12 مايو 2013 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:ولد فرانسوا ماري أرويه (François- Marie Arouet) المعروف باسم فولتير في 21 نوفمبر 1694 في باريس في عائلة ميسورة الحال. درس في مدرسة لويس الكبير اليسوعيّة بكلارمون ما بين 1704 و1712 وتعلّم فيها اللاتينيّة وتولّد لديه بتأثير من معلّميه شغف بالمسرح واحترام للأدب القديم والجماليات التقليديّة. وقد جمع بين الثقافة الأدبيّة والحقوقيّة. ولكنّه انصرف إلى حياة اجتماعيّة ماجنة برز من خلالها ميله إلى التحرّر والاستقلاليّة وتجلّى ذلك في عدد من أشعاره، ومنها ما تسبّب في سجنه لتطاوله على وصيّ عرش فرنسا فيليب الثاني وهو ما حمله على استعارة لقب "فولتير" في كتاباته. نشر مأساة أوديب وكانت سببا في شهرته. واغترب ردحا من الزمن في انجلترا (1726-1729) لسخط السلطات الفرنسية عليه بسبب ملحمته الشعريّة "الهنرياد" (La Henriade) الممجّدة لهنري الرابع. وفي انجلترا ارتاد البلاط الملكي وحضر حلقات أهل العلم فاستفاد كثيرا من الثقافة والفلسفة الانجليزيّتين لما تميّزتا به من تحرّر وتجديد وهو ما انعكس على حياته وتفكيره فأضحى مناديا بالحرية والعدالة الاجتماعيّة والتجديد.. انطلاقا من عدد من المسرحيّات التي نشرها مباشرة إثر عودته إلى فرنسا مثل "بروتس" عام 1730 و"موت قيصر" عام 1731.. كما صدرت له "الرسائل الفلسفيّة" سنة 1734 تناول فيها مسائل اجتماعيّة وعلميّة ودينيّة وأدبيّة وفكريّة فيها الكثير من الإطراء والمدح للتجربة السياسيّة الانجليزيّة والنقد للكنيسة الكاثوليكيّة ونظام الملكيّة المطلقة بفرنسا وهو ما أثار نقمة البرلمان الذي أمر بإحراقها. ولجأ فولتير إلى قصر السيدة دي شاتليه (Mme De Chatelet) على حدود مقاطعة اللورين (Lorraine) مدّة عشر سنوات (1734-1744) حيث كتب "رجل المجتمع" (Le Mondain) و"خطاب حول الإنسان" (Discours sur L’homme) سنة 1736 دعا فيهما إلى التسامح والأخوة والاستمتاع بالحياة.
ولم تكن تجربة فولتير مع رجال السياسة ناجحة لحدّة طبعه وجرأته فلم يعمّر طويلا في بلاط لويس الخامس عشر ملك فرنسا ولا في حضرة فردريش الثاني ملك بروسيا وهو ما أصابه بنوع من الإحباط أحيانا وعمّق لديه الرغبة في التحرّر والنأي عن مراكز السلطة والانصراف إلى التفكير والكتابة. وكان ذلك جليّا في عدد من مؤلّفاته مثل قصّة "زاديغ" التي نقل فيها تشاؤمه عبر نقد اجتماعي وديني لاذعين.
ومن أبرز مؤلّفات فولتير في هذه الفترة التي غادر فيها البلاط واستقرّ بفرنيه على الحدود السويسريّة كتابه "بحث في الأخلاق" (Essai sur les Moeurs) و"مقالة في التسامح" (Traité sur la tolérance) و"القاموس الفلسفي" (Dictionnaire philosophique) وعديد المسرحيات مثل "كانديد (Candide) و"أميرة بابل".. والقاسم المشترك بينها البحث في الإنسان والدعوة إلى إصلاح المجتمع والدفاع عن الحريات المدنية وفي مقدمتها حرية التعبير والاعتقاد..
توفي فولتير سنة 1778 تاركا ما يربو عن مائة وستين مؤلفا تناولت مختلف المواضيع المطروحة في عصره تناولا نقديا ساخرا تارة وجادا أخرى.