19 يناير 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر: أنا ضمير المتكلّم المفرد، والمراد بـ"أنا" في الفلسفة العربيّة الإشارة إلى النفس المدركة (صليبا، 1982، ج1، ص 139). أمّا في الفلسفة الحديثة، فلكلمة "أنا" معانٍ عدّة، منها ما هو نفسي وأخلاقي، إذ تعني في الفلسفة التجريبيّة مثلاً الشعور الفردي الواقعي، يقول كوندياك: "إنّ أناه (أنا التمثال) هو في آن وعي ما هو عليه، وذكرى ما كان عليه... فليس أناه سوى مجموعة الأحاسيس التي يشعر بها وتلك التي تذكّره بها الذاكرة" (لالاند، 2001، مج2، ص 824). ومن معانيها أيضًا ما هو أنطولوجي إذ يشار بها إلى "واقع مستديم وثابت يعتبر أساسًا راسخًا للأعراض المتزامنة والمتعاقبة التي تشكّل الأنا التجريبي العملي" (لالاند، 2001، مج2، ص 824).. وأمّا في المنطق، فيقصد بـ"أنا": "ذات مفكّرة" أو "المدرك من حيث إنّ وحدته وهويّته شرطان ضروريّان يتضمّنهما تركيب المختلف الذي في الحدس، وارتباط التصوّرات التي في الذهن" (صليبا، 1982، ج1، ص ص 140-141).
و"الأنا" في علم النفس إشارة إلى الذات من حيث وعيها بذاتها؛ فهي مركز الشعور والإدراك الحسّي والعقلي، وتتمثّل وظيفتها في محاولة التوفيق بين مطالب الهو؛ أي الدوافع الفطريّة والغريزيّة، وبين مطالب الأنا الأعلى والظروف الخارجيّة أو الواقع. فهو يتحرّك في ضوء مبدأ الواقع. يقول فرويد: "إنّ الأنا يبذل كلّ ما في وسعه في سبيل حمل العالم الخارجي على التأثير في الهو وفي نزعاته، وهو يسعى إلى وضع مبدأ الواقع في مكان مبدأ اللذّة". وفي علم نفس الطفل "يقصد بمرحلة الأنا مرحلة النفي التي تظهر في السنة الثالثة من عمر الطفل تقريبًا، إذ يصبح الطفل قادرًا على الإشارة إلى ذاته بعبارة "أنا" مبرزًا وعيه الشخصي بذاته إزاء إرادة الغير المضادة لإرادته وإزاء اللاأنا أو العالم الخارجي." (سعيد، 1994، ص 57).
انظر:
- سعيد، جلال الدين. (1994)، معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة، تونس: دار الجنوب للنشر.
- صليبا، جميل. (1982)،
المعجم الفلسفي، بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة.
- لالاند، أ. (2001)،
موسوعة لالاند الفلسفية، ترجمة: خليل أحمد خليل، ط2، بيروت- باريس: منشورات عويدات.