اللعبة الرشاش كان يحمل حقيبة الظهر، مر على الكشك الصغير، رأى الطفل
الصغير يختار اللعبة الصغيرة من بين اللعب المعروضة. كان الوالد فوق رأسه
يوبخه: ــ لا تلمس لعب السيد يا ولدي. بكى الطفل وصراخه ارتفع، أنفضح أمر
الأب، بدل اللعبة أشترى له البسكويت لأنه لم يتعشى البارحة. أغتّم الوالد
حين فكر في ثمن اللعبة كم من رغيف الخبز يقابلها "آه لو كنت تعرف يا
ولدي... عذرا يا ولدي عذرا." أما الطفل راح ببراءته يسرح وينسج بخياله
واقعا مختلفا" تحولت اللعبة الصغيرة التي ينظر إليها إلى مسدس حقيقي قتل به
أطفال الحومة الذين حرموه اللعب ومزقوا طيوره الورقية البيضاء.
مجنون عدّ مرات دخوله المستشفى، مازجا حديثه بكلام عشوائي عن
تيه المعنى. كان يحفّه عدد من مدمني الأدوية قالوا له: " بعنا حبوبا منومة
ولك منا السلام". راح يعدّ مجددا مرات دخوله المستشفى غير آبه بهم مازجا
كلامه بغناء وضحك. لمّا ضجر إلحاحهم وتهديدهم قام تركهم في غضب. لحقوا به
توسلوه:" بعنا حبوبا منومة ولك منا المبلغ المحترم افعل به ما تشاء." قال :
" المبالغ درجات و المحترم لا يشتري أدوية منومة ،ارفض تبادل الأدوار."
زمجروا، زمجر، جنّ جنونهم، ضحك حتى بكى، لما حملوا على قتله صعد الدم رأسه،
أحمّرت عيناه صاح فيهم: " دخلت مستشفى المجانين تسعة عشر مرة جمعت فيها كل
حكمة، تدرّبت على أنواع الهراوات و ألفت الكهرباء".عاركهم مسح الأرض
بأجسامهم وما انفلت منهم أحد. كبرت الزفة، قال الناس فيه عن غير علم" نفذ
دواء المجنون فهاج" حضر رجال الإسعاف، شكـّلوا حوله الدائرة، بغير جرم
أخذوه مجددا للمستشفى وترك الجناة أحرارا.. خرج للمرة العشرين معافى، ناطقا
بأسماء مشاهير كانوا معه في المشفى. كلما كوّن الناس من حوله حلقة، يتحدث
الكلام المعقول. حذّروا الناس وقالوا: "..شيطان يتخفى في ثوب مجنون."
شكـّلوا مجددا من حوله الدائرة، قيدوه، راح الراقي يضربه بالعصا الغليظة،
سقط مغشيا عليه قال الإمام " خرج منه الجني أحملوه" لمّا أفاق صاح بأعلى
صوته" ظَلَمَة، تفوه عليكم" قالوا سكنه أكثر من شيطان قيّدوه، هذه المرة
بالكيّ وشموا جلده ومع هذا ما باعهم الأدوية المنومة.
الحلف الأطلسي
كان في المكتب لما توسله: أفهمني من فضلك في كيفية سحب
وثائقي؟ قال له بعدما يأس من إفهامه مدة ساعتين: الحلف الأطلسي لم يستطع
إفهامك كل هذه الحقبة فكيف العبد الضعيف الذي بين يديك.
السبت يوليو 24, 2010 10:55 am من طرف نابغة