** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 خمسين حجة تفند وجود الإله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

خمسين حجة تفند وجود الإله Empty
28022016
مُساهمةخمسين حجة تفند وجود الإله

 خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (39).

الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية والمعرفية ,وليعبر بها دوائر الغموض والألم والحيرة من وجود غير معتنى فكانت الفكرة تعبيراً حقيقياً عن تلك الإحتياجات تبغى ملاذ وراحة وأمان فى عالم مادى يقذف بقسوته .
تتشعب الفكرة لتتسلل وتستوعب كل مفردات الجهل الإنساني وليتماهى الإنسان فيها ليرفع سقوف أوهامه حداً يصل منح الفكرة حالة من الإستقلالية والوجود بالرغم أنها فكرة كل صورها ومفرداتها وبنائها جاء من الدماغ .!
يغضب المؤمنون عندما نقول أن الإله فكرة وليس بوجود , فالوجود يبقى وجوداً متى جاء ماثلاً أمامنا يمكن التحقق منه ونستطيع تلمسه وإدراكه وإختباره وتجربته وتطبيقه وإستحضاره ولا يعنى ذلك الإقتصار على الإدراك الحسى بالرغم أن هذا ليس عيباً ولكن فليكن الإدراك والإختبارات والتطبيقات هى أدواتنا لإثبات الوجود .
ليس من حق المؤمنين أن يغضبوا من نعت الإله بالفكرة فهم لا يدركون ذاته ولا كينونتة بل ينفون عنه الوجود المادى المُعاين ولا يقدمون لنا شيئاً سوى إدعاء بوظيفته كخالق بالرغم أنهم لم يعاينوا مشهد الخلق هذا , فكيف لهم أن يؤمنوا بوجوده ويطالبون الآخرون الإيمان به طالما يجهلون طبيعتة وذاته ويعجزون عن تحديد ماهيته ,فليس أمامهم سوى الظن والإستنتاج والإتكاء على المراوغة بمنطق السببية والتحايل بقصة التصميم فهكذا هو إيمانهم ,ولتدخل فكرة الإله فى إطار الفكرة القابلة للجدل وليس الوجود المُعلن عن حقيقتة .
نشأت فكرة الإله لإيفاء مجاهيل إنسانية محددة ولتُعبر عن فكر بشرى مؤطر ببساطته وإحتياجاته ولكن الإحتياجات إزدادت إتساعاً وإلحاحاً وتعقيداً بحكم تطور المجتمعات البشرية ليضيف الأحفاد رؤى إضافية تمط فكرة الإله وتمددها فى محاولة لإستيعاب المستجدات وخلق المفارقة بين الإنسان والفكرة .
تعتبر الأديان والمعتقدات الحديثة المتمثلة فى اليهودية والمسيحية والإسلام أكثر الأديان التى فتحت آفاق هائلة لفكرة الإله بالرغم أنها مارست عملية تشخيص الإله بل وهبته صفات الإنسان إلا أنها أطلقت الصفات من عقالها لتمنحها معايير كبيرة وخطوط غير منتهية لتتمدد الفكرة ويصير لها الشمولية ولتتهور الأديان ويزيدها رجال اللاهوت تهوراً بمنح الصفات الإلهية الإطلاق واللامحدوية حتى تصبح فكرة الإله ذات وجود لانهائى مانح المفارقة والتعظيم والتبجيل .
تمديد الفكرة لتنطلق فى اللامحدودية واللانهائية والمطلق أصاب الفكرة فى مقتل لترتبك وتدخل دوائر العبثية فهى لاتتحمل الإطلاق بحكم أنها بشرية الرؤية والفكر والمنحى ليكون عملية مطها فى اللانهائى هو تقويض للفكرة ذاتها لتحلق فى التناقض والعبثية واللامعنى .. دعونا نتناول فكرة الإله وفقاً لمعطياتها التى صدرتها منظومة الفكر الدينى الذى روج لفكرة الإله المطلق اللامحدود مع تعاطينا لمفردات الفكر المنطقى العقلانى فهذا ما نملكه للتعامل مع فكرة الإله لنتبين أن الفكرة قد أصابها الإرتباك لتدخل فى دوائر اللامعنى والعبثية .
سيكون نهجنا فى تفنيد وجود إله من المعطيات والفرضيات التى تساق عنه فمنها سنحظى على التناقض الذى ينفى وجوده فلن يكون لنا تصور خاص ننقد على أساسه خارج معطيات فكرة الله بل من أحشاءها ومكوناتها وفرضياتها ذاتها , كما سنتطرق فى نهاية هذه المجموعة إلى تفنيد حجج الدينيين المتهافته عن وجود إله .
هذه 50 حجة تفند وجود الله وقد خاطرنى فكرة أن أدونها كلها فى مقال واحد ولكن أحترمت رؤية الزملاء الناقدة فى أن دسامة المحتوى وطول المقال قد يفقد القارئ التأمل والإعتناء بجزيائتها لذا سأجزء هذه الخمسون حجة على عدة مقالات .

*1- الكمال 
- الكمال هو أن يصل الشئ إلى أتم حاله فلا ينتابه التغيير ولا يعتريه النقصان أو الزيادة , فالزيادة تعنى أنه لم يصل لحالته المثالية كونه يحتاج الإضافة لذا يكون الكمال حالة إستاتيكية فأى حركة تُغير من طبيعة الكمال .
- عندما يقال أن الله كامل فهذا غير صحيح , فالإله قبل الخلق لم يكن كاملاً بالضرورة فهو لم ينجز عمل الخلق بعد حتى يكتمل كماله بل القول أنه مازال يخلق يعنى أيضاً أنه لم يكتمل بعد لعدم إنجازه أفعال ومهام لم ينته منها بعد .وهذا يعنى أن فكرة الكمال تناقض عملية الخلق . 
- إذا كان الله كامل منذ الأزل فهذا يعنى أنه يستحيل أن يخلق , فالخلق فعل حادث واجب القيام به بغض النظر عن حسنه أو رداءته فلن يحقق الله كماله منفصلاً عن الخلق , والخلق هنا ينتقص من الكمال ,فالكامل يعنى أنه أنجز كل مهامه ووصل لكماله . 
- من صفات الموجودات التغير ,فلا يصح لموجود أن يوجد و لا يتغير فعدم التغير يعنى العدم ولن نقول الموت ,فالموت تغير ,ولنلاحظ ان التغير إشارة علي وجود زمن بين الحالات المختلفة في التغير, فلو هناك إله موجود ، فلابد له من تغير فهو يُحيى ويميت , والحىّ والموت يعنى التغيير ليتنافى هذا مع مقولة الإله الكامل لأن الكامل لا يتغير.
- الله يكون غير محدود وهذا يعنى أنه فى كل يوم بحال نتيجة تمدده فى الزمان والمكان وهذا ينفى الكمال الذى يعنى حالة مثالية لا تقبل أى زيادة أو إضافة أو تغيير.
- الله كامل ومطلق أى أن كماله فى ذاته وكينونته ,والكامل هو الذى ينتج بلا أى عيب أو حاجة أن يضاف له أو ينتقص منه فهو أتم وأكمل حالة مثالية ولكن الله خلق وهناك عيوب فى الخلق من تشوهات ماثلة للعيون فإياك تتهرب وتقول أنها من فعل الإنسان فأنت هكذا تحكى كالملحدين كما تقع فى التناقض عندما تنسب حسن الخلق إلى الله وقبحه إلى الطبيعة ولا تنسى أن كل الأمور تتم بإرادة إلهية فلن يسمح لأى كائن فى تعديل خلقته وأقداره ومشيئته .
- كذلك مشهد ختان الذكور والإناث تعنى أن خلق الإله يعتريه الخطأ لنقوم نحن بالتعديل فأليست عملية الختان إمتهان لخلق الله وتحقير لكماله وكفاءاته .

*2- الله غير محدود فى الزمان والمكان .
- الله محدود أم غير محدود .. إذا كان محدود فهذا يعنى أنه ناقص ومحدد كوحدة وجودية مثلنا ضمن الوجود وهذا ينزع عنه الألوهية وإذا كان غير محدود فهذا يعنى أنه فى تزايد مستمر كما يُعنى أيضاً أنه غير مُكتمل لتنتفى عنه صفة الكمال كونه فى تزايد يبحث عن الإستكمال .
- الله غير محدود فى الزمان والمكان تنفى وجوده وتفضح هشاشة وتهافت فكرة الإله المطلق , فالله الغير محدود ينفى كماله كما ذكرنا فهو يتمدد فى الزمان والمكان ولا يكف عن الحركة والتغير والتغيير بينما الكمال هو الوصول لحالة مثالية لا تطلب أى زيادة أو تغيير أو إضافة .
-الله غير محدود فى الزمان والمكان تجعل علاقتة جدلية عضوية مع الزمان والمكان لا ينفصم عنها أى أنه من طبيعة الزمان والمكان لتضعه فى إطار الحالة المادية .
- الله غير محدود يلغى وجوده أو وجودنا فلا يوجد أى عائق يحد وجوده , فلا الكون ولا الأرض ولا أجسادنا ولا خلايانا ولا ذراتنا تحد وجوده ليبدأ وجوده وطالما نحن أصحاب وجود فإما أن نكون جزيئات من الله أو إنه غير موجود .!
-القول بأن الله غير محدود بالمكان غير منطقية بل تنفى وجوده إلا إذا كان هو المكان ذاته فوجود الشئ يتحدد بالإنتساب لمكان ,فوجود الإنسان محدد بمكان الأرض ,ووجود الأرض بالإنتساب للمجموعة الشمسية ,والمجموعة الشمسية تتواجد بالإنتساب لمجرة وهكذا , لذا فوجود الله يتحقق بالإنتساب لمكان وليكن الكون مثلا وهنا تحدد بمكان كوجود .
- إن تواجد المكان تحده الابعاد بمقايسيها فحين نتحقق من الشرق يعني أن الغرب قد استوثق بوجود الشرق ,وكذا القريب والبعيد هي مقاسات المكان وموقعنا منه فإذا كان الله قريب لا يمكن أن يكون بعيد والعكس صحيح فلا بد أن قرب الله لا يكون ببعده ,فهل يفرغ المكان البعيد من قربه أو القريب من بعده وألا يحتم هذا أن الله سيكون موجود في الجحيم أيضاً.
- معنى أن الله غير محدود وبالمطلق أن ليس هناك كيان أو وجود يحد الله أى أن وجود الله لا يبدأ بحدود من بعد أى شئ .فكوننا الهائل لا يحد وجود الله أى أن الله لا يبدأ كيانه من بعد حدود الكون كذلك عالمنا الأرضى أيضا لا يَحد وجود الله ,ولومددنا الأمور على إستقامتها إلى مالانهاية بحكم الصفة المطلقة سنجد الله فى داخل البحار وفى جوف الجبال والأشجار والكائنات الحيوانية والحشرات وأحشاء الإنسان وعليه لا تغضب عندما نقول أن الله موجود فى الحمامات والأماكن القذرة وجثث الحيوانات. كذلك يتواجد فى داخل الخلية الحية والجزيئات والذرات بل فى أعماق الجحيم أيضا فهكذا القول بغير المحدود فى المطلق ,فلا وجود يحد وجوده ليبدأ منه وجوده , ومن هنا إما أن يكون الله فى كل المكان فلا وجود لنا وللموجودات فنحن جزيئات فى وجود الله ولكننا اصحاب وجود مستقل ملموس.. إذن الله غير موجود.
- الله الغير محدود يعنى ان الله لا يحوزه حيز أو يأخذ شكل حيز ما أي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يحويه مكان ما فكيف يكون الله في كل مكان كما تدعي الأديان وهو لايحويه مكان أو حيز فقولهم أنه سيحاسب الناس جميعا يوم القيامة أى فى مكان وزمان محدد, ويتجول فى الجنه ,وينزل فى الثلث الأخير من الليل يعني ينتقل من مكان إلى مكان علاوة على العرش والكرسى فهو مكان محدد الابعاد بثمانية يحملونه , كذلك ينظر المؤمنين إليه بوجوه ناضرة أى هو محدد الأبعاد للرؤية .
- إن الآيات التي تقر بقربه تعني قد وجدت فيه حركه وانتقال حتى لو إفترض المُفترض الإنتقال الروحي بوجوده فهذا هراء لأنه منفي كونه تقرب أي ترك الابتعاد ,أي انتقل وترك موضع ما ,وإذا إفترضنا ان الله كائن بوجوده في الاشياء فيهن وبيهن ومنهن فلا يمكن أن نذكر القرب والتقرب حتى لو دلت على ذاتها .

*3- هل خلق الله الزمان .
- الله من خلق الزمن مقولة طفولية غير واعية , فالزمن ليس وجود بل علاقة وحركة المكان فيلزم وجود مكان أولا ليتكون منها علاقة نطلق عليها الزمن لذا من العبث القول بخلق الزمان .
- يؤمنون بأن الله خلق الزمان قبل الخلق ولكن هذا القول طفولى ساذج لأن كلمة خلق هى ماضى والماضى زمان فقول "متى" خلق الله الزمان غير منطقى وغير صحيح لأن "متى" واقعه تحت طائلة الزمن فكيف لها أن تسأل عن الزمن ..إذا كان الله أزلى فهذا يعنى أن الزمان أزلى بالضرورة فكيف خلق الله الزمان وهو لانهائى مثله مرادف له .
- عندما يخلق الله فهو يخلق فى الزمن مثل أسطورة الستة الأيام الشهيرة فهنا يوجد زمن محدد بستة أيام بغض النظر عن حجم اليوم الإلهى فهو فى النهاية محدد فى داخل الزمن .
- عندما نقول الله أزلى فهذا يعنى إمتداده اللانهائى الأزلى فى الزمن فلا يمكن أن يكون أزلى بدون زمن أزلى مصاحب له ,فإذا كان أزليا فالزمن أزلى وبنفس المستوى وهذا يعنى وجود خلق مستقل خارج الإله يستقى منه زمانه مما ينفى القول بأنه الخالق ..لذا القول أنه خلق الزمن فيعنى أنه لم يكن ذو وجود قبل الزمن .
- يقولون أن الله لا حدود له ، وبما أنه قبل خلقه للكون المادى لم يكن يوجد سواه إذن كان هو وحده فى اللامكان ، ذلك لأن المكان بأبعاده الثلاث الطول والعرض والارتفاع مفهوم مرتبط بالأشياء المادية حصراً ، فبدون تلك الأشياء المادية لا يمكن أن يوجد مكان ,فالأشياء المادية فقط هى التى يمكن أن نقيس أبعادها , وبما أنه نتيجة وجود الكون المادى أصبح هناك مكان من اللامكان فلا يمكن أن نتصور وجود المكان بدونه ولكن هذا المكان الكونى وضع حداً لوجود الله ومكانه. أى يصبح الكون المحدود بالمكان فى مقابل الله اللا محدود فى مكان , ومن أجل أن يتلافوا هذه التناقضات ، يلجأ المؤمنون بالله لفكرة أنه موجود فى كل مكان ، لأنه لا يحده حد بما فيه الكون المحدود رغم أنهم يؤمنون أن مكونات هذا الكون منفصلة عنه كونهم يتمسكون فى نفس الوقت بأن الله مستقل عن أى مكان وخارج الكون ليحتوى الكون ولايحتويه فهو أكبر من الكون الذى خلقه ,لنصل إلى النقطة السابقة بأن الكون والحياة أجزاء من لله ليكون وجودنا نافى لوجود الله علاوة أن الإله تم إدماجه فى المكان المادى ليكون خاضعا للوجود المادى .

*4- الله الخالق 
- القول بحدوث العالم يؤدي إلى استكمال الله بالغير. واستكمال الله بالغير يؤدي إلى وجود نقص فيه , والنقص بالنسبة لله محال وفقا لمفهوم الكمال وبذا يكون العالم أزلياً والله ليس خالقاً .
- القول بخلق العالم يؤدي إلى دخول الله في علاقة بعد أن لم تكن له علاقة كونه كامل منزه مكتفى لايطرأ عليه تغيير ما ,لذا يكون العالم أزلياً وينتفى فكرة الخلق .
- المطلق لا يحدث خلق , فإذا كان الله مطلقاً فمعنى ذلك أنه متعالى على الزمان ولذلك لا يمكن أن يتموضع فى زمن , وهذا يناقض فعل الخلق لأن فعل الخلق لحظة فى الزمان أو بداية له لا فرق ليقسم الزمان لما قبله وما بعده ومن هنا تنشأ الحيرة التى تجعل الكثيرين يطلقون أسئلة على شاكلة ماذا كان يفعل الله قبل الخلق فتجد الحيرة والعبثية .
- لو إفترضنا جدلاً إمكانيه وجود يوم إلهي مهما كان طوله فهذا يعني بالضروره أن اليوم الالهي قابل للقياس وعليه فإمكانيه قياس اليوم الالهي تعني وجود الله في زمان مكان مادي يتيح له مقارنة يومه بعدد من سنواتنا فنحن نقيس أيامنا وسنينا على أساس دوران الارض حول الشمس ودوران الشمس حول محورها فهذا يعنى أنه يوجد مكان ما يقيس الله منه يومه وهذا يعنى أن هناك وجود مستقل عن الله لم يخلقه بل يتعامل معه ويخرج منه بعلاقة زمنية .
- يقال ان الله متعالى على الزمان فهو أزلى أى لا بداية له بالرغم عدم منطقية هذا القول كما أسلفنا ولكن سنسايره فإذا كان فعل الخلق حادث أى لحظة فى مجرى الزمان فلكى تحدث هذه اللحظة ينبغى عبور الأزلية أولا أى قطع مقدار لا نهائى من الزمن وهذا مستحيل منطقيا .
- يجب أن لا ننسى أن الزمن وقياسه هو فكر انساني بحت وقد تم تحديد اليوم على أساس متكرر وثابت الحدوث مثل استخدام القدماء شروق الشمس وغروبها لقياس الزمن واعتبروا ذلك هو اليوم ومن ثم إستطعنا تعريف اليوم بأنه الفتره التي يستغرقها دوران الارض حول محورها والسنه بدوران الأرض حول الشمس ليتم تثبيت هذه الطريقه لقياس اليوم والسنه ولو لم تتواجد الأرض والشمس والحركة ما كان هناك زمن لذا فإن إعتمادنا لليوم بأعتماد ثابت مادي متكرر الحدوث .
- لايهمنا طول يوم الله قياساً الى يومنا ,فليكن يومه بمليون سنه من أيامنا ولكن السؤال هنا هو كيف يقيس الرب يومه؟. فهل هناك حدث ما يتكرر حدوثه بشكل ثابت في الزمكان الالهي أى هل يعني هذا أن هناك مجرة مثلا يدور حولها كرسي العرش .؟!
إن مجرد قولنا أن اليوم الالهي موجود ويساوي كذا من أيامنا يعني انه قابل للقياس وهذا يعني بالنتيجه أن الله يتواجد في حيز مادي اي ستنطبق عليه قوانين الطبيعيه السائده في كونه وهذا يعني ان للرب وجود مادي من نوع ما ليفقد ألوهيته .
- مادام الله ينسب الى يومه قياساً فقد تحول إلى كميه مقاسه فعندما يقول إن يومه يساوي ألف سنه من أيامنا فيعني هذا انه قد حدد قياس يومه ولنعلم أن الكميه المقاسه لاتقاس إلا في وسط مادي وهذا يعني أن الله موجود في زمكان أى فى زمان ومكان وليس في اللازمكان أي أن لديه يوم ومن ثم نهار وليل وساعات لذا إعتبار وجود الله في زمكان معين تُفقده قصة الاله المطلق الخالق كونه فى وجود مادى مستقل عنه يستقى منه يومه .

