التطور و التعقيد ينفيان وجود إله خالق إن التنوع و التعقيد الظاهرين في الوجود و الحياة يمكن تفسيره بتطور المادة لان المادة في حركة دائمة, يعني لا يخفى على احد أن المادة مكونة من ذرات بها إليكترونات في حالة حركة دائمة.
و مع ذلك و بحسب العلم الحديث فإن المادة بشكلها الحالي و أيا كانت مظاهرها او تجلياتها ليست هي الشكل الأول للمادة ..
بحسب نظرية الإنفجار الكبير :
في البدء كانت الطاقة, طاقة لا نهائية الصغر في حجم رأس الدبوس حيث الكثافة و الحرارة لا متناهيتان. ثم بعد ان حدث الإنفجار بدأ الكون يتمدد و يبرد و تقل كثافته لتنشأ المادة و المادة المضادة ..
و بعد معركة طاحنة بين المادة و المادة المضادة إنتصرت المادة و سادت في كوننا. بعد ذلك و عبر ملايين السنين نشات الكواكب و الشموس و المجرات عبر تطور المادة في الكون.
ثم و عبر ملايين السنين أيضا نشات المادة الحياة في مياة الأرض و بدأت الكائنات الحية تنشأ و تتفرع. ثم و بعد ملايين السنين نشا كائن حي له أنا و ذاتية و له وعي و فكر ألا و هو الإنسان.
نحن إذن و حتى الآن في قمة الهرم التطوري للمادة, و لا نعلم ما الذي سيتطور إليه الإنسان بعد ذلك.
يعني تطور المادة بدأ من طاقة بسيطة ثم أخذ في التطور و التعقيد عبر ملايين ملايين السنين لنصل إلي المادة الواعية بذاتها و التي هي ذروة التطور و التعقيد ..
طاقة حارة كثيفة ===> مادة ===> مادة حية ===> مادة واعية ===> ؟؟؟؟
بــســيـــــــــــط ===> أعقد ===> أكثر تعقيدا ===> الأكثر تعقيدا ===> سيكون أكثر تعقيدا.
نموذج معقول و مفهوم من تطور الوجود من الأبسط نحو الأكثر تعقيدا.
لكن لو إفترضنا أن هناك إله خلق الكون و الإنسان :
هذا الإله يجب أن يكون هو الأكثر تعقيدا على الإطلاق أو هو معقد بشكل مطلق بحكم صفاته و كونه مادة حية واعية غير محدودة الوجود و القدرات. هذا الإله المعقد خلق طاقة بسيطة و تركها ملايين سنين لتبدأ دورتها في التطور و التعقيد ؟
يعني سيناريو كالتالي :
الـــــــلــــــه ===> طاقة حارة كثيفة ===> مادة ===> مادة حية ===> مادة واعية
الأكثر تعقيدا ===> بــســيـــــــــــط ===> أعقد ===> أكثر تعقيدا ===> أكثر تعقيدا ؟!!!!
هل هذا تسلسل منطقي و مقبول ؟
الله بفرض وجوده مكانه في آخر سلم التطور و ليس في أوله, بمعنى أن الإنسان هو من سيتحول إلي إله في المستقبل و ليس الإله هو من خلق الكون.
بحسب مفاهيم و علوم القرن الواحد و العشرين بداية الكون كانت بسيطة ثم راحت تتطور و تتعقد عبر الزمان و بالتالي يستحيل أن يكون إلها معقدا في بدأ نشاة الكون …
الخلاصة :
كائن مثل الله هو الأكثر تعقيدا على الإطلاق, ألا يحتاج لسلم تطوري ام أنه ظهر من العدم بهذا التطور و التعقيد ؟
المفروض أن يبدا بسيطا ثم يتطور و يتعقد اما أن يظهر في الفضاء فجاة كالنبت الشيطاني بهذا التطور و التعقيد و دون تفسير فهذا بعيد عن المنطق و العقل …
المادة من الممكن أن تكون هي الأولى و الأزلية لانها بسيطة أما الله فلا يمكن ان يكون الأول و الأزلي لأنه معقد بشكل مطلق.
يعني بمعنى أوضح : من خلق الله ؟
تقولون أن الله ليس مصنوعا لكي يحتاج إلي صانع و كانها حقيقة ..
من قال أن الله ليس مصنوعا و لا يحتاج إلي صانع : لا يوجد شيء كهذا.
الحقيقة هي أن التسلسل الطبيعي هو ان أصل الكون و الوجود يرجع إلي مواد اولية أقل تعقيدا فأقل تعقيدا إلي ما لا نهاية, و الله يشذ عن تلك القاعدة و بالتالي لا مكان له لا في العلم و لا في المنطق و العقل.
إذا ما استبعدنا المستحيلات فإن ما يتبقى أمامنا هو الحقيقة المجردة مهما بلغت درجة غرابتها.
الثلاثاء يوليو 07, 2015 4:21 pm من طرف عزيزة