آيات شيطانية هو عبارة عن قصة مكونة من تسعة فصول. عندما تقرأها تكاد تظن أن كل فصل هو قصة منفصلة. الشخصيتان الرئيسيتان في الرواية هما صلاح الدين جمجة وهو هندي عاش منذ شبابه في المملكة المتحدة وحاول أن ينسجم مع المجتمع الغربي ويتنكر لأصوله الهندية، وجبريل فرشته وهو ممثل هندي متخصص بالأفلام الدينية حيث يمثل أدوار آلهة هندوسية، وقد فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير حيث لم تنفعه دعواته شيئاً للشفاء. في بداية الرواية حيث يجلس الاثنان على مقعدين متجاورين في الطائرة المسافرة من بومبي إلى لندن ولكن الطائرة تتفجر وتسقط نتيجة عمل تخريبي من قبل جماعات متطرفة وأثناء سقوط هذين الشخصين تحصل تغييرات في هيئتهما فيتحول صلاح الدين جمجة إلى مخلوق شبيه بالشيطان وجبرائيل فرشته إلى مخلوق شبيه بالملاك.
يعاني جبريل فرشتة من رؤيا شبيهة بالأحلام الواقعية السحرية تدور حول أحداث في فترة ظهور الإسلام في الجزيرة العربية وأخرى حول أحداث معاصرة، وفي هذه الأحلام التسميات تختلف عن المعروف من التاريخ، حيث تسمى مدينة مكة بالجاهلية، وهي مدينة مبنية من الرمال، ويشار إلى محمد رسول الإسلام باسم ماهوند، وهو الهيئة التي وصل اسمه بها وشاع في أوروبا في العصور الوسطى.
تلقت الرواية أساساً ردود نقدية إيجابية إجمالاً، حيث اعتبرها مثلاً الناقد هارولد بلوم «أكبر إنجاز جمالي عند رشدي»، واعتبرها تيموتي برينون «أكثر الروايات المنشورة حتى الآن طموحاً في وصف تجربة المهاجرين في بريطانيا»[1]، وتلتقط بدقة حالة الضياع الشبيه بالأحلام التي يمر بها المهاجرون، ويراها «بالدرجة الأولى دراسة لعزلة الغربة»[2].
كتاب سلمان رشدي سبب له في البداية أزمة كبيرة في العالم الإسلامي خصوصاً بسبب ما تضمنه الكتاب مما اعتبرته أطياف واسعة من العالم الإسلامي خاصة إيران، والهند مسقط رأس المؤلف، إساءة للإسلام سواء عبر كلام فيه تجديف في المقدسات، تهجم على الأديان، أو إساءة إستغلال حرية التعبير. و من أبرز ما أثار الجدل[3] هو:
رؤيا جبريل فرشته المستوحاة من قصة الغرانيق المثيرة للجدل في الإسلام حول صحتها، التي تروي أن الشيطان ألقى على لسان النبي بعد «أرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى» العبارة «إن تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى».
بيت دعارة في مكة به نساء على أسماء زوجات الرسول الاثنتي عشر
شخصيات هند كاهنة اللات وبعل (على اسم الصنم) الشاعر العاقل كشخصيات خيرة تواجه النبي «الشرير» و تحتمي منه في بيت الدعارة
صحابييون يحرفون القرآن أثناء إملائه عليهم، و يعتبرونه كذباً و دجلاَ
تهكم على الخميني. و اللفظ المنعوت به كان عاماً، «الإمام».
صدرت فتوى هدر دم من الخميني بحق سلمان رشدي و كل مترجمي كتبه و لا تزال هذه الفتوى متواصلة لليوم، اضافة إلى اجتماعات حرق كميات كبيرة من كتبه في عدة دول مسلمة، إضافة إلى محاولات اغتيال له. استهدف بعض المترجمين من بينهم المترجم الإيطالي و التركي والناشرالنرويجي،[ادعاء غير موثق منذ 412 يوماً] وقتل المترجم الياباني هيتوشي إيغاراشي . كما صرحت إيران في 2006 أن فتوى هدر دم سلمان رشدي لا تزال نافذة لا يستطيع سحبها غير صاحبها (و هو الخميني الذي توفي).[ادعاء غير موثق منذ 412 يوماً]
أتت ردة فعل أولية من الإعلام الغربي متعاطفة مع المؤلف تعتبر أن «التهديدات تجاهه هي تهديد لحرية التعبير»، و ذهب نقاد في الإعلام البريطاني إلى تقديم العمل على انه «عمل ابداعي ممتاز يصور انفصام شخصية المسلمين المهاجرين لأوروبا بين المقدس الماضي و نمط الحياةوالقيمالغربية»[ادعاء غير موثق منذ 414 يوماً]. كما اندرجت الأزمة المحيطة بالكتاب في سياق انزعاج أوروبي عام أواخر الثمانينات من تصاعد نسق المهاجرين الآسيويين والأفارقة إليها. و تلى ذلك توفير بريطانيا منذ ولاية مارغرت تاتشر للحماية له.[ادعاء غير موثق منذ 414 يوماً]
ظهرت مواقف منائية للكاتب و عمله في ساحة السياسة في بريطانيا من الطيفين اليميني و اليساري، فقد قام كيث فاز مرشح حزب العمال ابان فوزه في 1989 بمسيرة تندد بالكتاب و تطالب بمنعه لكونه «يتجاوز حرية التعبير ليدخل في اهانة مقدسات ثقافات الآخرين». أما رئيس حزب المحافظين السابق نورمان تيبيت فقد قال عنه أنه «شرير طالب شهرة» و«حياته العامة سلسلة من الفضائح والتصرفات النزقة المشينة يهين فيها تربيته، دينه، وطنه الثاني و جنسيته».[4]
و في سبتمبر 2012 قال سلمان رشدي في مقابلة صحفية مع BBC أنه يشك في أن رواية مثل «الآيات الشيطانية» كان من الممكن أن تُنشر في الحاضر بسبب جو «الخوف والعصبية» السائد في العالم اليوم.[5]
كتب المنصف المرزوقي، المفكر العربي التونسي في جريدة لوموند الفرنسية في 25 فبراير 1989، مقالاً بعنوان «قضية رشدي باسم الله؟» دافع فيه عن «حق سلمان رشدي في كتابة ما كتبه» معتبراً ذلك أمراً عادياً «يندرج في حرية التعبير»، و استنكر ردة فعل العالم الإسلامي و الخميني تجاهه معتبراً أن «كراهية سلمان رشدي لا تمثل الإسلام»،[rtl]هنا[/rtl].[6].
في المقابل نشر أحمد ديدات كتاب «شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان رشدي الغرب» الذي أتى فيه على الكثير من عناصر الإساءة للأديان و بحث الكاتب عن السبق. ويعتبر هذا الكتاب من بينأبرزالمراجع[ادعاء غير موثق منذ 414 يوماً] المتوفرة للعرب و المسلمين الراغبين في الاطلاع على بعض نواحي الكتاب المثير للجدل من وجهة نظر مناهضة له، نظراً لعدم توفر الأصل في العالم العربي.