انزلقت الولايات المتحدة في شبكة من التناقضات والصراع الطائفي في الشرق الأوسط مرة أخرى، حيث ما زالت طائراتها الحربية في العراق، فضلا عن الدور الذي تلعبه في سوريا والحرب التي تشهدها دمشق منذ عدة سنوات، كذلك لواشنطن دور بالغ التدمير في ليبيا، وأخيرا تقوم واشنطن بتبادل المعلومات الاستخباراتية، والخدمات الاستشارية والدعم اللوجستي للغارات الجوية التي تشنها المملكة العربية السعودية، ودول الخليج ودول عربية أخرى من بينها مصر في اليمن.
وفي هذا السياق، قال موقع “جلوبال ريسرش” البحثي إن الولايات المتحدة تستكمل مسلسل دمارها في البلدان العربية كما في العراق وليبيا وسوريا والصومال واليمن، ولكن الكثير من الأمريكيين لا يشعرون باللوم، نظرا لأن وسائل إعلامهم والنظام السياسي والشركات تصور لهم أن حكومتهم على حق للتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهي دائما على حق في كافة مزاعمها، فهم يتصرفون مثل تروس الزمبي في آلة الموت، ويضيف الموقع أن الامبريالية الأمريكية وحرب الإرهاب في نهاية المطاف على خطأ والاستمرار بها يدمر أمة بعد أخرى.
ويشير “جلوبال ريسيرش” إلى أن الولايات المتحدة استخدمت قاعدة “آل العند” الجوية في اليمن كمنطقة انطلاق لهجمات الطائرات بدون طيار والتي قتلت نحو ألف شخص منذ عام 2009، وارتكبت تلك الجرائم تحت ستار مكافحة الإرهاب، والآن هي مع صديقتها السعودية لدعم الهجمات ضد اليمن، موضحا أنه برغم تهديد السعودية بتنفيذ اجتياح بري بمساعدة مصر في اليمن، ولكن لن تفكر في هذه العملية البرية دون أخذ الضوء الأخضر من واشنطن.
ويرى الموقع الكندي أن قصة اليمن والتحالفات الدولية والمتغيرات جلبت اليمن إلى حرب أهلية معقدة، ولكن الأمر فعليا مربك، وما هو مؤكد أن الإمبريالية الأمريكية والحرب على الإرهاب هما سببان يدمران أمة بعد أمة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تلجأ إلى القوة الغاشمة، والنتيجة مزيد من القتلى في العراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن، والقرارات التي تقود إلى القتل مستوطنة في السياسات الأمريكية.
ويؤكد الموقع أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” وأسلافه يستمرون في خلق مزيد من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، لأن هدف الولايات المتحدة الأخير هو المعاناة الإنسانية، موضحا أن الولايات المتحدة استخدمت الجماعات التكفيرية في ليبيا لإسقاط حكومة العقيد “معمر القذافي” بالإضافة إلى مساهمتها في مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، وهي تحارب مع تنظيم القاعدة وداعش في سوريا وهي ضد نفس التنظيمين في العراق.
ويعتقد “جلوبال ريسيرش” أن واشنطن اختارت قبول اسقاط نظام “مبارك” في مصر، وهي الآن تدعم الرئيس السوداني مجرم الحرب المشارك في نفس الجانب من حرب اليمن، فعندما تسيطر الإمبريالية تتحول الأحداث بشكل أكبر من المتوقع، مؤكدا أن الفوضى هي تعريف حقيقي للسياسة الخارجية الأمريكية، والتحالفات المتغيرة تبدو غريبة، ولكن الأمر يجعلنا ندرك قدرات الولايات المتحدة على توسيع نطاق عملها في أي مكان تريده.
ويضيف الموقع أن قليل من الأمريكيين يعرفون شيئا عن السعودية واليمن، ولكنهم فخورين بحكوماتهم في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن، مشيرا إلى أن اليمن الآن بؤرة الإمبريالية الأمريكية.