** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 المسمار .. (المتقادم في الزمن):

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمية
مرحبا بك
مرحبا بك
سمية


عدد الرسائل : 133

الموقع : سرير الحبيب
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

المسمار .. (المتقادم في الزمن): Empty
16072010
مُساهمةالمسمار .. (المتقادم في الزمن):

يخترق الحطب مزهوا بقوة الولوج مقتحما المساحات
القاسية الصلبة ، حين تدفعه المطارق بقوة الحقد المتأصلة في البأس ، يشد
الألواح مشكلاّ هياكل و أجساما ، سلالته من القدم لم تتغير بتغير الحضارات
المتعاقبة ، حافظ على خصوصيته و شكله ، بفضله يصنع الكرسي ، يصنع هو أيضا
الشقوق كما يمكنه بناء الصروح و الناطحات ، مدانة له المدنية ،حتى التوابيت
لم تكن لولاه لقد راع حرمة الأموات حين ربط الأخشاب وجمعها و شكـّلها
ليحفظ للميت كرامته . المسمار بحر في عطاءه، صبور للضربات الموجعة، أحيانا
كثيرة يميل خائرا حين يكثر الطرق العشوائي عليه ، يُحَطـَمُ دماغه و صموده ،
ينحني مجبر لا بطل ، يرفع عنوة ، يقّـّوم عنفا ، يدخل قوة ، دون رفض أو
احتجاج ، يترك حق الحرية ، يقال عنه أنه منـّبه للغافل و التائه حين يوخز
القدم أو اليد ، يتوغل في لحم الآدمي غير آبه بإحساس روحه ، يغرس الألم
المشابه للألم الذي يعانيه ، ينتقم لنفسه لحظة انتصار تعوضه عن الأيام
الماضيات من العذاب ، نسوه في تلك الأيام .
المسمار حياته مرتبطة مع بناءات ذات عمد ، يكـّون الأشكال
المتنوعة ، ينزع قهرا ، كأنه لم يكن ذا أثر ، يتجمع حين يدخل الصدأ حياته
فيحدد له نهاية عمره ، يعوّج يشيخ ، لا يتوانى في طاعة أوامر قالع المسامير
حين يقترب منه ليأخذ روحه . قالع المسامير ملك موت لكل مسمار على الأرض،
ينزع روحه من حياة الخشب و في أي مكان كان، جبانة المسمار صناديق قديمة ...
قد يرمى في مكان سحيق أو على الأرض لتدوسه أحذية الأمان الحديدية دون
مراعاة لقيمته اعتبارا لسابق عهده، دون شفقة أو رحمة، أحيانا يدفع للمطرقة
و السندان فيُبعَث ُمن جديد. بشكل أقل أبهة ، تظهر عليه نتؤات الزمن وما
فعله الانبعاث . يفرح قالع المسامير لمهنته اللامتناهية ، المسمار يشترى
ليؤدي وظيفة لا يؤديها غيره ... عندما تصنع الأشياء أحجامها تزدريه الأيدي ب
arache clou يأخذ المسمار حظه من الدنيا كباقي الأجناس و الكائنات و
المواد ، منه الغني و الفقير ، عز في بيت عز ، وذل في بيت ذل ، حين يرتبط
أبديا مع الخشب لا ينزع حينها أبدا ، و إذا نزع تهشم الحطب معه و فسد شكله ،
حين يسكن الجدران الفخمة النظيفة ذات الألوان الزاهية تتعلق عليه الألواح
الزيتية الباهرة غالية الثمن ، حتى الساعات المبحرة في القدم تنام معلـّقة
به لينام في أشهر متاحف الدنيا المحروسة بآلات التصوير و عشرات رجال الأمن و
الكلاب المدربة . المسمار راض بقدره و فنائه و تآكله و أكسدته على خشب أو
اسمنت أو حديد أو على أي شيء يتمثل فيه. المسمار لا يترك لحظة ليرتاح إلا
إذا كان ( المنسي) ، المسمار لا يتضايق بالأليتيين و لا بالدبر و لا
بالخصيتين الثقيلتين و لا بالفرج وما تحمله هذه الأسماء من نتانة الرائحة ،
كل جالس على كرسي يعلم أن المسمار يشده فيطمئن و يرتاح ، المسمار لا يهمه
إن تواطأت الأقدام الصاعدة للسلم الخشبي مع الأحذية الخشنة ، المسمار يصنع
الأشكال التي يؤذي الإنسان أخيه الإنسان لأجلها .
حين ينزع المسمار نادرا ما يحتـّج فيحدث صوت كزكزة حينها
فقط يُعَلِـّم الآخرين كيف يصنع صوتا لا يصنعه غيره ، يعَلِمُ أن الأقل
حجما قد يصنع الثورة و الصخب ، جلبة ما بعدها جلبة ... يذكر المسمار عهده
الأبدي يوم قطعه لأصدقائه، كانوا أربعة وقـّعوا ميثاق الشرف، وقّـّعوه
بالدم، ثلاثة من جنس واحد رابعهم ليس منهم، الشرف لا يعترف بلون و لا بجنس.
العهد : قسم على خدمة الإنسانية على اتجاهين مستقيم و أعوج
، خير وشر، مخضـّر حياة ومصفـّر لنهاية حياة ، أقسموا لا افتراق في معمل و
لا مصنع و لا ورشة و لا قصر و لا بلاط ، لا فرقة حتى يفرّقهم الموت أو
الهدم للأبد . يقدمون الخدمة يصنعونها ومن بعدها ينتحر الواحد من الأربعة ،
لا شك يترك المسمار خليفة ، المنتحر يقسم بالفداء و التضحية لغيره ، كان
حظ المسمار أن يأخذ بهذا العهد ، عهد المطرقة إيفاء الدين ، صناعة الألم و
صداع الرأس لأجل غاية البناء و الهدم ، كان لقالع المسامير نفوذ نزع
المسامير كلما تم التكوين لرسم المهندس ، كان على الحطب أن يرضى بصنيع
المسمار من تركيب و تفكيك أو كسر وصدع ، كان العهد القديم بين الأصدقاء
يتجدد و يحصّن الـفـُرقة . ذاك اليوم تفرعت المسألة و تشتت الفكرة ، يذهب
المسمار مع الحطب ، تتزاوج المطرقة بقالع المسامير ، تبدأ العصرنة و
العولمة ، تنتشر إمبراطورية متوحشة لتبدع وسائل أخرى و أدوات تقلـّل العبء
لهذا المتقادم في الزمن و لا يفنى . الشيء الوحيد الذي أغاظ المسمار و
أبكاه فأنعزل وصار بلا رحمة إلى اليوم ، أنه يوجد حاكم مستبد في بلاد غريبة
نسبه لنفسه ، و الأكثر أن المسمار خادم الإنسان و الحضارات عبر العصور
جعلوه شعار سياسي يتلهى به الكتـّاب والمعارضة يوم أقرنوه بجحا ( مسمار
جحا لازم يتنحى).
تطلع المسمار للهجرة إلى بلاد جديدة حيث يجد المسامير
المتحضرة بكثير من الحرية و الاحترام .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المسمار .. (المتقادم في الزمن): :: تعاليق

