة وهكذا , لذا فوجود الله يتحقق بالإنتساب لمكان وليكن الكون مثلا وهنا تحدد بمكان كوجود .- إن تواجد المكان تحده الابعاد بمقايسيها فحين نتحقق من الشرق يعني أن الغرب قد استوثق بوجود الشرق ,وكذا القريب والبعيد هي مقاسات المكان وموقعنا منه فإذا كان الله قريب لا يمكن أن يكون بعيد والعكس صحيح فلا بد أن قرب الله لا يكون ببعده ,فهل يفرغ المكان البعيد من قربه أو القريب من بعده وألا يحتم هذا أن الله سيكون موجود في الجحيم أيضاً.- معنى أن الله غير محدود وبالمطلق أن ليس هناك كيان أو وجود يحد الله أى أن وجود الله لا يبدأ بحدود من بعد أى شئ .فكوننا الهائل لا يحد وجود الله أى أن الله لا يبدأ كيانه من بعد حدود الكون كذلك عالمنا الأرضى أيضا لا يَحد وجود الله ,ولومددنا الأمور على إستقامتها إلى مالانهاية بحكم الصفة المطلقة سنجد الله فى داخل البحار وفى جوف الجبال والأشجار والكائنات الحيوانية والحشرات وأحشاء الإنسان وعليه لا تغضب عندما نقول أن الله موجود فى الحمامات والأماكن القذرة وجثث الحيوانات. كذلك يتواجد فى داخل الخلية الحية والجزيئات والذرات بل فى أعماق الجحيم أيضا فهكذا القول بغير المحدود فى المطلق ,فلا وجود يحد وجوده ليبدأ منه وجوده , ومن هنا إما أن يكون الله فى كل المكان فلا وجود لنا وللموجودات فنحن جزيئات فى وجود الله ولكننا اصحاب وجود مستقل ملموس.. إذن الله غير موجود.- الله الغير محدود يعنى ان الله لا يحوزه حيز أو يأخذ شكل حيز ما أي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يحويه مكان ما فكيف يكون الله في كل مكان كما تدعي الأديان وهو لايحويه مكان أو حيز فقولهم أنه سيحاسب الناس جميعا يوم القيامة أى فى مكان وزمان محدد, ويتجول فى الجنه ,وينزل فى الثلث الأخير من الليل يعني ينتقل من مكان إلى مكان علاوة على العرش والكرسى فهو مكان محدد الابعاد بثمانية يحملونه , كذلك ينظر المؤمنين إليه بوجوه ناضرة أى هو محدد الأبعاد للرؤية .- إن الآيات التي تقر بقربه تعني قد وجدت فيه حركه وانتقال حتى لو إفترض المُفترض الإنتقال الروحي بوجوده فهذا هراء لأنه منفي كونه تقرب أي ترك الابتعاد ,أي انتقل وترك موضع ما ,وإذا إفترضنا ان الله كائن بوجوده في الاشياء فيهن وبيهن ومنهن فلا يمكن أن نذكر القرب والتقرب حتى لو دلت على ذاتها .*3- هل خلق الله الزمان . - الله من خلق الزمن مقولة طفولية غير واعية , فالزمن ليس وجود بل علاقة وحركة المكان فيلزم وجود مكان أولا ليتكون منها علاقة نطلق عليها الزمن لذا من العبث القول بخلق الزمان .- يؤمنون بأن الله خلق الزمان قبل الخلق ولكن هذا القول طفولى ساذج لأن كلمة خلق هى ماضى والماضى زمان فقول "متى" خلق الله الزمان غير منطقى وغير صحيح لأن "متى" واقعه تحت طائلة الزمن فكيف لها أن تسأل عن الزمن ..إذا كان الله أزلى فهذا يعنى أن الزمان أزلى بالضرورة فكيف خلق الله الزمان وهو لانهائى مثله مرادف له .- عندما يخلق الله فهو يخلق فى الزمن مثل أسطورة الستة الأيام الشهيرة فهنا يوجد زمن محدد بستة أيام بغض النظر عن حجم اليوم الإلهى فهو فى النهاية محدد فى داخل الزمن .- عندما نقول الله أزلى فهذا يعنى إمتداده اللانهائى الأزلى فى الزمن فلا يمكن أن يكون أزلى بدون زمن أزلى مصاحب له ,فإذا كان أزليا فالزمن أزلى وبنفس المستوى وهذا يعنى وجود خلق مستقل خارج الإله يستقى منه زمانه مما ينفى القول بأنه الخالق ..لذا القول أنه خلق الزمن فيعنى أنه لم يكن ذو وجود قبل الزمن .- يقولون أن الله لا حدود له ، وبما أنه قبل خلقه للكون المادى لم يكن يوجد سواه إذن كان هو وحده فى اللامكان ، ذلك لأن المكان بأبعاده الثلاث الطول والعرض والارتفاع مفهوم مرتبط بالأشياء المادية حصراً ، فبدون تلك الأشياء المادية لا يمكن أن يوجد مكان ,فالأشياء المادية فقط هى التى يمكن أن نقيس أبعادها , وبما أنه نتيجة وجود الكون المادى أصبح هناك مكان من اللامكان فلا يمكن أن نتصور وجود المكان بدونه ولكن هذا المكان الكونى وضع حداً لوجود الله ومكانه. أى يصبح الكون المحدود بالمكان فى مقابل الله اللا محدود فى مكان , ومن أجل أن يتلافوا هذه التناقضات ، يلجأ المؤمنون بالله لفكرة أنه موجود فى كل مكان ، لأنه لا يحده حد بما فيه الكون المحدود رغم أنهم يؤمنون أن مكونات هذا الكون منفصلة عنه كونهم يتمسكون فى نفس الوقت بأن الله مستقل عن أى مكان وخارج الكون ليحتوى الكون ولايحتويه فهو أكبر من الكون الذى خلقه ,لنصل إلى النقطة السابقة بأن الكون والحياة أجزاء من لله ليكون وجودنا نافى لوجود الله علاوة أن الإله تم إدماجه فى المكان المادى ليكون خاضعا للوجود المادى .*4- الله الخالق - القول بحدوث العالم يؤدي إلى استكمال الله بالغير. واستكمال الله بالغير يؤدي إلى وجود نقص فيه , والنقص بالنسبة لله محال وفقا لمفهوم الكمال وبذا يكون العالم أزلياً والله ليس خالقاً .- القول بخلق العالم يؤدي إلى دخول الله في علاقة بعد أن لم تكن له علاقة كونه كامل منزه مكتفى لايطرأ عليه تغيير ما ,لذا يكون العالم أزلياً وينتفى فكرة الخلق .- المطلق لا يحدث خلق , فإذا كان الله مطلقاً فمعنى ذلك أنه متعالى على الزمان ولذلك لا يمكن أن يتموضع فى زمن , وهذا يناقض فعل الخلق لأن فعل الخلق لحظة فى الزمان أو بداية له لا فرق ليقسم الزمان لما قبله وما بعده ومن هنا تنشأ الحيرة التى تجعل الكثيرين يطلقون أسئلة على شاكلة ماذا كان يفعل الله قبل الخلق فتجد الحيرة والعبثية .- لو إفترضنا جدلاً إمكانيه وجود يوم إلهي مهما كان طوله فهذا يعني بالضروره أن اليوم الالهي قابل للقياس وعليه فإمكانيه قياس اليوم الالهي تعني وجود الله في زمان مكان مادي يتيح له مقارنة يومه بعدد من سنواتنا فنحن نقيس أيامنا وسنينا على أساس دوران الارض حول الشمس ودوران الشمس حول محورها فهذا يعنى أنه يوجد مكان ما يقيس الله منه يومه وهذا يعنى أن هناك وجود مستقل عن الله لم يخلقه بل يتعامل معه ويخرج منه بعلاقة زمنية .- يقال ان الله متعالى على الزمان فهو أزلى أى لا بداية له بالرغم عدم منطقية هذا القول كما أسلفنا ولكن سنسايره فإذا كان فعل الخلق حادث أى لحظة فى مجرى الزمان فلكى تحدث هذه اللحظة ينبغى عبور الأزلية أولا أى قطع مقدار لا نهائى من الزمن وهذا مستحيل منطقيا .- يجب أن لا ننسى أن الزمن وقياسه هو فكر انساني بحت وقد تم تحديد اليوم على أساس متكرر وثابت الحدوث مثل استخدام القدماء شروق الشمس وغروبها لقياس الزمن واعتبروا ذلك هو اليوم ومن ثم إستطعنا تعريف اليوم بأنه الفتره التي يستغرقها دوران الارض حول محورها والسنه بدوران الأرض حول الشمس ليتم تثبيت هذه الطريقه لقياس اليوم والسنه ولو لم تتواجد الأرض والشمس والحركة ما كان هناك زمن لذا فإن إعتمادنا لليوم بأعتماد ثابت مادي متكرر الحدوث .- لايهمنا طول يوم الله قياساً الى يومنا ,فليكن يومه بمليون سنه من أيامنا ولكن السؤال هنا هو كيف يقيس الرب يومه؟. فهل هناك حدث ما يتكرر حدوثه بشكل ثابت في الزمكان الالهي أى هل يعني هذا أن هناك مجرة مثلا يدور حولها كرسي العرش .؟!إن مجرد قولنا أن اليوم الالهي موجود ويساوي كذا من أيامنا يعني انه قابل للقياس وهذا يعني بالنتيجه أن الله يتواجد في حيز مادي اي ستنطبق عليه قوانين الطبيعيه السائده في كونه وهذا يعني ان للرب وجود مادي من نوع ما ليفقد ألوهيته .- مادام الله ينسب الى يومه قياساً فقد تحول إلى كميه مقاسه فعندما يقول إن يومه يساوي ألف سنه من أيامنا فيعني هذا انه قد حدد قياس يومه ولنعلم أن الكميه المقاسه لاتقاس إلا في وسط مادي وهذا يعني أن الله موجود في زمكان أى فى زمان ومكان وليس في اللازمكان أي أن لديه يوم ومن ثم نهار وليل وساعات لذا إعتبار وجود الله في زمكان معين تُفقده قصة الاله المطلق الخالق كونه فى وجود مادى مستقل عنه يستقى منه يومه .*5- هل الله حر ..هل مسير أم مخير . - لم تنسب الكتب المقدسة الحرية إلى الله فلم تورد تلك الكلمة الرائعة مرة واحدة وقد يرجع هذا إلى أن الحرية مفهوم عصرى حداثى ولكن وردت كلمة المشيئة ليمكن إعتبارها مرادفة للحرية لنقول أنه من المُفترض أن الله حر مخير فى سلوكه وقراراته فليس من المعقول أن يكون الإنسان حُر والإله فاقد الحرية . ولكن وفقا للمنطق والمعطيات الأخرى عن الإله فهو لن يكون حراً بل مسيراً مجبراً مبرمجاً على أداء سلوك محدد.- الحرية تعنى القدرة على إختيار خيار محدد من مجموعة خيارات فى لحظة ما وهذا يعنى وقوع الله تحت اللحظة والتأثر بالخيارات وعدم العلم ,فهو فوجئ بحدث لم يعلمه ليتأثر وينفعل به فيضطر إلى إختيار قرار يتناسب مع الحدث لنكون هكذا أمام إله متفاعل بأشياء خارجة عنه يمارس رد الفعل وليبدد هذا تفرده بالخلق والمشيئة والأسباب فكلها أشياء ليست منه .!- إن إختيار خيار محدد دون عن باقى خيارات هو إختيار نسبى فى النهاية يتحكم فيه المنطق أو قوة الحجة أو الميل والهوى وإذا طبقنا هذا على الإله وإستثينا الهوى والمزاج إحتراما لألوهيته المُفترضة فيتبقى المنطق وقوة الخيار وحجته ليميل الإله لإختيار دون آخر وهنا يفقد الإله ألوهيته بهذه الحرية فهو هنا خاضع لخيارات خارجة عنه مُتأثراً بها مُتفاعلاً معها مُبدياً رد فعله لينتقى منها واحدة تكون الأقرب لمنطقه بينما المُفترض أن الإله لا يتأثر ولا يتفاعل مع مؤثرات وخيارات كما من المُفترض أن الخيارات ليست خارجة عنه فهو خالقها فرضاً.- حجة أخرى تنفى عن الله الحرية وأنه مبرمج رغماً عنه لأداء سلوك محدد فصفة المعرفة الكلية المطلقة تنفى حرية الإله ,فالله يعلم كل الأشياء والمشاهد والقصص قبل ان تكون منذ الأزل وأى تغيير فى هذه المشاهد تفقده المعرفة المسبقة أى أن المشاهد التى يعلمها منذ الأزل لابد لها أن تتحقق كما فى معرفته لذا أى تغيير يطرأ نتيجة حريته فى تبديل قراراته يعنى أنه كان يجهلها منذ البدء ,ولنؤكد هذه الحجة بفرضية لها معانى ودلالات لنسأل : هل يمكن ان يلغى الله يوم الحساب والجنه والجحيم ؟!أتصور انك سترفض هذه الإحتمالية وعلى إستعداد ان تضحى بالله وتصيبه بالعجز والجبرية فداء أن لا يُقدم على ذلك الفعل فهى ستفقدك العملية الإمانية والأمانى المتوهمة دفعة واحدة .لن يجدى القول بأن كلام الله صادق لا يحيد عنه فهذا ليس له علاقة بالصدق فكلامه بدله ونسخه ولم يتوقف عنده مثل نسخ التوراة بالإنجيل ونسخ التوراة والانجيل بالقرآن ,كما أننا نتحدث عن وجود حرية ومشيئة وقدرة إلهية لا تحتمل المساومة فهل يحتمل منطقياً أن يلغى يوم القيامة والجنه والجحيم أم لا .؟!وفق إنه حر فمنطقياً قادر على إلغاء يوم القيامة والحساب ولكن هذا ينسف جدوى العملية الإيمانية ,فبالتأمل فى هكذا سؤال والتمعن فى رفضك من إحتمالية حدوثه ستدرك أننا من خلقنا فكرة الإله ورسمناها ووظفناها.- هناك رؤية أخرى تنسف الزعم بحرية الله , فلو إعتبرنا الله كلى الخير والصلاح فيستحيل أن يمارس الشر وينتابه الخطأ والطيش فى أفعاله بعكس الإنسان الذى يمارس الخير أحياناً والشر أحيان أخرى لذلك فالإنسان حر وليس كلى الخير والصلاح بالطبع فهو يخطأ فى تصرفاته ,بينما الله يمارس الصلاح على الدوام فهكذا هى طبيعته فيستحيل له أن يُخطأ ويتعثر لأنه كلى الخير والصلاح , لذا فالله هنا إفتقد للحرية فهو لن يستطيع أن يخطأ نتيجة طبيعته الخيرة وهذا يعنى أنه ليس مخيراً أن يفعل الخطأ والشر بل مجبولاً على فعل الخير فقط وبذا لن يكون حراً , أما إذا مارس الشر فهنا لن يكون كلى الخير والصلاح بالرغم انه كلى الشر أيضا كما سنتطرق فى تأمل لاحق .هنايتبع... | |
|
الأحد فبراير 28, 2016 6:56 am من طرف نابغة