إننا نسيء الظن فيما يتعلق بالأخلاق، فليست هُنا من أجل العقاب ولا من أجل القمع أو الاتهام، مادام أن لتلك الأمور محاكم وشرطة وسجونًا، ولا أحد يعتبرها أخلاقية في شيء. لقد مات سقراط في السجن، لكنه أكثر حرية من قضاته بالرغم من كل شيء، تبدأ الفلسفة هنا، مثلما تبدأ الأخلاق، فهي تبدأ دومًا حيث يستحيل كل عقاب، وحيث يستعصي كل قمع، وحيث لا نكون بحاجة لأي اتهام خارجي على أية حال. إن الأخلاق تبدأ حيثما نكون أحرارًا، فهي هذه الحرية ذاتها عندما تَحْكُم نفسَها وتُقاضي ذاتَها...