لاَ أَحَدَ يَشُدُّهُ إِلَيْهِ
فِي مَسَائِهِ
الضَّيِّقِ
فَحِيْنَ وَصَلَهُ انْتِظَارُهَا
رَأَى الفَرَاغَ يَتَفَرَّسُ مَلاَمِحَهُ
وَسَمِعَهُ هَمْسَاً :
كَأَنَّهُ ...
هُوَ !
كُتْلَةُ الرَّغْبَةِ القَاسِيَةِ /
القُصْوَى
تَسْتَلْقِي
- بِكُلِّ
حَاسَّتِهَا الوَاحِدَةِ -
فَوْقَ
زَغَبِهَا المُجَفَّفِ
فَيَحْتَرِقُ هُوَ
وَلاَ دُخَانٌ لَهُ
يُرَى !
عَشْرُ دَقَائِقَ
كُلُّ سَاعَتِهِ ..
عُشْرُ ثَانِيَةٍ
لَمْ تَكُنْ ..
عُشْرُوْنَ حُفْرَةً
فِي وَاحِدَةِ
حُفْرَتِهَا ؛
أَرْبَعٌ تَوَرَّدَتْ بِسُوْقِ : آهٍ
وَالأُخْرَيَاتُ ؟
دَائِمَاً
وَحْدَهُ
فِي مَزَادِهَا !
كَيْفَ تُرِيْدُهُ نَهَرَاً
دُوْنَ مَاءٍ ؟
كَيْفَ يَقْبَلُهَا عَيْنَاً
دُوْنَ نَظْرَةٍ ؟
ثَمَّةَ انْفِصَامٌ لَمْ يَزَلْ
يَمَسُّهَا مِنْ شَرْخِ وَرْدَتِهَا
ثَمَّةَ تَرَاكُمُ سُؤَالٍ يُغِيْرُ
عَلَيْهِ :
حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ تَعِيْشُهَا
دَغْلاً
كَيْفَ يَعْبُرُ ثَوْرٌ بِبَلاَهَةٍ
فَوْقَ
هِرَّتِهَا
الشَّاعِرَة ؟
إِجَّاصَةً /
تَنَبَّأَهَا
إِجَّاصَةً /
أَتَتْ
وَلَمْ يَكُنْ لِفَمِ العَيْنَيْنِ سِوَى
لَمْحَةِ خَيْطَيْنِ يَلْتَصِقَانِ
بِرَأْسَيْهِمَا
تَحْتَاً
قَبْلَ أَنْ يَ
نْ
زِ
فَ
هُ
- وَدَاعَاً -
أَسْفَلُه !
كَأَنَّهُ عَطَشٌ
تَتَشَرَّبُهُ
فَخَّارَةٌ مَسْلُوْخَةٌ
وَلاَ عِتْقَ مِنْ ثُغَائِهَا ؛
هذَا الَّذِي
يُ
فَ
تِّ
تُ
حُنُوَّ ذِئْبِهِ
حَتَّى فِي غِيَابِهَا
وَعَمَائِه !
يُجْلِسُهَا
عَلَى
رُزْنَامَةِ المَاءِ
وَرَقَةً .. وَرَقَةً ؛
وَاحِدَةً
تَخْرُجُ مِنْ
بَيْنِ الأَصَابِعِ
أُخْرَى
تَلْتَصِقُ
بِاسْتِغَاثَةِ حُمَّاهَا
وَعَلَى الرُّغْمِ مِنْ ...
لَمْ يَنْجَحْ - بَعْدُ -
فِي تَثْبِيْتِهَا بِمِسْمَارِ رَغْوَتِه !
كَأَنَّهَا عُصْفُوْرَةُ سَهْوٍ
تَحُطُّ
- كُلَّ مَرَّةٍ -
عَلَى
شِبَاكِ سَاقَيْهِ
وَلَمْ تُلاَمِسْ
طَعْمَ الطُّعْمِ بَعْدُ !
... ،
... ،
... ،
وَلَمْ يَزَلْ وَلِيْدُهُ
فِي فُوَّهةِ يَدِهِ
؛
أَيُمْسِكُهُ
عَلَى قَلَقٍ ؟
أَمْ ..
يَدُسُّهُ
فِي الغُبَار ؟
وَرْدَةٌ .. مِنْ أَظَافِرَ
بَسْمَةٌ .. مِنْ إِبَرٍ
شَهْوَةٌ .. مِنْ شَوْكٍ
حِضْنٌ .. مِنْ سِيَاجٍ
وَ ...
سَاعَاتٌ .. بِلاَ زَمَنٍ
رَجْفَاتٌ .. بِلاَ جَسَدٍ
دَفْقَاتٌ .. بِلاَ مَرْفَأٍ
عُصَارَاتٌ .. بِلاَ رُطُوْبَةٍ
وَ ...
أُنُوْثَةٌ .. فِي وَهْنٍ
ذُكُوْرَةٌ .. فِي مَتَاهَةٍ
حَمْلٌ .. فِي نِسْيَانٍ
وِلاَدَةٌ .. فِي وَهْمٍ
أَهذِهِ كُرَّاسَةُ الحَيَاةِ
أَمْ ..
أَبْجَدِيَّةُ العَدَم ؟
- لَوْ كُنْتَنِي ...
- لَوْ كُنْتِنِي ...
وَلاَ إِنَاءَ لَهُ فِي سَرِيْرِهَا
الجَنَّحَتْهُ
لأَوِّلِ جُثَّةٍ عَابِرَةٍ ..
وَإِذْ يَمُوْتُ
فَوْقَ
كُرْسِيِّهِ
- كُلَّمَا
اشْتَهَتْ -
لاَ تَنْتَهِي مِنْ قَتْلِهِ بِدَائِهَا
السُّؤَالِِ
مِثْلَ لَمْسَةِ يَدٍ مَضْمُوْمَةٍ
عَلَى
تَنْهِيْدَةٍ
ضَائِعَة !
هَـ .. لُمَّ .. نِي كِ سْ رَ ةً
كِ سْ رَ ةً
إِذْ .. قُ طِّ عَ تْ
أَزْرَارُ عُرْيِي بِثَوْرَي يَدَيْهِ ،
وَابْدَأْ .. نِي
مِنْ غِلاَفِ
الأَثِيْرِ الَّذِي شَكَّلْتَنِي
قَالَتْهُ .. لكِنْ ؛
لَمْ تَصْعَدْ قِطَارَ جُرْأَتِهَا
وَتَرَكَتْهُ أَعْشَىً
يَقْطَعُ ضِفَّتَي سِكَّتِهَا
بِالطُّوْل !
الأربعاء يوليو 07, 2010 5:04 pm من طرف سميح القاسم