سميح القاسم
رد: المسمار .. (المتقادم في الزمن):
مُساهمة الجمعة يوليو 16, 2010 1:20 pm من طرف سميح القاسم
، يترك حق الحرية ، يقال عنه أنه منـّبه للغافل و
التائه حين يوخز
القدم أو اليد ، يتوغل في لحم الآدمي غير آبه بإحساس
روحه ، يغرس الألم
المشابه للألم الذي يعانيه ، ينتقم لنفسه لحظة
انتصار تعوضه عن الأيام
الماضيات من العذاب ، نسوه في تلك الأيام .
المسمار حياته مرتبطة مع بناءات ذات عمد ، يكـّون الأشكال

المتنوعة ، ينزع قهرا ، كأنه لم يكن ذا أثر ، يتجمع حين يدخل الصدأ
حياته
فيحدد له نهاية عمره ، يعوّج يشيخ ، لا يتوانى في طاعة أوامر
قالع المسامير
حين يقترب منه ليأخذ روحه . قالع المسامير ملك موت لكل
مسمار على الأرض،
 

المسمار .. (المتقادم في الزمن):

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» انتفاضات العالم العربي(36) هل الزمن العربي على خطى الزمن الأوروبي الحديث؟.. تأمّلات في العقل والثورة
» انتفاضات العالم العربي(36) هل الزمن العربي على خطى الزمن الأوروبي الحديث؟.. تأمّلات في العقل والثورة
» الزمن
» سفر في الزمن الجديد
» السفر عبر الزمن

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: