** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق منزلة النصّ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عزيزة
فريق العمـــــل *****
عزيزة


التوقيع :  منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق	  منزلة النصّ 09072006-161548-3

عدد الرسائل : 1394

تاريخ التسجيل : 13/09/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

 منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق	  منزلة النصّ Empty
27062015
مُساهمة منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق منزلة النصّ

منزلة النصّ 
 
 منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق	  منزلة النصّ 613165
د. سعيد عدنان 
 
 
 
أريد أن أتبيّن منزلة " النصّ " في إحسان العربيّة ، وإجادة التعبير بها نطقاً وكتابة . وليس بخافٍ ما تردّت إليه اللغة العربيّة عند أهلها ؛ فقد اضطربت على الألسن ، مثلما اضطربت على الأقلام . أريد أن أتبيّن أسباب الاضطراب ، وأن أقترح سبيل العلاج . والأمر كلّه ، بجملة واحدة ، هو أنّ إغفال النصّ الأدبي في دراسة اللغة ، والخروج إلى ما سواه قد أفضى إلى أن تتردّى اللغة في مهاوي الركاكة ، شيئاً فشيئاً ، وأن يضعف مبناها ، ويختلّ معناها عند أهلها . 
كانت العربيّة في ما قبل الإسلام تجري على جبلّة أهلها ؛ إذ ينشأ الناشئ منهم في بيئة فصيحة ، تُنزل الألفاظ منازلها ، وتحسن التعبير بها عمّا تريد ؛ فلا يتطرق إلى الأذهان زلل ، أو فهاهة . ذلك أنّ البيئة كانت عربيّة ، ليس فيها ما يصرف الناس عن لغتهم . وكلّ أبنائها يلتقون عند قدر جامع من الفصاحة والبيان ، ثمّ يكون ، من بعد ، للشعراء ومن إليهم مزيّة أخرى في سعة اللغة ، وبلاغة تأليف الكلام . 
وطريق التفاضل ، يومئذٍ ، في تملّك اللغة إنّما يكون ، بعد الجبلّة ، برواية الشعر ، وحفظ بليغ الكلام ؛ ذلك أنّ الرواية والحفظ يُغذّي كلٌّ منها ملكة اللغة ، وينهج بها سبيلها ، ويجعلها على جادة العربيّة ؛ تُبين بها ، بل تبلغ من البيان أبعد مداه .
وقد عرف الشعرُ العربيّ قبل الإسلام الشعراءَ الرواةَ كمثل زهير إذ كان راوية أوس بن حجر ، وكمثل كعب بن زهير إذ كان راوية أبيه زهير ، وكالحطيئة وروايته عنهما ، ثمّ يجيء في الإسلام هدبة بن الخشرم فيتمّ الرواية في سلسلتها . وقد أدرك النقّاد من شعر هؤلاء الإجادةَ ، والاستواءَ ، والخلو ممّا ينبو ، والبعد عن مرذول القول . وكان الشاعر الراوية أعلى منزلة من الشاعر الذي لم يزاول الرواية ؛ ذلك أنّ من يروي الأشعار فإنّما يصقل ملكته بها ، ويتعلّم منها مناحي القول ؛ وإنّما الرواية أجلُّ مدارس البيان ، وأعلاها قدراً . وقد كان من شأن أولئك الرواة الشعراء ؛ العناية بقصائدهم ، وتقليب وجوه الرأي فيها حولاً كريتاً ، والصبر على التجويد ؛ حتّى تخرج القصيدة من بين أيديهم نضيجة مستوية محكّكة ، عليها رونق البلاغة ، وسيما الفصاحة . وقد نعت الأصمعي أولئك الشعراء بعبيد الشعر . أي الذين يُجلون مقام الشعر ، ويفونه حقّه كاملاً غير منقوص . وممّا له دلالة سنيّة أن يجيء طه حسين ، من بعد الأصمعي بقرون ، فيقول : إنّي أحبّ عبيد الشعر! 
وبقيت للرواية بعد الإسلام منزلتها ؛ فمن رام قول الشعر كان عليه أن يروي شعر الفحول ممّن سبقه ؛ يحفظه ، ويتفهّمه ، ويتشرّب المعاني وطرائق البيان ؛ حتّى إذا قال الشعر قاله صحيحاً مستقيماً جارياً على أصوله . 
وكلّ شعراء الإسلام إنّما كانوا يروون شعر الجاهليّة ؛ وعندهم أنّ مقادة الكلام لا تسلس لهم من دون الرواية والحفظ .
ومثلَ الشعراء كان الكتّابُ ، الذين نشأوا مع نشوء الدولة العربيّة الإسلاميّة ، إذ طفقوا يحفظون روائع النثر ؛ من بليغ الخطب ، ورفيع الأمثال ممّا هو مستودع اللغة ، وذخيرتها . 
وقد قيل لعبد الحميد الكاتب : ( ما الذي خرّجك في البلاغة ؟ فقال حفظ كلام الأصلع ، يعني عليّ بن أبي طالب . ) وبيّنٌ أن من سأل عبد الحميد كان يعتقد أنّ البلاغة لا تجيء على الفطرة وحدها ، وأنّها لا بدّ فيها من التخريج والتأديب ؛ ولا يكون ذلك إلّا بحفظ نفيس الكلام .
وقد كان الكتابُ العزيز أوّلَ مورد يرده من يروم الخطابة ، أو الكتابة ؛ وآثاره واضحة في خطب الصدر الأوّل ؛ فكلّهم قد حفظ القرآن الكريم ، ووقف على سموّ بلاغته ، وراض نفسه على أن يدنو من بيانه .
وكان قد استقرّ عند أعلام الأدب ؛ أنّ الشاعر لا يتخرّج إلّا بحفظ الأشعار وروايتها ؛ فلقد رُوي أنّ أبا نواس في أوّل عهده بالشعر قصد أبا محرز خلفاً الأحمر يسأله الرأي ؛ فقال له خلف : اذهب واحفظ خمسين ألف قصيدة ، فذهب أبو نواس وحفظ ، ثمّ عاد إلى خلف وقال له : قد حفظت . فقال له : اذهب وانسها ؛ فذهب أبو نواس يلهو حتّى تناسى ما حفظ ؛ ثمّ عاد إلى خلف وقال له : قد نسيتها ؛ فردّ عليه : الآن قل الشعر ! يقول أبو نواس ؛ ما أردت شيئاً من الشعر بعد ذلك فاستعصى عليّ !
وحدّث عنه ابن المعتز في طبقات الشعراء قائلاً : ( وحدّثني ناس عن أبي نواس أنّه قال : ما ظنّكم برجل لم يقل الشعر حتّى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى فما ظنّكم بالرجال ؟ )(ص 194 )
وكذلك شأن غيره ممّن كان يروم مزاولة الكلام ، ويتطلّب الفصاحة والبلاغة . 
لقد كان حفظ الشعر والنثر شرطاً لا يستقيم من دونه حسن استعمال اللغة ، والبيان بها .
وقد كانت اللغة يومئذٍ ، في القرون الأولى ، وثيقة الصلة بالحياة ؛ لا تنفصل ألفاظها عمّا تدلّ عليه . وكان الفكر حيّاً قويّاً يخوض غمرات التجربة الإنسانيّة كلّها من دون حذر أو وجل ؛ فلا غرو أن تكون اللغة مثله في القوّة والحيوية . 
وكلّما كان الفكر حيّاً خصباً كانت اللغة حيّةً خصبةً ، أمّا إذا انطفأ الفكر ، وخبت جذوته فإنّ اللغة تيبس ، وتنطوي على نفسها ، وتنفصل شيئاً فشيئاً عن الحياة .
لقد بقيت العربيّة حيّةً مشرقةً على الألسن والأقلام حتّى تقهقرت الأمّة ، ، وفاتها مكانُ السيادة ، ودبّت أقوام أخرى فبسطت نفوذها على الأرض ، وجعلت العرب تحت جناحها ؛ فجفّ الفكر ، وغاضت ينابيعه ، ولقيت العربيّة من ذلك ما آذاها ، وأضرّ بها . 
وقد مرّت قرون من الظلام ؛ ضعفت فيها اللغة عند أهلها ، وشاعت لهجاتٌ بين الناس ، وقلّ من بقي حريصاً على سلامة العربيّة وفصاحتها ؛ حتّى مطالع عصر النهضة إذ شرعت الأمّة تستفيق ، وتسعى أن تستردّ ما كان لها ، وأن تحيي لغتها ، وتجعلها قادرة على مواكبة العصر .
وقد سلك رادةُ النهضة سبيل الرجوع إلى أعصر العربيّة الأولى ؛ يتزوّدون منها ، ويجعلونها منطلق الإحياء ، واستعادوا مبدأ تعلّم العربية القديم : حفظ الأصيل الجميل من النصوص ؛ فحفظوا من الشعر الجاهليّ ، والإسلاميّ ، والعبّاسيّ شيئاً كثيراً ؛ أدّى إلى استقامة ألسنتهم ، وفصاحة أقلامهم . وكان محمود سامي البارودي عَلَم الإحياء الأدبي ، وكلُّ من جاء بعده سلك سبيله في الرجوع إلى منابع اللغة . 
وكلُّ نهضة إنّما تبدأ باللغة ؛ ترعاها ، وتصلح من شأنها حتّى ينهض الفكر بها . وقد شهد القرن التاسع عشر ، في نصفه الثاني ، من الإمام محمّد عبده مجدّداً في الفكر والدين واللغة ؛ وقد كان من حميد أثره في ساحة اللغة ؛ أن أدخل كتابي عبد القاهر الجرجاني : دلائل الإعجاز ، وأسرار البلاغة إلى الأزهر الشريف ، وهما ما هما ؛ في إدراك البيان وتذوّق الأدب الرفيع . وأدخل معهما الأدب من شعر ونثر ، وصارت له حلقة في الأزهر تدرّسه . وقد كان ألمع من وقف درسه في الأزهر الشريف على الأدب ؛ يدرّس الشعر القديم ، ويشرحه ، ويجعله دانياً من طالبيه ؛ هو الشيخ سيّد بن علي المرصفيّ ، الذي تخرّج به جلّة شيوخ الأدب في مطالع القرن العشرين كمثل طه حسين ، والزيّات ، ومحمود محمّد شاكر ، وغيرهم . وكانت طريقته خير طريقة في تكوين الملكة الادبيّة ، وصقل الذوق ، وتعليم الكتابة ؛ يقول طه حسين عن المرصفي ومذهبه : ( مذهب الأستاذ المرصفي نافع النفع كلّه إذا أريد تكوين ملكة في الكتابة وتأليف الكلام ، وتقوية الطالب في النقد وحسن الفهم لآثار العرب . ) . وهو خير منهج يصل الدارس بتراثه العربيّ القديم ، ويجعله على بصيرة في الأدب القديم . وقد كان لهذا النهج الآثار الحميدة في ما شهده الأدب العربيّ الحديث ، وشهدته الثقافة كلّها في مطالع القرن العشرين ؛ من وضوح البيان ، وحسن بلاغته .
غير أنّه لم يقدّر لهذا المنهج في دراسة الأدب أن يبقى حيّاً ؛ إذ سرعان ما أفل ، ونشأ منحيان آخران في معالجة الأدب ؛ الأوّل : تاريخ الأدب ، والثاني : معالجة الأدب العربيّ بمناهج النقد الأوربيّ . وقد نحّى كلٌّ منهما " النصّ " وصبّ عنايته على أمر آخر . فلقد عُني تاريخ الأدب بالبيئة ، والسياسة ، وشؤون العصر ، وأخبار الأديب ، وبكلّ ما يقع في السياق ، واكتفى من النصّ بالشاهد اليسير . وصار الدارس يقف عند العصر وتاريخه أكثر ممّا يقف عند النصّ وتذوّقه . ونشأت أجيال لا تحفظ من الآثار القديمة شيئاً . ثمّ اتّجهت العناية نحو مناهج النقد حتّى تقدّم المنهج على النصّ ، وأضحت الغاية أن يبسط المنهج وعناصره ، ثمّ يُؤتى بالشاهد اليسير على كلّ ركن من أركانه ؛ وكأنّ المراد أوّلاً المنهج وليس النصّ ! 
لقد وقف هذان المنحيان : تاريخ الأدب ، والإقبال على مناهج النقد ؛ يحولان بين القارئ والنصّ ، ويزهّدان الناشئة بالحفظ ، وتأمّل النصوص ، ويُريان الدارسين أنّ المعرفة الصحيحة إنّما تكون في ما يأتي به تاريخ الأدب ، أو ينبثق عن مناهج النقد . 
ولا ريب في جدوى تاريخ الأدب ، ولا ريب في جدوى مناهج النقد الأدبيّ ، ولكنّ لا يصحّ أن يُبعدا المنهج القديم القائم على الحفظ ، والشرح ، والتذوّق ؛ إذ هو وحده القادر على تكوين الملكة اللغوية !
لقد أدرك اللغةَ الضعفُ حين ابتعد الناشئة عن حفظ الآثار الأدبيّة القديمة ، وتأمّلها ، وتذوّقها ؛ ولكي يرجع للغة بيانها ، وترجع إليها متانتها ، وفصاحتها لا بد من أن يستعاد المنهج القديم في تلقي اللغة ، وتذوّق آثارها ، ويجعل إلى جوار المناهج الحديث في دراسة الأدب ونقده . 
أقول : لا بدّ من حفظ النفائس حتّى ترجع اللغة حيّة مشرقة ؛ وأوّل ما ينبغي حفظه : القرآن الكريم ؛ تُحفظ آياته وسوره مع تفهمها ، والوقوف على أسرار البيان فيها ، ويُحفظ من الشعر القديم مع شرحه ، والوقوف على جوهر البيان فيه ، ويُحفظ أشياء من النثر . 
ولا بد أن تُعنى مناهج الدراسة في المدارس أوّلاً ، وفي الكليّات ؛ في أقسام اللغة العربيّة ؛ أقول لا بد أن تُعنى بالنصوص وحفظها وتذوّقها ، وأن يكون لها المحل الأوّل في مدار الدراسة ، وألّا يتقدّم عليها ما سواها.
إنّ سبيل رعاية العربيّة ، وحسن القيام عليها لا يكون إلّا بإنزال " النص " منزلته الرفيعة ، وتقديمه على ما سواه ...!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق منزلة النصّ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

منزلة النصّ postauthoriconالكاتب: د. سعيد عدنان | طباعة | أرسل إلى صديق طواحين الورق منزلة النصّ

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: