08 يونيو 2013 بقلم
منتصر حمادة قسم:
الدراسات الدينية حجم الخط
-18
+ للنشر:بصدور كتاب "الجهل المقدس.. زمن دين بلا ثقافة"، يؤكد الباحث الفرنسي أوليفيه روا، أنه باحث من طراز كبير ونوعي هناك في المجال التداولي الغربي (الفرنسي نموذجا)، ومع أن الرجل اشتهر عند المتلقي العربي من خلال لائحة من الأعمال الجادة والمرجعية في تناول الظاهرة الإسلامية الحركية، ونخص بالذكر ثلاثية "فشل الإسلام السياسي"، "أوهام 11 سبتمبر"، "عولمة الإسلام" (أو "الإسلام المُعولم" كما جاء في ترجمة مغايرة.. إلا أن عمله الجديد هذا، يرتقي به مرتبة في سلم البحث العلمي الرصين. نحن في ضيافة كتاب "الجهل المقدس.. زمن دين بلا ثقافة" لأوليفيه روا، وترجمه صالح الأشمر، صدر عن دار الساقي، لندن، ط 1، 2012، وجاء في 341 صفحة من الحجم الكبير.
يتطرق المؤلف لجميع الديانات التوحيدية (اليهودية والمسيحية والإسلام)، ومعها العقائد الوضعية، لم يترك أي قارة دينية "مطمئنة البال"، خاصة أنه يعالج ثنائية العولمة والأصولية ـ نقصد الأصولية في الديانات الثلاث طبعا، ولدى باقي الطوائف والمعتقدات.. ـ كما أنه يتطرق لموضوع التحولات الدينية من هذا الدين إلى دين آخر، وهذا موضوع تطرق إليه الباحث هاني نسيره في عمل آخر يستحق التنويه، ويحمل عنوان: "الحنين إلى السماء"، حيث يرصد تحولات بعض الأقلام المحسوبة على المرجعية العلمانية، هناك في مصر المحروسة نحو التوجه الديني. قراءة الكتاب، تعفي المتلقي من مطالعة العديد من الدراسات والأعمال المُخَصّصة لملف الحركات الإسلامية (دعوية، سياسية أو "جهادية")، وهذه لوحدها، "حسنة" لا تقدر بثمن، إن لم تكن من أهم "حسنات" الكتاب، ما دامت تساعد القارئ غير المتتبع أو غير المتخصص في معرفة أسباب اختلاف طباع التديّن بين أهل الكويت وأهل كابول، عند أهل التديّن الإسلامي، وهكذا دواليك مع طبائع التديّن عن اليهود والمسيحيين..
من "حسنات" العمل أيضا، أنه يُمرر مفاتيح مفاهيمية هامة تساعد المتلقي غير المتتبع على قراءة أسباب عداء التيارات الأصولية للظاهرة الفنية، كما نعاين ذلك في المجال التداولي الإسلامي مثلا، لأن الحفر العلمي الرصين للمؤلف في ثنائية الدين والثقافة، سيفضي إلى تسليط الأضواء على العديد من النقاط والظواهر المسكوت عنها أو المغيبة من التداول البحثي أو الإعلامي. يجب التذكير أيضا في سياق التوقف العابر عند مضامين هذا العمل، أن أوليفيه روا، مرّ في طفولته من تربية مسيحية ملتزمة، قبل الانعطاف على تحولات فكرية لاحقا جعلت منه اليوم، قلما فرنسيا مرجعيا في تناول القضايا الدينية، وبالتالي في تعامله مع ثنائية الدين والتديّن، حيث إنه يؤسس تناوله هذا على الحذر المعرفي والابتعاد عن تمرير أحكام القيمة، بخلاف السائد مع أغلب المستشرقين القدامى والجدد، في أوروبا وأمريكا، مع بعض الاستثناءات الهامة التي نلمسها تحديدا لدى تيار عريض من المستشرقين الألمان على الخصوص. (هناك عمل صغير الحجم، وكبير الفائدة بالنسبة للذين يبحثون عن تقييم الاستشراق الألماني، وألفه رضوان السيد).
جاء كتاب أوليفيه روا موزعا على توطئة، ومدخل تحت عنوان "الحداثة والعلمنة وعودة الديني"، وسبعة فصول موزعة بدورها على قسمين: "اندراج الديني في الثقافة" (تضمن الفصول التالية: عندما يلتقي الديني الثقافة؛ من الحضارة إلى التعددية الثقافية، دين، عِرق، أمة؛ الثقافة والدين: القطيعة)، و"العولمة والديني"، (السوق الحرة أم الهيمنة بواسطة السوق؟ سوق الديني، وأخيرا، توحيد نمط الديني). هذه نماذج من الأسئلة المؤرقة والمؤطرة لهذا العمل القيم، كما نطلع عليها في مدخل الكتاب: لماذا يصبح عشرات الآلاف من المسلمين في آسيا الوسطى مسيحيين أو شهود يهوه؟ وكيف أمكن لكنيسة بروتستانتية إنجيلية أن تتجذر في المغرب أو الجزائر؟ ولِمَ تحقق الإنجيلية البروتستانتية اختراقا مدهشا في البرازيل ـ بلغ عدد أتباعها 25 مليونا في عام 2007 ـ أو في إفريقيا الغربية؟ وكيف نُفسر كون الخمسينية أو العَنْصَرِيَّة هي الدين الأسرع نموا في العالم؟ ولم تستهوي السلفية الجذرية شبانا أوروبيين، بيضا أو سودا؟ وكيف أضحت القاعدة التنظيم "الإسلامي" الذي يضم أكبر نسبة مئوية من المتحولين إلى الإسلام؟ وعكسيا، لماذا تجد الكنيسة الكاثوليكية كثيرا من العناء في الاحتفاظ برعاياها وتشهد هبوطا في عدد المُلبين لدعوة الرب في الغرب؟ ولِمَ باتَ المدافعون عن التقليد الأنغليكاني المحافظ هم اليوم نيجيريون وأوغنديون أو كينيون، في حين يؤيد كبير أساقفة الكنيسة الإنكليزية، رويان ويليامز، اعتماد الشريعة الإسلامية في القانون المدني للمسلمين البريطانيين ويجيز رسامة الكهنة المثليين؟ ولماذا تنكفئ الكنائس الأرثوذكسية على الهويات القومية، بخلاف البروتستانتية، وعلى غرار الهندوسية؟
لم تسلم العديد من الأطروحات الفكرية المروج لها خلال العقدين الأخيرين من المطرقة النقدية للمؤلف، لعل أبرزها أطروحة "صدام الحضارات" بتعبير صامويل هنتنغتون (أو "الحرب الحضارية" بتعبير المهدي المنجرة)، حيث اعتبر أوليفيه روا أن نظرية صدام أو حوار الحضارات لا تتيح فهم هذه الحركات المزعزعة التي تخلط الخرائط والأقاليم والهويات، وتحطم الروابط التقليدية القائمة بين الدين والثقافة، مُطالبا مروجي هذه الأطروحات بالحفر النقدي في مآلات انفصال الدين عن الثقافة، أو انفصال الدين عن جذوره الثقافية؟ أو على نحو أبسط، كما يتساءل روا: لِمَ تبدو الأديان اليوم وكأنها هي التي تضطلع بإعادة ترتيب للهويات؟
في إطار البحث عن أجوبة مُقنِعة للأسئلة المُركبة التي افتتحَ بها المؤلف عمله هذا، توقف عند مقتضيات أهم فرضيات الساحة: تُفيد الأولى أن العلمنة سيرورة حتمية، وكونها شرطا للحداثة ونتيجة لها في آن؛ في حين تُفيد الثانية أن عودة الديني، تُجسّد صرخة ضد حداثة مستلبة أو وهمية، أو نوعا ما أشبه بصيغة مختلفة للدخول في الحداثة، ويضيف روا أن الأمر لا يتعلق بجدل فكري صرف، لأنه في فرنسا، نجده في صلب النزاع حول اللائكية، من خلال عدم الحسم مع ازدواجية نظرية وعملية: هل ينبغي فرض اللائكية في مقابل الدين، وعلى حساب الحرية الفردية إذا اقتضى الأمر؟ أم إن التجديد الديني ما هو إلا انعكاس للتنوع، والغنى وللحرية الإنسانية؟ لولا أن هذا الجدل ينطوي على سوء فهم كبير: فالعلمنة لم تنسف الديني، وهي إذ تَفصِل الديني عن بيئتنا الثقافية فإنها تُظهره على العكس كديني محض. وقد عملت العلمنة عملها في الواقع: فما نشهده إنما هو إعادة صياغة مناضلة للديني في فضاء مُعَلَمن أعطى الديني استقلاله الذاتي وتاليا شروط توسعه: لقد أرغمت العلمنة والعولمة الأديان على الانفصال عن الثقافة، وعلى أن نعتبر نفسها مستقلة وتعيد بناء ذاتها في فضاء لم يعد إقليميا وبالنتيجة لم يعد خاضعا للسياسي. وينجم فشل الديني إسلاميو، حكومة دينية من أنه أراد منافسة العلمنة في ميدانها الخاص: الفضاء السياسي (أمة، دولة، مواطن دستور، نظام قانوني).
بهذا المعنى والاجتهاد الذي سَطره المؤلف، لا تعدو "عودة" الديني أن تكون من قبيل الوهم البصري: يجدر الحديث عن تحول الدين أمكن للرؤية وغالبا ما يكون منحرفا في آن، والأحرى أننا نشهد إعادة صياغة للديني لا عودة إلى ممارسة سلفية مهجورة إبان معترضة العلمنة، والملاحظ ـ كما نعاين ذلك بشكل جلي في الساحة العربية ـ أن هذه الاتجاهات تتماشى مع الرغبة في أوسع إمكانية رؤية الفضاء العام، وإحداث قطيعة بينة مع الممارسات والثقافات المهيمنة، ومن هنا تضطلع الأصولية بالقطيعة الثقافية، حيث يعتبر الأصولي ـ أو الإسلامي الحركي ـ أن معيار الانفصال هو الإيمان: لا نتقاسم إلا في الإيمان، أما التوافقي فيرى أن المؤمن يمكن أن يتقاسم ثقافة وقيما مشتركة مع غير المؤمن. بخصوص موضوع التحولات عن/ من دين إلى آخر، فإن مفردة تحول هنا يقصد بها حصرا تغيير الدين، فالمرء لا يتحول عن دين إلى ثقافة، ولعله يتكيف معها، أو يتعلمها، وتدل فجائية التحول دلالة واضحة على الانفصال بين ثقافة ودين، ولهذا السبب يعامل التحول غالبا معاملة المشتبه في أمره المتحول الخائن (عائد إلى الهرطقة مثلا، مارق، مُتمرد، جاحد..) في نظر شركائه القدامى في الدين، وحديث عهد بالدين الجديد، تبقى حماسته مدعاة للريبة في نظر إخوانه الجدد؛
كما يرى روا أن التحولات الدينية كانت موجودة على الدوام، لكن التحولات الكثيفة كانت جماعية بوجه عام وحصلت في سياقات سياسية معينة (فتوحات، إستراتيجية إدماج، تعبير عن هويات محلية)، والجديد اليوم غَلَبة التحولات الحاصلة بناء على اختيار فردي وفي سياقات بالغة التنوع، كما أنها تتصف بالكثافة وتتساوق مع الاندفاع السريع للتيارات الدينية الجديدة، التي تنتشر إما داخل الأديان القائمة ـ كما هو السائد مع حركات كاريزماتية وإنجيلية في المسيحية على حساب الأشكال الأكثر ليبرالية أو التقليدية، وانتشار السلفية في الإسلام ـ وإما على شكل أديان جديدة، غالبا ما تنعت بأنها "بِدع"، لولا أن الظاهرة الرئيسية في هذه التحولات هي الانفصال بين الديني والثقافة، أي إن الأديان تجتذب الأتباع من خارج الثقافات المقترنة بها تقليديا، أو ذات تأثير على صعيد فقدان الهوية الثقافية غير متبوع يتثاقف: إنها بنفسها عن كل من الثقافات المكتنفة، المعتبرة دنيوية جدا، لا بل وثنية حتى، من غير أن تغدو مع ذلك هي المروجة للثقافات الجديدة.
بالنتيجة، لم يعد ثمة اتصال تلقائي بين ثقافة ودين، وغَدَت المعالم الدينية طليقة وعائمة، بل سوف تزداد التوترات حدة مع انتشار حالات التحول وتغيير الدين في العالم اليوم، إلى أن تحل اللحظة التي يصبح فيها الفصل بين الأديان والثقافات مستقرا في الأذهان: إن التحولات هي مفتاح لفهم ما يحدث، غير أن تعميمها المحتم سيكون أيضا الدليل على أن الأديان ستحيى من الآن فصاعدا على هواها في ما يتعدى الثقافات، وأن صدام/ حوار الحضارات ذائع الصيت، الذي يفترض وجود علاقة دائمة ومتبادلة بين الثقافة والديني، يبقى استنتاجا/ حلما عقيما، والخطاب موجه هنا بالطبع إلى مروجي أطروحة الصدام، ومعهم مُرَوجو خطاب الحوار بين الأديان والحضارات، لنقل أنه خطاب نقدي يروم التنبيه إلى ضرورة تفكيك ثنائية الديني والثقافي قبل الحديث عن صدام الحضارات أو حوار الأديان، وما جاور هذه الشعارات والمشاريع.
بخصوص تعقد الخريطة الدينية في عالم العولمة ـ منذ الأزل في الواقع ـ يَخلصُ المؤلف إلى أن اللامساواة بين الأديان حيال العولمة تُفسر برحابة الخيارات المتخذة في عمله هذا، على اعتبار أن الأمر لا يتعلق بمبحث عام في العلاقات بين الدين والثقافة، ولعل هذا يفترض إحاطة شاملة مستحيلة وتَبحرا يُقر بعدم امتلاكه رغم رصانة مبحثه، وإنما المراد هنا، انطلاقا من عدد معين من الحالات، النظر في العلاقات بين الدين والثقافة كيف تتركب مجددا اليوم، وما الذي يعنيه ذلك فيما خص فهمنا للظاهرة الدينية. ولا ريب في أن ذلك يناسب في المقام الأول "الأديان الكبرى" ـ أي الديانات التوحيدية الثلاث ـ تلك التي عرفت عبر التاريخ سيرورات توسع عن طريق الفتوحات أو الاعتناق، وظواهر انتقال في ثقافات مختلفة، وإزالة للصفة الإقليمية والتفرغ إلى ثقافة دنيوية (مسيحية، إسلام، بوذية، هندوسية، يهودية)، ويمكن إضافة حالات تاريخية، أقلها إن لم نقل أبرزها اليوم، ظهور حالات طريفة وصادمة في الواقع لمعبودات ومعتقدات جديدة، من المطربة الأمريكية مادونا إلى بطل الروايات البريطاني هاري بوتر مرورا بعيد جميع القديسيين وشيفرة دافتشي للروائي دان بوران، لا من حيث كونها أديانا جديدة، ولكنها تجعل من المعتقدات الوثنية الجديدة خلفية الثقافة المعاصرة، مُقللة بذلك شأن الأديان الكبرى التي تغذو مسوخا بسيطة للمعتقدات الجديدة، ولقد فوجئت الكنيسة الكاثوليكية بالنجاح الذي حققته "شفيرة دافتشي" لا لأن الرواية تُدمر من الداخل اللاهوت المسيحي فحسب، بل لأنها تجعل من الكنيسة الكاثولكية بدعة، ومكيدة.
نأتي لخلاصات هذا العمل القيم، والذي نحسبه أحد المراجع العلمية في موضوع التحولات الدينية، ونكتفي ببعض الإشارات الدالة من باب حسن خاتمة العمل؛ نقرأ لأوليفيه روى الإشارات التالية، تيمنا بإشارات ابن سينا، في مجالنا التداولي الإسلامي، فيما مضى من زمن الرقي والتحضر والعلم والإبداع الذي ينفع الناس:
1 ـ يستعيد الديني خلسة الخطاب متعدد الثقافة مُتموضعا كأقلية ثقافية عن طريق المعيار الديني المفصول عن كل سياق: يمتزج الديني والثقافي مجددا ولكن الديني هو الذي يُقدم المعيار الثقافي؛
2 ـ استحواذ مجموعة محلية على الدين مجددا قد يأخذ شكل الأرثوذكسية المتطرفة من قبيل الأصولية، أي إنكار الاختلاف الثقافي نفسه؛
3 ـ أسست العولمة سوقا عالميا للديني، فيدور الكلام إذا على "مستهلكين" أي أناس لديهم طلب تتعين تلبيته بصدد الحاجات الروحية ويجدون أمامهم تشكيلة من المنتجات متنوعة وسهلة المنال، حيثما وجدت في العالم، أو يكاد: السوق لم يعد مُقيدا؛
4 ـ كان من أثر الانفصال بين المعالم الدينية والمعالم الثقافية أن أتاح بوجه خاص إمكان استهلاك منتج ديني من دون حاجة إلى معرفة الثقافة التي أنتجته؛
5 ـ نشأ في العالم الإسلامي تاريخيا فضاء ثقافي مستقل ذاتيا، لكنه كان بانتظام عرضة لسهام أصولية متلفة للآثار الفنية، ومعادية للثقافة، من الموحدين إلى طالبان مرورا بالوهابيين [السلفية الوهابية]، أو حركات توفيقية ترتاب، بحق وفقا لوجهة نظرها، في فكرة الثقافة نفسها؛
6 ـ فقدان الهوية الثقافية هو فقدان البداهة الاجتماعية للدين، ومن الآن فصاعدا يعيش المؤمنون فيما بينهم كأقليات محاطين بثقافة دنيوية، ملحدة، إباحية، مادية،، اختارت آلهة مُزيفة: المال، الجنس، أو الإنسان نفسه.
7 ـ التنازل عن قيم الثقافة يعني التنازل عن الإيمان والهوية الدينية، وبالعكس، ولكن الثقافة الدنيوية في العالم العربي هي في الوقت عينه فارغة وتزداد فراغا، وتختفي تحت الضغط المزدوج للسلفية من جهة، وللتغريب من جهة ثانية.
كتاب ننصحُ به، في سياق الاجتهاد الجماعي، المحلي والإقليمي والكوني لتفكيك خطاب مجموعة من المشاريع المجتمعية التي تنهل من مرجعية دينية أو طائفية، هنا أو هناك، ومن سخرية الأقدار الإلهية، أن تُجسّد العديد من مضامين التي يحفل بها هذا العمل الرصين، الصادر قبل اندلاع أحداث "الربيع العربي"، مفاتيح مفاهيمية نوعية تساعد المتتبع على قراءة بعض أسباب ما نُعاينه اليوم في المنطقة العربية من فوضى وفتنة لا يبعثان على الاطمئنان، على الأقل عند أهل النظر والتفكر والبحث.. ومن يدري، قد تساعد نفس المضامين ـ وعلى غرار ما نعاينه في أعمال العقول الكبيرة ـ المتلقي غير المتخصص على إعادة قراءة أحداث الساعة بأعين مغايرة تماما.