*5- هل الله حر ..هل مسير أم مخير .
- لم تنسب الكتب المقدسة الحرية إلى الله فلم تورد تلك الكلمة الرائعة مرة واحدة وقد يرجع هذا إلى أن الحرية مفهوم عصرى حداثى ولكن وردت كلمة المشيئة ليمكن إعتبارها مرادفة للحرية لنقول أنه من المُفترض أن الله حر مخير فى سلوكه وقراراته فليس من المعقول أن يكون الإنسان حُر والإله فاقد الحرية . ولكن وفقا للمنطق والمعطيات الأخرى عن الإله فهو لن يكون حراً بل مسيراً مجبراً مبرمجاً على أداء سلوك محدد.
- الحرية تعنى القدرة على إختيار خيار محدد من مجموعة خيارات فى لحظة ما وهذا يعنى وقوع الله تحت اللحظة والتأثر بالخيارات وعدم العلم ,فهو فوجئ بحدث لم يعلمه ليتأثر وينفعل به فيضطر إلى إختيار قرار يتناسب مع الحدث لنكون هكذا أمام إله متفاعل بأشياء خارجة عنه يمارس رد الفعل وليبدد هذا تفرده بالخلق والمشيئة والأسباب فكلها أشياء ليست منه .!
- إن إختيار خيار محدد دون عن باقى خيارات هو إختيار نسبى فى النهاية يتحكم فيه المنطق أو قوة الحجة أو الميل والهوى وإذا طبقنا هذا على الإله وإستثينا الهوى والمزاج إحتراما لألوهيته المُفترضة فيتبقى المنطق وقوة الخيار وحجته ليميل الإله لإختيار دون آخر وهنا يفقد الإله ألوهيته بهذه الحرية فهو هنا خاضع لخيارات خارجة عنه مُتأثراً بها مُتفاعلاً معها مُبدياً رد فعله لينتقى منها واحدة تكون الأقرب لمنطقه بينما المُفترض أن الإله لا يتأثر ولا يتفاعل مع مؤثرات وخيارات كما من المُفترض أن الخيارات ليست خارجة عنه فهو خالقها فرضاً.
- حجة أخرى تنفى عن الله الحرية وأنه مبرمج رغماً عنه لأداء سلوك محدد فصفة المعرفة الكلية المطلقة تنفى حرية الإله ,فالله يعلم كل الأشياء والمشاهد والقصص قبل ان تكون منذ الأزل وأى تغيير فى هذه المشاهد تفقده المعرفة المسبقة أى أن المشاهد التى يعلمها منذ الأزل لابد لها أن تتحقق كما فى معرفته لذا أى تغيير يطرأ نتيجة حريته فى تبديل قراراته يعنى أنه كان يجهلها منذ البدء ,ولنؤكد هذه الحجة بفرضية لها معانى ودلالات لنسأل : هل يمكن ان يلغى الله يوم الحساب والجنه والجحيم ؟!
أتصور انك سترفض هذه الإحتمالية وعلى إستعداد ان تضحى بالله وتصيبه بالعجز والجبرية فداء أن لا يُقدم على ذلك الفعل فهى ستفقدك العملية الإمانية والأمانى المتوهمة دفعة واحدة .
لن يجدى القول بأن كلام الله صادق لا يحيد عنه فهذا ليس له علاقة بالصدق فكلامه بدله ونسخه ولم يتوقف عنده مثل نسخ التوراة بالإنجيل ونسخ التوراة والانجيل بالقرآن ,كما أننا نتحدث عن وجود حرية ومشيئة وقدرة إلهية لا تحتمل المساومة فهل يحتمل منطقياً أن يلغى يوم القيامة والجنه والجحيم أم لا .؟!
وفق إنه حر فمنطقياً قادر على إلغاء يوم القيامة والحساب ولكن هذا ينسف جدوى العملية الإيمانية ,فبالتأمل فى هكذا سؤال والتمعن فى رفضك من إحتمالية حدوثه ستدرك أننا من خلقنا فكرة الإله ورسمناها ووظفناها.
- هناك رؤية أخرى تنسف الزعم بحرية الله , فلو إعتبرنا الله كلى الخير والصلاح فيستحيل أن يمارس الشر وينتابه الخطأ والطيش فى أفعاله بعكس الإنسان الذى يمارس الخير أحياناً والشر أحيان أخرى لذلك فالإنسان حر وليس كلى الخير والصلاح بالطبع فهو يخطأ فى تصرفاته ,بينما الله يمارس الصلاح على الدوام فهكذا هى طبيعته فيستحيل له أن يُخطأ ويتعثر لأنه كلى الخير والصلاح , لذا فالله هنا إفتقد للحرية فهو لن يستطيع أن يخطأ نتيجة طبيعته الخيرة وهذا يعنى أنه ليس مخيراً أن يفعل الخطأ والشر بل مجبولاً على فعل الخير فقط وبذا لن يكون حراً , أما إذا مارس الشر فهنا لن يكون كلى الخير والصلاح بالرغم انه كلى الشر أيضا كما سنتطرق فى تأمل لاحق .
هنا

يتبع...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

خمسين حجة تفند وجود الإله :: تعاليق

نابغة
رد: خمسين حجة تفند وجود الإله
مُساهمة الأحد فبراير 28, 2016 6:56 am من طرف نابغة
خمسين حجة تفند وجود الإله Icon1


* 6- الله بين الغاية والعبث .
الانسان كائن عاقل واعي يضع لنفسه دوماً غايات ويخطط لتحقيقها فهو لا يقوم بأى فعل حياتى إلا ليحقق غاية ما وغاياته دائماً خاضعة لأسباب ,فكل فعل يفعله لأجل غاية ما، ولسبب ما، وذلك السبب هو المحرك والدينامو الذى يدفعنا للفعل ولولاه ما كانت هناك حياة ,فالحياة هى البحث عن غاية سواء بشكل عاقل منظم ومعقد وثرى كالإنسان أو بشكل غريزى كالحيوان فهكذا هو الإنسان لنسأل هنا: هل الإله على نفس شاكلة الإنسان باحثاً عن تحقيق إحتياجاته وله خطط وغايات تبغى التحقيق ,فلماذا قام الله بخلق الحياة والوجود فألا يدل فعل الخلق عن افتقاره وحاجته لذلك الفعل أو لنتائج ذلك الفعل باحثاً عن غاية ,وهذا ماصرح به القرآن بأنه خلق الإنس والجن ليعبدون وأفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لاترجعون ,ولكن هذا يتناقض مع كماله وغناه ونزاهته فهو هنا كالإنسان واقع تحت الحاجة والطلب والإحتياج والأسباب ليحدد له غاية .! 
إذا نفيت عن الله الإحتياج لكونه كامل منزه عن طلب الحاجة والغاية فستدخله فى دوائر العبثية واللامعنى فهو يصنع أشياء ويضع خطط بلا هدف ولا حكمة ولا تدبير كحال الطبيعة التى تنتج منتجاتها بعشوائية بلا غاية ولاخطة ولا ترتيب .!

* 7- الله كلى المعرفة والحكمة .
لا يمكن أن يكون الله كلى المعرفة والحكمة فى ذات الوقت فكونه كلى المعرفة و يعلم مصير كل إنسان قبل أن يخلقه أكان فى الجنه أم الجحيم بغض النظر أنه من هيأ له سُبل الهداية والضلال أم لا فهو يعلم أن هذا مصيره الجنه وذاك مصيره الجحيم فهنا تتلاشى أى معنى للحكمة الإلهية فنحن أمام عمل عبثى بلا معنى أو ذو مردود بالنسبة له فماذا أفادته أن تتحقق معرفته أن هذا فى الجنه او ذاك فى الجحيم .!

* 8- هل الله خلقنا على صورته أم نحن من خلقنا الله على صورتنا.
معظم الصفات الإلهية ترتبط إرتباط وثيق بوجود الإنسان , فصفات كالرحيم والغفور والمعز والمذل والهادى والكريم و...و.. ألخ هى صفات إنسانية فى الأساس مرتبطة بوجود الإنسان على ظهر الأرض وما يثبت أنها حكر بشري أنك لا تستطيع القول أن الله غفور ورحيم وكريم ومحب ورازق الخ قبل عملية الخلق المُفترضة وظهور الإنسان على مسرح الحياة ,فهذه الصفات لن يكون لها وجود .إذن صفات الله لها نقطة بداية ومنها بدأت مما ينفى فكرة أنها مطلقة لانهائية وغير محدودة .
الصفات الإلهية صفات أبدعها الإنسان القديم وأصبغها وأسقطها على إلهه وأعتقد أن مشكلة الفكر الدينى تأتى من الفقهاء والكهنه الذين أرادوا أن يجعلوا لصفات الإله عدم المحدودية والإطلاق حتى يكون متمايزاً مفارقاً عظيماً فلم يكن لهم خيار آخر فإذا لم يفعلوا هذا لا يكون الإله إلهاً وسيتحدد كوحدة وجودية شأن أى وحدة وجودية أخرى .
السؤال الشائع : هل خلق الله الإنسان على صورته أم الإنسان من خلق إلهه وفقا لتصوراته ؟!.
فكرة خلق الله الإنسان على صورته لن تستقيم مع كونه إله ذو طبيعة مغايرة عن طبيعتنا فلا يوجد أى وجه أو شَبه أو صلة تقارب فنحن طبيعة وهو طبيعة مغايرة تماماً علاوة أنه ليس كمثله شئ أى لو كان صاحب صفات فلن تكون كصافاتنا .
القول أننا خلقنا الإله على صورتنا فتستقيم فقد وضعنا فيه كل صفاتنا المأمولة فهو عادل ورحيم ومنتقم ومحب وغنى وكريم ووووو .. فأليست تلك صفاتنا ومنحناها إياه وهذا يعنى أننا خلقنا الإله .. وعندما يتفذلك المتفذلكون ليقولون أن الإله هو الذى منحنا الصفات فنرجع ونقول لهم بأن عليكم أن تتذكروا أنه من طبيعة مغايرة غير بشرية غير مادية وليس كمثله شئ ولتتابعوا معنا التناقض الذى يحل عندما تتمدد الصفات البشرية فى المطلق .

* 9- الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة .
الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة أيضاً فمن احشاء هاتين الفرضيتين يكمن التناقض والإشكالية والإستحالة ,فمطلق المعرفة يعلم كل ما كان وما سيكون بكل التفاصيل الدقيقة ,ومطلق القدرة تجعله يفعل كل مايريد فى المستقبل فلا يحوله شئ ولكن إذا إستطاع أن يغير ويبدل بحكم أنه كلى القدرة فهو حينها لن يكون كلى المعرفة !! ,وإذا حقق دوماً معرفته كما قدرها فلن يكون كلى القدرة .!
خلاصة القول : هل يقدر الله على تغيير أمر يعلم وقوعه في المستقبل؟
فإذا كان الجواب بـ (نعم) يقدر : فالله هنا قادر وحر وليس مطلق العلم كونه يجهل التغيير .!
وإذا كان الجواب بـ (لا) يقدر : فالله هنا ليس مطلق القدرة كونه مُقيد بما يعلمه ولا يستطيع الحيد عنه .!

* 10- تناقض الرحمة والعدل فى المطلق .
لو افترضنا أن الرحمة لانهائية، فلا يمكن القول أن العدل لانهائي في نفس الوقت. فعلى الرغم من كون الإثنتان صفات جيدة، إلا أن تطبيق كل واحد منهما فى اللانهائية المطلقة بلا توقف سيجلب التناقض واللامنطقية .. لماذا ؟!
العدل المطلق يستحيل أن يتحقق فى رحمة مطلقة والعكس صحيح منطقياً أيضا فتحقيق العدل فى المطلق وتفرده يعنى أن أى فعل بشرى حتى ولو كان بسيطا تافهاً فسيتم حسابه وتوقيع الحكم والقصاص فيه وهنا لن تتحقق الرحمة , وكذلك لو تم تفعيل الرحمة المطلقة فلن يعاقب الإله أى فعل مهما كان كبيراً ,فالرحمة والمغفرة المطلقة ستقبله وبذا تتوقف العدالة تماماً لذا يستحيل أن يتم تفعيل العدالة والرحمة المطلقة إلا بتعطيل إحداهما عن الحضور والفعل ,ولكن هذا الـ"تعطيل" يبطل لانهائية الصفة ,فاللانهائي لا تتعطل فيه فعل الصفة مهما كانت الظروف , وعليه فلا يمكن إعطاء الصفات الثبوتية قيمة مالانهائية لما ينتج عن ذلك من إضطراب في التصرف وعدم الحكمة. 
على المؤمن المعترض الذي يقول أن العدل والرحمة موجودان معاً في الله وأنهما يكملان بعضهما البعض أن يدرك أن هذا لا يمكن تحقيقه في حال إذا كان العدل و الرحمة مقدارهما مالانهاية غير محدودة , فيجب أن يكونا محدودان ونسبيان بحيث تفسح كل واحدة منهما المجال للأخرى للفعل كما فى سلوك الإنسان وهذا يعنى إستحالة أن يكون الله لانهائي العدل والرحمة فى ذات الوقت .
فى نفس السياق صورة أخرى للتناقض : فكيف يتحلى الله بالرحمه المطلقة إلى جانب التجبر والإنتقام المطلق . ! 

* 11- الله العظيم .
هل نحن من نصف الإله أم الله يحمل فى ذاته صفاته ليعلنها لنا .. إذا كان الله يحمل فى ذاته صفاته منذ الأزل ويخبرنا عنها فكيف يعتبر نفسه عظيماً قديراً إلى آخره من الصفات التبجيلية ,فكيف أدرك الله أنه عظيم وهو واحد أحد وحيد متفرد صمد لا يشاركه الوجود آلهة أخرى حتى يكون فيهم العظيم عليهم .!
الصفة تتحقق من وجودها وسط وجود يكون النقيض متواجد وإلا فنحن أمام الهراء والعبث بعينه ,فأنا لا أستطيع وصفك بالكريم أو العظيم أو العادل الخ وأنت تعيش على الكرة الأرضية وحيداً لوحدك متفرداً , فالصفة لكى تتحقق لابد من وجود حيّ تتحقق فيه صفات أخرى ضدية تميز الصفة وتحقق وجودها أى يكون هناك بخيل أو حقير أو ظالم لتكون أنت الكريم أو العظيم أو العادل ولكن المُفترض أن الله وحيداً.!

* 13- الله محبة .
من اجمل الصفات التى أسقطها الإنسان على الإله هى " الله محبة " ولنسأل هنا :هل المحبة فى ذات الله سرمدية أزلية أم أنها مُستحدثة , فلو كانت المحبة مُستحدثة بحدوث الإنسان كحالة منطقية من وجود المشاعر مع وجود من يستوعبها ,فالله يفقد ألوهيته عندما تَتحدد الصفة أو تُستحدث فلا تعرف معنى المطلق لتدخل فى دوائر البشرية حيث الحدود والبدايات والنهايات ,ولكن لو كانت الصفة فى ذات الله وكينونته متواجدة معه منذ الأزل ,فكيف تتواجد الصفة بدون المفعول به .. كيف يتواجد حب فى العدم بلا وجود لموضوع الصفة ولا فعلها , فهل أستطيع القول أنى أكره أو أحب فلان وهذا الفلان ليس له أى وجود .

* 14-الله الغاضب صاحب الانفعالات والمشاعر .
الله يغضب ويثور على الكافرين والأشرار ويرضى ويحب المؤمنين الأبرار وهذه الإنفعالات بغض النظر أنها بشرية المنشأ والهوى وكردود فعل فستنال من ألوهيته كونه صاحب مواقف إنفعالية متغيرة متفاعلاً مع الحدث الإنسانى متأثراً به .
الله مطلق القدرة وعالم بكل شيء ولديه علم الماضي والحاضر والمستقبل كما يؤمنون بينما المشاعر ردود أفعال وحالة وجدانية تنتج عن أحداث غير متوقعة فى الحياة , فكيف يمكن لإله مطلق القدرة أن ينفعل لتتفجر الإشكاليات فإذا كان الله يغضب أو يرضى فهل غضبه هنا جاء بعد الحدث الذى قام به الإنسان أم قبله .؟!
من المنطقى أن يكون الغضب الإلهى مواكباً للحدث ولكن وفقا للمعرفة المطلقة للإله فسيكون الغضب منذ الأزل ,فالله يعلم كل شئ ولديه هذا الحدث فى مدوناته قبل خلق الإنسان فهل غضب اثناء تدوينه للحدث أم أنه إنتظر الحدث ليغضب بمعنى هل الله ينفعل وقت الحدث أم إنفعل منذ الأزل..فإذا كان وقت الحدث فهذا دليل على بشرية الفكرة وهوانها فهو كحالنا ينفعل ويتأثر فى الحال وإذا كان إنفعاله منذ الأزل فلنا أن نتوقف أمام هذه الطبيعة الغريبة العبثية الغير منطقية التى تجعل غضبه من الكفار مثلاً قبل وجودهم بل مرافقة لوجوده الأزلى ولنسأل أيضا عن جدوى وتهافت هذا المشهد العبثى .
إذا أفترضنا كاتب سيناريو ومخرج فى نفس الوقت وكتب قصة فيلم وبدأ الممثلون في تمثيل هذا الفيلم وكان من ضمن أحداث الفيلم مشاهد مزرية فهل من الطبيعي أن يغضب وينفعل المخرج من الممثلين ,فمن المؤكد لن ينفعل ويحتد كونه من كتب هذه القصة وأعد سيناريوهاتها ويعلم بأن الممثل يقوم بهذا الدور وفق لما رسمه له . إذن كيف نفسر غضب الله منفعلاً وكأنه تفاجأ بالفعل من عبد يعلم مسبقاً أنه سيفعل ما فعله , إذا كان ولا بد من الغضب فالمُفترض أن يغضب عليه منذ الأزل لعلمه السابق لما يفعله لا أن تكون له ردة فعل مفاجأة ليغضب ويعاقب فأليس هذا المشهد سيضع الله فى العبثية والسخف .

* 15- الله مَالك المُلك .
الله مَالك المُلك، ولكنه مُلك من الوهم ، فماذا الذى يعطى قيمة ومعنى للملكية كونه فى حالة تفرد .. بالرغم أننا نردد كثيرا مقولة ان الله مَالك المُلك مَالك ما فى السموات والأرض فنحن نصوره هكذا كإقطاعى كبير يملك الأرض وماعليها لكن تلك المقولة غير منطقية وبلا أى معنى وتسخف فكرة الألوهية عندما تبحث فى معنى وتعريف الإمتلاك .
لا تتحقق الملكية إلا عندما يتنافس المتنافسون على الإستحواذ والإقتناء ليحرصوا على إثبات ملكيتهم بالعقود أو الإشهار فلو تخيلت نفسك وحيداً على كوكب الأرض فمن العبث والجنون أن تمشى صارخاً لتقول أنا مالك الأرض .! (بالرغم أن هذا حدث فى مرويات التراث الإسلامى). !
تنتفى الملكية بعدم وجود منافسين لك متنازعين على ملكيتك لذا لن تحتاج لتوثيق وإشهار تلك الملكية أما عندما تكون الأرض آهلة بالبشر فمن الممكن أن تصرخ وتهلل وترقص لإثبات ملكيتك .. الملكية شأن أى صفة لا تتحقق إلا بوجود الضد أى لن تَدرك أنك تمتلك إلا عندما ترى الآخرين فاقدى الملكية فلن تقول أننى أملك الهواء مثلاً لأن الجميع يشاركونك فيه.
الله كواحد أحد صمد لا يشاركه أحد فى الألوهية فلا ينافسه وينازعه آلهة أخرى منذ الازل حتى يُعلن أنه يمتلك الارض والسموات لذا تكون مقولة الله مالك مافى السموات والأرض هى اسقاط فكر بشرى تخيل الإله إقطاعياً .

* 16- الله حيّ 
مقولة تُردد دوماً أن الله حيّ ,وعندما تستغرب من هذه المقولة ستجد الدهشة فى عيون المؤمنين ليقولون : وهل تتصور الله ميت .؟!
يا سادة مقولة الحيّ تعنى انه يتغير ويتطور ,وفى كل لحظة بحال مغايرة عن اللحظة السابقة ولن نقول أنه ينمو ويتنفس ويشرب ويتكاثر فهكذا كلمة حيّ .
الإشكالية أننا خلقنا فكرة الله ومنحناه صفاتنا ومنها الحيّ فليس من المعقول أن يكون الخالق ميت أو جماد فيصير الخالق أقل من المخلوق . ولكن معنى أن الله حي أنه غير كامل ,فالحى يتغير والكمال ثبات ومثالي المحتوى لذا توصيف الله بالحيّ إنساني عن جدارة ويثبت أننا من نرسم آلهتنا ليمنح الإنسان فكرة الإله صفاته ولم يدرك أن من المُفترض أن الإله ذو طبيعة مغايرة أى أن كل الصفات التى نطلقها عليه ليست بذات معنى ولكن ماذا نقول عن خيال فطرى انسانى برئ لم يفذلك الأمور حينها ليأتى الأحفاد ليقولون غير المحدود وغير المادى وذو الطبيعة المغايرة .

* 17- الله يُحيى ويُميت .
"لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " سورة الحديد 2 -"فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " البقرة 73 - "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ البقرة 258 .
تناولت فى مقال سابق المناظرة بين ابراهيم ونمرود لأركز على المحاجاة التى تبتعد عن أى منطق ,فإبراهيم ينسب للإله أنه يجعل الشمس تشرق من الشرق ويطالب النمرود أن يجعلها تشرق من الغرب أى أنه نسب ظاهرة طبيعية متكررة إلى الله حال دجل أصحاب التصميم الذكى , فماذا لو سبقه نمرود و نسب هذه الظاهرة له أو لإلهه ليطالب ابراهيم أن يجعل الله يأتى بالشمس من المغرب !!.. كان حرياً أن تكون الحجة هى تحدى الصعوبة فيقول إبراهيم هاهى الشمس تشرق من الشرق وغداً سيجعلها الله تشرق من الغرب ليأتى الدور عليك أو على إلهك فيجعلها تشرق من الغرب فى اليوم التالى .
سيعنينا هنا التعاطى مع الجزئية الأولى من الآية والتى تناظرها آية سورة الحديد بأن الله " يُحْيِي وَيُمِيتُ "وهى مقولة كبيرة تُردد بإستمرار وتعنى بالفعل القدرة الإلهية فإذا إنتفت قدرته على الإحياء والموات فلن يكون قادراً وحينها سيفقد الإله ألوهيته .. ولكن هل الله يميت الإنسان فعلا ؟!
الموت بيولوجي إما يكون موتاً سريرياً أى موت وظيفى كالإنعدام الفجائي لدوران الدم في الأوعية الدموية والتنفس أو يكون الموت بيولوجي دماغي وهو حالة إنعدام وتوقف وظائف الدماغ وجذعه والنخاع الشوكي بشكل كامل ونهائي أو يكون الموت عبارة عن تداعى وإنهيار وظائف الجسد نتيجة تهالكها أو إختراق فيروس يُسرع بإنهيارها أو نتاج حادث فجائى .. لنسأل هنا كيف يُميت الله الإنسان والأمور تتعلق بأمور عضوية بحتة يمكن التغلب عليها بالعلاج .
فى حالة الله يُميت فلابد أن تكون فى سيناريو ولكن هذا الأمر سيُفسد وينسف أمور كثيرة ستقودنا إلى عبثية وفساد الفكرة بالضرورة .. فالله سيُميت الجنين فى بطن أمه ليتدخل ويعيق نشوء الحياة والتكوين فيه , بل سيتعمد أن يُفسد أى فرصة له للحياة أو قد يدفع الأم دفعاً لأن تُجهض نفسها أى يسيطر على كل تلافيف دماغها لتندفع فى إجهاض نفسها ! ..كذلك يُمكن أن نعتبر الله يُميت عندما يُوجه الفيروس بشكل روبرتى فى جسد الإنسان ليوفر له كل سبل الحياة والرعاية والإنتشار والتوجيه ليخترق الجسد فى لحظة معينة حتى تتحقق إرادته وقدرته بالموت..أى أن الله يعبث فى أحشائنا حتى تختل ويتحقق الموت وتكون هنا أى محاولة للعلاج والتداوى هى مناهضة لمقدراته ومخططاته ومشيئته إلا إذا كان يحاورنا ويلاعبنا!
يُمكن إعتبار موت أحد المارة نتيجة إصطدام سائق سيارة به رغماً عن أنف السائق أو المار ,فالله رتب السيناريو كاملاً حتى يتحقق الموت ليتعمد إجبار السائق على الإصطدام بالمار.. بل يكون الله هو المُحرض الأول والأخير للقاتل على القتل وإلا لما تحقق الموت ,فلو ترك الأمور لمزاج القاتل فقد يتراجع ولا يتحقق الموت الذى حدده للمقتول فى اللحظة التى رتبها ليُهيمن الله على عقل وفكر وأصبع القاتل ليضغط على الزناد , ليكون القاتل هنا أداة لتنفيذ قصف العمر ولنسأل من يوجه المسدس ويفكر ويضغط على الزناد .. الأصبع هو أصبع القاتل والله قابع فى دماغه يوجه أمر إطلاق النار ويوجه عضلة الأصبع لتحقق الموت .. الله "يُحْيِي وَيُمِيت" مقولة متهافته ولكى تتحقق عليك ان تقبل بالسيناريوهات والمشاهد العبثية السابقة .!

* 18- الله والبعث .
خطأ منطقي آخر يقدمه الإيمان بفكرة الله أن الله يحيي العظام وهي رميم , ليعود الانسان بذاته كما كان ليقف أمام ربه ليحاسب بجسده وتكون المتعة والعذاب بالجسد الذى تم إستجماعه وتركيبه " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها" وهي آية يعتبرها البعض إعجازاُ بدل من خيال واهم ,فهل حقا يستطيع الله ان يعيد العظام وهي رميم و يعيد كل إنسان بذاته فأليس هذا استحالة علمية عقلانية منطقية .
إن جسم الانسان ذرات وجزيئات من مختلف الاشكال جاءت إلى البنية الجسدية من الطعام والشراب ,أي انها ذرات وجزيئات من مكونات الكثير من النباتات والحيوانات الاخرى. وعندما يموت الانسان يأكل جسده الديدان والطيور والحيوانات وتمتصه النباتات ثانية ,لتنتقل الجزيئات إلى أجساد بشر آخرين على مدى آلاف السنين لتنتقل هذه الجزيئات من أجساد الى أخرى، ليصبح الجزئ الواحدة متنقلاً ومشتركاً فى أجساد بضعة الاف من الاشخاص فأي منهم سيعيده الله بجسده وكيف ستكون الاجساد هي نفسها ومكوناتها مشتركة على الدوام .
أن يتمكن الله من إعادة فلان بجسده يتعارض مع إمكانية أن يعيد علان لأن المكونات المستخدمة هي نفسها فلايمكن ان تكون المكونات ذاتها في مكانين مختلفين بنفس الوقت، ويزداد التعقيد اذا كانت ستنتقل في بضعة آلاف آخرين من البشر . 

* 19- الله كلى الخير والصلاح وكلى الشر أيضا .
بدايةً وجود الشر ينفى تماما كلى الخير والصلاح .
دعونا نتناول حجة ابيقور التى أطلقها فى أسئلة ولم يستطع احد أن يتصدى لها .!
هل يريد الله أن يمنع الشر ,لكنه لا يقدر ..حينئذ هو ليس كلى القدرة .!!
هل يقدر ولكنه لا يريد ..حينئذ هو شرير. !!
هل يقدر ويريد ..فمن اين يأتى الشر اذن. !!
هل هو لا يقدر ولا يريد ..فلماذا نطلق عليه الله اذن .!!
ثم ألا يوحي وجود الشر في العالم ان الله لا يمكن أن يكون كلي القدرة و كلي الصلاح في ذات الوقت وإذا كان الله عاجز أو يخطأ أو يسمح فكيف يعد إلهاً.
نابغة
رد: خمسين حجة تفند وجود الإله
مُساهمة الأحد فبراير 28, 2016 6:57 am من طرف نابغة

* 20- هل الله عاقل .؟!
عندما نلقى سؤال هل الله عاقل سنحظى بإندهاش من المؤمنين فكيف لا يكون الله غير عاقل فإذا كان الإنسان عاقل فسيكون الإله العظيم الخالق كلى العقل بكل تأكيد لتصب فى نفس الوقت مع الحجة التى يعتمدونها ويروجون لها فى تفسير الوجود والحياة بأنه إحتاج لمصمم عاقل لينفوا قول الملحدين أن الوجود مادى غير عاقل جاء من الفوضى والعشوائية .
إذن انتم ترون الله عاقل ولكن وفقا لمفاهيم التعقل ومعطيات الإله فلن يكون الإله عاقل !! .لماذا ؟.
العقل يقوم بالتعاطى مع مشاهد مختلفة ليقوم بترتيبها وتنظيمها وفق إحتياجاته ورغباته وأولوياته .. إذن العقل هنا يتعامل مع أمور خارجة عنه ليتأثر بها ويتفاعل معها فينظمها بطريقته بينما المُفترض أن الإله لا يكون كذلك فلا يتأثر بظروف خارجية عنه ولا يتفاعل معها فلا تكون الظروف أشياء خارجة عن خلقه ليتعاطى معها ويتأثر بها ويرتبها ,فالمفترض أنه خالقها .
العقل يتأثر بالعوامل الخارجية فيوازنها ويرتبها وفق أولوياته وإحتياجاته ودوماً وفق محصلة القوى المؤثرة والمفترض ان الإله لا يتأثر بالعوامل الخارجية ولا يوازنها ولا يخضع لمحصلة قواها وفى هذه الحالة لن يكون الله عاقلاً لكماله ونزاهته عن التأثر والخضوع والتوازن . 

هنا

يتبع...


 خمسين حجة تفند وجود الإله Quote
خمسين حجة تفند وجود الإله Post_old 10-28-2015, 01:57 AM خمسين حجة تفند وجود الإله User_offline  رقم الموضوع : [3]
البوم الأزرق
عضو جميل
خمسين حجة تفند وجود الإله Image
 


خمسين حجة تفند وجود الإله Reputation_pos
خمسين حجة تفند وجود الإله Icon1


[size]
*21- الله العليم ذو العلم المطلق .
- يُقال أن صفة المعرفة الكلية هى من صفات الله التى تتميز بالإطلاق والأزلية والأبدية واللانهائية ومنها يعلم الله كل الغيب وما كان وما سيكون أى يدرك كل خطواتك وهمساتك وحركاتك قبل أن تكون ولكن هناك إشكالية تنفى زعم المعرفة والعلم المطلق فهى لابد أن تكون مرتبطة بوجود صيرورة أحداث متتالية لا نهائية بالضرورة حتى تلاحقها فإذا إنتفى وجود الحدث الممتد بفعله وحراكه من اللانهاية إلى المالانهاية ستنتفى بالضرورة المعرفة الإلهية المطلقة ,فالإطلاق واللامحدودية فى المعرفة تعنى أن الأحداث أزلية سرمدية لتواكبها وتلاحقها المعرفة المطلقة بإدراكها بينما الإنسان له بدايات ونهايات محددة , لذا فالمعرفة الإلهية ستنتهى عند بدايات ونهايات وجود مسلسل الإنسان , ومن هنا لن يكون هناك نبع مستمر غير محدود للأحداث تتفعل فيها قدرات الإله ذو العلم المطلق فقد إبتدى وانتهى الوجود الإنسانى والحياة لتتوقف معلومات الإله عند البدايات والنهايات بإنعدام الأحداث التى يلاحقها الله بعلمه ,وهذا يسرى أيضاً على ما قبل خلق الكون حينما كان الله وحيداً فريداً ,فالمدة اللانهائية من أزليته إلى خلق الوجود والملائكة كانت عدم بلا أحداث أى لم يوجد عند الله أحداث ليدركها ومن هنا تتبدد مقولة العلم المطلق .
- بمعنى آخر كون الله بكل شئ عليم يعنى أن معرفته مطلقة لا نهائية وهذه مقولة غير صحيحة لأنها تعنى أن المعرفة كاملة لا يوجد بها جهل أو مساحات مجهولة فارغة ,فوجود مساحات فارغة تعنى أن المعرفة غير مطلقة وهذا حادث بالفعل وفق أن الإله كان منذ الأزل وحيداً متفرداً بدون خلق أى توجد مساحات هائلة لا نهائية فارغة بدون معرفة بحكم عدم وجود خلق وأحداث ليعلمها . 
- هناك نقطة غريبة وعبثية فى قضية المعرفة الكلية المطلقة ,فالله يعلم أن هذا الإنسان سيعصاه ويكفر أو يمارس الشرور ليكون مصيره جهنم الساعة 5م يوم 17 -6-3045 ورغم ذلك يُصر الله على خلقه !! .. ليكون من حقنا أن نتحدث فى هذا الإدعاء المتهافت الذى يقول بأن الله خلق الإنسان حراً ونسأل سؤال واضح ومباشر هل يمكن لحرية وإرادة الإنسان أن تخالف علم الإله وقدره..وقبل ان نجاوب فلنقرأ هذه الآيات:( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة51 (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ولا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نبرَأَهَا إِنَّ ذَلكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )الحديد22- وقال المسيح : ( ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه ) وهذا يعنى ان المعرفة الكلية تقود إلى جبرية الإنسان حتماً لتنفى حريته فلو خالف الإنسان بسلوكه علم الله فستسقط معرفة الله الكلية وما خطه فى كتابه المحفوظ وبذا تتبدد ألوهيته ,لذا لكى لا تختل المعرفة والمشيئة والأقدار الإلهية لابد أن يساق إلى الفعل المدون وبذا دخلنا فى الجبرية وعبثية حراك الانسان , ,فالجبرية تتحقق من برمجة الإنسان مع ما هو مُرتب ومُقدر ومَعلوم ليخطو فيما رُتب له رغماً عن أنفه فلا يشذ عنه لتطغى بذلك صفة العلم المطلق على صفة العدل والحكمة فتدمرهما ,وبذا لن يكون هناك أى ذرة عدل أو حكمة فى ظل وجود الجبرية و مشاهد محسومة ومقررة سلفاً بحزم ,أما العبثية فستغمر كل المشهد لتصفعنا بسؤال لما كل هذه الجلبة وذاك العبث طالما السيناريو معلوم سلفاً لن يتغير فهل الله يعشق مشاهدة الأفلام المعادة ,وتزداد العبثية عندما يروج لمقولة الإله الغير محتاج للإختبار كونه فى حالة من الغنى والكمال وعدم الحاجة مُستغنياً عن الإنسان والوجود بأكمله .
-كون الله يعلم وعلمه أزلى أى يعلم الحدث قبل وقوعه فلا تكون هذه المعرفة قبل الحدث بيوم أو شهر أو سنه أو مليون سنه لذا يدخل أى حدث بكل تفاصيله فى معرفة الله منذ الأزل لا تفارقه أى فى ذات وطبيعة الله مُدمجة فيه لا تفارقه لأن قدم أى معلومة ولو كانت من مليون سنه ستجعلها مُستحدثة وفقا لمفهوم المطلق والأزلى ,وطالما لا يحق لنا أن نقول أن الله له بداية فهذا يعنى أن قبلتى لبنت الجيران التى جاءت فى مراهقتى موجودة فى ذات الله لا تنفصل عنه فى طبيعته وذاته وكينونته ,أى أن الوجود الإلهى يختل بدون مشهد القبلة..عليك أن تتأمل هذا .!
أن يكون للإله معرفة ومشيئة مطلقة فستنفى حرية الإنسان وتجلب الجبرية وطالما نحن لنا حرية فلا يوجد إله مطلق .

*22- الله الحكيم -جدوى علم الغيب .
( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) الأنعام59 -( أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم محصاة )متى30:10.-( شعرة واحدة من رؤوسكم لا تسقط فلا تخافوا.انتم افضل من عصافير كثيرة )متى30:11. آيات تثبت علم الله المطلق الكامل ,ولكن ما معنى ,وما جدوى معرفة سقوط كل ورقة من تريليونات المليارات من أوراق الشجر ليعلم الله مكان وزمن سقوطها وكذلك كل حبه و تمره ويابس لتكون مَعلومه ومُدونة فى كتاب مبين , وما معنى أن مليارات الرؤوس مُحصاة عدد شعورها فلا تسقط شعرة أو تشيب إلا بإذنه وعلمة ؟!! ..ألا يحق أن تتصدر الدهشة لمن يمتلك أى خاصية للإندهاش من تلك المعرفة التى لا تزيد عن قرص مدمج c.d تُحصى فيه عدد أوراق الشجر وشعور الرأس ..ولنا ان نسأل ثانية : ما أهمية المعرفة هذه بالنسبة للإله ذاته وماذا يفيده معرفة تاريخ وزمن سقوط كل ورقة شجر من تريليونات المليارات التى سقطت على الأرض وعدد الشعور فى الرأس , فالمعرفة هنا أرشيفية عبثية لا تفيد وبلا أى معنى ولن تقدم شيئاً سوى العبث .. فعل بلا جدوى ولا معنى يعنى فعل عابث عشوائى بلا عقل كحال الطبيعة . 

*23- الله والعرش .
- الله لديه عرش ويستوي عليه ,وعرش الإله يحمله ثمانية يعنى هذا أن الله محدود فى المكان فهو يجلس على عرش محدد الأبعاد كذلك له مقعدة يجلس بها على العرش لتقع هذه الصورة فى التشخيص الفج لتحرج من يتفوه بغير المحدود ولكننا لن نجد صعوبة فى إدراك جذور هذه الصورة فهى نتاج فكر عفوى لإنسان قديم متصوراً إلهه كالملوك والسلاطين الذين يحمل عروشهم مجموعة من العبيد الأشداء .
- دعونا نتأمل الله والعرش من منظور آخر فهل العرش قبل الإله أم مع الإله منذ الأزل أم بعد الإله.. لاشك أن أصحاب الفكر الدينى سيرفضون فكرة وجود العرش قبل أو مع الإله ليقال أن العرش جاء لاحقاً و ليس مرافقاً لأزلية الله أو سابقاً له , وهنا نعتبر العرش حَادث وهذا يعنى أن الله عاش دهوراً سحيقة بدون عرش ..أى تواجد بدون الحاجة لعرش ليقرر أن ينشأ عرش فمعنى ذلك أنه إحتاج إليه ولديه غاية كى يكتمل ملكه وصولجانه أو لكى يستريح فوظيفة الكرسى الجلوس والراحة أو قد يكون فى حاجة إلى الأبهة ولكن الإله الكامل يُفترض فيه أنه غير محتاج للإستواء والراحة والأبهة فلا يعتريه التعب باحثاً عن الراحة ولا يحتاج لمن يعظمه ولا ممارسة عظمته لتبدد قصة العرش والكرسى الكمال والألوهية.
- يكون العرش والكرسى فى علم الله المطلق ليحين لحظة محددة لبناء العرش وهذا ينطبق أيضا على خلق الكون فكل الأشياء فى علم الله المطلق وفى أوقات محددة لنقول هنا لماذا جاء ميقات خلق العرش والكون فى لحظة معينة لم تسبقها أو لم تأتى بعدها؟! .. سيقول لنا أحدهم ساخراً أنه لو جاء فى لحظة مغايرة ستقول أيضاً لماذا خلق فى هذه اللحظة ؟!.. بالطبع لا يكون سؤالنا بهذه السذاجة بل يعتنى بأن الخلق جاء مناسباً للحظة معينة لها ظروفها الخاصة التى حتمت الخلق فى تلك اللحظة دون غيرها وهذا يعنى أن الله يخضع لملابسات اللحظة وظروفها التى تجعل هذه اللحظة مناسبة للخلق وأخرى غير مناسبة..لو حاولت أن تنفى تميز هذه اللحظة وعدم خضوع الرب لظروف وملابسات وتوازنات أجبرته على إختيارها بإعتبار كل اللحظات متساوية وغير مؤثرة لدى الله فهنا دخلنا فى العشوائية والعبثية وإفتقد الإله للنظام والعقل وهذا ما يلفظه المؤمنين .!
- هناك نقطة أخرى فى مشهد الملائكة الثمانية التى تحمل العرش فهذا يعنى أن الله خاضع لقانون الجاذبية لا يستطيع ان يكسره أو يحيد عنه فهو بحاجة للملائكة لتحمل العرش وترفعه من السقوط لأسفل وهذا يعنى أن الإله خاضع لقانون المادة لا يستطيع الفكاك منه وتجاوزه لذا إستعان بالملائكة على الحمل وكونه لا حيلة له أمام قانون المادة فسيؤدى هذا إلى نفى وسخافة فكرة الإله الخالق المهيمن .
- الإنسان أبدع فكرة العرش والكرسى فهو لم يتصور إلهه بدون عرش فكما يرى الملوك اصحاب عروش فكيف يكون صاحب العظمة والجلال بدون .. ولكن الإله الواحد المُتفرد الكامل من المُفترض أنه ليس فى حاجة لعرش يُثبت عظمته أو يستريح فهو عظيم كامل لا ينتظر إستحقاقات من أحد .. ثم هل نسينا مقولة أنه روح غير محدودة فما علاقتها بالعرش والكرسى .!

*24 - الله والنظام .
- عقليا ومنطقيا لا يخرج الوجود عن أربعة إحتمالات لا خامس لهم إما وجود نظامى , أو عشوائى , أو نظامى يحتوى على فوضى , أو عشوائى يحتوى على نظام فأى وجود هو الصحيح .؟! ويمكن صياغتها بإحتملات أخرى تقاربها لو قلنا هل الوجود نظامى أم عشوائى أم يسير إلى نظام .؟!
لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا , ولو قلنا عشوائياً فنحن نرى حالات نراها نظام , هل هو نظام يحتوى على عشوائية فهذا مرفوض أيضا , فالنظام وجود لن يستثنى فلا ينتج إلا نظام بينما العشوائية يمكن أن تتحمل نظام لأن من إحتمالاتها النظام فلو ألقينا 5 مكعبات فيمكن أن تحصل بعد عدة رميات منهم على نفس رقم سته للمكعبات الخمسة بغض النظر عما بذلته من محاولات .
- لو أسقطنا هذه الأسئلة على الإله تحت دعوة أنه المُنظم وقلنا أن الله نظم الكون فى المطلق فالفوضى والعشوائية واللانظام ماثلة امامنا , ولو قلنا انه وجود عشوائى فقد إنتفى وجود الإله ,ولو قلنا انه نظام يحتوى على عشوائية أو فوضى تسير لنظام فهنا تنفى وجود الإله أيضا فهو عاجز أمام وجود أشياء عشوائية خارج سيطرته ونظامه وهيمنته ليناضل من أجل ان يسيطر عليها ويضعها فى نظام .
- لو تسايرنا مع مقولة لكل مخلوق من خالق فهى تُعبر عن نظام ناقص يكتمل بوجود خالق لهذا المخلوق ,فالخالق هنا وسيلة لإكتمال النظام ,أى ان الله جزء من منظومة معينة لا فكاك منها فهو جزء فيها كخالق وهناك جزء مخلوق,,فهل الإله جزء من نظام خاضع له ؟!
- سنستفيض فى تفنيد حجة المُنظم العاقل فهى حجة المؤمنين المتبقية فى مقال لاحق من هذه السلسلة ,كما لن نكتفى هنا بحجة تبيان تهافت وجود إله لنقول أننا فى وجود عشوائى أنتج صيغ أطلقنا عليها نظام ومانشاهدة من نظام هو فقط مستوي قياسنا وفقاً لزماننا ومكاننا ، فهذا النظام وليد حالة عشوائية تامة , فتفاعل المادة مع بعضها هو تكون مشهد نظامى فى لحظة زمكانية. 
- النظام رصدنا لتكرار التوازن فى الزمن ..لذا لا يوجد شئ إسمه توازن فى المطلق فيستحيل أن تستمر معادلة التوازن ثابتة بل الحالة التوازنية يستحيل لها أن تتطابق إذن لا يوجد نظام فى المطلق .
- عندما نقول أن الكون مُصمم ومُنظم فهو تعبير ينم عن خلل كبير وتعسف فى الحكم لا يوجد ما يبرره ,فالقول بأن الكون مُنظم ومُصمم لا يخرج عن إطار فكر تقييمى نسبى كما ذكرنا ويفضح هذا التوصيف أننا لم نرى أكوان أخرى حتى نحكم على كوننا بتميز التصميم فإدراكنا للتوصيف والتقييم لا يأتى إلا بوجود الضد حتى تتولد المقارنه ويتحقق التوصيف , فأنت لا تستطيع أن تقول عن إنسان كريم إلا بوجود إنسان آخر بخيل حتى تتحدد هوية الكرم لذا لا نستطيع قول كون منظم إلا بوجود أكوان عشوائية حاضرة .ولو تواجدت الأكوان الأخرى العشوائية فيجب ان نقارن كوننا بها لتبيان الفروق فإذا كان الوجود له مصمم واحد فهنا سيسقط عنه الحكمة ودقة الصنعة فهو صمم كون بنظام والباقى بلا نظام .
- نحن فى وجود عشوائى لا غاية فيه ولا معنى لنخلق نحن نظامه ومعناه .فلتنظر لشئ شائع فى وجودنا يمثل حجر الزاوية لوعينا وتطورنا وحضارتنا وهى اللغة فستجد أى لغة عبارة عن كلمات ,والكلمات ذات حروف متلاصقة عشوائية بذبذبات عشوائية قمنا بلصقها مع بعضها بشكل عشوائى لننتج كلمة نمنحها معنى ودلالة , فالحروف المتشابكة ليس لها أى بناء أو تنظيم بل النظام والبناء جاء من الإنسان الذى اتفق على تشابك حروف بشكل عشوائى ليعطى له معنى ودلاله معينة .. فيمكن لأى انسان أن يشبك مجموعة مختلفة من الحروف ,وهذا ما يحدث بالفعل من اختيار أسماء للمعدات والأجهزة والأدوية ولكن هذا التشبيك العشوائى نترجمه لدلالة ومعنى معين حتى تكون شفرة بيننا بإدراك ماهيتها .. يهمنا التركيز أن أى كلمة لغوية يمكن ان تكون بأى حروف أخرى , أى أننا أخذنا من الوجود العشوائية وانتجنا منها نظام وعليه تكون الكتابات المقدسة وغير المقدسة هى لغتنا ورموزنا وما إتفقنا عليه من مصطلحات وذبذبات .

*25 -الله كمجيب للدعاء 
- (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ) البقرة186( وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُه )يوحنا 14:13,14(وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ ). لوقا 11:9,10- الله مُجيب الدعاء وكل من يسأل يُعطيه ولكن الفقراء والتعساء لم يعد يطلبون منه شيئا بعدما يأسوا من تغيير أوضاعهم من الدعاء بالرغم أن الله يؤكد أنه مُجيب الدعاء, فقد تكون فنجرة بق من المُبدع الإنسانى لجذب المستضعفين بمداعبة أحلامهم ولكنها لم يظهر لها جدوى مُحققة. ! 
مُبدع فكرة الله مُجيب الدعاء تهور فى نصوص كثيرة وصريحة بالكتب المقدسة, فالبشر يرفعون دعاءهم فلا يستجاب لهم بالرغم أن النصوص صريحة وجادة ومن المُفترض أن الله أصدق الواعدين بل يُمكن إعتبار أن تحقيقه لدعاء المؤمنين دليل وحجة قوية أمام الذين يتشككون فى وجوده فهو هنا فاعل وحاضر . 
- فكرة الدعاء تجلب التناقض فإذا حقق لله الدعاء فقد حقق ألوهيته كمُجيب ولكنه وقع تحت إرادة ورغبات البشر لتكون إستجابته ومشيئته رهينة برغبات وإرادة الإنسان فلا تكون إرادة ومشيئة حرة من الله فهى تجعله بمثابة مصباح علاء الدين هذا إذا تصورنا أنه صادق فى كونه مُجيب محققاً لها على الدوام .
- تأتى نقطة أخرى أكثر خطورة فى أن إستجابة الدعاء هو إفساد لكل المُقدرات والمُخططات الإلهية ,فالإنسان الداعى قد يطلب طلبات خارج ما قدره الله وخَططه وهذا يعنى أن الإله فى مأزق فإما أنه فوجئ فلم يكن هذا فى حسبانه ,وإما يستجيب للدعاء فسيفسد علمه الإلهى ويَحيد عن مقدراته وخططه وهذا سيفقده ألوهيته أو لا يستجيب فيفقده صفة الداعى المُجيب لدعوة الداع إذا دعاه . 
- إذا كان الله مجيب الدعوات ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانى ) - ( وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ ). مرقس 11:24- فالمفترض أن الله يعلم منذ الأزل كل الأحداث والمصائر والأقدار والمشاهد والأرزاق ,فإذا قدر للإنسان أن يموت بمرض معين فمهما تضرع الإنسان ورفع الصلوات والدعوات أن يشفيه فلن يُستجاب له وسيموت بالمرض حسب ما مُدون فى مدوناته . إذن الدعاء لا يغير من الأحداث فالأمور تسير بشكل صارم وفق علم لله المطلق وما سطره فى كتبه ومدوناته لتسقط صفة المجيب سقوطاً ذريعاً فلا يكون لها أى معنى ,فسواء دعوت أو لم تدع فالمُقدر والمُرتب والمُدون سيتحقق ولن يتبدل .أى سواء دعوت الله أن يلبى لك حاجة أو لم تدعوه فالأمور سيان فلن يتحقق إلا قدره ومراده فهل نقول: أهى عبثية إيمان أم عبثية فكرة .
- إذا فعلنا صفة الله مُجيب الدعاء سنجدها تنسف العلم المطلق , فالداعيّ إذا طلب مخالفاً لما مُدون فى علم الله منذ الأزل فلو إستجاب له الله فستنسف علمه المُطلق لوقوعه تحت تأثير الدعاء ,فالله لم يدرك أنه سيعدل من قراره ,فمشهد التراجع هذا جاء مخالفاً لما مدون منذ الأزل فى ذاكرة الله المعرفية ..هذا يقودنا أن الله ليس حراً ذو مشيئة بعكس ما يتصور المؤمنين به ,فنحن أمام إله مُسير فى أفعاله وفقا لما مُدون فى كتابه فلا يستطيع أن يحيد عنه فلو حاد عنه تبددت صفة العلم المطلق ومشيئته وأقداره ولم يعد لها وجود.

*26- الله و مستقبله .
- إذا قلنا الله يعلم الغيب ومستقبل الإنسان وما سيؤول إليه فبديهى أن يعلم الله مستقبله وغيبه فليس من المعقول أن يعلم مستقبل كل إنسان ولا يعرف مستقبله ولكن هذا يقودنا إلى أن الله كيان مُسير مُبرمج فاقد الحرية والمشيئة ,فمعرفة الله لمستقبله يعنى إدراكه لكل الخطوات التى سينجزها مستقبلاً فلا يستطيع أن يحيد عنها لأنه لو حاد وعَدل فى مستقبله فهنا سيكون بالفعل حقق الإرادة والحرية والمشيئة ولكن سينسف معرفته المطلقة وقدرته ,فمعرفته عجزت عن إدراك ما سيُستجد من أحداث إستدعت التعديل لذا فإرادة الله محكومة بما هو مُدون فى لوحه المحفوظ لا يستطيع تعديله وإلا فقد قدراته كصاحب معرفة مطلقة أزلية أبدية وليفقد حينها بالضرورة صفة القادر على الإتيان بفعل حر.!
-هناك توثيق إضافى , فالحدث المستقبلى بالنسبة لله يعنى موقف من مشهد محدد بتفاعلاته ليكون الله موقف منها فى ضمن ذاكرته وقاموس معرفته الكلية وأى تغيير فى إرادة الله فى المستقبل يعنى تغير ملابسات الحدث وهذا يجعل للأحداث استقلالية خاصة بها وتؤثر على الله , فلو نفيت هذا بإعتبار أن الله صاحب الأحداث وخالقها والمتحكم فيها فهنا سيحقق الله معرفتة الكلية ولكن سينسف ويبدد فى الوقت ذاته إرادته ومشيئته وحريته فلن تكون واردة على الإطلاق ومن هنا نقول أن الله مُبرمج على ما يعلمه فلا جديد بحياته سوى مراقبة الأحداث المستقبلية مع ما هو مُدون فى معرفته الكلية .!
-إختيارنا لفرضية أن الله حر قادر على تغيير الحدث فى المستقبل فهذا ينال من فكرة الألوهية لأنه يعنى أن الله وقع تحت تأثير الأحداث ليمارس رد الفعل بإختيار حل مغاير لما يعلمه وفقاً لتأثير الظرف المُستحدثة المُستقلة عنه.
- هناك إشكالية أخرى فى مسألة معرفة الإله لمستقبله أن المعرفة هنا أرشيفية أى مجموعة معلومات سيسلكها بدون أن تكون لديه إرادة فى تشكيلها لاحقاً فأتصور أن هذا لن يلغى ألوهيته فحسب بل عقلانيته ,فالمفترض أن الله يعلم مستقبله وفقا لرؤى منهجية منظمة ذات خطوات ليكون خاضعاً هكذا لقوانين ومنطق ونظام صارم يرتب على أساسه سيناريوهات مستقبله فلا يحيد عنه أى هو خاضع لنظام إما مفروض عليه فتنسف بهذا ألوهيته , أو كانت من نظام ذاتى فسيكون هذا النظام إطار حديدى يحدد حرية الإله ومشيئته وتشل قدراته المطلقة .
- يوجد مشهد جانبى فى تلك النقطة المثارة عن العلم المطلق نقتبسها من مشهد القبلة التى فى العلم الإلهى منذ الأزل وهذا يعنى أن الله لديه المعرفة الكلية بكل شئ فى الوجود فى لحظة زمنية واحدة منذ الأزل إذا جاز لنا أن نقول أن هناك لحظة أولى .. أى أن علم الله كله جاء فى لحظة واحدة فقط ولم يفعل الله شيئا منذ تلك اللحظة حتى الآن وإلى المالانهاية من الزمان !!! فالمعرفة المطلقة لا تأتى على دفعات أو تراكمات ,ولتسأل هنا كيف تكون هناك لحظة فى المالانهاية ,كما ستثير الشبهات حول كماله فهو لم يكتمل إلا بعد أن إكتملت معرفته الغير منقوصة .. هذا ما آلت إليه فكرة الإله من تخبط عندما تعاملنا مع فكرة المطلق .[/size]
نابغة
رد: خمسين حجة تفند وجود الإله
مُساهمة الأحد فبراير 28, 2016 6:57 am من طرف نابغة


*27- الله ليس كمثله شئ
"الله ليس كمثله شئ" رؤية فكرية عبقرية تعتنى بالألوهية وتحصنها من النقد والإقتراب والبحث والتفكير وأتصور أن كل الأديان والمعتقدات ستقر بأن الله ليس كمثله شئ بالرغم أن الوكيل الرسمى لها هو الفكر الإسلامى .
بالرغم أن "الله ليس كمثله شئ" مقولة تُعظم وتُمجد الإله وتجعله فى وجود مفارق إلا إنها تنسف كل الأديان والإدعاءات والقصص التى روجت عن الإله فأنت لا تستطيع أن تقول بأن الإله مادة لوجود كيانات مادية لذا الله غير مادى وهى رؤية منطقية تحقق "ليس كمثله شئ" بالرغم أن السرد الدينى لم يمنحنا هذه الرؤية ليدخله فى التشخيص فكل الصفات الإلهية كالرحيم والكريم والغفور والمنتقم والجبار الخ تعارض "ليس كمثله شئ" وتثبت أن من أبدعها فكر بشرى فتلك الصفات يوجد مثلها لدى البشر كذلك القول عن غضب وإنتقام الله فهى صفات ومشاعر بشرية مفعمة بالإنفعال تجعل الإله خاضعاً للفعل يمارس رد فعل إنفعالى لا تستقيم مع ليس مثله شئ كما ستنهار الأساطير والقصص والأوامر الإلهية كقصة العرش مثلا فكل هذه الصفات والسمات والكينونات والأحداث والمشاهد يوجد مثيلها فى البشر بغض النظر عن حجم ومقدار حضورها وقوتها ,فنحن نتحدث هنا عن ليس كمثله شئ فى المطلق أى إستحالة وجود أى تقارب أو تشابه أو مثيل ومن هنا إذا كان الله ليس كمثله شئ فكل ما يروج عنه غير صحيح لتتبدد الأديان والمعتقدات وتثبت بشريتها أمام مقولة " ليس كمثله شئ" .

*28- الله واحد أحد . 
لماذا الله واحد و لماذا لا توجد آلهة عديدة ليقال لك حتى لا يتنازعوا ,ولكن من قال إنهم سيتنازعوا ,فلماذا لا توجد صيغة توافق بينهم وتوزيع وتنسيق مهام وأدوار كما يصنع البشر الآن فى حياتهم , فلماذا نتصور أنهم سيتنازعون كتطاحن البلطجية على ناصية الحارة .!
فكرة النزاع منطق إنسانى قديم ليسقط منطقه على عالم الألوهية مستحضراً فكرة المثل الشعبى القائل "المركب اللى ليها ريسين تغرق" وقد قدم القرآن منطق فكرة النزاع وتفرد به عن أى دين آخر ففى الاسراء 44( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلاً ) وفى الانبياء 22( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان رب العرش عما يصفون) وفى الإسراء111( قل الحمد الله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً) فالمنطق القرآنى يرى أن كل خالق سيذهب بما خلق , ويعلو بعضهم على بعض وسيتولد صراع على العرش كرمز للسلطة والتفرد وأن تعدد الالهة في السموات والارض ستؤدي الى فساد النظام لذا لا شراكة فى الملك , فالقرآن يعطينا العديد من الاحتمالات جميعها قائم على حتمية الصراع بهذا المنطق البشرى نحو النزاع والسيادة والهيمنة ,فأليس هذا رؤية ومنطق إنسانى بحت ,فالمفترض أن الإله أو الآلهه ذو منطق وعلاقات ونظم خاصة بعيدة عن منطقنا .
نحن من خلقنا صور آلهتنا لذا أسقطنا رؤيتنا ومنطقنا البشري على فكرة الإله والآلهة فإذا كنا نتعامل مع وجود عالم يحتوى على إله أو آلهة فمن الخطأ أن نسقط منطقنا ومنظومتنا عليها وإلا ما كانوا آلهة بل مجموعة من الفتوات يمكن أن يتنازعوا ويتصالحوا فمن المفترض أن الإله أو الآلهه لهم منطقهم وعلاقاتهم ونظمهم الخاص المغاير والبعيد تماماً عن منطقنا ورؤيتنا البشرية علاوة أن إصباغ العلاقة بالصراع يعنى التنازع على الحاجات والنفوذ والغايات والمُفترض أن الإله أو الآلهة خارج نطاق الحاجات والغايات والتسلط والمجد الذاتى . 
فكرة الإله الواحد فكرة بشرية سياسية قديمة لتوحيد الجماعات البشرية فى كيان واحد لتلقى حضوراً كمنهج فكرى لنسقط من خلال فكرة الإله الواحد أسس الإستبداد والديكتاتورية ورغبتنا فى التفرد والتسلط بينما هى تخالف منطقنا الإنسانى الحديث فنحن نقيم علاقات شراكة وتكامل مع الآخر بدون صراع وإحتدام وتنازع كحال التخصصات الطبية والهندسية .

*29- الله اكبر 
المسلمون وقعوا في إشكالية عندما وصفوا إلههم بصفات قابله للمقارنه مثل قولهم "الله اكبر" فهم يرمزون إلى إلههم كونه الأكبر عن أي كينونه ثانية وبذا تضع الله ككمية مقاسة يكون هو الأكبر وسط كينونات أخرى لتستدعى مقولة "الله اكبر" مشاكل عديدة فبداية هى تنسف التوحيد عندما تعلن عن وجود كيانات إلهية أخرى يكون فيها الله هو الأكبر كما تضع المقارنة بين المحدود واللامحدود حال المقارنة بين الإله والإنسان والمُفترض أن الإله كصفات وذات غير قابلة للمقارنة إضافة أن " الله أكبر " وضعت الإله ككمية قياسية محددة والمفترض أيضا أنه خارج القياس وبلا حدود .

* 30- الله والجمال 
يقول الحديث :" الله جميل يحب الجمال" ويقول القرآن : "الذي أحسن كل شيء خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين" وفي سفر التكوين :"ورأى الله كل ماعمله فإذا هو حسن جداً" . وهذا يعنى أن الله خالق الجمال والحُسن ولنا أن نتوقف هنا ملياً أمام هذا الإدعاء ,لنسأل أولا عن ماهية الجمال لنقول هل الجمال يتواجد فى الأشياء ككينونة أم هو تقييم وتوصيف وتقدير الإنسان وفقاً لإنطباعاته وإعتياده وتقييمه للأشياء وما تجلبه من متعة أو ألم فلا يوجد شئ جميل فى ذاته بل نحن من نسقط الجمال والتناسق على الأشياء ونحدد معايرها وفقا ذوقنا وانطباعاتنا, فالجمال ليس حقيقة بل تقديرات نسبية . 
لنا أن نسأل أيضا هل هذه المقولات عن الله خالق الحسن والجمال مقولة بشرية تحتفى بإلهها أم توصيف الإله لذاته فإذا كانت توصيفاً بشرياً مُحتفياً فنحن هنا أمام بشرية النص والفكرة فالإنسان يرسم ملامح إلهه أما إذا كانت توصيف الإله لذاته وصفاته فهذا لا يجوز لعدة اسباب :
الأول: إن إحتكار الإله لخلق الجمال والحُسن سيدعنا نتساءل عن القبح فى الخلق الماثل أمامنا فى التشوهات والإعاقات ومشاهد الطبيعة التى نستقبحها ,فأنت لا تستطيع القول بأن الإله خالق الجمال فقط فهاهى منتجات قبيحة فلمن تكون , كما تنال من قدرته وخلقه ومشيئته وتفرده فهو عجز عن المحافظة على خلقه أن يكون جميلاً فكلى القدرة لن يخلق القبيح كمنتج سيئ عجز أن ينتجه جميلاً ,كما لا تستطيع أن تلقى بالقبح على فعل الإنسان بالرغم أنه كذلك فهذا سيضع الإله فى محدودية القدرة بعجزه أمام من يعبث فى مخلوقاته الجميلة ليكون هناك من له مشيئة غير مشيئته قادر على العبث والتغيير فى الخلق .

النقطة الثانية : أن إحتكار الإله لمفهوم الجمال والحسن ستنال من ألوهيته وتضعه فى إطار إنسانى ولتفسير ذلك علينا تناول ماهية الغاية والتقييم .
- الغاية : خلق الله الوجود يكون إما لفائدة ورؤية ذاتية تعود عليه بالإنتفاع أو لفائدة تعود على غيره أو كون فعل الخلق حسن فى ذاته والإحتمالين الأخيرين لا يدفعان الله للخلق أو للدقة تنالا من ألوهيته ,فالإله لن يعمل لحساب الغير علاوة على عدم وجود الغير ولو وجد كالإنسان فلا يليق بذات إلهية أن تتسخر لمصلحة الإنسان ,أما كون فعل الخلق حسن فى ذاته فهى ليس له أى وجه من الصحة كون الإله صار يتعامل مع معنى كأنه صنم علاوة على أن الحُسن هو معنى وتقييم نتاج فعل ,ولا وجود لمعنى وصفة بدون وجود فعل يسبقه ,ليبقى السبب الأول كمصلحتة الذاتية كإله لتكون عملية حُسن الخلق تدمير ونسف لفكرة الكمال ,فالله هكذا إستكمل كماله بالخلق وهذا يعنى إنه كان ناقصاً وإستكمل كماله بفعل الخلق وإذا كان هذا الأمر مرفوض كونه كامل بلا نقص ولا زيادة فرضاً فهذا يعنى أن الوجود أزلى لم يُخلق .
عملية الخلق تعنى أيضا أن الإله دخل فى علاقة بعد أن كان بلا علاقات فى وجوده السرمدى وبما أن الإله حسب الفكر الدينى واللاهوتى لا يطرأ عليه تغيير ولا تبديل فهذا ينفى عملية الخلق سواء حسناً أو قبيحاً ليكون الوجود أزلياً .

- التقييم : عندما يقول الكتاب المقدس "ورأى الله كل ماعمله فإذا هو حسن جداً " وقول القرآن "الذي أحسن كل شيء خلقه" فهذا يعنى أن الله لديه تقييم للأشياء ليراها حسنه أو قبيحة ,ولكن الحُسن لن يكون حَسناً وجَميلاً إلا بوجود القبح لنسأل هنا من خلق القبح فأليس من الإله وهذا ينفى قدرته الإلهية على خلق الجمال فهناك مخلوقات عجز أن ينتجها جميلة ونالها القبح .
- نأتى لنقطة أخرى جديرة بالإعتناء وهى أن تقييم الإله للجمال والحسن يعنى أنه يتأثر بالأشياء وينفعل بالموجودات ليميل إلى إستحسان أشياء وإستقباح أشياء وهذا يعنى أن لديه مشاعر مُنفعلة ذواقة كمشاعرنا وذوقنا وأن هذه الأشياء خارجة عنه تمارس عليه فعل التاثير لنسأل ثانية عن أين ليس كمثله شئ فهو يشبهنا كذلك.
- رؤية الله فى الخلق أنه حسن كما يذكر الكتاب المقدس والقرآن فإذا كان كذلك,فإما أنه يعلم هذا أو لا يعلمه فإذا كان يعلمه فلماذا لم يبدأ الخلق قبل تلك اللحظة فهذا يعنى أن هناك معوقات حالت دون ذلك وإذا كان لا يعلم بأنه سيخلق فهذا يُفقده ألوهيته بحكم أن من المُفترض أنه عليم علاوة أنه أصبح تحت رد فعل الحدث المُستجد الذى يواجهه .
- فعل الخلق بالنسبة للإله إما يكون شئ حسن أو بلا معنى وبلا غاية فإذا كان بلا معنى وبلا غاية فنحن أمام فكرة عبثية تصب فى رؤية العدميين الملحدين بأن الوجود جاء بلا معنى ولاغاية ولا ترتيب أما إذا كان الخلق شئ حسن فهذا يعنى ان لديه معرفة للقياس كون الأشياء حسنه أو قبيحة ليختار الطيب والحسن منها ولكن التقييمات لا تكون إلا بعد الحدث والمثول ليتكون التقييم من رد الفعل عليه ,وكذلك التصنيف كونه طيب أو قبيح يأتى وفقاً لتفاعله مع المشهد ليتكون منه معنى وهذا يعنى احتياج الله لإمتلاك تجارب وخبرات سابقة تجعله يُقيم الاشياء القبيحة والحسنه على أساسها وهى ردود الفعل الذاتية على الشئ وهذا يعنى أن الله متأثر بالخارج ليستحسن ويستقبح وفق إنطباعاته الخاصة ,أى أن الأشياء خارجيه مستقلة عن الإله لتتكون لديه ردود فعل وإنطباعات إيجابية أو سلبية عليها ومنها يُكون خبراته وهذا يعنى حتمية وجود مستقل بمشاهده وأحداثه قبل الخلق ليُكون منه خبرات وإنطباعات الحسن والقبيح .
- يأتى تكوين أحاسيس عن الجمال والقبح من مشاهد وتجارب وإنفعالات لتتكون خبرات عن الأشياء كما ذكرنا وهذا يعنى أن الإله لديه مشاهد سابقة لأشياء خارجة عنه لتتكون فى داخله إنطباعات وتفاعلات معها فيُقيم منها الحسن والقبيح وفقا لتجاربه وأحاسيسه ومن هنا نحن وضعنا الإله الذى يحب الجمال فى دوائر الإنفعالات والإحساس والمشاعر وتأثره وتفاعله معها ليكون منها قيمه الجمالية والقبيحة ,علاوة أن الجمال والقبح لا يتكونا إلا بالتفاعل مع الأشياء التى تجلب المنفعة واللذة أو النفور والألم فما يتم إستحسان وجوده يُطلق عليه جمال وما يُنفر من وجوده يطلق عليه قبيح كما تطرقت سابقاً فى مقال "فلسفة الجمال ".

* 31- الله احسن الخالقين 
الله احسن الخالقين .. هل هو إحتفاء ومدح من الإنسان لإلهه ولكن المؤمنين بفكرة الإله لا يقرون بذلك فقد ورد قوله فى القرآن " تبارك الله أحسن الخالقين" ولكن هذه المقولة تنال من الألوهية ولا تحتفى بها كما نتصور فهى شبيهة بقول "الله اكبر" فالله تم وضعه فى المقارنة والقياس فهو الأحسن وسط مجموعة من الخالقين , فهذه المقولة الخطيرة تقر بوجود عدة خالقين أى آلهة مثلة يكون الله أحسنهم وأفضلهم ليتناقض القرآن مع نفسه عندما يقول ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) فكيف يكون هناك أفضلية بقوله أحسن الخالقين مع تفرده فى الخلق .!! 
يفسر المفسرون مقولة أحسن الخالقين أى أفضل من الإنسان فى خلقه وإبداعه ليزيدوا الطين بلة فقد تم وضع المخلوق فى مقارنة مع الخالق أى المحدود أمام اللامتناهى اللانهائى الغير محدود أى مقارنة بين اللانهاية وقيمة تؤول للصفر بل سخفت مقولة أحسن الخالقين من فكرة الخلق ,فالإنسان لا يخلق بل صانع محول للأشياء .!
يحاول مفسرون آخرون التحايل حتى يسعفوا مقولة "تبارك الله احسن الخالقين" فيأتون بكلمة خارج السياق تماما بالقول أحسن المُقدرين ,فالله يُقدر وأنتم تقدرون وتقدير الله أفضل منكم , وبغض النظر عن الإحتيال على اللغة ليجعل الخلق يعنى التقدير فهى لم تتخلص من ورطتها أيضاً ,فليس هناك وجه مقارنة بين المقدرة المطلقة اللانهائية والقدرة المحدودة كما وضعت الإله ككمية مقاسة محددة فى وضعية مقارنة .! 

* 32- الله والعدم 
يُعرف الإله أنه الخالق , والخلق هو إيجاد الشئ من العدم ودون ذلك لا يوجد معنى لخلق ولا خالق والكتب الدينية لم يُورد فيها أى إشارة للإيجاد من العدم بل العملية تصنيعية تحويلية فقط ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) , (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) أى أن الخلق جاء من طين وتراب (في البدء خلق الله السموات والارض. وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه) تكوين 1-أى وجود الماء كوجود مستقل ( وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية ) أى ان الإيجاد جاء من تراب .
من هنا نقول أننا أمام صانع وعملية صناعية تحويلية وليس بخلق , فالخلق لابد ان يأتى من عدم ليأتى السؤال البديهى من أوجد التراب والطين والماء لتكون إجابة المؤمن من الله وهذا يعنى أن قصة الإيجاد من العدم مطروحة وضرورية لتعتنى بمعنى وماهية الخلق ,وهذا ما لم يفطن له مبدع النصوص الدينية ليتداركه أهل اللاهوت والكلام .

لن ننفى العدم من قانون بقاء المادة الذى يقول أن المادة لم تخلق من عدم ولا تفنى الى العدم وهو القانون الماثل أمامنا قيد التحقق فى مليارات المشاهد المادية أمس واليوم وبعد مليون سنه ولكننا سنتعاطى مع فكرة العدم بمنظور منطقى فلسفى ,فالعدم توصيف لغوى فقط بلا كينونة لإنتفاء وجوده ,فالعدم عكس الوجود حيث العدم ليس وجود فهو لاشئ على الاطلاق ,فإذا كان الله موجود إنتفى العدم وإذا كان الله ذو وجود أزلي فالعدم يكون منفياً ازلياً أيضاً لذا لايكون عدم مع وجود على الإطلاق , فالكون هو إستمرار للوجود الازلي ، فلا يمكن ان يكون هناك شئ اسمه عدم كما أن الوجود الالهي يُفترض إنه المصدر الوحيد المتفرد وليس العدم وهذا يعنى لو كان هناك عدم فلن ينشأ الكون ,فالعدم لا يمكن أن يكون مصدراً فى وجود الإله وبذلك يكون الكون شئ أزلى أو ظهر عن شئ من الله وليس من عدم وبذا يكون الله مادياً أو نقول لا وجود لإله .
يُفترض أن الله شئ لانهائي غير محدود أى لا يوجد حد يحد وجوده ليبدأ بعدها وجوده لذا لا يوجد شئ إسمه عدم خارج الإله اللانهائى وهذا يتنافى أيضا مع الخلق , فالخلق هو أشياء محدودة خارجه وبوجود أشياء خارجية يصبح محدود بها وإلا فهي داخله أو جزء منه إذن لا وجود لخلق طالما لا يوجد إيجاد علاوة ان وجودنا يحد من وجوده كما أن وجودنا حقيقة ماثلة وليس إفتراض .

* 33- كن فيكون
"وإذا قضى أمرا فأنما يقول له كن فيكون" هذه المقولة لا تخرج عن التحويل والصناعة ولا تدخل فى مفهوم الخلق بالرغم من سحرية مقولة "كن فيكون" التى كنت أتصورها كالعفريت فى أفلام اسماعيل ياسين عندما كان يستحضر طلباته من الهواء فى لمح البصر ولكن بالتدقيق فى مقولة "كن فيكون" نجدها لا تعنى الخلق من عدم إنما عملية تحويلية فهناك أمر موجه لشئ موجود وكائن وليس بعدم ليتوجه بالأمر له "كن " فإذا كان الشئ عدماً غير موجود فكيف يأمره الله إلا إذا كان الشئ موجود ذو كينونة ليصدر له أمر بالتحول وتغيير كينونته , لذا كان الحرى القول فليتواجد وليس كُن الآمرة للشئ بتغيير كينونته ولكننا نعذر من ألف فكرة الإله الخالق فلم يستطع خياله أن يصل إلى وجود شيء بدون مواد أولية .

* 34- الله على كل شئ قدير والمستحيل 
تقول فرضية الله أنه على كل شيئ قدير لتمنعك من إفتراض أي شيئ يعجز عنه لذا تكون المقولات على شاكلة ,هل يستطيع الله خلق صخرة يعجز عن حملها ,أو هل يستطيع أن ينهى وجوده ,أو يلغى الجنه والجحيم مقولات صحيحة فى سياق القدرة المطلقة وليست خاطئة فاسدة كما يردد البعض لأن القدرة المطلقة تعنى المقدرة على إتيان أى شئ نراه صعباً معجزاً مستحيلاً كما أن مقولة الإستحالة المنطقية التى يرددها المؤمنون أمام هذه المقولات الإفتراضية فهم هنا إستخدموا منطقهم البشرى المحدود وأسقطوه على الإله وكأن الإله الفائق القدرة صار محدود يتحرك ويتعامل مع منطقهم ومستحيلاتهم بينما قدرة الله المطلقة تعنى أنه لا يوجد شئ يستحيل عليه القيام به فهو لا يعرف منطقنا ومستحيلاتنا وعليه إذا تفعلت القدرة المطلقة فى المالانهاية فستطول أى شئ ليدخل الإله فى تناقضات لا حصر لها مع صفاته الأخرى بل مع صفة القدرة ذاتها لذا لا يمكن منح صفة القدرة قيمة لانهائية لذات فإما هى ذات أو مطلق .
يأتى هذا التخبط والتناقض والعبثية من كون فكرة الإله بشرية خيالية ذات رؤية مشخصنة فى الأصل ليمط اللاهوتيون صفاته بلا حدود لتتناقض الصفات والقدرات مع بعضها البعض , لذا لا معنى ان يكون ذو قدرة مطلقة فهذا سيفسد الألوهية المفترضة وستجلب لها المتناقضات .
هنا

يتبع...
نابغة
رد: خمسين حجة تفند وجود الإله
مُساهمة الأحد فبراير 28, 2016 6:58 am من طرف نابغة
خمسين حجة تفند وجود الإله Icon1


[size]
* 35 - اين خلق الله الخلق ؟
- إما ان الله خلق الخلق خارج ذاته أو أن الخلق فى ذاته , القول إن الله خلق الخلق خارجاً عن ذاته يعني تعدد الأمكنة القديمة حتماً وهذا الخارج إما حادث أو أزلى ، فإذا كان أزلياً فنحن هنا أمام تعدد الأزليات أى من يشارك الإله فى الأزلية أى تعدد اللاهوت , أما إذا كان هذا الخارج حادثاً فسنظل نطرح أين ومن ومتى لنسير فى مسلسل التسلسل اللانهائى الغير مقبول ,فخلق المكان جاء من مكان آخر وهكذا سينتهي الأمر بتعدد اللاهوت .
- الجواب الثاني: إن الله خلق الخلق في الذات ,وهذا يعني أن ذات الله صارت محلاً للحوادث ,وهذا يعني أن الذات محل للحدوث والتغير مما ينقض القول بألوهيته المطلقة الغير متغيرة .
ولتبسيط هذا الكلام نقول أن للخلق مكان تم فيه الخلق يكون بمثابة الورشة وبذا المكان والخلق متلازمان فلا خلق بدون مكان ,ولكن يمكن ان يكون هناك مكان بلا خلق ,ولنكمل بالقول أن المكان الذى إحتوى الخلق هو وجود أيضا لنسأل هنا هل المكان أزلى أم حادث فإذا كان أزلياً فهذا يعنى أن هناك وجود أزلى يشارك الإله فى الأزلية سيكون بمثابة إله لندخل فى تعدد الألوهية أو يكون المكان حادثاً لندخل فى سلسلة الأمكنة اللانهائية لنجد أنفسنا أمام خلق المكان الذى يطلب مكان وهكذا أما إذا قلنا أن الخلق تم فى الذات الإلهية فهذا يعنى أن المخلوقات هى جزيئات من الذات أى تحويلات وتغيرات فى الذات أى أن الذات الإلهية صارت محلاً للتغيير وهذا ينزع عنها الألوهية المطلقة المنزهة عن التغير والتبدل .

* 36 - هل يخلق الغير محدود .؟
- لو تأملنا فى فكرة الخلق ملياً سنجد أنه يستحيل أن يتحقق الخلق المستقل وأن الأمور فى أفضل حلولها التخيلية لن تخرج عن كون الوجود أجزاء من الإله وفى هذه الحالة سيصير إستبدال الوجود المادى أكثر منطقية من وجود إله كونه المُعاين والمَوجود.
- فى أساطير الخلق نجد أن فعل الخلق عملية تحويلية صناعية فهناك مادة الخلق وهناك الإله الذى يشكل منها المخلوقات ,فيصبح الإله بمثابة صانع , فلا ذكر فى الموروث الدينى لفكرة نشوء مادة الخلق من العدم فكل الأساطير لم تتناول إلا فكرة الإله الصانع المشكل بما أمامه من مواد كخلق الإنسان من طين والوجود من رتق وكل حى من ماء , لتأتى فكرة الخلق من العدم متأخرة على يد اللاهوتيين والمتكلمين الذين حاولوا إسعاف الفكرة بعد أن تلمسوا هشاشتها ولكن هل يوجد شئ إسمه عدم ومادة تخلق من عدم فهذا الهراء بعينه ورغماً عن ذلك سنعتنى بنقد الفكر اللاهوتى الذى يدعى أن الخلق من عدم والذى أصبح يتردد على كل لسان بلا وعى , فالإيمان بهذه الفرضية كفيل أن يسقط فكرة الإله ويقوضها.! 
- يؤمنون أن الله ذو وجود, والبشر والحياة ذا وجود مستقل ولكن هذه الرؤية البديهية المنطقية تتناقض مع وجود الله , فالله غير محدود كما يقولون وليس وحدة وجودية مستقلة عن الوجود مهما تعاظمت أى لا يتأطر فى وحدة وجودية شأن أى وحدة وجودية أخرى ضمن الوجود ليجتمع الله والموجودات فى النهاية بوجود واحد , لذا تكون قصة الخلق نافية لوجود الله اللامحدود أو يكون وجود الله الغير محدود نافياً لتحقيق الخلق .
- الله غير محدود وموجود فى كل مكان بالمطلق فلا يوجد حد أو وجود ولو جزئ يحد وجوده وإنتشاره ,وهذا يعنى أنه لا وجود إلا وجوده أو أن وجودنا وهم وطالما وجودنا حقيقة فوجوده وهم , فالكون والأرض وما عليها من بشر وكائنات حية وجماد ستكون أجزاء فى داخله وليست ذات كينونة منفصلة عنه لنسأل هنا : كيف يستقيم هذا مع إدعاء الخلق ليتكون وجود خارج وجوده فحينها سيكون الله محدود يبدأ وجوده بما هو خارج عنه ليصير ذو وحدة وجودية محددة .
- للتوضيح أكثر نقول : بأن الله غير المحدود فى المطلق عبارة خطيرة تعنى أن الله لا يحده أى شئ لأنه لو كان هناك شئ يحده لأصبح الله محدود ذو وحدة وجودية مثلنا وإن كانت كبيرة ,لذا قصة العرش الإلهى شديدة التهافت فهى حددت وجود الإله فى نطاق عرش وكرسى محدد كصورة مقتبسة من ملوك وسلاطين العصور القديمة ولكننا سنمر من أمام هذه الصورة الساذجة لنعتنى بمفهوم الغير محدود ,ففكرة الله غير المحدود تعنى فى النهاية أن الله غير منفصل عن الوجود بل فى وحدة تامة مُدمجة معه بلا إنفصال ولا إنفصام بل هو الوجود كله بمفهوم الغير محدود فلا تقل أن الله خارج الكون فى سماءه السابعة يراقب البشر فهذا يعنى أنه محدود فى مكان .
- الله الغير محدود يعنى أنه فى كل ثنايا الوجود والكون وفى داخل كل جزئية بالمجرات والنجوم والأجرام , فى جوف الأرض والبحار والمحيطات والجبال , فى داخل كل جزئ حى بإنسان وحيوان ونبات وحشرة , فى داخل الجماد والأجساد الميتة , فى داخل الذرة ذاتها . لذا فأى مشهد وجودى شديدة الضآلة بالكون لابد أن يكون الله فى كل مكوناته من الذرة إلى المجرة , فقولك أن الله خارج أى وحدة وجودية يعنى أن له حدود يبدأ بعدها وجوده وحدوده .
- من هذا المنطلق يصبح الله كل الوجود المادى الذى نعيشه فأما وجودنا فسيكون وهم أو وجوده وهم أو إننا جزيئات من الإله الذى سيبدد مقولة أنه غير مادى ,فالحدود تعتنى بالمادة , ومن هنا لن نتوقف كثيراً إزاء تسمية الوجود المادى بإله ولكن لن يكون هناك أى معنى لفكرة الخلق فهى تحولات فى الوجود المادى الأزلى لذا لا داعى لإقامة المعابد والصلوات لحالة وجود مادى فنحن لا نسجد للجاذبية .
- يُفترض أن الله غير محدود بالمكان ولكن هذا يعارض أسطورة الخلق التى جاءت فى مكان ,فالمكان هنا خارج الإله أى فى الورشة التى يقوم فيها بعملية الخلق ليكون المكان وحدة وجودية مستقلة عن الإله لنسأل من أوجد الورشة "المكان". وأين خلق الله الخلق ,فمن البديهى أن الخلق تم فى مكان لنرجع مرة ثانية إلى النقطة 35 بأن هناك إحتمالين إما أن الله خلق الخلق خارج عن ذاته أو خلق الخلق فى ذاته ,فخلقه خارج الذات يعنى إستقلالية الوجود والمكان عن وجوده كما ذكرنا أما خلقه داخل الذات يعنى أن الذات صارت مكان للحدث وفى كلتا الحالتين تتبدد الألوهية و تتبدد معها قصة الخلق .

* 37 - لماذا لحظة الخلق دون عن سواها .؟!
- لو سألنا لماذا خلق الله الكون فى لحظة زمنية محددة ولم يخلق قبلها أو بعدها فلا يتصور أحد أننا أمام سؤال ساذج سفسطائى ليقول لو خلقه قبل أو بعد ستتوقف أيضاً وتسأل لماذا خلق فى تلك اللحظة دون غيرها.. نعم سنسأل دوماً هذا السؤال ولكن يبدو أن حضرتك لا تدرك عمق هذا السؤال الذى سينفى الخلق والإله .
عندما نقول لماذا خلق الله الكون في هذه اللحظة بالذات دون سواها ولم يخلق في اللحظة السابقة أو اللاحقة فله معنى عميق , فقبل الخلق كل اللحظات الزمانية تكون متشابهة بلا أى فوارق ليكون نسبة الفعل فى كل منها متساوياً فما هو تمييز تلك اللحظة عن غيرها لتتميز ليكون تميزها دافعاً لصدور فعل الخلق عندها. 
- دعونا نبسطها أكثر فمعنى أن الله خلق الوجود فى لحظة معينة فإما تكون بحكمة أو عبث فسيقول المؤمنون بالطبع لحكمة وماخلقنا عابثين وهذا هو المُفترض من إله كلىّ الحكمة والتقدير لذا سنهمل الخلق بعبثية وبدون قصد ليكون إختيار لحظة معينة للخلق تم بحكمة وتقدير أى أن الله إختار الظرف المناسب التى تكون لحظة الخلق قبلها أو بعدها خاطئاً ,فالظرف المناسب هو إختيار من عدة ظروف متباينة وهذا يعنى أن الظروف خارج الله ليفاضل بينها ويتحين الفرصة المناسبة للخلق ,وهذا يعنى أن الظروف فى حالة إستقلالية عن الإله وخضع لها وتعامل معها ليقوم بدراستها وإختيار اللحظة المناسبة للإقدام على عملية الخلق ولكن لا يجب إغفال أن اللحظات يُفترض أنها متشابهة . 
- إن عدم إقدام الله على الخلق قبل لحظة الخلق المحددة يعنى إنه كان عاجزاً ثم صار قادراً أو يمارس رد الفعل والتفاعل وهذا ينفى الألوهية ويجعله تحت رحمة الظروف وما يُتاح منها وما يتوفر , ولو قلنا بأن الله متحرر من الظروف وأنه خلق بدون توافر ظروف مناسبة للخلق كونه غير خاضع لها فهذا يعنى أن لحظة الخلق غير مُرتبة وجاءت بلا تفكير ولا حكمة وبدون باعث لها أى فعل عشوائى بلا حكمة ولا تقدير ولا ترتيب ولا يحزنون وهذه الفكرة ستلتقى مع الملحدين فى عبثية وعدم غائية الوجود كما ستنزع عن الله فى المقابل أى حكمة وتقدير وتدبير.
- خلاصة القول أن الخلق مستحيل كفعل بواسطة الإله فإما هو إختار لحظة الخلق ليقع تحت طائلة الظروف المناسبة والقاهرة ليختار اللحظة المناسبة وهنا سيفقده ألوهيته أو يكون الخلق بلا حسابات وترتيبات وقيود ليصبح شئ عبثى وهنا سيفتقد الحكمة ليدخل فى دوائر العبث .

* 38- هل الأزلى يخلق؟ .
- مشهد منطقى آخر ينسف فكرة الخلق ,فالله أزلى أبدى أى لا نهائى فى وجوده بينما الخلق حدث فى زمان ومكان لذا من حقنا القول : الله قبل الخلق وبعد الخلق ولكن هذا سيقوض الألوهية كونه يعتريه التغيير وتبدل الأحوال ,علاوة على إستحالة وجود نقطة محددة تتحدد فى المالانهاية فهذا مثل الخط المستقيم اللا نهائى لا تستطيع أن تضع نقطة عليه لتقول أنها تنصف المستقيم أو تكون نسبة بين المسافة التى قبل النقطة إلى المسافة ما بعد النقطة , فالمستقيم اللا نهائى ليست له نقطة بداية ولا نقطة نهاية بمعنى أن البداية والنهاية ممتدة دوماً كحال الأعداد اللانهائية فكلما وصلت لعدد ستجد عدد قبله فى البدايات وعدد بعده فى النهايات فيستحيل أن يتحقق وجود هذه النقطة أى يستحيل ان تتواجد لحظة خلق .
- تُبدد فكرة الأزلى الأبدى فى طريقها كمال الله فهو كل يوم بحال بإمتداده اللانهائى وستلقى علامة إستفهام كبيرة أمام مقولة الغير محدود فهل هو كان غير محدود ثم استقر وصار محدوداً أم أنه غير محدود فى المطلق فهذا يعنى انه فى كل يوم بحال مغاير عما سبقه وهذا سيلقى بظلال كثيفة على الكمال كما ذكرنا علاوة على تخيل وضعية أن هناك أجزاء فى الوجود خارجه عنه يجتهد للوصول إليها ,وبذا صار الوجود هكذا غير محدود , فلو كان محدوداً فلا معنى لمقولة أن الله غير محدود.!
- تأمل آخر فى موضوع الأزلى الأبدى أن الله هنا صاحب ذاكرة لانهائية فأنت لا تستطيع القول بعدم وجود ذاكرة لأن هذا سيبدد معرفته المطلقة وإدراكه لكل الغيب وما كان وما سيكون ولكن فكرة الذاكرة اللانهائية يستحيل أن تتواجد معها لحظة فارقة فكل اللحظات ممتدة فى اللانهاية لذا لن يتواجد مشهد الخلق كمشهد فارق ,فالتحديد يكون فى المحدود وبالتالى لا يوجد خلق .

* 39 - هل زمن الخلق ينفى الخلق أم يحققه .
- المؤمنون من فرط تعظيمهم للإله لا يفطنون لما يقولونه ولا يدركون أنهم يقوضون ألوهيته ويصيبوا الأساطير بالعبث بمقولة أن الله أزلى أبدى ,فهذا يعنى أنه لا يخضع للزمن , والذى لا يخضع للزمن لا ينتظر ,فلا يوجد لديه نقطة بدء ونقطة إنتهاء ونقطة إنتظار أى لا توجد لديه محطات بينما هو إنتظر يوم الخلق وينتظر يوم القيامة ,فالأزلى الأبدى كما ذكرنا يشبه الخط المستقيم اللا نهائى أو الأعداد اللانهائية فلا توجد نقطة أو رقم تحدد نسبة ما قبله إلى ما بعده لذا الخلق والإنتهاء لا يتحققا فى الزمان اللانهائى .
- لن يعنينا أن الخلق تم فى ستة أيام وأن اليوم24 ساعة أو مليون سنه بالرغم أن النص الدينى يعنى يوماً بتوقيتنا الأرضى أو بألف سنه أو بخمسين ألف فى مواضع ميثولوجية أخرى ,لذا سنهمل مدة يوم الخلق ولنعتبر اليوم الإلهى بمليون سنه ,كما سنهمل الرؤية الساذجة عن خلق تم فى ستة أيام إستأثرت الأرض التى تمثل حبة رمل فى صحراء الكون الشاسعة على أربعة أيام بينما مليارات المجرات والأجرام التى تمثل الصحراء الشاسعة إستغرقت يومان. !!
- لن نتوقف كما ذكرنا أمام من يقول أن اليوم الإلهى هو 24 ساعة أو معادلاً لخمسين ألف سنه بل سنفترض أن اليوم الإلهى يعادل مليون أو مليار سنه فليس لدينا أى مشكلة ولكن الإشكالية التى لا يفطنون إليها أن الزمن يرتبط بوجود المكان لنقول كيف قاس الله يومه الذى يعادل مليون سنه مثلا بإنعدام وجود مكان ولا حركتة كمقياس للزمن , فهذا يعنى أن المكان متواجد قبل الخلق فى حالة وجودية مستقلة ليضبط الله ساعته ويومه فكيف يكون خلق والمكان خارج الخلق وسابق له .!
- للتوضيح أكثر ,فاليوم الإلهى الذى تم فيه الخلق هو وحدة زمنية بغض النظر عن حجمها تتحدد بحركة مكان معين ,فإذا كان اليوم الأرضى هو دوران الكرة الأرضية حول نفسها دورة كاملة ,والسنه الأرضية هى دوران الأرض حول الشمس لذا يكون اليوم الإلهى هو حركة مكان معين دورة كاملة فلو إفترضنا جدلاً أن اليوم الإلهى هو دوران العرش الإلهى حول مجرة دورة كاملة لتساوى يوم إلهى واحد ليعادل هذا مليون أو تريليون سنه من سنينا الأرضية فهذا يعنى أن المكان مستقل عن الله الذى هو المجرة فى مثالنا وبذا لن يتحقق الخلق فى الزمان , فلكى تستقيم قصة اليوم الإلهى فلابد من وجود مكان ,ولكن لو وُجد المكان نفى قصة خلق الوجود . !!
- الله يخلق أى يمارس فعل لم يفعله من قبل أى يعيش الحدث ,فالخلق حادث بغض النظر أنه فى علمه وترتيبه المُسبق كما يزعمون ولكن حدث الخلق هنا يتواكب مع زمن محدد أى أن الإله خضع للزمن بمحدداته فكل يوم خلق هو زمن ضمن جدول أعمال الخلق يتم فيه إنجاز ليحوله عن فعل شئ قبل ميعاده لذا فهو خاضع للزمن ولن تجدى المقولة العبثية أنه خالق الزمن لتعسف هذا الزعم , فالزمن ليس وجود بل إرتباط وعلاقة بالمكان كما ذكرنا ,علاوة أن الخالق من المُفترض فيه أنه لا يخضع لخلقته ملتزماً بها . 

* 40- هل يمكن أن تكون الذات مطلقة ؟.
- يستحيل ان يكون الإله بفرض وجوده ذات ومطلقة فى آن واحد فهو إما ذات وإما مطلق فلا يمكن الجمع بين هذين الضدين , فالكمال والمطلق معنى من المعاني يتعارض مع الذاتية , فالذاتية ماهيتها مُحددة فلا يمكن أن تكون بغير حدود ,والإله لو كان موجوداً وجوداً مطلقاً بأي صورة من الصور لا يمكن أن تكون له ذات واعية بمعني لو كان الإله أزلي أبدي, أى بلا بداية أو نهاية فلا يمكن أن يكون إلا الزمان نفسه و الزمان لا عقل له وليس بذات , ولو كان الإله يملأ كل الأماكن فهذا يعني أنه هو المكان نفسه ,والمكان لا عقل له و لا ذات. أى لو كان الإله الزمان نفسه و المكان كله أي مانطلق عليه الزمكان بشكل مطلق فهذا يعني أنه الوجود ذاته ولكن الوجود ليس ذاتاً ولا عقل .
هنا
يتبع...


[/size]
 خمسين حجة تفند وجود الإله Quote
خمسين حجة تفند وجود الإله Post_old 10-28-2015, 02:03 AM خمسين حجة تفند وجود الإله User_offline  رقم الموضوع : [6]
البوم الأزرق
عضو جميل
خمسين حجة تفند وجود الإله Image
 


خمسين حجة تفند وجود الإله Reputation_pos
خمسين حجة تفند وجود الإله Icon1


[size]
*41- الله لا يكون أزليا أو أبديا .
يُشاع عن فكرة الإله أنه أزلى أبدى أى غير محدود زمانياً فلا بدايات ولا نهايات بالرغم أن الكتب الدينية لم تذكر توصيف الأزلى الأبدى ليبقى من إستنتاج أهل الكهنوت والكلام معتمدين على مقولة (خالدين فيها أبداً) وأتصور أن فكرة الخلود فكرة خيالية جاءت من الرغبة فى المبالغة والإفراط فى القول مع حلم فنتازى إنسانى ذو أسقف ممتدة أن يعيش الحياة قاهراً الموت .
المؤمنون لا يفطنون لمقولة أزلى أبدى أو لعلهم من فرط تعظيمهم للإله لا يدركون أنهم يقوضون ألوهيته ويصيبوا الفكرة بالعبث , فمقولة الله أزلى أبدى تعنى أنه لا يخضع للزمن والذى لا يخضع للزمن لا ينتظر فلا يوجد لديه نقطة بدء ونقطة إنتهاء ونقطة إنتظار أى لا توجد لديه محطات لذا فلا يوجد معنى أنه انتظر يوم للخلق وسينتظر يوم القيامة , فالأزلى الأبدى يشبه مستقيم لا نهائى لا توجد عليه نقطة تحدد نسبة ما قبله إلى ما بعده .
أضف لذلك أن الأزلى الأبدى يناقض تعريف الزمن , فالزمن يعنى حركة المكان وبدون مكان وحركته فلا زمن فنحن نقيس يومنا بدوران الأرض حول محورها وسنتنا بدوران الأرض دورة كاملة حول الشمس لذا يلزم وجود مكان وحركة ينتج عنهما علاقة الزمن لذا فمقولة أزلى أبدى تعنى أن المكان أزلى أبدى فلا خلق من عدم ولا فناء ولا يحزنون ولا إستقلالية للإله عن المكان فمنه يكون علاقة الزمن .
من أبدع فكرة الإله ورسمها لم يضعها فى إطار فكرى فلسفى بل فى أطر بسيطة كما تخيلها فذهنه لم يصل إلى فلسفة الفكرة فلم يدرك فكرة الأزلى الأبدى لذا نجد فى القرآن أسماء الله الحسنى ومنها الأول و الآخر ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )
لتمر علينا مقولة الأول والآخر ولا نفطن لحجم الإشكاليات فيهما فهما ينفيا ببساطة قصة الأزلى الأبدى .!
عندما تقول بأن الله أزلى فلا معنى ولا وجود لكلمة الأول , فالأول تعتنى بأسبقية الترتيب بالنسبة لكمية محددة أما غير المحدود فلا يوجد شئ فيه إسمه أول , كذلك القول بالآخر لا تستقيم مع الأبدى ,فالأخير نهاية لكمية محددة , هذا مثل الأعداد اللانهائية لا تستطيع أن تقول هناك رقم أولى ورقم أخير , لذا فمقولة الأول والآخر إما خاطئة أو الأزلى الأبدى خاطئة فإختاروا إحداهما .
هناك إشكالية أخرى فى الآخر وهى عدم تفرد الله بها , فالإنسان وفق الأسطورة صار يشارك الله فى الآخر وهذا من خلوده " خالدين فيها أبداً " ليصير كالإله فى أبديتة ..أتصور أن مُبدع فكرة الأول والآخر أراد تعظيم الإله وتفرده ولكنه صاحب فكر فلسفى و رياضى بائس فلم يفطن أن الأول والآخر تنسف فكرة الأزلى الأبدى . 

*42- الله لا يفكر ولا يعقل .
يبنى المؤمنون كل إيمانهم على أن الوجود والحياة تحتاج لصانع عاقل مستنكرين الفكر الإلحادى القائل أن الكون والطبيعة والحياة تنتج نفسها وتفسر ذاتها بذاتها ولا تحتاج لفاعل عاقل خارجى ليتم هذا بلا ترتيب ولا تخطيط ولا غاية , فبالتمعن فى تمظهرات الطبيعة والحياة والكون سنجدها أفعال مادية طبييعية محضة .
كما لنا أن نسأل : هل الله يفكر لتكون الإجابة لدى المؤمنين بالتأكيد الله يفكر فإذا كان الإنسان يفكر فمن المؤكد أن الإله يفكر بل صاحب فكر كبير كما تروى قصة الخلق ذات الأيام السته أنه يفكر وكذا نزول الانبياء والأديان تفكير .
قصة ان الإله المفترض يفكر ويعقل لن تجعل منه إله ازلى أبدى خالق وستنال من فكرة الألوهية ذاتها . لماذا ؟
معنى التفكير أنه مقيد بمحددات فهو لن يستطيع أن ينزل بالإنجيل والقرآن مثلا قبل التوراة أو ينزل بتشريعات فى زمن غير مناسب لها أو يخلق بدون ترتيب , فالتفكير ملزم بقواعد ومحددات لا يستطيع أن يحيد عنها .. قد تقول أنه يراعى تطور المجتمعات الإنسانية وظروفها فهذا مانسميه مُحددات التفكير ولكن هذا ينال من فكرة مشيئته وحريته وهيمنته المطلقة ويجعله خاضعاً لمحددات لا يستطيع الفكاك منها , فلك أن تختار هل الإله يفكر ليرتب ذهنه وفقاً لمحددات وتوازنات وشروط خارجة عنه لا يستطيع أن يتجاوزها أم مُبرمج يسير على برنامج موضوع منذ الأزل لا يحيد عنه أم يستطيع أن يكسر كل المحددات وهنا سيفقد حكمته وعلمه المطلق .
إن التفكير والتعقل محدد بمحددات لا يمكن الخروج عنها لأنه فى حالة التحرر منها نقول عنها تفكير غير عقلانى , ومعنى أن الإله عاقل ويفكر أنه ملتزم بمحددات لا يستطيع الحياد عنها ومن هنا تسقط فكرة مشيئته وقدرته المطلقة فهى مقيدة بمحددات .!
إذا كان الله فوق الزمن أبدي أزلي لا يُفنى ولا يَتحول فهو لن يفكر لأن الفكر خاضع للزمن ولتوالي الأحداث كما أن التفكير له بداية ونهاية ليقفز العقل المُفكر من فكرة لفكرة فى زمن لذا يصير الله جزءاً من آليات الزمن ويفكر كالإنسان فقد دخل فى المحددات والمحددوية لذا القول بتحرره من الزمن كأبدى أزلى لن تجعله يفكر .

*43- الله بدون ذاكرة .
لا يمكن أن تقول أن الله له ذاكرة , فما معنى ذاكرة أزلية فى وجود أحداث أزلية فرضاً فكيف تلاحقها وكيف تتميز فلا يوجد نقطة على الخط المستقيم اللانهائى ذات تمايز بإعتبارها محطة محددة متميزة كما لا تعنى وحدانيته وتفرده فهناك أحداث دوماً بالرغم القول إنه كان متفرداً هو والفراغ .!
فكرة أن الله يمتلك ذاكرة سيقودنا إلى سؤال : هل الله ينفعل وقت الحدث أم إنفعل منذ الأزل .. بمعنى هل غضب الله من الكفار والمشركين وقت الحدث أم أنه غضب قبل خلق الوجود بحكم معرفته المطلقة ولكن فلنلاحظ أن غضبه قبل خلقهم يعنى أن الغضب فى أزل الأزل وطالما هو أزلى فيعنى أن غضبه من الحدث ملتصق بوجوده لا ينفصم .
الذاكرة والذكريات تعنى أحداث وصور متعاقبة تخضع للزمن وللتأثر بها فإفتراض أن الإله يمتلك ذاكرة يعنى أنه يخضع للزمن كذا الأحداث الخارجة عنه ليدونها فى ذاكرته لتسقط فكرة أن الإله كلى المعرفة .

*44- الله لا يمتلك مشيئة .
عندما نسأل المؤمن هل الله ذو مشيئة وإرادة وقدرة ستكون إجابته قاطعة بأن الله حر وكلىّ المشيئة والقدرة , فإذا كان الإنسان حر ذو مشيئة فهل يفتقد الله الخالق عظيم الجلال المشيئة ,فكيف تطلق هذا السؤال الساذج .
فلنسأل أيضا هل يقدر الله على تغيير أمر يعلم وقوعه في المستقبل؟ فإذا كان الجواب بـ (نعم) فالله هنا ليس مطلق العلم , وإذا كان الجواب بـ (لا) فالله ليس مطلق القدرة ومثال على ذلك نفترض أن الله يعلم بعلمه المطلق أن نيزك سيرتطم بالأرض سنة 2050، فهل يقدر الله بقدرته المطلقة على تغيير ذلك؟ فإذا قدر على تغيير ذلك فهو مطلق القدرة وليس مطلق العلم وإذا لم يقدر فهو مطلق المعرفة وليس مطلق القدرة .
فى الحقيقة التمعن فى صفة المقدرة والمشيئة من خلال المفاهيم الإلهية ستجعله مُسيراً غير حر وبلا مشيئة , فالحرية تعنى القدرة على إختيار خيار محدد من مجموعة خيارات فى لحظة ما لنجد أن هذا يستحيل أن يتحقق مع فكرة الله وفقاً لفرضياتها ,فالله يعلم منذ الأزل كل الغيب وما كان وما سيكون وقد رسم أقدراه وترتيباته على كل حدث فلا يستطيع أن يحيد عن أى خطوة قدرها ليتخذ قراراً آخر فهو مُقيد بعلمه المُسبق ,فكونه يعدل من خططه بحكم أنه ذو مشيئة فهذا يبدد معرفته الكلية التى لم تُدرك التعديل وكذلك حكمته العظيمة المطلقة التى أخطأت فإستدعت المشيئة تغيير الحدث .
نقطة أخرى تنفى المشيئة وهى وقوع الله تحت التأثير وعدم العلم فقد فوجئ بحدث لم يعلمه ليتأثر به وينفعل تجاهه ليضطر إلى إختيار نهج يتناسب مع الحدث لنكون أمام إله يتفاعل مع أشياء خارجة عنه ليبدد هذا تفرده بالخلق والمشيئة , فالأشياء فاعلة مؤثرة وليست منه , ولا تستطيع القول أنه يعلم الحدث قبل وقوعه لينفعل معه فهنا دخل فى دوائر العبث كأن يغضب منذ القدم .
قد يقول قائل أن المشيئة تحددت فى البدايات وأنه لن يحيد عن مشيئته وهنا تزداد الأمور صعوبة على فكرة الله فهو مُبرمج مُجبر أن يتحرك لما حددته مشيئته البدئية فليس له خيار وحرية كما أن مشيئته البدئية بدون تأثيرات تجعله عبثياً فهو إختار مشاهد عشوائية لتكون إختياره أو تتحدد مشيئته بظروف أخذها فى الحسبان فهنا يكون متقيداً متأثراً بما حوله لتؤثر على قراره هذا إذا إعتبرنا وجود لموضوعات خارجية قبل الخلق ,لنسأل من أين جاءت ,وكيف خُلقت قبل الخلق ليخضع لتأثيراتها وفى كلتا الحالتين لا تجوز مع الألوهية لذا لم يتبقى أن تكون مشيئة الله عشوائية غير مُنتقاة بلا أى تأثير لنحظى فى النهاية على قرارات عبثية تبدد قصة الحكمة والخلق .
كذلك القادر قدرة مطلقة يستحيل له أن يفعل لأن الفعل تعبير عن حالة إنفعالية ورد فعل إستدعى الفعل , والإنفعال تعبير عن حاجة يدفعها الإيفاء والنقص والرغبة والحاجة وهذا يبدد الكمال . 
القدرة المطلقة لا تكون فاعلة ولا باحثة عن الحق والخير والجمال لأن كل هذه الأشياء تطلب تحديد محددات , والمطلق يُفترض أنه ليس له أى علاقة بالمحددات فحينها لن يكون مُطلق .
الإنسان يستطيع أن يعلم بعض الأشياء ويجهل بعض الأشياء وهو بالطبع ليس مطلق القدرة لذلك فلا يوجد تناقض في إمكانياته أما الله فلا يمكن له أن يجمع بين المتناقضات إلا لو كان شخصية خيالية ملفقة .. ومن هنا ندرك أن ما يقال عنه صفات إلهية هى بشرية بطبيعتها تفرز التناقض إذا ما مدت على إطلاقها .[/size]
نابغة
رد: خمسين حجة تفند وجود الإله
مُساهمة الأحد فبراير 28, 2016 6:59 am من طرف نابغة

*45- هل يستطيع الله أن ينكث بوعده .
بالطبع ستقول لا ولن أثير أمامك إنه تراجع عن قرارته أحيان كثيرة كندمه بعد الطوفان فى قصة الطوفان التوراتية وكذا قصة الناسخ والمنسوخ كأكبر دليل ولكن سنتجاوز هذا لنناقش الفكرة فلسفياً ونتخذ مثالا يتناول هذه النقطة ونسأل هل يمكن أن ينكث الله وعده ويلغى يوم القيامة والحساب والجنه والجحيم مثلا , فوفقا للقدرة المطلقة هو قادر أن يفعل هذا فلا يحوله شئ بحكم قدرته ولكن لترتيبه وأقداره وبرنامجه فهو متقيد به لا يستطيع أن يحيد عنه أى نرجع مرة أخرى للتناقض بين المشيئة والمعرفة المطلقة .
فلنثير قضية وجود حدود تحدد سلوك الله فلا يحيد عنها فهنا تكون السلوكيات محددات خارجة عنه ملتزماً بها .. أراك تقول أنه من خلق هذه السلوكيات والمحددات لذاته ولكن هذا يعنى أنه شخصية إعتبارية عبثية , فالإعتبارية كونه يتحرك فى مدارات سواء أكانت من خلقه أم لا , وعبثية بحكم أن السلوكيات هى تقييم تجربة والإنحياز لجانب من نتائجها هو إنفعال فهل الله تعرض لتجارب خارجة عنه ووجد أن نكوث الوعود مع الآخرين شئ سئ فرفضه .
يُفترض أن الله واحد أحد أزلى لا يخوض تجارب أو تصنيفات الأبيض والأسود أو الخير والشر أو الصلاح واللاصلاح , فكل هذه الأمور ليست بذات مردود إيجابى أو سلبى بالنسبة لإله ولا تؤثر فيه .. إذن هو عبثى لينتقى بعض السلوكيات بشكل عشوائى ويلتزم بها .!
خطرت فى بالى فكرة أبرر بها مقولة أن الله يضل من يشاء وبالطبع هو لن يضل مثل الشقى فى حارتنا بل بذكاء خارق , فلما لا تكون المسيحية والإسلام واليهودية هى وسيلة الله لتضليل البشر عن البوذية مثلا .؟!

*46- إستحالة إجتماع القوة المطلقة مع المعرفة المطلقة مع العدل المطلق .
الإله في التصورات الدينية ذو صفات خارقة مطلقة تتمثل فى ثلاث شروط أن يكون ذو قوة مطلقة أى يمتلك قوى الإيجاد والإفناء , كما يكون صاحب معرفة مطلقة أى يدرك الماضى والحاضر والمستقبل وكافة الأشياء عن الحياة والوجود , كما يُفترض أن يكون صاحب عدل مطلق .
من أحشاء فرضيتى أن الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة يكمن التناقض والإشكالية والإستحالة فمطلق المعرفة يعلم كل ما كان وما سيكون بكل التفاصيل الدقيقة , ومطلق القدرة تجعله يفعل كل ما يريد فى المستقبل فلا يحوله شئ ولكن إذا إستطاع أن يغير ويبدل بحكم أنه كلى القدرة فهو فى ذات الوقت لن يكون كلى المعرفة وإذا حقق دوماً معرفته كما قدرها فهو ليس كلى القدرة كما ذكرنا فى النقطة السابقة .
يستحيل وجود هذه الشروط الثلاث مجتمعة في نفس الكيان وهذا لأن إيجاد الإله لنا بإستخدام قدرته وكتابة سيناريو كل واحدٍ منا بالرغم أنه أعطى كل منا عقل لكنه حدد السيناريو بدقة وماذا سنفكر وماذا سنختار وماذا سيكون مصيرنا وإلا فقد صفة المعرفة المطلقة أي أنه كتب مثلاً بأن فلان سيكون في مفترق طرق وسيفكر بكذا وكذا وسيسلك هذا المنحى وعندما يموت سيضعه الإله في جهنم لتسير الامور وفق السيناريو الموضوع ليستحضرنى حديث يترجم بدقة هذا العبث .
-عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال حدثنه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري .
وهكذا نلاحظ إفتقاد الإله للعدل المطلق , فالسيناريو المَكتوب والمُقدر منذ الأزل واجب وحتمى الوجوب وسيتدخل الإله لتحقيقه رغماً عن أنف الإنسان حتى يحافظ على معرفته المطلقة ,لذا لا يمكن وجود العدل المطلق والمعرفة المطلقة في نفس الكيان .. أما إذا كان الإله لا يعرف منذ البدء قدر ومصير الإنسان وأين يكون مثواه في النار أم في الجنة ولم يتدخل لتحقيق علمه فهنا إمتلك العدل وإفتقد المعرفة المطلقة . 

*47- الله يعرف المستحيل .
عندما نطلق أسئلة على شاكلة هل يستطيع الله أن يخلق حجر من ضخامته يعجز عن تحريكه أو هل يمكن أن يخلق الله إله مثله أو هل يستطيع الله أن يُفنى ذاته , نجد المؤمنون يستنكرون مثل هذه الأسئلة ويعتبرونها تزدرى الإله وليعلن الأقل توتراً وتشنجاً أن هذه الأسئلة مستحيلة وغير منطقية .
لا تجوز الإجابة على تلك الأسئلة بأنها غير منطقية أو محالة مستحيلة لأننا هكذا ننتقص من الذات والقدرة الإلهية المطلقة ونشكك فى إمكانياتها ونضعها فى إطار القدرة المحددة التى تعرف المنطق والمستحيل .
يُفترض أن قدرة الله لا تتعلق بالمحال فهذا يضع حد لقدرة الله بينما المفروض أن قدرته غير محدودة , فالمطلق القدرة لابد ان يكون قادر على كل شيء حتى المحال لأنه اذا لم يقدر على المُحال لصار بإمكاننا تخيل ماهو أعظم منه مطلق القدرات لا يقيده المنطق ولايقيده المحال العقلي .
يُفترض فى الذات الإلهية أنها لا تعرف المستحيل والمحال ولا تخضع لمنطقنا الإنسانى فهى ذات قدرات مطلقة لا تتحدد برؤيتنا ومنطقنا ومستحيلاتنا فإذا تحددت فقد ألوهيته وإنتابه العجز ووقع فى البشرية ومن هنا تكون الأسئلة المطروحة واردة تطلب الإجابة ولكن أيا كانت الإجابة فإنها ستبدد صفات وقدرات الإله بالضرورة وتصيبه بالعبث أيضا .!
فى الحقيقة عندما يقول المؤمن أسئلتك خاطئة فلن نقول له انك تتهرب وفى مأزق طالما لا يقر بالقدرة المطلقة ولكن سنقول له أحسنت فهذا هو ما نريد إثباته أنه لا يوجد موجود بقدرة مطلقة غير محدودة بل كل موجود مقيد القدرة وهذا مناف لتعريف الإله وبالتالي لايمكن أن يوجد إله .
هنا

يتبع...


 خمسين حجة تفند وجود الإله Quote
خمسين حجة تفند وجود الإله Post_old 10-28-2015, 02:05 AM خمسين حجة تفند وجود الإله User_offline  رقم الموضوع : [7]
البوم الأزرق
عضو جميل
خمسين حجة تفند وجود الإله Image
 


خمسين حجة تفند وجود الإله Reputation_pos
خمسين حجة تفند وجود الإله Icon1


[size]
* 48 - الأول والآخر , البداية والنهاية . 
- أطلق الإسلام على الله صفتى الأول والآخر ففى الحديد 3 ( هُو الأَول و الآخِرُ وَالظَاهِر وَالْبَاطِن وَهو بكل شَيء عَلِيم ) ولتدخل هاتين الصقتين فى أسماء الله الحسنى , ولا يختلف الحال فى الكتاب المقدس فالرب هو الأول والآخر والبداية والنهاية , ففى سفر الرؤيا1: 17 (فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى على قائلًا: لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتًا. وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين ) وفى نفس سفر رؤ1: 7، 8 (هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض، نعم آمين , أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان ، والذي يأتي القادر على كل شيء) .
- مقولة أن الله هو الأول والآخر مقولة غير صحيحة فهى تنسف ألوهيته وأبديته وأزليته , فالأول والأخر تتعامل مع المُحدد والمحدود , فكلمة الأول تعنى بداية كمية محددة وكذلك الآخر تعتنى بنهاية هذه الكمية , بينما لايصح التعامل مع اللامحدود واللانهائى بالأول والآخر , فاللانهائى ليس له بداية ولا نهاية , وللتقريب فأنت لا تستطيع أن تحصل على عدد أولى ونهائى فى سلسلة أعداد لا نهائية , لذا كلمة الأول والآخر تنسف الأزلي الأبدى فلا يصبح لها أى معنى , كذلك البداية والنهاية كلمتان تعتنى بحدود .
- لو تأملنا فكرة الأول والآخر من زاوية اخرى فسنجد إختلال أيضا وفق معطيات الأسطورة الدينية .. لن نتناقش فى الأول فلم يكن هناك أحد موجود ليرى هل سبقه أحد أم لا , ولكننا سنخوض فى الآخر فوفق إيمان المؤمنين أنهم سيبعثون ويعيشون الخلود ( خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفف عَنْهم الْعَذاب ولا هُم يُنْظَرونَ ) البقرة ١-;---;--٦-;---;--٢-;---;--. ( للَذِينَ اتَقَوْا عِنْدَ رَبهِمْ جَنَاتٌ ... سَنُدخِلهُم جَنَاتٍ تَجرِي مِن تَحْتِهَا الأنهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعدَ اللهِ حَقًا) النساء122 . فخالدين فيها أبداً تعنى الأبدية أى اللانهائية , فكيف يستقيم هذا مع كون الله هو الآخر فكل البشرية صالحيها ومفسديها خالدين فيها أى لن يكون هناك آخر إلا إذا لحس الله كلامه بعد ذلك وألغى الخلود وحينها يُفترض أن لا يكون الآخر كما أسلفنا فليس للأزلى آخر .
- نقطة اضافية فى السياق ,المؤمنون لا يفطنون لما يقولونه ولعلهم من فرط تعظيمهم للإله لا يُدركون أنهم يقوضون ألوهيته ويصيبونها فى مقتل بمقولة "الله أزلى أبدى" التى تعنى أنه لا يخضع للزمن والذى لا يخضع للزمن لا ينتظر , فلا توجد نقطة بدء , ونقطة إنتهاء , ونقطة إنتظار , أى لا توجد لديه محطات لتتبدد فكرة أنه إنتظر يوم للخلق ومازال ينتظر يوم آخر للإنتهاء "يوم القيامة" , فالأزلى الأبدى يشبه مستقيم لا نهائى يستحيل أن تتواجد عليه أى نقطة مميزة فارقة تحدد فترة تاريخية ونسبه لما قبله ولما بعده .
أرى الأمور لا تزيد عن رؤية بسيطة ساذجة أرادت أن تحتفى بإلهها وتعظمه وتجله فوضعته فى وضعية متميزة كالأول والآخر والبداية والنهاية , كما يأتى هذا فى سياق تفكير البشر فنحن لا نتصور الأشياء بدون بدايات ونهايات وأطراف , علاوة على غياب فكرى تام لفكرة ماذا تعنى الأزلية والأبدية أى اللانهاية فهكذا حدود الفكر الفلسفى لمن رسم فكرة الإله .

* 49- الله والحكمة .
- يدعي مؤلفي الدين أن الإله حكيم يفعل كل شيء بحكمة , وهذا يعني أن الإله لن يفعل شيء بدون حكمة , ولكن هذا غير حقيقى فهناك الكثير من المشاهد التى تفتقد لأى حكمة مثل وجود كون هائل يحتوى على مليارات المجرات والكواكب والنجوم بلا أى معنى ولا حياة إلا على سطح حبة رمل وحيدة "الأرض " فى صحراء كونية شاسعة , بل هذه المجرات والنجوم تتصادم وتنفجر لتبتلعها ثقوب سوداء , ولتسمحوا لى بإرفاق رابط وفيديو , فالرابط لمقال لى كتبته منذ أكثر من أربع سنوات فى بداية عهدى بالحوار وأراه تأملات جديرة بالإهتمام , أما الفيديو فهو لقارئة " منيرة نوار" لم أتشرف بمعرفتها أعجبها مقالى هذا فبذلت جهداً بصياغته فى فيديو لأحمل إمتنان عظيم لها .
تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) - إنهم يصفعوننا على عقولنا . 
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=260488
الله, الدين , الإنسان – سامى لبيب - اعداد منيرة نوار .
https://www.youtube.com/watch?v=mc53avHh70U

- فلنتناول قصة الحكمة برؤية فلسفية منطقية ولنبدأ بتعريف الحكمة , فالحكمة تعنى إكتساب العلم من التعلم أو من التجارب ويقاربها في المعنى كلمة الخبرة , كذلك الحكمة هى عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي أي بما معناه وضع الأمور في نصابها , كما تعنى الحكمة ايضا إتقان الأمور , ووضع الشيء في موضعه , والقول الصائب , والحكيم هو كيان عاقل يرجح الامور نحو الصواب بما إمتلكه من خبرات عبر تجاربه في الحياة .
- فلندقق فى هذا التعريف للحكمة لنجده ينافى الألوهية , فنحن أمام إله يكتسب العلم من التعلم ومن التجارب التى يخوضها لتتولد لديه مايسمى الخبرة , فهل الله يُجاهد ليتعلم وليرجح الأمور نحو الصواب بما امتلكه من خبرات عبر تجاربه في الحياة . !
- فلنتناول الأمور من زاوية اخرى , فمقولة أن الله حكيم فهذا يعنى أنه مقيد بقانون وفعل الحكمة وهذا يعنى أن الإله ليس حر لأنه مُلزم ومُلتزم فى أفعاله بقانون الحكمة , وهذا يناقض قدرته ومشيئته المطلقة فلا يستطيع أن يفعل شئ يخالف نظام الحكمة .
- هناك نقطة اخرى فى فكرة الحكمة هذه وهى معايير الحكمة , فإذا كانت الحكمة إتقان الأمور ووضع الشيء في موضعه و القول الصائب فهنا من يحدد معايير الإتقان ووضع الأمور فى موضعها الصحيح والقول الصائب , فإذا قلت الله فهو قول خاطئ كونك وضعت إلهك يخوض تجارب منها الفاشلة ليتعلم منها ويستنبط الصائب منها لتنفى ألوهيته بعدم علمه المطلق ووقوعه تحت التجربة والإختبار , كما عليك أن تفطن أن إستنباط الأشياء الصائبة مرهون بتأثرنا بها بما تجلبه علينا من نفع لنختارها ونتحاشى الأشياء الخاطئة المجلبة للألم , فهل الله كذلك .؟! 
- يدعي مؤلفي الأديان أن الإله هو من وضع قوانين الطبيعة بحكمته , فإن كان يدعون بصفة الحكمة للإله فهذا يجعل الإله يقع تحت قانون المادة التي تتحكم فى تصرفاته بإلزامه أن يفعل أى شيء وفق قانون المادة , وبهذا لن يختلف الإله عن الطبيعة بوجود قوانين تَحد وتُلزم أفعال كل منهما , ومن هنا فالإله مُسير بقانون الحكمة مثل الطبيعة التي تعتبر مسيرة بقوانين .

* 50 - الله حيّ .
- الله حيّ مقولة تُردد دوماً وعندما تستغرب من هذه المقولة ستجد الدهشة فى عيون المؤمنين ليقولون : وهل تتصور الله ميت .؟!
يا سادة مقولة الحيّ تعنى أنه يتغير ويتطور فى كل لحظة بحال مغاير عن اللحظة السابقة ولن نقول أنه ينمو ويتنفس ويشرب ويتكاثر فهكذا كلمة حيّ . إذاً دعونا نعتنى بكلمة حى التى تعنى التغير والتطور والتبدل وسننصرف عن معنى أن الله حي يأكل وينمو وتكاثر , فهل الإله كذلك ؟!
- مقولة أن الله حى تنسف ببساطة فكرة الكمال لتجعله غير كامل , فالحى يتغير ويتبدل حاله والكمال ثبات مثالي المحتوى لا يقبل أى زيادة أو نقص , لذا توصيف الله بالحيّ إنساني عن جدارة يُثبت أننا من نرسم آلهتنا ليمنح الإنسان فكرة الإله صفاته , فلم يدرك أن من المُفترض أن الإله ذو طبيعة مغايرة أى أن كل الصفات التى نطلقها عليه ليست بذات معنى ومنها الحى , ولكن ماذا نقول عن خيال فطرى إنسانى برئ لم يفذلك الأمور حينها ليأتى الأحفاد ليقولون غير محدود وغير مادى وذو طبيعة مغايرة .. الإشكالية أن الإنسان خلق فكرة الله ومنحه صفاته ومنها الحيّ فليس من المعقول أن يكون الخالق ميت أو جماد فيصير الخالق أقل من المخلوق ولكن هذا لا يستقيم مع فكرة الكمال الكلى . 

* 51 - الله والعقل والفكر .
- من الطرائف التى تندهش لها القول أن الله عرفوه بالعقل وعندما تستخدم عقلك لمعرفة الله يقولون لك أن عقل الإنسان محدود ويستحيل له أن يستوعب الله الغير محدود .!
- من الاقوال المنسوبة للإله فى خطابه للبشر ألا يعقلون و ألا يتفكرون , وهذا يعنى ان الله يعقل فليس من المعقول أن يحث على العقل ويسخر من الذين لا يعقلون ويخلق كل هذا الخلق ثم نجد الله لا يعقل , كما ليس من المعقول أن يكون الإنسان عاقل ويفكر ويفتقد إلهه للعقل والفكر بل سيكون الإله العظيم كلى العقل بكل تأكيد لتصب فى نفس الوقت مع الحجة التى يعتمدونها ويروجون لها فى تفسير الوجود والحياة بأنه إحتاج لمصمم عاقل لينفوا قول الملحدين أن الوجود مادى غير عاقل جاء من الفوضى والعشوائية .. إذن أنتم ترون الله عاقل ولكن وفقا لمفاهيم وتعريفات التعقل والتفكر ومعطيات الإله فلن يكون الإله عاقل يفكر !! . لماذا ؟.
- العقل والتفكير يعتنى بترتيب المشاهد والأحداث وإختيار الافضل والمناسب وفق للمعطيات التى لدينا فى عملية تنتقى الأفضل والأكثر دقة وتوازن بين المعطيات مُستجيبة لمحصلة القوى , ليقوم العقل بالتعاطى مع مشاهد مختلفة بترتيبها وفرزها وتنظيمها وفق إحتياجاته ورغباته وأولوياته .. إذن العقل هنا يتعامل مع أمور خارجة عنه ليتأثر بها ويتفاعل معها فينظمها بطريقته ,بينما المُفترض أن الإله لا يكون كذلك فلا يتأثر بظروف خارجية عنه ولا يتفاعل معها فلا تكون الظروف أشياء مستقلة خارجة عن خلقه ليتعاطى معها وتؤثر فيه ويتأثر بها فالمُفترض أنه خالقها .
- العقل يتأثر بالعوامل الخارجية فيوازنها ويرتبها وفق أولوياته وإحتياجاته ووفق محصلة القوى المؤثرة دوماً , والمفترض ان الإله لا يتأثر بالعوامل الخارجية ولا يوازنها ولا يخضع لمحصلة قواها ففى هذه الحالة لن يكون الله عاقلاً لكماله ونزاهته عن التأثر والخضوع والتوازن .
- كما لنا أن نسأل : هل الله يفكر لتكون الإجابة لدى المؤمنين بالتأكيد الله يفكر فإذا كان الإنسان يفكر فمن المؤكد أن الإله يفكر بل صاحب فكر كبير كما تروى قصة الخلق ذات الأيام السته أنه يفكر وكذا نزول الانبياء والأديان هو تفكير .
قصة ان الإله المفترض يُفكر ويَعقل لن تجعل منه إله ازلى أبدى خالق وستنال من فكرة الألوهية ذاتها . لماذا ؟
- معنى التفكير أنه مقيد بمحددات فهو لن يستطيع أن ينزل بالإنجيل والقرآن مثلا قبل التوراة أو ينزل بتشريعات فى زمن غير مناسب لها أو يخلق بدون ترتيب , فالتفكير مُلتزم بقواعد ومُحددات لا يستطيع أن يحيد عنها .. قد تقول أنه يراعى تطور المجتمعات الإنسانية وظروفها فهذا مانسميه مُحددات التفكير ولكن هذا ينال من فكرة مشيئته وحريته وهيمنته المطلقة ويجعله خاضعاً لمحددات لا يستطيع الفكاك منها , فلك أن تختار هل الإله يُفكر ليرتب ذهنه وفقاً لمحددات وتوازنات وشروط خارجة عنه لا يستطيع أن يتجاوزها أم مُبرمج يسير على برنامج موضوع منذ الأزل لا يحيد عنه أم يستطيع أن يكسر كل المحددات وهنا سيفقد حكمته وعلمه المطلق .
- إن التفكير والتعقل محدد بمحددات لا يمكن الخروج عنها كما ذكرنا لأنه فى حالة التحرر منها نقول عنها تفكير غير عقلانى , ومعنى أن الإله عاقل ويفكر أنه مُلتزم بمحددات لا يستطيع الحياد عنها ومن هنا تسقط فكرة حريته ومشيئته وقدرته المطلقة فهى مقيدة بمحددات .!
- إذا كان الله فوق الزمن أبدي أزلي لا يُفنى ولا يَتحول فهو لن يفكر لأن الفكر خاضع للزمن ولتوالي الأحداث كما أن التفكير له بداية ونهاية ليقفز العقل المُفكر من فكرة لفكرة فى زمن محدد لذا يصير الله جزءاً من آليات الزمن ويفكر كالإنسان فقد دخل فى المحددات والمحددوية لذا القول بتحرره من الزمن كأبدى أزلى لن تجعله يفكر .
- تقول الأديان أن الله يعلم كل شيء منذ الأزل وإلى الأبد , بل ويعلم حتى خياراتنا التي سنختارها ومصائرنا قبل أن نوجد فهو عالم الغيب صاحب المعرفة المطلقة وهذا يقودنا منطقياً إلى أن الله لا يفكر .. فنحن مثلا نفكر لأنه يوجد لدينا خيارات وأشياء لا نعرفها , ولكوننا نريد إستنباط شيء ما من تجاربنا ألخ .. بينما الله يُفترض أنه لا يوجد امامه خيارات ليفاضل بينها , ولا يوجد شيء لا يعرفه , ولا يريد استباط شيء , ومن هنا فالله لا يحتاج للتفكير , بل إن مقولة أن الله يفكر تتعارض مع صفته بأنه يعلم كل شيء , فإذا كان الله يفكر فهذا يعني أنه يريد استنباط شيء معين ,أو أنه يقوم بتحليل ما لأشياء معينه، وهذا لا يمكن أن يتوافق مع صاحب العلم المطلق .. الله لا يفكر ولا يعقل الأمور لأن التفكير لن يضيف له شيئا بل على العكس فالتفكير يَنفى ويُبدد علمه المطلق ويضعه أمام أحداث مُستجدة تتطلب التفكير واتخاذ خيار .
- هناك نقطة اخرى فى هذه المعضلة فلو تصورنا جدلا ان الله يفكر فهذا يعنى إنه سينتقى وينحاز لرؤية محددة وهذا يعنى أنه كالإنسان , فالأشياء خارجة عنه تمارس تأثيرها وتفاعلاتها لتؤثر على العقل أن ينتقى وينحاز لرؤية فكرية وهذا ينفى الألوهية كون الأشياء والمسائل مستقلة ومؤثرة ليستجيب الإله لأكثرها تأثيراً ومنطقية .
- فى ختام هذه النقطة استغرب من طبيعة الإله الذى يعبدونه فهو لا يفكر ولا يكون هذا إستنتاجنا كما أوضحنا , فالفكر الإسلامى ذاته لا يعتنى بقصة أن الله يفكر بل يعتبره "عليم" لنسأل كيف صمم الخلق إذا كان يعلم ولا يفكر فهذا يجعل الإله كقرص مدمج مدون عليه معلومات لا يستطيع أن يحيد عنها أو يُبدل فيها بفكره ليكون الإنسان أحسن حالاً .!

* 52 - الصانع لا يكون إلهاً .
من وجهة نظر تحليلية إذا كان الله موجوداً فهو ليس خالقاً بل صانعا . لماذا ؟ 
ذكر الله فى القرآن وفى الكتاب المقدس أنه خلق آدم من طين ولكن هذا القول خاطئ فهذا يسمى صناعة وتحويل وليس خلق , فتعريف الخلق فى معجم المعانى الجامع والمعجم الوسيط والمعجم الوجيز هو : الإيجاد من العدم أى بلا حاجة لعنصر آخر للخلق ولكن الله إحتاج إلى الطين ليخلق آدم كما إحتاج إلى النار ليصنع إبليس وأنه قام بفتق الأرض عن السماء فى القرآن والكتاب المقدس .. يزيد على ذلك ان الكتب المقدسة لم تورد فيها كلمة العدم لنستنتج من ذلك أن الله ليس خالقاً بل صانع وبالتالى فالله ليس إلهاً .
يمكن تفسير ذلك أن مبدع فكرة الإله تصور الخلق كعملية التحويل والصناعة مثل صانع الفخار والفنان الذى ينحت التماثيل , ولم يعنيه بفكره البسيط أن يسأل من أنتج المواد الأساسية , ولا جال فى ذهنه الفكرة المهترئة التى روج لها بعد ذلك اللاهوتيون وأهل الكلام فى الخلق من عدم لإسعاف هذه الفكرة المثقوبة .[/size]
نابغة
رد: خمسين حجة تفند وجود الإله
مُساهمة الأحد فبراير 28, 2016 7:00 am من طرف نابغة

* 53 - يستحيل إجتماع الشئ ونقيضه إلا فى الانسان .
- كثير هى الصفات الإلهة المتناقضة وهى إنما تدل على بشرية فكرة الإله ومن رسم ملامحها فهو إستعار الصفات الإنسانية وأسقطها على الإله , فالإنسان كونه محدود تحت الضعف فيمكنه أن يحمل الشئ ونقيضه فيمكن أن يكون قاسى أحياناً , ورحيم ورؤوف أحيان أخرى , ولكن أن تتواجد هذه الصفات المزدوجة المتناقضة فى الإله فهى غير جائزة كون الصفات الإلهية فرضاً مطلقة غير محدودة ولا مُستحدثة ولا مُتفاعلة , فمثلا كيف تتفعل صفتى المذل الرحيم فى الله فى آن واحد , فإذا كان الله كامل وكلى الرحمة فلن تستطيع هذه الصفة المطلقة أن تعذب أو تذل أو تنتقم والعكس صحيح فلو تفعلت صفة المذل فى إطلاقها فلن تسمح بأى مكان للرحمة والرأفة .
- قس على هذا كل الصفات المتناقضة , فالله فى كماله يكون مطلق العدل ومطلق الرحمة , ومطلق العدل يعنى سيحاسب كل إنسان بدقة شديدة , ومطلق الرحمة والمغفرة تعنى أنه سيرحم الجميع ولن يعذب أحداً على الإطلاق لنجد الصفتان يستحيلا أن يتواجدا ويتحققا فى كيان واحد وهذا يعنى عدم وجود هذا الكيان إلا فى خيالنا عندما أطلقنا زمام الصفات من عقالها فأصابت الفكرة فى مقتل التناقض والتضارب والإستحالة .

* 54 - الله محبة .
- مقولة الله محبة يعتنى بها المسيحيون بينما ليست فى قاموس المسلمين , وبالرغم أنها فاقدة المحتوى وتنم عن سذاجة فى الفهم لتقود إلى نفى الألوهية المفترضة مثلها مثل الإله الحكيم إلا أننى أعتبرها أفضل الصفات التى ألصقها الإنسان بالإله .
- أن يقال الله يحب البشر , فهل كان يحب الناس منذ الأزل أم أن محبته هذه مُستحدثة بوجود الإنسان , فلو قلت أنها مُستحدثة فهذا يعنى أن الإله عاطفى يتأثر بالأحداث ويتفاعل معها كحال الإنسان الذى يحب أبناءه بعد مجيئهم ويتبادل مشاعره مع ما هو موجود ليبادل هذا الحب وذاك الكراهية , كما تجعل الإله محدود غير سرمدى فالمشاعر مستجدة , أما إذا قلت أن محبة الله غير مُستحدثة فهى قديمة معه منذ الأزل فى ذات الله وكينونته قبل وجود الإنسان فقد دخلت فى الهزل والعبث , فكيف تتواجد صفة بدون المفعول به , وكيف يتواجد حب فى العدم فلا وجود هنا لموضوع الصفة ولا فعلها .

* 55 - الله والمشاعر .
- الله يغضب وينتقم ويمكر ويتكبر ليستخدم الله نفس المشاعر الإنسانية البحته التي تعتمد على المفاجأة والإنفعال ورد الفعل رغم أنه عليم علماً مُسبقاً مطلقاً بكل ما سيحدث منذ الأزل . فكيف له أن يغضب من ابو لهب والكفار والمنافقين رغم علمه بما سيفعلون مسبقاً , كما نلاحظ أن الغضب والإنتقام والمكر جزء من المشاعر الإنسانية تحدث نتيجة الإنفعال الشديد المنفلت الذى يعتريه الخوف والقلق والترقب فكيف يغضب الله مثلا كصاحب إنفعال , والغريب أن هذا الإنفعال يأتى كرد فعل لحدث يعلمه لينفعل تجاهه !..المشاعر هي ردود أفعال تنتج عن أحداث غير متوقعة إما عن صدمة أوحزن أو غضب أو فرح أو حب أو كره..ألخ, فكيف لإله المطلق القدرة أن ينفعل ليمارس رد الفعل .!
- هل الله ينفعل وقت الحدث أم إنفعل منذ الأزل .. فإذا كان وقت الحدث فهذا دليل على بشرية الفكرة وهوانها فهى أسقطت الإله فى الحدود البشرية , وإذا كان إنفعاله منذ الأزل فلنا أن نتوقف أمام هذه الطبيعة الغريبة الغير منطقية التى تجعل غضبه من الكفار مرافقة لوجوده الأزلى وعن جدوى وتهافت هذا المشهد العبثى .
- إنفعال الله تفقده جلاله وعلمه المطلق , فالمشاعر هى نتاج أحداث مُستجدة تَولد عنها رد فعل , وكون الله يغضب مثلاً فيعنى أنه تفاجئ بالحدث وأبدى رد فعله كالإنسان , بينما المُفترض أن هذ الحدث فى علمه المطلق منذ الأزل لذا من السخف والعبث أن ينفعل على مشهد يعلمه .!

إنتهت هكذا هذه السلسلة التى إعتنت بتفنيد وجود إله من خلال المعطيات والمفردات الدينية نفسها لأعد بسلسلة جديدة لم أحدد أعدادها لتفنيد وجود إله وفق الفلسفة والعلم والمنطق .
دمتم بخير.
من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع " .

!هنا المصدر!
 

خمسين حجة تفند وجود الإله

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  هل ان وجود الكون دليل على وجود الله؟
»  هل ان وجود الكون دليل على وجود الله؟
» الإله المطلق
» يعارض فوكو، في نظريته في السلطة، التصور الماركسي الكلاسيكي ونظريات الحق الطبيعي. لا وجود لذات أو لفاعل يملك السلطة، مثلما لا وجود لجهاز (الدولة) ينفرد لوحده باستعمال السلطة. يقترح فوكو نموذجا استراتيجيا للسلطة، فلا ينبغي النظر إلى السلطة كملكية قارة ومستق
» الإله المطلق

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: