لئن كانت عبارة دور مرتبطة في الأصل بالمعجم المسرحي، فإنّ العلوم الإنسانيّة استعارتها ومنها على وجه التخصيص علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع. وكثيراً ما يُستحضر عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي رالف لينتون على أنّه هو من منح مفهوم الدّور بعده السوسيولوجي. ومفاده أنّ كلّ تنظيم يتضمّن ضرورة جملة من الأدوار المختلفة والمتمايزة "يمكن تعريفها بصفتها أنظمة إلزامات معياريّة يُفترض بالفاعلين الذين يقومون بها الخضوع لها، وحقوق مرتبطة بهذه الإلزامات"(بودونوبورّيكو، 2007، ص 288).فالدّور متعلّق باستمرار بنموذج سلوك منمّط له إلزاماته، مثل الدّور الذي يمثّله الطبيب مع ما يقتضيه من عناية بالمريض واحترامه والحفاظ على السرّ الطبّي، وما يخرج عن ذلك من سلوك لا يرتبط ضرورة بالدّور، كأن يكون الطبيب عازفاً على آلة موسيقيّة من باب الهواية أو شغوفاً بممارسة الرياضة أو الرسم... فهذا لا يعدّ منه مشاركة في دوره الاجتماعي ولا صلة له بنموذج السلوك المتوقّع والمرتبط بالمركز الذي يشغله. "إنّ تأمين دور اجتماعي يعني باستمرار ارتداء ثوب اجتماعي تماماً كالممثّل الذي يؤدّي دوراً على المسرح" (دورتيه، 2011، ص 392). وعادة ما يؤمّن الفرد الواحد أدواراً عدّة داخل النظام المجتمعي الذي ينتمي إليه، فالأب والابن والمربّي والمدير... أدوار اجتماعيّة قد تجتمع في شخص واحد وتقتضي منه التزاماً بآداب سلوكيّة مميّزة يضبطها المجتمع سلفاً.

-بدوي، أحمد زكي. (1982). معجم مصطلحات العلوم الاجتماعيّة. (ط.2). بيروت: مكتبة لبنان. ص 395

-بودون، ر.وبوريكو، ف. (2007). المعجم النقدي لعلم الاجتماع. (ط.2). بيروت- لبنان: مجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص ص 288-293